الفهرس

فهرس الفصل الأول

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

على خطى الوحدة

ولا يخفى أن جمع الكلمة والإبقاء عليها بحاجة إلى تجنب السلبيات ويحتاج إلى الإيجابيات، ولذا أكثرت في الروايات لزوم نصيحة المسلمين، والاهتمام بأُمورهم، وإدخال السرور عليهم، وقضاء حوائجهم، والسعي في حاجاتهم، وتفريج كربهم وإكرامهم، والبر بهم وخدمتهم، ومعونتهم بالجاه والمال ونصيحتهم وما إلى ذلك مما هي فوق التواتر، وإليك جملة منها:

فعن الهاشمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من لم يهتم بأُمور المسلمين فليس بمسلم)(1).

وعن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين فليس بمسلم)(2).

وعن عاصم الكوفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم)(3).

وعن الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة)(4).

وعن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أنسك الناس نسكاً أنصحهم جيباً وأسلمهم قلباً لجميع المسلمين)(5).

وعن أبي عبد الله (عليه الصلاة والسلام) في قوله عزَّ وجلّ: (قولوا للناس حسناً) قال: (قولوا للناس حسناً ولا تقولوا إلاَّ خيراً حتى تعلموا ما هو)(6).

وعن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في قول الله عزَّ وجلّ: (وقولوا للناس حسناً) قال: (قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يُقال لكم)(7).

وعن تميم الداري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من يضمن لي خمساً أضمن له الجنة؟ قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: النصيحة لله عزَّ وجلّ، والنصيحة لرسوله والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لدين الله والنصيحة لجماعة المسلمين)(8).

وعن أبي عبد الله (عليه الصلاة والسلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعظم الناس منزلة يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه)(9).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سروراً)(10).

وفي رواية أُخرى عن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) يقول: (سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس)(11).

وعن الصَّادق (عليه السلام) (في قول الله عزَّ وجلّ: (واجعلني مباركاً أين ما كنت) قال: نفَّاعاً)(12).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (من كان وصولاً بإخوانه بشفاعة في دفع مغرم، أو جر مغنم، ثبّت الله عزَّ وجلّ قدميه يوم تزل فيه الأقدام)(13).

وعن الباقر (عليه السلام) قال: (الخلق عيال الله وأحبهم إليه أحسنهم سعياً إلى عياله)(14).

ولا يخفى أنّ أمثال هذه الروايات يستفاد منها حسن الصنيع إلى جميع الناس مسلماً كان أو غير مسلم، وفي الآية الكريمة وفي جملة من الروايات دلالة على ذلك، وقد سقى الحسين (عليه الصلاة والسلام) أعداءه الذين جاؤوا لقتله وقتلوه كما سقى علي (عليه الصلاة والسلام) أصحاب معاوية الماء مع العلم أنهم جاؤوا لقتله وقتل أصحابه وشق عصا المسلمين، إلى غير ذلك مما هو مذكور في الروايات والتواريخ.

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (خير الناس من انتفع به الناس).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مَن أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفعهم للناس)(15).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (خير الناس من نفع ووصل وأعان)(16).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن أحب الناس عباد الله إلى الله تعالى أنفعهم لعباده وأوفاهم بوعده)(17).

وعن علي (عليه الصّلاة والسّلام) قال: (ليكن أحب الناس إليك وأحظاهم لديك أكثرهم سعياً في منافع الناس)(18).

وعن الصَّادق (عليه الصّلاة والسّلام) قال: (مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات، وتمحى عنه عشر سيئات وترفع له عشر درجات، قال: ولا أعلمه إلاَّ قال: ويعدل عـــشر رقاب وأفضل من اعــــتكاف شهر فـــي المسجد الحرام)(19).

وعن أبي الحسن (عليه الصّلاة والسّلام) قال: (إن لله عباداً في الأرض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سروراً أفرح الله قلبه يوم القيامة)(20).

وعن أبي جعفر (عليه الصّلاة والسّلام): (من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمس وسبعين ألف ملك، ولم يرفع قدماً إلاَّ كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة، ويرفع له بها درجة، فإذا فرغ من حاجته كتب الله عزَّ وجلّ له بها أجر حاج ومعتمر)(21).

وفي رواية عمر اليماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلا كتب الله عزَّ وجلّ له بكل خطوة حسنة، وحط عنه بـــها سيئة، ورفـــع له بهــــا درجة، وزيد بعد ذلك عـــشر حسنات، وشفع في عشر حاجات)(22).

وعن الصَّادق عن آبائه عن رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين قال: (أوحى الله إلى داود: ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكمه في الجنة، قال داود: يا رب وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم أحب قضاءها، قضيت له أم لم تقض)(23).

وعن الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمنون أُخوة يقضون حوائج بعضهم بعضاً، فإذا قضى بعضهم حوائج بعض قضى الله لهم حاجاتهم)(24).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ضمن لأخيه المؤمن حاجة له لم ينظر الله له في حاجة حتى يقضي حاجة أخيه المسلم)(25).

وعن السلمي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (إن الله خلق خلقاً من رحمته لرحمته برحمته، وهم الذين يقضون الحوائج للناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن)(26).

وعن سدير أنَّ أبا عبد الله (عليه الصّلاة والسّلام) قال له: (يا سدير ما كثر مال رجل قط إلاَّ عظمت الحجة لله عليه، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم فافعلوا، فقال له: يا بن رسول الله بماذا؟ قال: بقضاء حوائج أخوانكم من أموالكم)(27).

وعن الباقر (عليه السلام): (من قضى لمسلم حاجة قال الله عزَّ وجلّ: ثوابك عليَّ، ولا أرضى لك ثواباً دون الجنة)(28).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام): (ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلاَّ ناداه الله: عليَّ ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة)(29).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام): (انه لـــيعرض لـــي صاحب الحاجة فـــأبادر إلى قضائها مخافــــة أن يستغني عنها صاحبها)(30).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): (من أخلص النية في حاجة أخيه المؤمن جعل الله نجاحها على يديه، وقضى له كل حاجة في نفسه)(31).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من قضى حاجة لأخيه كنت واقفاً عند ميزانه، فإن رجح وإلاَّ شفعت له)(32).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائماً نهاره وقائماً ليله)(33).

إلى غيرها من الروايات الكثيرة المتفرقة في الأبواب المختلفة من كتب الحديث والتفسير والتاريخ وغيرها مما يصعب حصرها.

