| المؤلفات |
|
الشعائر الإسلامية |
|
مسألة: مما يجب الاهتمام به جداً الأُمور الإسلامية، وهي عبارة عن القرآن الكريم والمسجد والصَّلاة والزكاة والحج والصوم، وليس القصد في هذه المسألة بيان فلسفة هذه الأُمور، بل القصد أن التيار الإسلامي المتنامي يجب أن يتبنى أفراده إقامة هذه الشعائر بكل قوة، وكذلك يلزم عليه أن ينشر في المجتمع هذه الأُمور حسب المقدور. أولاً القرآن: فلأنه الكتاب الأول للمسلمين ولا شك في أنه هو المفتاح الأول للحركة العالمية التي سببت إخراج البشر من الظلمات إلى النور، واليوم إذا كان هناك نور ولو بصيص منه في العالم، فإنما هو مستند إلى القرآن الكريم أولاً، وبالذات، وما لم يرتبط المسلمون بالقرآن ثانياً لا يرتبطون بالسيادة والسعادة مرة أُخرى، والغرب إنما أخذ بالزمام لأنه طبق شيئاً من القرآن كالنظافة والانتخاب والعمل وما أشبه، فاللازم الاهتمام بالقرآن الكريم بحفظه وتفسيره وترجمته وجعل المدارس له وقراءَته ليل نهار إلى غير ذلك من وجوه النشر والترويج، ليس هذا فحسب بل اللازم الالتزام بالعمل به حسب المستطاع، وهكذا يقول (غوستاف لوبون) حول القرآن الحكيم: [إذا راجعنا القرآن وعقائده الرئيسية نراه وحده يصح له أن يُباهي بأنه أدخل التوحيد إلى العالم، وتشتق سهولة الإسلام العظيمة من التوحيد المحض، وفي هذه السهولة سر قوة الإسلام والإسلام إدراكه سهل خال مما نراه في الأديان الأُخرى ويأباه الذوق السليم غالباً من المتناقضات والغوامض، ولا شيء أكثر وضوحاً وأقل غموضاً من أُصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد وبمساواة جميع الناس أمام الله وببضعة فروض يدخل الجنة من يقوم بها، ويدخل النار من يعرض عنها، وإنك إذا ما اجتمعت بأي مسلم من أية طبقة رأيته يعرف ذلك ويجب عليه أن يعتقد ويسرد لك أُصول الإسلام في بضع كلمات بسهولة، وهو بذلك على عكس النصراني الذي لا يستطيع حديثاً عن التثليث والاستحالة وما ماثلها من الغوامض، من غير أن يكون من علماء اللاهوت الواقفين على دقائق الجدل، ووضوح الإسلام البالغ وما أمر به من العدل والإحسان ساعد على انتشاره في العالم، ونفسر بهذه المزايا سبب اعتناق كثير من الشعوب النصرانية للإسلام كالمصريين الذي كانوا نصارى أيام حكم قياصرة القسطنطينية، فأصبحوا مسلمين حين عرفوا أُصول الإسلام، كما نفسر السبب في عدم تنصر أية أُمة بعد أن رضيت بالإسلام ديناً سواء كانت هذه الأُمة غالبة أم مغلوبة، ويجب على من يرغب في الحكم أن يفكر بفائدة هذا الكتاب الديني وأن لا ينظر إلى قواعده الفلسفية، بل إلى مدى تأثير عقائده والإسلام إذا نظر إليه من هذه الناحية وجده من أشد الأديان تأثيراً في النفوس وهو مع مماثلته لأكثر الأديان في الأمر بالعدل والإحسان والصَّلاة…الخ، يعلم هذه الأُمور بسهولة يستمرئها الجميع، وهو يعرف فضلاً عن ذلك أن يصيب في النفس إيماناً ثابتاً لا تزعزعه الشبهات، ولا ريب في أن نفوذ الإسلام السياسي والمدني كان عظيماً إلى الغاية. قد كانت بلاد العرب قبل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤلفة من إمارات مستقلة وقبائل متقاتلة دائماً، فلما ظهر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومضى على ظهوره قرن واحد كانت دولة المسلمين ممتدة من الهند إلى إسبانيا، وكانت الحضارة تسطع بنورها الوهاج في جميع المدن التي خفقت راية النبي فوقها. والإسلام من أكثر الديانات ملائمة لاكتشافات العلم، ومن أعظمها تهذيباً للنفوس حملاً على العدل والإحسان والتسامح، ولم يمس الزمن دين النبي الذي له من النفوذ ما له في الماضي، والذي لا يزال ذا سلطان كبير على النفوس، مع أن الأديان الأُخرى التي هي أقدم منه تخسر كل يوم شيئاً من قوتها، بينما يدين بالإسلام الكثير، واعتنقته جزيرة العرب ومصر وسوريا وفلسطين وآسيا الصغرى وجزء كبير من الهند وروسيا والصين، ثم جميع إفريقيا