| المؤلفات |
|
بنود تطبيق مبادئ الحكم |
|
الإسلاميون بماذا يعدون الناس إن وصلوا إلى الحكم؟. هذا سؤال يريد أن يعرفه الناس، سواء المسلمون منهم أم غير المسلمين. أما المسلمون فلكثرة ما رأوا من ظلم الأمويين والعباسيين والعثمانيين باسم الإسلام، فلذا يخشون إن وصل الإسلاميون إلى الحكم يكرروا نفس الدور خصوصاً وأنهم يرون أن بعض الكتاب الإسلاميين يشيدون بالخلافة ولزوم إعادتها. وأما غير المسلمين فإنهم يعرفون ـ إلى حدٍ ما ـ عبادات المسلمين ومعاملاتهم حيث طالعوا في الكتب أو رأوا مسلمين يعبدون الله في صلاتهم وصيامهم وحجهم ورأوا تعامل المسلمين بيعاً وشراءاً ورهناً وإجارة إلى غير ذلك، أما الحكم الإسلامي فإنهم لم يروه حتى يعرفوا ماذا هو؟ بالإضافة إلى ما ملئت به الكتب من أعمال الخلفاء المذكورين ومن إليهم من القتل والسلب والنهب ومصادرة الحريات والكبر وملء القصور بالجواري إلى غير ذلك، وكلتا الطائفتين تريد أن تعرف: أن الإسلام إذا أخذ بالزمام فماذا سيفعل؟. الثاني: لو فرض أن القانون الإسلامي قانون ملائم للحياة وتقدمي لكن ماذا يضمن إجراءه الصحيح، حيث رأى الناس المبادئ المتعددة التي لم يعمل بها أصحابها لما وصلوا إلى الحكم، كانت تلك المبادئ في ظاهرها، فما هو ضمان الإجراء؟. والجواب: إن الإسلام إذا وصل إلى الحكم فإن مبادئه تحتم على الحاكمين أن يطبقوا هذه البنود: الأول: توفير الدور لكل الناس حتى لا يحتاج إنسان إلى استئجار دار إلاَّ نادراً، أو أقل من النادر كما فعله الرسول وعليّ (عليهما الصَّلاة والسلام). الثاني: تكون هناك لكل دار حديقة على الأغلب، وإن لم يكن ذلك لازماً، لأن الأراضي الفسيحة تكون في اختيار الناس، وقد أكد في الروايات على غرس الأشجار فالكلي يشمل مثل ذلك. الثالث: اقتناء الحيوانات الأليفة في الدار وغيرها حيث أكد في الإسلام على اقتناء جملة من الدواجن كالطيور والدجاج وما أشبه وذلك مما يزيد بهجة الحياة. الرابع: تهيئة الملابس الكافية للشتاء والصيف، مما تقتضيه الحرية الإسلامية المستلزمة لذلك من ناحية، ووجوب النفقة للكثير من الناس على كثير من الناس من ناحية ثانية، وما دل على لزوم إعطاء بيت المال كفاية الناس الفقراء من ناحية ثالثة. الخامس: توفير وسائل الحياة الكافية لما ذكرناه. السادس: الضمان الاجتماعي، فإن بيت المال نوع من الضمان الاجتماعي لم يسبق له مثيل، ولم يلحق به مثيل. السابع: أدوات النظافة والتجميل لكل إنسان ومجتمع وعائلة وما إلى ذلك، حيث إن الله جميل يحب الجمال، وإن النظافة من الإيمان، وحيث الحرية وحيث توفر المال. الثامن: الطعام الكافي لا هذا فحسب، بل الرغد في الطعام مما تدل على ذلك الروايات الواردة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أن الله سبحانه أمر عباده بالاستفادة مما أخرجته الأرض قال سبحانه: (قل من حرم زينة الله التي أخرَج لعباده والطيبات من الرزق)(1) إلى غير ذلك من الأدلة. التاسع: وسائل الترفيه والتنزه، حيث أمر بذلك الإسلام في سفر أو غير سفر، وقد كانوا (عليهم السلام) يستطيبون الأسفار، وقال الصَّادق (عليه السلام) في حكمة داود (عليه السلام) إن على العاقل أن لا يكون ظاعناً إلاَّ في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم(2). وعنه عن آبائه (عليهم الصَّلاة والسلام) في وصية النبيّ لعليّ (عليهما الصَّلاة والسلام) قال: (يا عليّ لا ينبغي للرجل العاقل أن يكون ضاعناً إلاَّ في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم ـ إلى أن قال ـ يا عليّ سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلاً عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخاً في الله، سر خمسة أميال أجب الملهوف، سر ستة أميال أنصر المظلوم، وعليك بالاستغفار)(3). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (سافروا تصحوا، سافروا تغنموا)(4). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث قال: (سافروا تصحوا وصوموا تؤجروا، واغزوا تغنموا وحجّوا لم تفتقروا)(5). وفي الديوان المنسوب إلى عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: تغرّب عن الأوطان في طلب العلى وسافـر ففي الأسفار خمس فوائد تفــــرج هـــــم واكتساب مـــعيشة وعلــــــم وآداب وصحبة مــــاجد ِ فإن قيل في الأسفار ذل ومــــحنة وقطــــع الفيافـي وارتكاب شدائد فموت الفتى خير له مــن مقامــــه بدار هــــوان بين واش وحــاسد إلى غيرها من الروايات: العاشر: التعاون بين الناس، فقد قال سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)(6) بالإضافة إلى الروايات الكثيرة الواردة بهذا الشأن مما قد ألمعنا إلى بعضها فيما سبق. الحادي عشر: كثرة المؤسسات والحسينيات والمكتبات وما أشبه للتحريض عليها في الروايات وغيرها، وقد قال سبحانه: (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً)(7) وتقدم في الروايات التحريض على إبقاء الصدقة الجارية. الثاني عشر: المرافق الكافية كالحمامات وما أشبه، وقد ورد في التواريخ أنه كان في بغداد في أبان الإسلام أكثر من ستين ألف حمام وثلاثمائة ألف مسجد، وهذا الأمر طبيعي، حيث المال المتوفر والأراضي المباحة والناس أحرار في تصرفاتهم، وقــد تقدم أن الخلفاء وإن كانوا جائرين لكن النظام العام كان نظاماً إسلاميــاً، والناس كانوا يتمتعون بخيرات الإسلام وأحكامه. الثالث عشر: قلة الأمراض حيث طبيعة المآكل والمشارب والمساكن وما أشبه على المناهج التي قررها الإسلام. الرابع عشر: رخص الأدوية، حيث الأدوية من نفس البلاد، وقد شاهدنا ذلك قبل خمسين سنة حيث أن الإنسان كان إذا مرض لا تتعدى مصاريفه العلاجية قدر القوة الشرائية لعشرين قرص خبز مثلاً، بالإضافة إلى رخص الطبيب ونحوه، وقد رأيت أنا أن الأطباء في الزمان السابق، قبل ما يقارب نصف قرن كان حالهم حال كاسب متوسط أو دون المتوسط. الخامس عشر: انعدام الفقر، حيث أن الفقر يكون سبب عدم الكسب أو عدم الحرية أو عدم السفر أو عدم الحيازة للمباحات أو ما أشبه ذلك، والكل ينفيها الإسلام بالإضافة