وعلى أي حال فجمع الكلمة الذي هو من أوليات النهوض بحاجة إلى ألف مقوّم ومقوّم، وليس المراد جمع كلمة الناهضين أو الأصدقاء، بل جمع كلمة المسلمين ككل، فــإن من يفكر في النهضة ولا يعمل لذلك ليل نهار فإن كلامه عن نهضة المسلمين واستقلالهم وحريتهم ورجوع السيادة إليهم ووحدة بلادهم ليس إلاَّ لفظاً فارغاً، إن من كان يدخل مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يرى فيه عبد الله بن مسعود إلى جانب عبد الله بن أُبي، وعمار إلى جانب حاطب، والمخلص إلى جانب المرائي، والوصولي إلى جانب الهدفي والمستقيم إلى جانب الانتهازي، أليس ذلك دليلاً عملياً على كيفية جمع المسلمين، فإن يكون المنافق تحت لوائك خير من أن يكون تحت لواء غيرك ويحاربك، ولذا كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يجمع حتى المنافقين كي لا يكونوا كفاراً.

وفي المثل: إن أعقل الناس من يجعل الأعداء أصدقاء، والأصدقاء أوفياء، وإن أسفه الناس من يجعل الأوفياء غير أوفياء، ويجعل الأصدقاء أعداء.

وبهذه الأخلاق الرفيعة تمكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من التقدم إلى الأمام، وقد قال سبحانه في حقه: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).

ثم إن من اللازم ـ لأجل جمع الكلمة وجذب الأنصار للهدف والتقدم المطرد إلى الأمام ـ أن يلاحظ الإنسان الناهض الأمور الصغيرة ويعطيها حقها، كما يعطي الأمور الكبيرة حقها، فإن بعض الناس يشرع في العمل الصحيح وينتهي إلى العمل السقيم، إن من يعطيك درهماً عاطفته مثل من يعطيك ألف دينار، وإن من يتوقع في دارك كوباً من الشاي روحيته مثل من يتوقع منك داراً وان المساكين والفقراء في نفسياتهم كالكبار والأغنياء، ولذا نرى الأفراد الشعبيين يصلون ثم يبقون، وأفضل مثال لذلك هو الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في قصص مشهورة.

الوحدة الإسلامية

مسألة: من أهم ما يلزم على السالكين سبيل النجاة الحفاظ على الوحدة الإسلامية، أما بالقول فهو سهل يسير، وأما بالعمل فهو صعب عسير، ولذا لا تجد حتى جماعة واحدة لا تُنادي بها وفي نفس الوقت لا تجد حتى جماعة واحدة تتحمل مسؤوليتها وتسلك طريقها إلى حيز الوجود عادة.

والوحدة لا تعني أن ترفع جماعة يدها عن معتقداتها، أو لا تستعد للدفاع عنها، بل معناها أن يكون المسلمون صفاً واحداً أمام الشرق والغرب وتطبيق المتفق عليه في الإسلام، فالغرب والشرق لا يستعدان لتحمل حتى اتحاد السيك وتوحيد صفوفهم، فكيف بالمسلمين الذين يظنون أنهم أعداؤهم منذ بزوغ فجر الإسلام، ويرون أن تقدمهم ورفاههم وحفظ بلادهم وثروتهم رهين تفكك المسلمين وتشتتهم ومحاربة بعضهم لبعض، وزرع الأعداء والعداء بينهم، فإن تمكنوا من ذلك بالوسائل الجاسوسية والدعائية والأغراء والتهديد وما أشبه فهو، وإلاَّ جردوا سلاحهم لتنفيذ ذلك بالقوة.

والمستعمرون لا يزالون منذ أن وطئوا بلاد الإسلام يسعون في هذا السبيل، وكلما قامت حركة إسلامية خاف الغرب منها وعمل لإيقافها وإرجاعها إلى مؤخرة القافلة، مما أدى إلى حدوث خرق في العالم الإسلامي خلال احتلال الجزائر.

ثم امتداد نفوذه إلى المغرب مع معاهدة طنجة عام ألف ومائتين وستين، ثمّ فرض الشروط الاستعمارية على مصر واحتلالها في عام ألف ومائتين وتسعة وتسعين كما أنه هزم الغرب الحركة المهدية في أم درمان، واقتطع الروس قبل مائتي سنة تقريباً جملة من بلاد إيران مما بقي إلى الآن تحت تصرفهم، كما أن عملاء الغرب وصلوا إلى الحكم في جملة من بلاد الإسلام مما أضعفوا المسلمين أكثر فأكثر، ففي إيران وصل البهلوي الأول إلى الحكم، وفي تركيا وصل أتاتورك إلى الحكم، وفي أفغانستان وصل أمان الله خان إلى الحكم، وفي العراق وصل الملكيون إلى الحكم، وكذلك كان الحال مع احتلال المغرب وليبيا سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين والسودان ومصر إلى غيرها.

وفي الحرب العالمية الأولى اندلعت الثورات التحررية في كل من العراق، وسوريا، وفلسطين، وإيران وتواصلت الثورات الإسلامية في سائر البلدان، كما ألمعنا إليه في بعض كتبنا.

فالذين يريدون الخلاص يجب أن يأخذوا في ذهنهم هذا الموضوع ويدركوا القانون الذي اتسمت به العلاقة التي فرضها الغرب في بدايات القرن العاشر للهجرة حتى اليوم على شعوب العالم الإسلامي في آسيا، وإفريقيا والأمريكيتين وغيرها، ففوق جماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر استوطن الاستعمار الغربي الامريكيتين رغم أنهم لم يكونوا مسلمين لكن طبيعة المستعمرين طبيعة واحدة، سواء أمام المسلمين أو غير المسلمين، وإن كانت الطبيعة أمام المسلمين أشد، فبالسياط والرصاص قتل واستعبد المستعمرون الغربيون عشرات الملايين من سود أفريقيا، وبالجيوش الجرارة حطموا الدولة العثمانية، وبالأسطول والمدافع والــمشانق سيطروا على ثورات الشعوب الإسلامية وفي الوقت الذي كانت فيه جيوش بريطانيا وفرنسا تسحق ثورات المسلمين من طنجة حتى العراق مروراً بالقدس كانت جيوش الثورة الشيوعية الروسية تسحق ثورات الشعوب الإسلامية التي ضمت ديارها قسراً إلى الاتحاد السوفيتي الاشتراكية، وكذلك فعل (ماو) مع ثورات المسلمين في الصين.

وقد رأينا نحن كيف أنهم فرضوا بالقوة التجزئة بين بنغلاديش وباكستان بعد أن كانتا دولة واحدة، لأنها دولة إسلامية، ولم يفعلوا ذلك بالهند مع أن الهند زهاء خمسة أضعاف باكستان، وكذلك رأينا ماذا فعلت القوات الفرنسية البريطانية الإسرائيلية في عام ألف وثلاثمائة وستة وسبعين بمصر، وفي لبنان رأينا كيف أن القوات الأمريكية تدخلت في الأمر، وفي الأردن تدخلت القوات البريطانية في عام ألف وثلاثمائة وثمانية وسبعين، وكذلك رأينا كيف فرضوا حرباً بين إيران والعراق ذهب ضحيتها أكثر من مليوني مسلم، وهكذا جاء الاجتياح السوفيتي لأفغانستان في عام ألف وأربعمائة هجرية، ليتأكّد أن مرحلة الاجتياح للبلاد الإسلامية بالجيوش الجرارة والسيطرة عليها بالعنف والقوة لم تذهب حتى مع اقتراب القرن العشرين، ففي لبنان شنت إسرائيل حرباً على الشعب الأعزل الآمن في سنة ألف وأربعمائة وثلاثة من الهجرة.