إلى ما تحت خط الاستواء تقريباً، وتجمع بين مختلف الشعوب التي اتخذت القرآن دستوراً لها ووحدة اللغة والصَّلاة التي يسفر عنها مجيء الحجيج إلى مكة من جميع بلاد العالم الإسلامي، وتجب على جميع أتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تلاوة القرآن باللغة العربية بقدر الإمكان، واللغة العربية هي لذلك أكثر لغات العالم انتشاراً على ما يحتمل. والشعوب الإسلامية على ما بينها من الفروق العنصرية ترى بينها من التضامن الكبير ما يمكن جمعها به تحت علم واحد في أحد الأيام، وسيرى القارئ حين نبحث في فتوح المسلمين وأسباب انتصاراتهم أن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن، فقد ترك المسلمون المغلوبين أحراراً في أديانهم، فإذا حدث أن اعتنق بعض الأقوام النصرانية الإسلام واتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما رأوا من عدل المسلمين الغالبين ما لم يروا مثله من سادتهم السابقيــن، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم يعرفوها من قبل وقد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة، فلما قهر النصارى عرب الأندلس فضل هؤلاء القتل والطرد عن آخرهم على ترك الإسلام. فلم ينتشر القرآن بالسيف إذاً، بل انتشر بالدعوة وحدها وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخراً كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند، التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد معه عدد المسلمين فيها على خمسين مليون نسمة، ويزيد عدد مسلمي الهند يوماً فيوماً، مع أن الإنكليز الذين هم سادة الهند في الوقت الحاضر يجهزون البعثات التبشيرية ويرسلونها تباعاً إلى الهند لتغير مسلميها على غير جدوى، ولم يكن القرآن أقل انتشاراً في الصين التي لم يفتح المسلمون أي جزء منها قط، وسترى في فصل آخر سرعة الدعوة الإسلامية فيها]. انتهى باقتضاب. ثانياً المساجد: فلأنه المكان الذي انطلقت منه رسالة الإسلام، فاللازم الإكثار من بنائه مهما أمكن، وقد ورد في فضل بنائه متواتر الروايات، وإليك جملة منها: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (من ابتنى مسجداً ولو مثل مفحص قطاة، بنى الله له بيتاً في الجنة)(1). وفي رواية: (بنى الله له بكل شبر مدينة في الجنة)(2). وفي رواية الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: يقول الله عزَّ وجلّ: (إذا أردت أن أصيب أهل الأرض بعذاب، لولا أن رجالي يتحابون فيّ ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت عذابي)(3). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (المساجد أنوار الله)، وعن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة)، قال أبو عبيدة فمر بي أبو عبدالله (عليه السلام) في طريق مكة وقد سويت بأحجار مسجداً فقلت له: (جعلت فداك نرجو أن يكون هذا من ذاك، قال: نعم)(4). وعن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: (إن الله أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون في ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت عذابي)(5). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من بنى مسجداً في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه، أو قال: بكل ذراع منه، مسيرة أربعين ألف عام مدينة من ذهب وفضة، ودرّ وياقوت وزمرد وزبرجد ولؤلؤ إلى آخر الحديث)(6). وعن هاشم الحلاّل قال (دخلت أنا وأبو الصّبّاح على أبي عبدالله (عليه السلام) فقال له أبو الصباح: ما تقول في هذه المساجد التي بنتها الحاج في طريق مكة، فقال: بخ بخ فيك أفضل المساجد، من بنى مسجداً كفحص قطاة، بنا الله له بيتاً في الجنّة)(7). وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة المكرمة يصلّي في المسجد الحرام كثيراً، فلما جاء إلى المدينة بنى أول ما بنى مسجد