إلى بيت المال الذي يقوم بحاجة الفقراء والمساكين، وقد ذكرنا أن الإنسان لو اقترض لحاجاته ولم يتمكن من الرد فعلى الإمام أن يسدد دينه. السادس عشر: تعميم العلم، لأن الإسلام أوجب العلم على كل مسلم ومسلمة، كما تقدمت جملة من الأحاديث الدالة على ذلك، ولهذا كانت الصبغة العامة للمسلمين العلم، والثقافة والتفوق في العلوم. السابع عشر: تعميم الفضيلة، حيث أن جملة كبيرة من الآيات والروايات تؤكد على هذه الأُمور من الصدق إلى الأمانة إلى الوفاء إلى الحياء إلى الغيرة إلى المروءة إلى ما أشبه ذلك. الثامن عشر: الأمن العام، لا بمعنى أمن هذه الأيام الذي هو عبارة عن الاستخبارات وما أشبه، بل بمعنى أن كل إنسان آمن على نفسه وماله وعرضه، وأنّ كلّ إنسان حر في كلامه وعمله فلا يخاف من الكلام أو ما أشبه ذلك. التاسع عشر: كثرة الإحسان فإن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، والإحسان غير التعاون فإن التعاون من الجانبين كما هو مقتضى باب التفاعل، بينما الإحسان من جانب واحد. العشرون: القضاء العادل البسيط الذي لا مصرف له، كما فصّلنا ذلك في بعض كتبنا الإسلامية، فإن ذلك هو المستفاد من الروايات المتواترة، وقد كانت عادة المسلمين ذلك إلى قبل نصف قرن تقريباً. الواحد والعشرون: كثرة البساتين والمروج والمزارع ونحوها، حيث الأراضي المباحة، والأنهار الوفيرة والعمل الحر. الثاني والعشرون: انعدام العنس، فكل الرجال متزوجون وكل النساء متزوجات قال سبحانه: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)(8) وقد كان بيت المال يعين على هذا الأمر، حتى إنه ورد (أن أحداً استمنى في زمان علي (عليه الصلاة والسلام) فزوجه علي (عليه السلام) من بيت المال)، كما ورد إن علياً (عليه الصلاة والسلام) لما ورد الكوفة زوّج العاهرة بزوج حتى يقطع جذور الفساد. الثالث والعشرون: وجود دور الرضاعة. الرابع والعشرون: وجود دور الحضانة، لأن الإسلام يحرض على البر والخدمة، ودور الرضاعة ودور الحضانة من أقسام البر والخدمة، لكن لا توجد دور العجزة، لأن كبار السن يجب أن يكونوا بين أهليهم (كما فعله الغرب من نبذهم في محلات خاصة بهم) فإن كبار السن لهم احترامهم من ذويهم ومن إليهم، نعم توجد دور للمعاقين وذلك للترفيه عنهم وخدمتهم لو لم يتمكن الأهالي من القيام بشؤونهم، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم: المنّان بالفعل، وعاق والديه، ومدمن خمر)(9). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أحزن والديه فقد عقّهما)(10). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إياكم ودعوة الوالد فإنها ترفع فوق السحاب، حتى ينظر الله إليها فيقول: إليّ حتى أستجيب له، وإياكم ودعوة الوالد، فإنها أحد من السيف)(11). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (الجنة دار الأسخياء، والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة بخيل، ولا عاق والديه، ولا منان بما أعطى). وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن أبي نظر إلى رجل يمشي مع أبيه الابن متكئ على ذراع أبيه، قال: فما كلمة علي بن الحسين (عليهما السلام) مقتاً له حتى فارق الدنيا)(12). أقول: لا يبعد أن يكون الولد مستحقاً لذلك وليس لهذه الفعلة فقط. وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ثلاثة من الذنوب تعجّل عقوبتها ولا يؤخر إلى الآخرة: عقوق الوالدين، والبغي على الناس، وكفر الإحسان)(13). وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حضر شاباً عند وفاته فقال له: قل لا إله إلا الله، قال: فاعتقل لسانه مراراً، فقال لامرأة عند رأسه: هل لهذا أُم؟ قالت: نعم أنا أُمه، قال: أفساخطة عليه؟ قالت: نعم ما كلمته منذ ست حجج، قال لها: إرضي عنه، قالت: رضي الله عنه برضاك عنه يا رسول الله، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قل: لا إله إلاَّ الله، قال: فقالها، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ترى؟ فقال: أرى رجلاً أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح قد وليني الساعة يأخذ بكظمي، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قل: يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير، إقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم، فقالها الشاب، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): انظر ما ترى؟ قال: أرى رجلاً أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قد وليني وأرى الأسود قد تولى عني، قال: أعد فأعاد قال: ما ترى؟ قال: لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثم طفئ على تلك الحال)(14). وعن الصَّادق (عليه السلام) في قول الله عزَّ وجلّ: (وبالوالدين إحساناً) قال: (الإحسان أن تحسن صحبتهما ولا تكلفهما أن يسألاك شيئاً هما يحتاجان إليه، وإن كانا مــستغنيين، أليس يقول الله (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وأما قوله (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُف) قال: إن أضجراك (فلا تقل لهما أُف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً)، قال: يقول لهما: غفر الله لكما فذلك منك قول كريم، قال: (واخفض لهما جناح الذّل من الرحمة) قال: لا تملأ عينيك من النظر إليهما، إلاّ برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يديك فوق أيديهما، ولا تتقدم قدامهما)(15). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (أفضل الكسب كسب الوالدين، وأفضل الخدمة خدمتهما، وأفضل الصدقة عليهما، وأفضل النوم بجنبهما)(16) إلى غيرها من الروايات الكثيرة مما يدل على إلزام الإسلام احترام الكبار. الخامس والعشرون: تعميم الثقة بين الناس، حيث إن الفضيلة والتقوى المتفشيتين بين الناس توجبان أكبر قدر من الثقة، بالإضافة إلى أن الإسلام أمر بحمل فعل الناس على الصحة. السادس والعشرون: إعطاء القرض للمحتاجين، لتواتر الروايات بذلك وقد تقدمت بعض الروايات الدالة على ذلك. السابع والعشرون: توفير وسائل الصحة الكافية كالمستشفيات والمستوصفات والأطباء والصيادلة والمخازن الصحية وما أشبه، وذلك لما تقدم من الأدلة العامة، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من قام على مريض يوماً وليلة بعثه الله مع إبراهيم خليل الرّحمان فجاز على الصراط كالبرق اللامع)(17)، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من أطعم مريضاً شهوته أطعمه الله من ثمار الجنّة). الثامن والعشرون: المدن النظيفة، فإن النظافة من الإيمان. والنظافة عامة لكل الأُمور، لا خاصة ببعض الأُمور دون بعض، وأيضاً تكون المدن واسعة، والشوارع متسعة، والأنهار جارية والأشجار قائمة في الشوارع وما أشبه، وقد ورد الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أجرى في مسجده نهراً، وتكون الشوارع مبلطة إلى غير ذلك مما هو من هذا القبيل. التاسع والعشرون: حسن الجوار بالنسبة إلى الكل، وقد ورد في ذلك جملة من الروايات، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): البر وحسن الجوار زيادة في الرزق وعمارة في الديار)(18). وعن الصَّادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ـ إلى أن قال ـ: أحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمناً، وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مسلماً)(19). وعن الرضوي (عليه السلام) قال: (وأحسن مجاورة من جاورك فإن الله تعالى يسألك عن الجار). وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن الله تبارك وتعالى أوصاني بالجار حتى ظننت أنه يرثني)، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال رجل من المسلمين: يا رسول الله إن لي جارين إلى أيهما أهدي هديتي أولاً، فقال: أقربهما منك باباً وأوجبهما عنك رحماً، فإن استويا في ذلك فإلى أحسنهما مجاورة)(20). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره فوق ما يكرم به غيره)(21)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من غلق بابه خوفاً من جاره على أهله وماله فليس جاره بمؤمن، فقيل له: يا رسول الله فما حق الجار على الجار؟ فقال من أدنى حقوقه عليه إن استقرضه أقرضه، وإن استعانه أعانه، وإن استعار منه أعاره، وإن احتاج إلى رفده رفده، وإن عاده أجابه، وإن مرض عاده، وإن مات شيع جنازته، وإن أصاب خيراً فرح به، ولم يحسده عليه، وإن أصاب مصيبة حزن لحزنه، ولا يستطيل عليه ببناء سكنه، فيؤذيه بإشرافه عليه، وسد منافذ الريح عنه، وإن أهدى إلى منزله أهدى له منها إذا علم أنه ليس عنده مثلها أو فليسترها عنه وعن عياله إن شحت نفسه بها، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): اسمعوا ما أقول لكم، لم يؤد حق الجار إلاَّ القليل ممن رحمه الله، ولقد أوصاني الله بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)(22). وقيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتتصدق وتؤذي جارها بلسانها قال: لا خير فيها هي من أهل النار، وفلانة تصلّي المكتوبة وتصوم شهر رمضان ولا تؤذي جارها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هي من أهل الجنة)(23). (وشكى رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاره فأعرض عنه، ثم عاد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي وسلمان ومقداد: اذهبوا ونادوا: لعنة الله والملائكة على مَن آذى جاره)(24). (وقال في غزوة تبوك: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)(25). وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (المؤمن مَن آمن جاره بوائقه)(26)، وعن أبي ذر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إذا طبخت فأكثر من المرق، وأقسم على الجـــيران، ومن آذى جاره فعـــــليه لعنة الله والمـــلائكة والناس أجمعين)(27). وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: (ليس حســـن الجوار أن تــــكف أذاك عن جارك، بل حسن الجــــوار أن تحتمل أذى جارك)(28). وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ليس بمؤمن من خاف جاره غوائله كائناً من كان الجار)(29). وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (حرمة الجار على الجار كحرمة الأُمهات على الأولاد)(30). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (خير الجيران عنـــد الله خيرهم لجاره، وخيـــــر الأصحاب عند الله خــــيرهم لأصحابه)(31). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من شرائط الساعة سوء الجوار، وقطيعة الرحم، وتعطيل الجهاد)(32). وروي: (إنه جاء رجل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: (إن فلاناً جاري يؤذيني قال أصبر على أذاه، وكف أذاك عنه، فما لبث أن جاء وقال: يا نبي الله أن جاري قد مات، فقال كفى بالدهر واعظاً، وكفى بالموت مفرقاً)(33). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن مكارم الأخلاق صدق الحديث ـ إلى أن قال ـ: والتذمم للجار)(34). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من كان يؤمن بالله فلا يؤذين جاره)(35). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليس يدخل الجنة من يؤذي جاره ومن لم يؤمن جاره بوائقه)(36). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (ملعون ملعون من آذى جاره)(37). وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنه من مات وله جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غفر له)(38). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من آذى جاره بقتار قدره فليس منا)(39). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من خان جاره بشبر من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى الأرض السابعة حتى يدخل النار)(40). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة)(41)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا ضربت كلب جارك فقد آذيته)(42). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (هل تدرون ما حق الجار؟ ما تدرون من حق الجار إلاَّ قليلاً، ألا لا يؤمن بالله واليوم الآخر من لا يأمن جاره بوائقه، وإذا استقرضه أن يقرضه، وإذا أصابه خير هنأه، وإذا أصابه شر عزّاه، ولا يستطيل عليه في البناء ويحجب عنه الريح إلاَّ بإذنه، وإذا اشترى فاكهة فليهد له فإن لم يهد له فليدخلها سراً، ولا يعطي صبيانه منها شيئاً يغايظون صبيانه، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجيران ثلاثة، منهم من له ثلاث حقوق: حق الإسلام، وحق الجوار، وحق القرابة، ومنهم من له حقان: حق الإسلام وحق الجوار، ومنهم من له حق واحد: الكافر له حق الجوار)(43) إلى غيرها من الروايات الكثيرة. الثلاثون: الحريات الكثيرة الصحيحة التي يعطيها الإسلام لكل إنسان كحرية الزراعة إلى التجارة إلى الصناعة إلى العمارة إلى الكتابة إلى غير ذلك، مما ذكرناه في كتاب (الصياغة) وغيره ويدل عليه بالإضافة إلى الآية الكريمة: (يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم)(44) قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس مسلطون على أموالهم وأنفسهم، بالإضافة إلى أن المحرمات محصورة في أُمور خاصة ذكرناها في كتاب الواجبات والمحرمات، وهذه الأُمور ليست من المحرمات. الواحد والثلاثون: السفر لمن أراد السفر بدون الموانع من تأشيرة أو جواز أو هوية أو رسوم أو جمارك وما أشبه ذلك. الثاني والثلاثون: الإقامة لمن أراد الإقامة في أي البلاد شاء فإن الإنسان حر، لا المسلم فحسب بل غير المسلم حر أيضاً في أن يقيم في أي بلاد الله سبحانه وتعالى. الثالث والثلاثون: العقوبات في الإسلام قليلة جداً ذكرت في كتاب الحدود، وما أشبه، وقد ذكرناها ملخصاً في كتاب (الفقه الدولة) فإن القوانين الكابتة قليلة جداً في الإسلام، وبهذه المناسبة تقل المخالفة، فلا عقوبات كثيرة كما في القوانين الوضعية. الرابع والثلاثون: المعاملات الصحيحة الواقعية لا الباطلة ولا الكاذبة مما فيه غش أو ربا أو خيانة أو ما أشبه ذلك مما ذكره الفقهاء في كتاب المعاملات. الخامس والثلاثون: الأقليات لهم حقوقهم، ولهم حرياتهم، وفي نزاعاتهم لهم الحق في أن يراجعوا قضاتهم أو قضاة المسلمين كما ذكرنا تفصيل ذلك في كتاب القضاء وغيره. السادس والثلاثون: الأخوة الإسلامية، فالمسلمون كلهم أخوة، متساوية حقوقهم متكافئة دماؤهم في جميع أبعاد الحياة فلا مسلم أجنبي في كل بلاد الإسلام، لا كما فرّق الغربيون وعملاؤهم بين المسلمين، فالإيراني في العراق أجنبي والعراقي في الباكستان أجنبي، إلى آخر هذه القائمة المطبقة على بلاد الإسلام بالحديد والنار، وقد قال علي (عليه الصلاة والسلام): (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)(45). السابع والثلاثون: الصناعة المتينة، فإن البلاد الإسلامية كانت مركز الصناعات حتى جمدتها الدول المسيطرة على بلاد الإسلام وتقدم الغرب الصناعي فتخلفت بلاد الإسلام وإذا قام الإسلام من جديد استأنفت الصناعة. الثامن والثلاثون: الزراعة الكافية لبلاد الإسلام وغير بلاد الإسلام كما كان سابقاً إبان العهد الإسلامي. التاسع والثلاثون: الضرائب في الدولة الإسلامية قليلة جداً وكما ذكرناها في الكتب المعنية بهذا الشأن، هي: الخمس، والزكاة، والجزية، والخراج فقط. الأربعون: ضمان المستقبل للعجزة ومن إليهم فإن بيت المال يجب أن يعطيهم بقدر حاجتهم، كما ذكرنا تفصيله في كتاب الاقتصاد في مسألة بيت المال. الواحد والأربعون: كل الأراضي مزروعة أو معمورة كما تقدم بعض الأحاديث في باب الزراعة وغيرها. الثاني والأربعون: الأنهار جارية، لأن الإسلام يحرّض على ذلك، وقد استخرج علي (عليه الصلاة والسلام) عيوناً كثيرة حتى ذكر بعضهم أن العيون التي استخرجها علي (عليه الصلاة والسلام) زهاء أربعمائة عين، ومن المعلوم أن الأنهار تتكون من العيون، وكذلك حال القنوات والسواقي وسائر وسائل الريّ. الثالث والأربعون: الحياة رغيدة، فإن الله سبحانه وتعالى أراد للإنسان أن تكون حياته رغداً، قال سبحانه بالنسبة إلى بني إسرائيل: (وإذ قلنا أدخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وأدخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)(46). الرابع والأربعون: قلة الفساد إلى أبعد حد، فإن الفساد إنما ينشأ من الفقر والمرض والجهل، والاستبداد أو ما أشبه، فإذا قلع الإسلام جذورها لا يكون الفساد إلاَّ نادراً جداً. الخامس والأربعون: كثرة النسل، فإن كثرة النسل توجب تعمير البلاد وتوسعة العمران، ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مباهٍ بكم الأُمم يوم القيامة ولو بالسقط)(47). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال إن فلاناً (رجل سمّاه) قال: (إني كنت زاهداً في الولد حتى وقفت بعرفة، فإذا إلى جنبي غلام شاب يدعو ويبكي ويقول: يا رب والدي والدي، فرغبني في الولد حين سمعت ذلك)(48). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (لما لقى يوسف أخاه قال: كيف استطعت أن تتزوج بعدي؟ فقال: إن أبي أمرني فقال: إن استطعت أن يكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل)(49). (وعن الصَّادق (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقرأ: (وإني خفت الموالي من ورائي) يعني أنه لم يكن له وارث حتى وهب الله له بعد الكبر)(50). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أكثروا الولد أكاثر بكم الأُمم غداً)(51). وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (سعد امرؤ لم يمت حتى يرى خلفاً من نفسه)(52). وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تزوجوا فإني مكاثر بكم الأُمم غداً في القيامة حتى إن السقط يقف محبنطئاً على باب الجنة فيقال له: ادخل فيقول: لا أدخل حتى يدخل أبواي قبلي)(53). وروي أن السجاد (عليه الصلاة السلام) سمع إنساناً يقول: بئس الشيء الولد، إن عاش كدني، وإن مات هدني، فبلغ ذلك زين العابدين (عليه السلام) فقال: (كذب والله، نعم الشيء الولد، إن عاش فدعاء حاضر، وإن مات فشفيع سابق)(54). وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (الولد كبد المؤمن، إن مات قبله صار شفيعاً، وإن مات بعده يستغفر الله له فيغفر له)(55). وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (الولد الصالح أجمل الذكرين)(56). وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (رحم الله أبا البنات، البنات مباركات محببات والبنون مبشرات وهنّ الباقيات الصالحات)(57). السادس والأربعون: قلة المشاكل، فإن المشاكل إنما تتولد من الفقر أو من المرض أو من الجهل، أو من الفوضى أو من عدم الإيمان أو من سوء الأخلاق أو من الاستبداد أو ما أشبه، وإذا قلع الإسلام جذور هذه الأُمور قلت المشاكل كما رأينا ذلك قبل نصف قرن في العراق من قبل أن يستولي الاستعمار كلياً على تلك البلاد. السابع الأربعون: رخص الأسعار، فإن الأراضي إذا كانت لكل من يحييها والمباحات لمن سبق إليها وكانت الزراعة والتجارة والعمارة والصناعة، وما أشبه حرة تكون الأسعار رخيصة كما كان في الزمان السابق وقد شاهدنا أواخرها قبل نصف قرن. الثامن والأربعون: طيب الهواء وعدم التلوث، فإن كثرة المياه وكثرة الأشجار وعدم تلوثها وسعة البيوت والشوارع وما أشبه ذلك توجب طيب الهواء، وكل هذه الأُمور أكدت عليها الشريعة الإسلامية، وقد ورد بالنسبة إلى سعة المنزل روايات. فعن الجعفريات بسند الأئمَّة إلى عليّ (عليهم الصَّلاة والسلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المسلم الزوجة الصالحة والمسكن الواسع والمركب الهنيء والولد الصالح)(58). وعن الرضوي (عليه الصلاة والسلام) قال: (نروي كبر الدار من السعادة)(59). وفي رواية (ان أبا الحسن (عليه الصلاة والسلام) سئل عن أفضل عيش الدنيا، فقال: سعة المنزل وكثرة المحبين)(60). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (من السعادة سعة المنزل)(61). وعنه (عليه السلام) قال: (ثلاثة للمؤمن فيها راحة، دار واسعة تواري عورته وتستر حاله من الناس، الحديث)(62). وعن بشير قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (العيش السعة في المنزل والفضل في الخدم)(63). وفي وصية النبيّ لعليّ (عليهما الصَّلاة والسلام): (يا علي العيش في ثلاثة، دار قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء)(64). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح، والمركب الهني)(65). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من سعادة المرء أن يتسع منزله)(66). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع)(67). إن نظرة إلى قوانين الإسلام تعطى هذه الأُمور التي ذكرناها بإيجاز وقد ذكرنا تفصيلها في كتب السياسة والاقتصاد والاجتماع والسبيل والصياغة ونريدها حكومة إسلامية، وإلى حكم الإسلام والحكم في الإسلام، والحقوق والإدارة، والدولة، والممارسة، وغيرها، ولذا نوكل الأمر إلى تلك الكتب بدون الاستدلال على كيفية إعطاء الإسلام هذه الأُمور للذين ينضوون تحت لواءه ويلتزمون بأوامره، وليس الأمر اعتباطاً، بل الإسلام دقيق إلى أبعد حدّ، فإن ميزانه في الأُمور كافة دنيا وآخرة ما ذكره سبحانه في القرآن الحكيم: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرة ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)(68) ولذا نرى الإسلام يراقب حتى القلب قال سبحانه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)(69) وإذا أراد إنسان أن يكتب تفصيل ما ذكرناه مما جعل الإسلام مناهجه مبنية عليه لاحتاج إلى مجلدات. التاسع والأربعون: الانتخابات حرة، فإن رئاسة الدولة إنما تكون لمن يكون مرضياً لله سبحانه وتعالى ومشتملاً على الشرائط المذكورة في كتاب (التقليد) بالإضافة إلى اختيار الناس له بكمال الحرية، كما نشاهد الآن أن الناس ينتخبون مراجع تقليدهم كذلك، ومرجع التقليد هو رئيس الدولة، فإن كان واحداً منحصراً فهو، وإلاَّ فتكون رئاسة الدولة حسب شورى المرجعية في زمان غيبة الإمام (عليه الصلاة والسلام) كما ذكرناه في جملة من الكتب. الخمسون: اللاعنف في جميع مجالات الحياة. الحادي والخمسون: محو الأُمية ضرورة ملحة. يلزم تعميم القراءة والكتابة لتشملا كل المسلمين: الرجال، والنساء، والصغار، والكبار، فقد ورد: إن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. فإن هذه الرواية وإن لم يكن لها إطلاق، بل الوجوب إنما هو بالنسبة إلى أمرين: العقائد والمسائل ونحوهما من جانب، وما يتوقف عليه حياة المسلمين وعلوهم، بأن لا يكون غيرهم أعلى منهم بمقتضى (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه) من جانب آخر، إلاَّ أن التقدم ورفع سيطرة الكفار عن المسلمين لا يمكن في الحال الحاضر إلاَّ بهما، فهما لازمان إمّا وجوباً أو استحباباً في غير ما استثني، كتعلم السحر وتعليمه وما أشبه ذلك. ومن الممكن تعميمها حتى في القرى والأرياف، ومضارب الخيام إذا وجدت هناك جماعات نشطة تعمل ليل نهار لأجل ذلك، ولا حاجة إلى المباني المدرسية والوسائل الحديثة، بل يمكن الاستفادة من الأقلام القصبية، والحبر المصنوع من الدخان المتكلس في المواقد الفحمية والخشبية، والبنايات المبنية من الطين، أو من الحشيش، أو الصفيح الميسر في كل قرية وريف، وقد كنا نحن قبل نصف قرن (حين ذهبنا إلى الكتاتيب) نكتب على الألواح بأقلام القصب، وحبر الدخان، وما أشبه ذلك، وقد رأيت أنا جماعة نشطة في إحدى البلاد الإسلامية يرأسهم عالم متحمس عمل أربعين سنة فأسس زهاء ثلاثمائة مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية وقد قال لي هو ذات مرة: إن له في الحال الحاضر خمسين ألف تلميذ. وعندما كنا في كربلاء المقدسة فتحنا مدارس بمساعدة أهل الخير والبر للأطفال لأجل حفظ القرآن الحكيم وتعليم القراءة والكتابة والعلوم الإسلامية والعلوم الحديثة، وقد كانت تحتوي زهاء ثلاثة آلاف طالب وطالبة، وكذلك كل شيء يبدأ صغيراً حتى يكبر برعايته سبحانه. وفي الآيات والأخبار تحريض كثير على العلم وتعظيم كبير للعلماء، وقصة جعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) فدية بعض أسارى