إن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنظمات العفو الدولي وما إلى ذلك كلها جارية لهم لا لنا، وإنما لنا القنابل والرصاص والصواريخ وما أشبه ذلك، وقد رأينا كيف أن الغرب والشرق أعطوا لصدام الصواريخ التي كانت تطلق على رؤوس الآمنين في المدن الإيرانية حتى في قُم المقدسة التي تعد مركزاً دينياً يحوي على ما يقارب العشرين ألف من طلاب العلوم الدينية، ولم تكن قُم مركزاً للجيش أو للصناعة أو للدولة.

وعليه فاللازم أن يحسب الناهضون لإنقاذ المسلمين هذا الحساب ألف مرة، ثم يدخلوا حقل التحرير.

وحيث لا يمكن التحرير بالسلاح يجب اتخاذ منطق اللاعنف والأخلاق وتوحيد الصفوف إلى آخر ما يتطلبه ذلك، وهذا بحاجة إلى أكثر قدر من التعقل لحفظ الوحدة المستلزمة للتواضع، والاستشارة، والتعاون والتماسك، بل ويلزم أن تكون العقوبات للمخالفين معقولة إلى أبعد حد، ولذا لا يُقام الحد في أرض العدو، وإذا فرض أن شورى الفقهاء رأت أن المصلحة في أن يبدل الحد إلى عقوبة خفيفة ـ من باب الأهم والمهم ـ فإن ذلك يوجب تماسك الصفوف واتحادهم.

فعن الباقر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يُقام على أحد حد بأرض العدو)(34).

وفي رواية أُخرى عن غياث عن جعفر عن أبيه عن علي (عليهم السلام) أنه قال: (لا أُقيم على رجل حداً بأرض العدو وحتى يخرج منها، مخافة أن تحمله الحمية، فيلحق بالعدو)(35).

وفي رواية إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عن علي (عليه الصلاة والسلام) في حديث مثله.

وعن دعائم الإسلام عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: في قوم امتنعوا بأرض العدو وسألوا أن يعطوا عهداً لا يطالبون بشيء مما عليهم، قال: (لا ينبغي ذلك لأن الجهاد في سبيل الله إنما وضع لإقامة حدود الله، ورد المظالم إلى أهلها، ولكن إذا غزا الجندي أرض العدو فأصابوا أحداً استؤني بهم، إلى أن يخرجوا من أرض العدو، فيقام عليهم الحد، لأن لا تحملهم الحمية على أن يلحقوا بأرض العدو)(36).

ولعل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يجر الحد والتعزير على الفارين من الزحف مع أنه من الكبائر الشديدة، وعلى أمثال الذين اتخذوا مسجداً ضراراً، والذين تركوا مواضعهم وانشغلوا بجمع الغنائم في (أُحد) مما سبب تلك الإصابة البليغة في صفوف المسلمين، أبي لبابة، وحاطب وكثيرين وغيرهم مراعاة هذه الأمر.

كما أن علياً (عليه الصلاة والسلام) لم يجر في الكوفة الحد على تلك المرأة التي اشتكت زوجها، وعلى اللائط الذي لم تحرقه النار، وعلى السارق الذي وهبه لسورة البقرة، وعلى القاتل الذي أقر على نفسه بالقتل بعد أن رأى غيره ابتلى بجنايته، وعلى الزانية التي زوّجها، وإلى غيرهم لعله لمراعاة ذلك أيضاً.

ولذا يجب الستر على المؤمن حتى لا تظهر عوراته مهما كلف الأمر.

فعن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (يجب للمؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة)(37).

وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة في دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما أنه قد يرمى الرامي وتخطئ السهام ويجيئك الكلام، وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد، إلاّ أنه ما بين الحق والباطل أربع أصابع، جمع أصابعه، ووضعها بين أُذنيه وعينه، ثم قال: الباطل أن تقول: سمعت، والحق أن تقول رأيت)(38). والمراد أن السماع يحتمل للباطل.

وقال (عليه السلام): (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن)(39).

وقال (عليه السلام): (لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محتملاً)(40).

وفي الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي (عليهم الصَّلاة والسلام) أنه قال: (لو وجدت مؤمناً على فاحشة لسترته بثوبي، وقال (عليه السلام) بثوبه هكذا)(41).

وفي رواية عبد الله بن جندب عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (يا بن جندب إن عيسى بن مريم (عليه الصلاة والسلام) قال لأصحابه: أرأيتم لو أن أحدكم مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن بعض عورته أكان كاشفاً عن كلها أم يرد عليها ما انكشف عليه منها قالوا: بل نرد عليها، قال: كلا بل تكشفون، فعرفوا أنه مثل ضربه لهم، فقيل له: يا روح الله وكيف ذلك؟ قال: الرجل منكم يطّلع على العورة من أخيه فلا يسترها)(42).

وعن المفيد في الاختصاص عن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (من أطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها، وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفوراً لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور ذلك عليه في الآخرة، ثم يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقاباً في الآخرة)(43).

وفي رواية في سياق قصة عيسى (عليه الصلاة والسلام): ثمّ نزلت المائدة عليهم وأمر بتغطيتها وأن لا يأكل الرجل منها شيئاً حتى يأذن لهم، ومضى في بعض حاجته فأكل منها رجل منهم، فقال بعض الحواريين: يا روح الله قد أكل منها رجل، فقال الرجل: لا، فقال الحواريون: بلى يا روح الله، فقد أكل منها، فقال (عليه السلام): (صدق أخاك وكذب بصرك)(44).

وعن ابن إدريس في السرائر عن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً، وأنت تجد لها في الخير محملاً)(45).

وعن عمر بن جميع قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (من جاءنا يلتمس الفقه والقرآن والتفسير فدعوه، ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه)(46).

وعن لب اللباب عن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) أنه قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لو رأيت رجلاً على فاحشة؟ قال: أستره قال: إن رأيته ثانياً؟ قال: استره بإزاري وردائي إلى ثلاث مرّات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا فتى إلاَّ علي)(47).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (استروا على إخوانكم)(48).

وعن الأمدي في الغرر عن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (استر عورة أخيك لما تعلمه فيك)(49).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (إن للناس عيوناً فلا تكشف ما غاب عنك، فإن الله يحلم عليها، واستر العورة ما استطعت يستر الله عليك ما تحب ستره)(50).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (شر الناس من لا يغفر الزلة ولا يستر العورة)(51).