قبا، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه)(8). أقول: في قبال مسجد ضُرار نزلت هذه الآية. كما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما ورد المدينة المنورة بنى فيها المسجد قبل كل شيء، فعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (سمعته يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنى مسجده بالسميط، ثم إنّ المسلمين كثروا فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم فزيد فيه وبناه بالسعيدة، ثم ان المسلمين كثروا فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه، فقال: نعم فأمر به فزيد فيه وبنى زيادة بالأُنثى والذكر، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل، فقال: نعم، فأمر به فأُقيمت به سوارى من جذوع النخل، ثم طرحت عليه العوارض والخصف والأذخر، فعاشوا فيه حتى أصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف عليهم، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا عريش كعريش موسى، فلم يزل كذلك حتى قبض، وكان جداره قبل أن يظلل قامة، وكان إذا كان الفيء ذراعاً وهو قدر مربض عنز صلّى الظهر، فإذا كان ضعف ذلك صلّى العصر، وقال: السميط لبنة لبنة والسعيدة لبنة ونصف والذكر والأُنثى لبنتان مختلفتان، إلى غير ذلك)(9). وقد كانت من عادة المسلمين أنهم إذا فتحوا مدينة جعلوا بعض كنائسها وبيعها مسجداً، وفي ذلك وردت جملة من الروايات: فعن عيسى بن القاسم قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن البيع والكنائس يصلّي فيها؟ قال: نعم، وسألته هل يصلح بعضها مسجداً؟ فقال: نعم)(10). وفي رواية أُخرى: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن البيع والكنائس هل يصلح نقضها لبناء المساجد؟ فقال: نعم)(11). ومن شدة اهتمام الإسلام بالمسجد أنه استحب أن يتخذ الإنسان غرفة من بيته مسجداً، ولكن ليس لهذه الغرفة أحكام المسجد. فعن الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان لعلي (عليه السلام) بيت ليس فيه شيء إلاَّ فراش وسيف ومصحف، وكان يصلّي فيه)(12). وعن مسمع قال كتب إلى أبو عبد الله (عليه السلام): (إني أحب لك أن تتخذ في دارك مسجداً في بعض بيوتك ثم تلبس ثوبين طمرين غليظين ثم تسأل الله أن يعتقك من النار وأن يدخلك الجنة ولا تتكلم بكلمة باطل ولا بكلمة بغي)(13). وعلى أي حال فالمساجد بيوت الله في الأرض فيستحب الإكثار منها لأنها سبب البركة والتوفيق والسعادة وإقبال الله سبحانه وتعالى على الإنسان، ولعلها تكون من مقدمات قيام الدولة الإسلامية العالمية. فعن أبي بصير قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العلة في تعظيم المساجد فقال إنما أمر بتعظيم المساجد لأنها بيوت الله في الأرض)(14). ثم لا يخفى أن الغربيين والشرقيين بأنفسهم أو بواسطة عملائهم يجعلون عراقيل كثيرة أمام بناء المساجد كما يسعون في هدمها أو تبديلها. فقد بدّل وأغلق وهدم الشيوعيون في روسيا ثلاثين ألف مسجد أبان سيطرتهم على البلاد الإسلامية، كما أن الشيوعيين في الصين فعلوا مثل ذلك بمائة وثمانين ألف مسجد، كما ورد ذلك في إحصاءين بهذا الشأن، وفي تركيا وإيران هدم وأغلق وبدّل المساجد البهلوي الأول وأتاتورك. وقد رأيت في ثلاثة بلدان إسلامية كيف أنهم كانوا يهدمون المساجد ويمنعون من بنائها بل عن تجديد عمارتها. فمثلاً في كربلاء المقدسة هدمت الحكومة جملة من المساجد كمسجد رأس الحسين (عليه السلام) والمسجد الناصري ومسجد مدرسة حسن خان ومسجد الصافي وغيره. كما أنهم كانوا يمانعون حتى عن إعادة المساجد كالمسجد الذي كان في باب (طويريج) فإنه لما خرب أجّرته الحكومة لأصحاب الدواب، وقد حاولنا تجديد عمارته وأرسلنا وفوداً إلى بغداد، وفداً تلو وفد، في عدة سنوات حتى صار عدد الوفود خمسين وفداً وهؤلاء قابلوا الرئيس الأعلى للدولة، ثم الوزراء والمدراء، ومن