بدر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة مشهورة، بينما المسلمون كانوا بأمس الحاجة إلى المال الذي قرروه على الكفار فدية لتحريرهم عن الأسر. فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (أربعة تلزم كل ذي عقل وحجا من أُمتي، قيل: يا رسول الله وما هي، قال: استماع العلم، وحفظه، والعمل به ونشره)(70). وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (طلب العلم فريضة على كل مسلم(71)، وفي رواية أُخرى: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة)(72). وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبل أن يجمع، وجمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام)(73). وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (العلم مخزون عند أهله، وقد أمرتهم بطلبه منهم)(74). وعن أمير المؤمنين (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (عليكم بطلب العلم، فإن قلبه فريضة)(75). وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السَّلام) أنه قال: (اطلبوا العلم، وتزينوا معه بالحلم والوقار)(76). وعن جعفر بن محمد (عليهما السَّلام) أنه قال لبعض أصحابه: (إياك وخصلتين مهلكتين: تفتي بالناس برأيك، وتدين بما لا تعلم)(77). وعن علي (عليه الصَّلاة والسَّلام) أنه قال: (القضاة ثلاثة، واحد في الجنة، واثنان في النار، رجل جار متعمداً فذلك في النار، ورجل أخطأ في القضاء فذلك في النار، ورجل عمل بالحق فذلك في الجنّة)(78). وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسألوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)(79). وعن علي (عليه الصَّلاة والسَّلام) أنه كتب إلى رفاعة لما استقضاه على الأهواز كتاباً فيه: (ذر المطامع وخالف الهوى ـ إلى أن قال ـ: إن العلم ثلاثة: آية محكمة، وسنة متبعة، وفريضة عادلة، وملاكهن أمرنا)(80). وفي رواية عن الصَّادق (عليه السَّلام) قال: (القضاء أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة)(81). وعن أمير المؤمنين (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (أيها الناس اعلموا إن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وأن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضموم لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه، وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله، فاطلبوه)(82). وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح)(83). وعن أبي عبد الله (عليه السَّلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا وإن الله يحب بغاة العلم)(84). وعن أمير المؤمنين (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم)(85). وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (اطلبوا العلم ولو في الصين، فإن طلب العلم فريضة عن كل مسلم)(86)، وفي رواية أُخرى قال: (طلب العلم فريضة من فرائض الله)(87). وعن الرضا عن آبائه (عليهم السَّلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): العالم بين الجهال كالحي بين الأموات ـ إلى أن قال ـ: فاطلبوا العلم فإنه السبب بينكم وبين الله عزّ وجلّ، وإن طلب العلم لفريضة على كل مسلم)(88). وعن الرضا عن آبائه عن علي (عليه السَّلام) قال: سمعت رسول الله يقول: طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانه، واقتبسوه من أهله، إلى غيرها من الروايات الكثيرة المذكورة في الوسائل والمستدرك والبحار وغيرها. ولا يخفى أن الاختلاف بين كون القضاة ثلاثة أو أربعة كما تقدم في الروايتين اختلاف لفظي لا جوهري، كما أن سبب كون القاضي الذي يحكم بالحق بدون العلم في النار تجريه على الله سبحانه، فإن التجري ـ على إطلاقه ـ وإن لم يقل بعض بحرمته إلاَّ أنه لا إشكال في حرمته في بعض الموارد، وإنما الكلام والخلاف في كلي الأمر لا في بعض المصاديق من هذا الطرف أو هذا الطرف كما ذكرناه في الأُصول، لكن الحكم التكليفي لا يُنافي الحكم الوضعي فيما إذا كان مطابقاً للواقع، كما إذا رجعت الزوجة إلى زوجها والمال إلى صاحبه والدم صين أو أُريق على ما هو واقعه وإلى غير ذلك. كما أنه في العكس إذا حكم بما علم لكن علمه كان جهلاً مركباً لم يغير الواقع، لأن المعيار الواقع حسب المشهور بين المخطئة وإن كان الشيخ المرتضى تمسك بالمصلحة السلوكية، وعلى كل حال فتفصيل الكلام في هذه الأمور في أبوابه من الفقه والأُصول. |
|
ضمان التطبيق |
|
لو فرض أن القانون الإسلامي قانون ملائم للحياة وتقدمي، لكن ماذا يضمن إجراءه الصحيح، حيث رأى الناس المبادئ المتعددة، التي لم يعمل بها أصحابها لما وصلوا إلى الحكم، فما هو ضمان الإجراء والتطبيق؟. الجواب: أمران: الأول: الوعي المتزايد عند المسلمين حتى لا يتمكن أحد من استغلالهم وتحريفهم. الثاني: المؤسسات الدستورية الحافظة للانتخابات الحرة، حيث ذكرنا هذا الأمر أيضاً في الكتب السابقة فلا حاجة إلى الإعادة. نعم لا شك أن المسلمين وغير المسلمين يلزم أن يلمسوا هذين الأمرين قبل وصول الإسلاميين إلى الحكم، بمعنى أنه لا بد للإسلاميين قبل وصولهم إلى الحكم أن ينشروا ما لا يقل من مليار ونصف مليار من الكتب التوعوية، وهذا أقل قدر من الثقافة التي يجب نشرها بين المسلمين، بأن يكون لكل مسلم كتاب واحد، بالإضافة إلى لزوم أن يقسموا القدرة قبل الوصول إلى الحكم ويقرروا التنافس الحر بينهم حتى لا يخشى استغلال فئة الحكم والاستبداد إذا وصلوا إلى الحكم، فإذا حصل هذان الأمران بإذن الله سبحانه وتعالى تحقق في ذلك الوقت الأمل بقيام الدولة الإسلامية العالمية ذات الألف وخمسمائة مليون مسلم وهم بدورهم يتمكنون من إنقاذ العالم ولو بقدر والله المستعان. |
|
صفات قائد المسلمين |
|