حرية الكلمة

مسألة: على الناهضين الذين يريدون سلوك طريق النجاة فتح باب الفكر والنقاش والنقد الحر والبنّاء، وذلك لأنه بالفكر والنقاش والبحث الحر يتقدم الإنسان ويظهر الصواب والخطأ، ولذا نجد الأُمم المتقدمة على طول التاريخ تمتلك هذه السمة.

بينما الأُمم المتخلفة لها سمة الاستبداد، وعدم النقاش، وعدم حرية البحث، وكأن أحدهم إله لا يسأل عما يفعل، وقد كان شعار إحدى الأحزاب المرتبطة بالغرب نفذ ثم ناقش، ولذا قرر الإسلام الشورى، وكان الرسول والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) يُناقَشون لا في كبار الأمور فحسب، بل حتى في صغارها، وكتب (الاحتجاج) المكتوبة كلها دليل على حضارة راقية قدمت المسلمين إلى الأمام أبان كانوا متمسكين بالإسلام، فمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإمام المهدي (صلوات الله عليهم أجمعين) كلهم كانوا يناقَشون، أما الآن فشعار حكام المسلمين لا حقّ في النقاش، بل السمع والطاعة العمياء.

وذات مرّة قلت لمثقف يعتنق ديناً خاصاً (وكان خريج جامعة): ما دليلك على صحة طريقتك المذهبية في الحياة؟ قال: إني لا أباحث لأن ذلك محرم، قلت: إذاً كل باطل حق لأنه يتمكن أن يحتمي بـ(لا أُناقش) فما هو جوابك عن ذلك؟ فلم يحر جواباً إلى أن قام وذهب.

كما أنه ذات مرّة ناقش أخ أخاه في مبدئه فقال الأخ لأخيه: إذا تكلمت حول هذا الموضوع فسيكون بيننا النزاع والانقطاع والانفصام.

نعم إن هذا وأمثاله يؤخرون الحياة، لا حياة غيرهم فحسب بل حياة أنفسهم أيضاً، فإن كل شيء لم يعرض على المناقشة والنقد والبحث يبقى متخلفاً، إن من يريد إقامة الإسلام لا بد وأن يجيب عن ألف سؤال وسؤال، وأن يناقش ويباحث ألف مناقشة ومباحثة، وينقد وينتقد حتى يظهر صحة الكبريات والصغريات في كل مورد، فإنه قد لا تكون الكبرى كبرى واقعية وإنما كبرى خيالية أو خطابية أو ما أشبه مما ذكر المنطقيون في الصناعات الخمس، وربما تكون الكبرى صحيحة وإنما الصغرى ليست بصغرى هذه الكبرى، ولذا ينقل عن ابن سينا أنه كان إذا عرض عليه مطلب يحلله إلى الكبرى والصغرى، حتى يشكل القياس ثم ينظر هل صغراه صحيحة وهل كبراه صحيحة.

ولا يخفى أن الأحكام الإسلامية ليست موضوعَ نقاش إطلاقاً لأنها نازلة من لدن حكيم عليم، فلا مناقشة في أن صلاة الظهر لماذا هكذا، وصلاة العصر لماذا هكذا، وإنما هناك أسئلة وأجوبة حول الفلسفة والعلة كما ذكرها الصدوق في علل الشرائع، والمجلسي في البحار، وغيرهما في غيرهما، أما هل الحكم هذا أو ذاك وهل الموضوع هذا أو ذاك فهو مما يلزم أن يناقش فيه، وإلاَّ فكل حزب بما لديهم فرحون.

والمناقشة التي نجدها في الرسائل، والمكاسب، والكفاية، والجواهر، والحدائق، والمسند، وسائر الكتب الفقهية والأُصولية يلزم أن تجد سبيلها إلى سائر حقول الحياة الحاضرة، كالاقتصاد بكل جزئياته: الزراعي، الصناعي، والسياحي، والتجاري، وغيرها، وإلى الاجتماع بكل شعبه وإلى السياسة بكل طرقها وإلى التربية وإلى غيرها وغيرها.

ومن الواضح أن المناقشة في هذه الحقول يلزم أن تكون من أهل المناقشة أي من الخبراء والأخصائيين، لا من كل إنسان، فإنه من أهم أسباب تأخر بلاد الإسلام في الحال الحاضر هو الاستبداد المطلق الذي يغلق منافذ العلم والنقد، ويجعل جزاء المتكلم السجن والمصادرة والإعدام، وهذا هو السبب لمنع الكتب في كثير من بلاد الإسلام الممنوعة إطلاقاً، وكثير من أهل الكتب يودعون السجون بألف اسم واسم أو يقدمون للرمي.

وفي زمان قاسم أرادوا أن يعدموا أحد أصدقائنا لأنه كتب مقالة حول الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) وفي زمان عبد السلام عارف أرادوا أن يعدموا صديقاً آخر لأنه كتب كتاباً، وعلى أي حال فإن هؤلاء المستبدين لا يعلمون أنهم يسيئون إلى أنفسهم قبل غيرهم، ولهذا سقط قاسم، وسقط عبد السلام، كما سقط سائر المستبدين.

ثم إن تجميد النقاش يوجب تجميد الفكر، لأن الفكر رياضة عقلية ملازمة للرياضة العملية، فإن من لا يعمل لا يفكر، ومن لا يفكر لا يعلم، وقد ثبت علمياً أن كل واحد من الروح والجسد يؤثر في الآخر (ومرادنا بالروح أعم من العقل والنفس) فإن الذي يظهر من الأخبار والآثار إن في قبال الجسد ثلاثة أشياء:

العقل وهو كسائق السيارة.

والنفس كماكنة السيارة.

والروح كزيت السيارة.

وهذا من باب المثال لا من باب الدقة، كما هو واضح، ولذا نرى أن الله خلق العقل فقال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر، فقال له: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحب إليّ منك، بك آخذ، بك أعطي، بك أثيب، وبك أُعاقب، وخلق الروح، فقال سبحانه: (ونفخت فيه من روحي)(52) وقد مدحهما الله سبحانه وتعالى، في مواضع مختلفة، سواء في القرآن الحكيم، أو على لسان أوليائه المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين).

أما النفس فهي بين المدح والقدح، قال تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها)(53) إلا أن من مرض جسمه لا يتحمل الفكر والتدبر، ولذا قالوا: العقل المريض وإن صح جسمه لا يتمكن من التفكر والتأمل وكذلك من سقم عقله بسبب دَين أو تهديد أو ما أشبه يؤثر ذلك في جسمه فيسهر ويمرض ويمتنع عن الأكل والشرب. لأنه لا يتمكن منهما أو يعسران عليه، ومن صح عقله أثر في جسمه فينشط ويصح، كل ذلك ثبت في علم النفس وعلم الطب وغيرهما.

وعلى أي حال، فإن الدكتاتوريين يسقطون بسبب أنهم لا يستعدون لإجابة البحث فلا تستعد أنفسهم للفهم، ولذا لا يفهمون الحياة، ومن المعلوم أن من لا يفهم منهزم أمام من يفهم، وقد كرر الله سبحانه في القرآن الكريم ذكر الفكر ونحوه، فقد قال سبحانه: (كذلك يبيّن الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون)(54).

وقد كرر ذكر الفكر في سورة البقرة، وآل عمران، والأنعام، والأعراف، ويونس، ويوسف، والرعد، والحجر، والنحل، والمؤمنون، والفرقان، والنمل، والعنكبوت، والروم، والمؤمن، والسجدة، والجاثية، والذاريات، والقمر، والحشر، والحاقة، والمزمل، والدهر، وفي جملة من هذه السور ذكر مكرراً أو مرة واحدة فقط.

أما الروايات، فهي متواترة حول الفكر وخصوصياته، فعن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور يحسن التخلص ويقل التربص)(55).

وعن عطا قال: (انطلقت أنا وعبيد بن عمير إلى عائشة وبيننا وبينها حجاب، فقالت: يا عبيد ما يمنعك من زيارتنا؟ فقال قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): زد غباً تزدد حباً، وقال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فبكت وقالت: كل أمره كان عجباً، أتاني في ليلتي حتى مس جلدي جلده ثم قال: ذريني أعبد لربي عزَّ وجلّ، فقام إلى القربة فتوضأ منها، ثم قام يصلّي، فبكى حتى أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح، فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ويحك يا بلال ما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة: (إن في خلق السَّموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأُولي الألباب)(56) ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)(57).

وعن علي (عليه الصلاة والسلام): (فاتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه، وأنصب الخوف بدنه)(58).

وقال (عليه الصلاة والسلام) في صفة المؤمن: (مشغول وقته، شكور صبور، ومغمور بفكرته)(59).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (فأفق أيها السامع من سكرتك، واستيقظ من غفلتك، واختصر من عجلتك، وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان النبي الأُمي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما لا بد منه، ولا محيص عنه)(60).

وقال (عليه السلام): (من تفكر أبصر)(61).

وقال (عليه السلام): (رحم الله امرءاً تفكر فاعتبر، واعتبر فأبصر، فكأنما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن، وكأنما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل)(62).

وقال (عليه السلام): (إنما البصير من سمع فتفكر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر، ثم سلك جدداً واضحاً يتجنب فيه الصرعة في المهاوي)(63).

وقال (عليه السلام): (لا تخل نفسك من فكرة تزيدك حكمة، وعبرة تفيدك عصمة)(64).

وقال (عليه السلام): (التفكر يدعو إلى البر والعمل به)(65).

وعن الإمام الحسن (عليه الصلاة والسلام): (التفكر حياة قلب البصير)(66).

وقال (عليه السلام): (أوصيكم بتقوى الله وإدامة التفكر، فإن التفكر أبو كل خير وأُمه)(67).

وقال علي (عليه الصلاة والسلام): (فضل فكر وتفهم أنجح من فضل تكرار ودراسة)(68).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (من أكثر الفكر فيما تعلم أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم)(69).

وقال (عليه السلام): (لا علم كالتفكر)(70).

وقال (عليه السلام): (الفكر مرآة صافية)(71).

وقال (عليه السلام): (فكر المرء مرآة تريه حسن عمله من قبحه)(72).

وفي فقه الرضا (عليه السلام): (أروي التفكر مرآتك تريك سيئاتك وحسناتك)(73).

وقال الإمام الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): (الفكر مرآة الحسنات وكفارة السيئات)(74).

وقال (عليه السلام): (كان أكثر عبادة أبي ذر (رحمة الله عليه) التفكر والاعتبار)(75).

وفي رواية: إنه كان كذلك لقمان، فكان أكثر عبادته التفكر. وقد سئلت أُم أبي ذر عن عبادة أبي ذر فقالت: (كان نهاره أجمع يتفكر في ناحية من الناس)(76).

وقال علي (عليه الصلاة والسلام): (التفكر في آلاء الله نعم العبادة)(77).

وقال (عليه السلام): (لا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزَّ وجلّ)(78).

وقال (عليه السلام): (التفكر في ملكوت السماوات عبادة المخلصين)(79).

وقال (عليه السلام): (تمييز الباقي من الفاني من أشرف النظر)(80).

وقال الإمام الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): (أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وقدرته)(81).

لكن لا يخفى أن التفكر في ذات الله ممنوع شرعاً وعقلاً، أما شرعاً فلتواتر الروايات الواردة في ذلك، وأما عقلاً فإن الله سبحانه غير محدود، والعقل محدود، ومن غير المعقول إحاطة المحدود بغير المحدود.

وعن علي (عليه الصلاة والسلام): (لا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزَّ وجلّ)(82).

وقال (عليه السلام): (من تفكر في عظمة الله أبلس)(83).

وقال (عليه السلام): (من كثر فكره في اللذات غلبت عليه)(84).

وقال (عليه السلام): (من كثر فكره في المعاصي دعته إليها)(85).

وقال (عليه السلام): (الفكر في غير الحكمة هوس)(86).

وقال (عليه السلام): (من قل أكله صفا فكره)(87).

وقال (عليه السلام): (كيف تصفو فكرة من يستديم الشبع)(88).

وقال (عليه السلام): (فكر ساعة قصيرة خير من عبادة طويلة)(89).

وقال الصَّادق (عليه السلام): (تفكر ساعة خير من عبادة سنة)(90).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (فكر ساعة خير من عبادة سنة)(91).

وقال الحسن الصيقل: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ قال: نعم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت كيف يتفكر؟ قال: يمر بالدور الخربة، فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ مالك لا تتكلمين)(92).

وقال علي (عليه الصلاة والسلام): (التفكر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين)(93).

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أعطوا أعينكم حظها من العبادة، قالوا: وما حظها من العبادة يا رسول الله؟ قال: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه)(94).

ومن وصايا أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) لابنه الحسن (عليه السلام): (يا بني إني وإن لم أك قد عمرت عمر من قبلي فلقد نظرت في أعمارهم، وفكرت في أخبارهم، وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم،بل كأني بما انتهى إليَّ من أمور قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم)(95).

مقارعة الاستبداد

مسألة: الاستبداد حرام شرعاً، قبيح عقلاً، منبوذ عرفاً، معاقب عليه آخرة، وقد قال عليّ (عليه الصلاة والسلام): (من استبد برأيه هلك)(96)، والسر انّه يتدخل في كل شيء فيصرفه لصالح المستبد وجلاوزته فيخرجه عن طريقه الطبيعي، ولذا فهو مفسد لكل شيء.

فعلى التيار الإسلامي الذي يريد إنهاض المسلمين وإعادة دولتهم أن لا يقع هو بنفسه في هذه الرذيلة، وأن يعمل جاهداً ليل نهار لإخراج الاستبداد عن الميدان.