نذكر الصفات الواردة في الروايات لمن يتولى شؤون المسلمين حتى يعمل بها التيار الإسلامي الذي يهدف إلى إقامة الدولة الإسلامية بإذن الله سبحانه وتعالى، سواء في شورى المرجعية أو في سائر الرؤساء قبل الوصول إلى الحكم، أو بعد الوصول إليه، وما نذكره من الروايات وإن كانت بعضها في صفات الإمام (ع) المنصوب من قبل الله تعالى إلاَّ أن مقتضى الأُسوة الاتباع مهما أمكن، فقد قال علي (عليه الصلاة والسلام): (لا يتحمل هذا الأمر إلاَّ أهل الصبر والبصر والعلم بمواقع الأمر)(89). وقال (عليه الصلاة والسلام) في صفة الإمام: (مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة)(90). وقال (عليه الصلاة والسلام): (ثلاثة من كن فيه من الأئمَّة صلح أن يكون إماماً اضطلع بإمامته إذا عدل في حكمه ولم يحتجب دون رعيته وأقام كتاب الله تعالى في القريب والبعيد)(91). وقال (عليه الصلاة والسلام): (يحتاج الإمام إلى قلب عقول، ولسان فؤول وجنان على إقامة الحق مبؤول)(92). وقال (عليه الصلاة والسلام): في وصف أمثال هؤلاء (عقلوا الدين عقل عناية ورعاية لا عقل سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل)(93). وقال (عليه الصلاة والسلام): (من نصب نفسه للناس إماماً فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه)(94). وقال (عليه الصلاة والسلام): (لا يقيم أمر الله سبحانه إلاَّ من لا يصانع ولا يضارع ولا يتبع المطامع)(95). وقال (عليه الصلاة والسلام): (إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه)(96). وقال (عليه الصلاة والسلام): (على أئمة الحق أن يتأسوا بأضعف رعيتهم حالاً في الأكل واللباس، ولا يتميزون عليهم بشيء لا يقدرون عليه ليراهم الفقير فيرضى عن الله تعالى مما هو فيه ويراهم الغني فيزداد شكراً وتواضعاً)(97). وقال (عليه السلام) فيما كتب إلى محمد بن أبي بكر: (وإن تكن لهم حاجة يواسي بينهم في مجلسه ووجهه ليكون القريب والبعيد عنده على سواء)(98). وقال (عليه السلام): (وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الجائف للدول فيتخذ قوماً دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق فيقف بها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الأُمّة)(99). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن أئمتكم وفدكم إلى الله فانظروا من توفدون في دينكم وصلاتكم)(100). وفي رواية أُخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن أئمتكم قادتكم إلى الله فانظروا بمن تقتدون في دينكم وصلاتكم)(101). وفي رواية أُخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (قال الله تعالى لداود (عليه السلام): حرام على كل قلب عالم محب الشهوات أن أجعله إماماً للمتقين)(102). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (قال الله عزَّ وجلّ: لأعذبن كل رعية في الإسلام أطاعت إماماً جائراً ليس من الله عزّ وجلّ وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية)(103). وعن علي (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (إن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يهتبط في قعرها)(104). وعن الباقر (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن أئمَّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق ضلوا بأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف)(105). وعن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن حقاً على الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طول خص به وإن يزيده ما قسم الله له من نعمة دنواً من عباده، وعطفاً على إخوانه ألا وإن لكم عندي أن لا أحتجز دونكم سراً إلاَّ في حرب ولا أطوي دونكم أمراً إلاَّ في حكم ولا أؤخر لكم حقاً عن محله ولا أقف به دون مقطعه، وأن تكونوا عندي في الحق سواء، فإذا فعلت ذلك وجبت لله عليكم النعمة ولي عليكم الطاعة)(106). وقال (عليه السلام): (فقد جعل الـــله سبحانه وتــــعالى لي عليكم حقاً بولاية أمركم ولكم عليَّ من الحق مـــــثل الذي لي عليكم)(107). وعن الرضا (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (في صفة الإمام: مضطلع بالإمامة عالم بالسياسة)(108). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (إن الإمام لا يستطيع أحد أن يطعن عليه في فم ولا بطن ولا فرج فيقال كذاب، ويأكل أموال الناس وما أشبه هذا)(109). وعن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (ثلاثة من كن فيه من الأئمّة صلح أن يكون إماماً اضطلع بإمامته: إذا عدل في حكمه ولم يحتجب دون رعيته وأقام كتاب الله تعالى في القريب والبعيد)(110). وعن الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) في كتاب إلى أهل الكوفة في جملة ذلك قال: (فلعمري ما الإمام إلاَّ الحاكم بالكتاب القائم بالقسط الدائن بدين الحق الحابس نفسه على ذلك)(111). وعن الباقر (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (للإمام علامات أن يكون أعلم الناس، وأحكم الناس وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس وأسخى الناس وأعبد الناس)(112). وهذه الرواية وإن كانت في الإمام المعصوم (عليه الصلاة والسلام) المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى إلاَّ إنا ذكرنا في المقدمة أن الإنسان يلزم عليه أن يقتدي بهم (عليهم الصَّلاة والسلام) حسب الإمكان، لأنهم أسوة. وعن علي (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (إن الله تعالى فرض على أئمَّة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كي لا يتبين بالفقير فقره)(113). وفي رواية أبي عطاء قال: خرج علينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) محزوم يتنفس فقال: (كيف أنتم وزمان قد أظلكم تعطل فيه الحدود ويتخذ المال فيه دولاً ويعادى فيه أولياء الله ويوالى فيه أعداء الله، قلنا: فإن أدركنا ذلك الزمان فكيف نصنع؟ قال: كونوا كأصحاب عيسى (عليه السلام) نشروا بالمناشير وصلبوا على الخشب، موت في طاعة الله عزَّ وجلّ خير من حياة في معصية الله)(114). وقال (عليه الصلاة والسلام) في تحريض الناس على تغيير الولاة الجائرين ـ إلى أن قال ـ: (أفلا تسخطون وتهتمون أن ينازعكم الولاية عليكم سفهاؤكم والأشرار الأرذال منكم)(115).