وربما يتساءل الشخص: كيف يفسد الاستبداد العقيدة والطهارة والصَّلاة وأمثالها مما سنذكرها؟.

والجواب: إن السياسة تجبر الناس على تغيير عقائدهم ومحاكم التفتيش في العصور السابقة ومحاكم التفتيش في العصور الإسلامية الآن وإن لم يسموها بمحاكم التفتيش أدل دليل على ذلك، والطهارة مبنية على توفر الماء الحلال مثلاً والسياسة تحول دون توفر الماء لمنع الآبار والأنهر والقنوات وما أشبه، أو تجعل الماء حراماً باغتصابه من هذا وذاك، والصَّلاة تكون في الأراضي الغصبية التي أخذتها السلطة السياسية من ملاكها وباعته للناس، وكذلك بالنسبة إلى لباس المصلّي وغيره إلى غير ذلك، وقد كتب جماعة من العلماء كتباً حول الاستبداد ونحن نذكر جملة منها، فقد قالوا: لو كان الاستبداد رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: أنا الشر، وأبي الظلم وأُمي الإساءة، وأخي الغدر، وأُختي المسكنة، وعمي الضر، وخالي الذل، وابني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة.

وقالوا: المال يتدخل في كل شيء، فإن القوة مال والعقل مال والعلم مال والدين مال والثبات مال والجاه مال والجمال مال والاقتصاد مال، والحاصل أن كل ما ينتفع البشر بثمرتــه هو مال، وكل هذه الأسباب وثمراتها معرضة لإفساد الاستبداد ومجلبة فيه للوبال.

قالوا: إن الإنسان قد يكفر بنعمة مولاه بسبب الاستبداد لأنه لم يملكها حق الملك ليحمد عليها حق الحمد ويجعله حاقداً على قومه لأنهم عون الاستبداد عليه، وفاقداً وطنه لأنه غير آمن على الاستقرار ويود لو انتقل منه، وضعيف الحب لعائلته، لأنه ليس مطمئناً على دوام علاقته معها، ومختل الثقة في صداقة أحبابه لأنه يعلم أنهم مثله لا يملكون التكافؤ، وقد يضطرون لأضرار صديقهم وقتله وهم باكون.

وقالوا: المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحكم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المعتدي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي.

وقالوا: العوام هم أُولئك الذين إذا جهلوا خافوا وإذا خافوا استسلموا.

وقالوا: الرعية العاقلة تقيد وحش الاستبداد بزمام الحزم والشورى لإبقائه في يدها لتأمن بطشه، فإن شمخ هزت به الزمام وإن صال ربطته.

وقالوا: المستبد يتجاوز الحد لأنه لا يرى حاجزاً، فلو رأى الظالم على جانب المظلوم سيفاً ما أقدم على الظلم، وكما قيل: الاستعداد للحرب يمنع الحرب، وقالوا: إن البلية فقدُ أُمةٍ الحرية. ولقد عرّف الحرية من عرّفها بأن يكون الإنسان مختاراً في قوله وفعله، ومنها حرية التعليم وحرية الخطابة وحرية المطبوعات وحرية المباحثات العلمية وغيرها من الحريات، حتى لا يخشى إنسان من ظالم أو غاصب مختال.

وقالوا: أنفع ما بلغه الترقي في البشر هو إحكامهم أُصول الحكومات المنتظمة بجعلهم قوة التأطير في يد الأُمة، وبجعلهم المحاكم تحاكم السلطان والصعلوك على حد سواء، وبجعلهم الأُمة يقظة ساهرة على مراقبة سير حكومتها ولا تغفل طرفة عين.

وهناك كلمات حكمية حول الاستبداد، منها: الاستبداد نفاد، ومنها: محاربة الاستبداد جهاد، ومنها: الاستبداد لا يقبل الاجتهاد، ومنها: مضادة الاستبداد سداد، ومنها: إزالة الاستبداد بحاجة إلى استعداد، ومنها: خلاف الاستبداد رشاد، ومنها المستبد ليس قابلاً للاعتماد، ومنها: من استبد أباد واستباد، ومنها بشّر المستبد بخزي ليس له نفاد، ومنها: المستبد يفر منه حتى الأهل والأولاد.

ونحن نذكر في هذه المسألة مائة من مضرات الاستبداد، عشرون بالنسبة إلى الدين والعقيدة، وعشرون بالنسبة إلى الأخلاق والآداب، وعشرون بالنسبة إلى الاقتصاد والمال، وعشرون بالنسبة إلى السياسة والإدارة، وعشرون بالنسبة إلى الاجتماع والمدينة.

أما بالنسبة إلى الدين والعبادة، فالاستبداد يفسد العقيدة، والطهارة، والصَّلاة، والصيام، والحج، والخمس، والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإرشاد، وتعميم القرآن والعمل به، والدعاء والمسجد، والورع، والتقليد، والتولي، والتبري، ورجل الدين، والزيارة والمزارات.

وأما بالنسبة إلى الأخلاق والآداب، فالاستبداد يفسد الصدق والأمانة، والوفاء والحياء، والمروءة، والصفا، واحترام الكبار، والعطف على الصغار، والاطمئنان، والآداب، كما أنه يفشي بين الناس الكذب، والنميمة والنفاق والبهتان، والإسراف، والتبذير، والكبر، والغرور، والخدعة، والمكر.

وأما بالنسبة إلى الاقتصاد والمال، فالاستبداد يفسد المعاملات والزراعة، والتجارة، داخلياً وخارجياً، والصناعة، والكسب، والعمل، والبنوك، والنشاط، والغنى، والاكتفاء الذاتي، والسوق والذخــائر المعدنية، وغيرها، والمعامل ويوجب التأميم الباطل، والبطالة، والرشوة، والرأسمالية المنحرفة، والشيوعية والاشتراكية.

وأما بالنسبة إلى السياسة والإدارة، فالاستبداد يوجب إفساد الرئاسة والوزارة، والسفارة، والإدارات، والمحافظات، وما دون المحافظات، والحزب والنظام، والمنطقة، والجمعية، والجماعة، والهيئة، والانتخابات، والمؤسسات الدستورية، والسلطة التنفيذية، والسلطة التأطيرية (التشريعية) والأمن، والحرية، واتحاد الطلبة، والشورى في كل مكان من القرية إلى المدينة، ومن المعمل الصغير إلى المعامل الكبيرة، ومــن المستوصفات إلى المستشفيات، ومن إدارة القطارات إلى المطارات، وإلى غيرها.

وأما إفساد الاستبداد للاجتماع والألفة، فإنه يوجب إفساد القضاء، والشهادة، والعائلة، والعقوبات، وحسن الجوار، والثقة بين الناس، والثقافة، والمدارس، والعمارة والنظافة، والشوارع والحدائق، والصحة والإعلام، والتزاور، والإذاعة، والتلفزيون، والصحف، والنوادي والزواج.

ولذا ورد في المشورة بعــــض الآيات مـــثل قوله سبحانه: (أمرهم شورى بينهم)(97) وقوله سبـــحانه: (شـــاورهم فـــي الأمر)(98) وقولـه سبـــحانه: (وتشاور)(99) وسيل من الروايات، والتي جمعنا جملة منها في كتاب الشورى في الإسلام، ونحن نذكر هنا أيضاً جملة تتميماً للفائدة:

فقد قال علي (عليه الصلاة والسلام) بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى: (خلق الخلق على غير تمثيل ولا مشورة مشير، ولا معاونة معين)(100).

وقال (عليه السلام): (بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على اليمن فقال وهو يوصيني: يا عليّ ما حار من استخار، ولا ندم من استشار)(101).

وقال (عليه السلام): (من استشار لم يعدم عند الصواب مادحاً وعند الخطأ عاذراً)(102).

وقال (عليه السلام): (ما شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول)(103).

وقال (عليه السلام): (حق على العاقل أن يضيف إلى رأيه رأي العقلاء ويضم إلى علمه علوم الحكماء)(104).

وقال (عليه السلام): (لا يستغني العاقل عن المشورة)(105).

وقال (عليه السلام): (إذا أنكرت من عقلك شيئاً فاقتد برأي عاقل يزيل ما أنكرته)(106).

وقال (عليه السلام): (شاور قبل أن تعزم، وفكر قبل أن تقدم)(107).

وقال (عليه السلام): (المستشير متحصن من السقط)(108).

وقال (عليه السلام): (المستشير على طرف النجاح)(109).

وقال (عليه السلام): (المشاورة راحة لك وتعب لغيرك)(110).

وقال (عليه السلام): (الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه)(111).

وقال (عليه السلام): (لا ظهير كالمشاورة)(112).

وقال (عليه السلام): (إنما حض على المشاورة لأن رأى المشير صرف ورأي المستشير مشوب بالهوى)(113).

وقال (عليه السلام): (شاور في حديثك الذي يخافون الله)(114).

وقال (عليه السلام): (شاور في أمورك الذين يخشون الله ترشد)(115).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (أفضل من شاورت ذوي التجارب)(116).

وقال (عليه السلام): (خير من شاورت ذي النهى والعلم وأُولوا التجارب والحزم)(117).

وقال (عليه السلام): (استشر أعداءك تعرف مقدار عداوتهم ومواضع مقاصدهم)(118).

وقال (عليه السلام): (استشر عدوك العاقل واحذر رأي صديقك الجاهل)(119).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (الحزم أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره)(120).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما من رجل شاور أحداً إلاَّ هدى إلى الرشد)(121).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا مظاهرة أوثق من المشاورة)(122).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لعليّ (عليه الصلاة والسلام): (يا عليّ لا تشاور جباناً، فإنه يضيق عليك المخرج، ولا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك، ولا تشاور حريصاً فإنه يزين لك شرها)(123).

وعن الحسن بن الجهم قال كنا عند الرضا (عليه السلام) فذكرنا أباه فقال (عليه السلام): (كان عقله لا توازى به العقول، وربما شاور الأسود من سودانه، فقيل له: تشاور مثل هذا؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه)(124).

وقال (عليه السلام): (من ساء تدبيره تعجل تدميره)(125).

وقال (عليه السلام): (حسن التدبير ينمي قليل المال وسوء التدبير يفني كثيره)(126).

وقال (عليه السلام): (سوء التدبير مفتاح الفقر)(127).

وقال (عليه السلام): (من ساء تدبيره كان هلاكه في تدبيره)(128).

وقال (عليه السلام): (من تأخر تدبيره تقدم تدميره)(129).

وقال (عليه السلام): (سياسة الدين بحسن الورع واليقين)(130).

وقال (عليه السلام): (أعقل الملـــوك من ساس نــفسه للرعية بمـــا يـــسقط عنها حجتها وساس الرعية بما تثبت به حجته عليها)(131)، إلى غيرها من الروايات الواردة في السياسة والتدبير ونحوهما، مما يجدهما المتتبع في الوسائل والمستدرك والبحار ونهج البلاغة وغرر الحكم ودرر الكلم.

 

1 ـ الكافي ج2 ص131ح1.

2 ـ الكافي ج2 ص131 ح5.

3 ـ الكافي ج2 ص157 ح14.

4 ـ الكافي ج2 ص131 ح2.

5 ـ الكافي ج2 ص132 ح9.

6 ـ الكافي ج2 ص132 ج:10.

7 ـ مشكاة الأنوار ص310، الوسائل ج11 ص595 ح7، مجالس ابن الشيخ ص51.

8 ـ الكافي ج2 ص166 ح5، وفي نسخة الكافي ج2 ص208، البحار ج74. ص358.

9 ـ الكافي ج2 ص131 ح6، الوسائل ج11 ص563.

10 ـ الكافي ج2 ص131 ح7، الوسائل ج11 ص563 ح2.

11 ـ الوسائل ج11 ص563 ح3، الكافي ج2 ص132 ح11.

12 ـ الوسائل ج11 ص564 ح4، مجالس ابن الشيخ ص60.

13 ـ نحوه الوسائل ج11 ص566 ح9، قرب الإسناد ص57.

14 ـ البحار ج75 ص23.

15 ـ الكافي ج2 ص131 ح7، الوسائل ج11 ص563 ح2.

16 ـ انظر الفقيه ج2 ص29 باب11 فضل المعروف، والوسائل ج11 ص52 أبواب فعل المعروف، والبحار ج75 ص23.

17 ـ المصدر السابق.

18 ـ المصدر السابق.

19 ـ الوسائل ج11 ص582 ح1، الكافي ج2 ص157 ح1، المقنع ص25.

20 ـ الوسائل ج11 ص582 ح2، الكافي ج2 ص157 ح2، مصادقة الأخوان ص48 ح8.

21 ـ الوسائل ج11 ص583 ح3، الكافي ج2 ص157 ح3 مصادقة الأخوان ص46.

22 ـ مصادقة الإخوان ص35 ح5.

23 ـ الوسائل ج11 ص584 ح10 باب27.

24 ـ الوسائل ج11 ص579 ح13 باب25.

25 ـ انظر البحار ج74 ص283 باب20، قضاء حاجة المؤمنين.

26 ـ الوسائل ج11 ص576 ح2، الكافي ج2 ص154 ح2.

27 ـ انظر البحار ج74 ص283 باب20، الوسائل ج11 ص582 باب27 و28، السعي في قضاء حاجة المؤمن.

28 ـ نحوه عن الصَّادق (عليه السلام) الكافي ج2 ص155 ح7.

29 ـ نحوه البحار ج74 ص326.

30 ـ البحار ج74 ص286.

31 ـ انظر البحار ج74 ص276، الوسائل ج11 ص582 ح9.

32 ـ انظر البحار ج74 ص283 باب20.

33 ـ البحار ج74 ص315.