|
|
1 ـ سورة الأعراف: الآية 32. 2 ـ المحاسن ص345 ح5 باب1. 3 ـ الوسائل ج8 ص248 ح3 باب1. 4 ـ المحاسن ص345 ح1 باب1. 5 ـ المحاسن ص345 ح2 باب1. 6 ـ سورة المائدة: الآية 2. 7 ـ سورة الكهف: الآية 21. 8 ـ سورة النور: الآية 32. 9 ـ البحار ج74 ص84 ح94. 10 ـ الوسائل ج15 ص123 ح4 باب 22. 11 ـ البحار ج74 ص84 ح94. 12 ـ الكافي ج2 ص349 ح8. 13 ـ البحار ج74 ص74 ح64. 14 ـ البحار ج74 ص75 ح67. 15 ـ البحار ج74 ص39ـ40 ح3. 16 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص632 باب77 ح12. 17 ـ البحار ج81 ص225 ح35. 18 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 73 ح1. 19 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 73 ح2. 20 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 73 ح3. 21 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 73 ح5. 22 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 73 ح7. 23 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب 72 ح13. 24 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب72 ح12. 25 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب 72 ح6. 26 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص79 باب72 ح11. 27 ـ عوالي اللئالي ج1 ص256 ح23. 28 ـ مستدرك الوسائل ص78 باب71 ح1. 29 ـ مستدرك الوسائل ص78 باب 71 ح2. 30 ـ مستدرك الوسائل ص78 باب71 ح3. 31 ـ مستدرك الوسائل ص78 باب71 ح4. 32 ـ مستدرك الوسائل ص78 باب 71 ح5. 33 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب71 ح6. 34 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب71 ح10. 35 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب72 ح1. 36 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب 72 ح2. 37 ـ الوسائل ج11 ص519 باب41 ح7. 38 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب72 ح5. 39 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب72 ح7. 40 ـ الوسائل ج13 ص247 باب5 ح3. 41 ـ الوسائل ج3 ص590 باب27 ح1. 42 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص78 باب 72 ح10. 43 ـ روضة الواعظين ص388. 44 ـ سورة الأعراف: الآية 157. 45 ـ نهج البلاغة، الكتاب53. 46 ـ سورة البقرة: الآية 58. 47 ـ البحار ج103 ص220 ح24. 48 ـ الوسائل ج15 ص95 باب1 ح2. 49 ـ الوسائل ج14 ص5 باب1 ح9. 50 ـ الوسائل ج15 ص95 باب1 ح4. 51 ـ الوسائل ج15 ص96 باب1 ح8. 52 ـ الوسائل ج15 ص96 باب1 ح9. 53 ـ مكارم الأخلاق ص196. 54 ـ مستدرك الوسائل ج 2 ص 614 باب 1 ح 7. 55 ـ عوالي اللئالي ج1 ص270 ح78. 56 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص71 ح2230. 57 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص615 باب3 ح3. 58 ـ البحار ج104 ص98 ح64. 59 ـ مستدرك الوسائل ج1 ص243 باب1 ح2. 60 ـ المحاسن ص611 باب3 ح24. 61 ـ المحاسن ص610 باب3 ح20. 62 ـ المحاسن ص610 باب3 ح18. 63 ـ البحار ج76 ص152 ح28. 64 ـ البحار ج76 ص148 ح1. 65 ـ الوسائل ج3 ص558 باب1 ح8. 66 ـ البحار ج76 ص152 ح22. 67 ـ الوسائل ج3 ص558 باب1 ح5. 68 ـ سورة الزلزلة: الآية 7. 69 ـ سورة النساء: الآية 65. 70 ـ تحف العقول ص61 ح169، البحار ج1 ص168 ح14. 71 ـ بصائر الدرجات ص2 ح1 وص3 في 3، البحار ج1 ص171 ح24 س6 وص173 ح26 وح29. 72 ـ مصباح الشريعة ص13. 73 ـ البحار ج1 ص176 ح46. 74 ـ البحار ج1 ص177 ح53، الكافي ج1 ص231 ح4. 75 ـ البحار ج1 ص183 ح89. 76 ـ الكافي ج1 ص28 ح1. 77 ـ الوسائل ج18 ص10 ح3 ب4، المحاسن ص205 ج55، الكافي ج1 ص33 ح2. 78 ـ الكافي ج7 ص407 ج1، فقيه ج3 ص3 ح1 ب2 عن الصَّادق (ع)، الوسائل ج18 ص11 ح6 ب4. 79 ـ الكافي ج1 ص30 ح5 عن الصادق (ع) مثله، تحف العقول ص41 ج24. 80 ـ قطعة منه في حديث النبي (ص) عن الكافي ج1 ص24 ح1. 81 ـ الكافي ج7 ص407 ح1، المقنعة ص112 س22، التهذيب ج6 ص218 ح5، الفقيه ج3 ص3 ح1، الوسائل ج18 ص11 ح6 ب4، الخصال ص247 ج108. 82 ـ الوسائل ج18 ص12 ب4، الكافي ج1 ص23 ح4، تحف العقول ص217. 83 ـ الوسائل ج18 ص12 ح13 ب4، الكافي ج1 ص35 ح3. 84 ـ الوسائل ج18 ص13 ح18 ب4 وح16، الكافي ج1 ص23 ح1 وح5، بصائر الدرجات ص2 ح1. 85 ـ روضة الواعظين ص10 س11، الوسائل ج18 ص14 ح21 ب4. 86 ـ الوسائل ج18 ص14 ح20 ب4، روضة الواعظين ص11 س25، مصباح الشريعة ص13. 87 ـ الوسائل ج18 ص14 ح25 ب4، بصائر الدرجات ص3 ح4. 88 ـ الوسائل ج18 ص15 ح27 س4، الأمالي ص221 ـ ص232. 89 ـ شرح نهج البلاغة ج7 ص36. 90 ـ الكافي ج1 ص202، البحار ج25 ص172 عن مشارق الأنوار. 91 ـ الوسائل ج18 ص156 ح2، التهذيب ج6 ص227 ح7. 92 ـ غرر الحكم ج1 ص783 ح5. 93 ـ غرر الحكم ج1 ص217 ح32. 94 ـ البحار ج2 ص56، شرح نهج البلاغة ج18 ص220. 95 ـ شرح نهج البلاغة ج18 ص274. 96 ـ شرح نهج البلاغة ج9 ص328. 97 ـ نهج السعادة ج2 ص49. 98 ـ نهج البلاغة صبحي الصالح ص383. 99 ـ البحار ج25 ص167 ح36، نهج البلاغة ج1 ص267ـ268. 100 ـ البحار ج23 ص30 ح46، قرب الإسناد ج37. 101 ـ البحار ج23 ص30 ح46، إكمال الدين ص128. 102 ـ تفسير نور الثقلين ج4 ص44. 103 ـ البحار ج25 ص110 ح1، ثواب الأعمال ص198ـ199، المحاسن ص94، الكافي ج1 ص307 ح4. 104 ـ نهج البلاغة نسخة صبحي الصالح ص235. 105 ـ البحار ج25 ص110 ح2، الوسائل ج1 ص90 ح1، الكافي ج1 ص149 ح8، المحاسن ص93، الكافي ج1 ص306 ح2. 106 ـ شرح نهج البلاغة ج17 ص16. 107 ـ مثله نهج البلاغة ج11 ص88. 108 ـ الكافي ج1 ص157. 109 ـ الكافي ج1 ص284. 110 ـ الوسائل ج18 ص156 ح2، التهذيب ج6 ص227 ح7. 111 ـ البحار ج44 ص334. 112 ـ عن الرضا (عليه السلام) احتجاج الطبرسي ص240، البحار ج25 ص116 ح1، معاني الأخبار ص35، الخصال ج2 ص105، عيون الأخبار ص118. 113 ـ شرح نهج البلاغة ج11 ص32. 114 ـ نهج السعادة ج2 ص369. 115 ـ شرح نهج البلاغة ج6 ص99. |