34 ـ الوسائل ج18 ص317 ح1 باب10، الكافي ج7 ص218 ح4.

35 ـ الوسائل ج18 ص317 ح2 باب10، العلل ص545 ح1 باب 334.

36 ـ الوسائل ج18 ص318 ح2.

37 ـ الوسائل ج11 ص593 ح1، الكافي ج2 ص165 ح8.

38 ـ الوسائل ج11 ص593 ح2، نهج البلاغة ص278.

39 ـ الوسائل ج11 ص593 ح3، نهج البلاغة ص278.

40 ـ الوسائل ج11 ص593 ح4، نهج البلاغة ص193.

41 ـ الكافي ج2 ص269 ح3، الوسائل ج11 ص539 ح4، نهج البلاغة ص23.

42 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص411.

43 ـ تحف العقول ص352.

44 ـ نحوه الكافي ج2 ص265 ح2.

45 ـ البحار ج5 ص325، تفسير العياشي ج2، ص350، تفسير البرهان ج0 ص511، تفسير الصافي ج1 ص499.

46 ـ البحار ج75 ص220، الغنية 78.

47 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص411.

48 ـ انظر الكافي ج2 ص312 ح2، باب ستر الذنوب.

49 ـ غرر الحكم ج1 ص228 ح129.

50 ـ غرر الحكم ج1 ص446 ص63.

51 ـ الكافي ج2 ص131 ح4.

52 ـ سورة الحجر: الآية 29.

53 ـ سورة الشمس؛ الآية من: 7ـ10.

54 ـ سورة البقرة: الآية 219.

55 ـ البحار ج92 ص17.

56 ـ سورة البقرة: الآية 164.

57 ـ المحجة البيضاء ج8 ص194.

58 ـ نهج البلاغة خطبة 83.

59 ـ نهج البلاغة حكم 333.

60 ـ نهج البلاغة خطبة 153.

61 ـ نهج البلاغة كتاب 31.

62 ـ نهج البلاغة خطبة 103.

63 ـ نهج البلاغة خطبة 153.

64 ـ غرر الحكم ج2 ص810 ح156.

65 ـ الكافي ج2 ص45 ح5، البحار ج71 ص322.

66 ـ البحار ج78 ص115، الوسائل ج4 ص828، ح1 وح3.

67 ـ تنبيه الخواطر ص43.

68 ـ غرر الحكم ج2 ص517 ح36.

69 ـ غرر الحكم ج2 ص695 ح1256.

70 ـ البحار ج69 ص409.

71 ـ غرر الحكم ج1 ص32 ح969، البحار ج71 ص328.

72 ـ غرر الحكم ج2 ص516 ح19.

73 ـ فقه الرضا (عليه السلام) ص380، البحار ج71 ص325.

74 ـ الكافي ج2 ص45 ح4، فقه الرضا (عليه السلام) ص380، البحار ج71 ص325.

75 ـ البحار ج71 ص323.

76 ـ تنبيه الخواطر ص207.

77 ـ غرر الحكم ج1 ص39 ح191.

78 ـ البحار ج71 ص324، غرر الحكم ح2 ص829 ح13.

79 ـ غرر الحكم ج1 ص72 ح1817.

80 ـ غرر الحكم ج1 ص348 ح34.

81 ـ الكافي ج2 ص45 ح3، البحار ج71، ص321.

82 ـ غرر الحكم ج2 ص829 ح13، البحار ج71 ص324.

83 ـ غرر الحكم ج2 ص721 ح1505.

84 ـ غرر الحكم ج2 ص664 ح901.

85 ـ راجع غرر الحكم ج2 ص664، ح898.

86 ـ غرر الحكم ج1 ص45 ح1325.

87 ـ غرر الحكم ج2 ص657 ج803.

88 ـ غرر الحكم ج2 ص553 ح2.

89 ـ غرر الحكم ج1 ص45 ح2325.

90 ـ البحار ج71 ص327.

91 ـ البحار ج71 ص326.

92 ـ الكافي ج2 ص45 ح2، فقه الرضا (عليه السلام) ص380، البحار ج71 ص325.

93 ـ غرر الحكم ج1 ص72 ح1817.

94 ـ المحجة البيضاء ج8 ص195.

95 ـ تحف العقول ص73، نهج البلاغة ص393 السطر الأخير كتاب31، البحار ج77 ص201.

96 ـ نهج البلاغة ص500 ح161، غرر الحكم ص618 ح177، زَلَّ، وص616 ح127 قنع بدل استبد.

97 ـ سورة الشورى: الآية 38.

98 ـ سورة آل عمران: الآية:159.

99 ـ سورة البقرة: الآية 233.

100 ـ نهج البلاغة (صبحي الصالح) ص217 سطر4.

101 ـ غرر الحكم ج2 ص736 ح1و2.

102 ـ غرر الحكم ص699 ح1294، بدل كلمة استشار (لزم المشاورة).

103 ـ غرر الحكم ص670 ح971.

104 ـ غرر الحكم ج1 ص384 ح53.

105 ـ غرر الحكم ج2 ص842 ح256.

106 ـ غرر الحكم ج1 ص326 ح184.

107 ـ غرر الحكم ج1 ص448 ح1.

108 ـ غرر الحكم ج1 ص42 ح1252.

109 ـ غرر الحكم ج1 ص42 ح1262.

110 ـ غرر الحكم ج1 ص77 ح1880.

111 ـ غرر الحكم ج2 ص528 ح53.

112 ـ الوسائل ج8 ص425 ح5، نهج البلاغة القسم الثاني ص155.

113 ـ غرر الحكم ج1 ص303 ح49.

114 ـ الوسائل ج8 ص426 ح4، المحاسن ص601 ح19.

115 ـ الوسائل ج8 ص426 ح3، المحاسن ص601 ح17.

116 ـ غرر الحكم ج1 ص204 ح453.

117 ـ غرر الحكم ج1 ص389 ح44.

118 ـ غرر الحكم ج1 ص128 ح236.

119 ـ غرر الحكم ج1 ص129 ح245.

120 ـ الوسائل ج8 ص424 ح1، المحاسن ص600 ح14.

121 ـ نور الثقلين ج4 ص584.

122 ـ الوسائل ج8 ص424 ح2، المحاسن ص601 ح15.

123 ـ الوسائل ج8 ص429 ح1 باب26، الفقيه ج2 ص356، علل الشرائع 178.

124 ـ الوسائل ج8 ص428 ح3، المحاسن ص602 ح23.

125 ـ غرر الحكم ج2 ص623 ح626.

126 ـ غرر الحكم ج1 ص377 ح30.

127 ـ غرر الحكم ج1 ص433 ح23.

128 ـ غرر الحكم ص681 ح1106.

129 ـ غرر الحكم ص631 ح390.

130 ـ غرر الحكم ج1 ص434 ح41.

131 ـ غرر الحكم ج1 ص211 ح525.