إليهم ولكن بدون فائدة، كل ذلك لإجازة عمارة هذا المسجد، وأخيراً وفق الله الخيريين، لتجديد عمارته بعد صرف أموال كثيرة وأتعاب أكثر، والآن المسجد قائم بحمد الله تعالى ويسمى بمسجد الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). ثمَّ بالإضافة إلى لزوم بناء المساجد كما ذكرناه يلزم جمع الناس حوله للصَّلاة فيه، وعقد مجالس الوعظ والإرشاد هناك، بل والقضاء في المسجد أيضاً فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّاً (عليه السلام) كانا يقضيان في المسجد. ودكة القضاء وبيت الطشت معروفان في مسجد الكوفة. إلى غير ذلك من أقسام إحياء المسجد بمختلف المناسبات وملئه بالناس، حتى مناسبة الفواتح والاحتفالات والوفيات وما أشبه، وإذا تعارض أمران أو أُمور في المسجد قدم الأهم على المهم حسب الموازين الإسلامية. ثالثاً الصَّلاة: والتي قلنا في أول المسألة بلزوم الاهتمام بها فلأنها عمود الدين إن قُبلت قُبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثل الصَّلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء، وإذا تكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء)(15). وفي حديث آخـــر عنه (عليه السلام) قال: قال رســـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الصَّـــلاة ميزان، من وفــــى استوفى)(16). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (أول ما يحاسب به العبد الصَّلاة، فإن قبلت قبل سائر عمله، وإذا ردت رد عليه سائر عمله)(17). وعن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن عمود الدين الصَّلاة وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن آدم، فإن صحت نظر في عمله وإن لم تصح لم ينظر في بقية عمله)(18). وعن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عزَّ وجلّ ما هو؟ فقال: (ما أعلم شيئاً بعد المعرفة أفضل من هذه الصَّلاة، ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال: (وأوصاني بالصَّلاة والزكاة ما دمت حياً)(19) إلى غيرها من الروايات الكثيرة. وهكذا التأكيد الوارد على صلاة الجماعة حيث وردت الروايات المتواترة في فضلها: فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (التكبيرة الأُولى مع الإمام خير من الدنيا وما فيها، وعن عبد الله بن مسعود (رحمه الله) أنه قد فاتته تكبيرات الافتتاح يوماً فأعتق رقبة، وجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله فاتتني تكبيرة الافتتاح يوماً فأعتقت رقبة هل كنت مدركاً فضلها؟ فقال: لا، فقال ابن مسعود: ثم أعتق أُخرى هل كنت مدركاً فضلها؟ فقال: لا يا بن مسعود ولو أنفقت ما في الأرض جميعاً لم تكن مدركاً فضلها). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (صفوف أُمتي كصفوف الملائكة في السماء والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة كل ركعة أحب إلى الله تعالى من عبادة أربعين سنة)(20). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من صلّى الصَّلاة في جماعة فظنوا به كل خير واقبلوا شهادته)(21). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من صلّى أربعين يوماً في الجماعة يدرك التكبيرة الأُولى كتب له برائتان براءة من النار وبراءة من النفاق). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: قال لقمان لابنه: (الصَّلاة جماعة ولو على رأس زج)(22). أقول: الزج، الرمح وهذا للمبالغة في ضيق المكان أيضاً ووجود المشكلة للإنسان، وعن علي أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (مروة الحضر، قراءة القرآن ومجالس العلماء والنظر في الفقه، والمحافظة على الصَّلاة في الجماعة)(23). وعن موسى بن جعفر (عليهما السلام) حديث عن أبيه أنه قال: (من أسبغ وضوءه في بيته وتمشط وتطيب ثم مشى من بيته غير مستعجل وعليه السكينة والوقار إلى مصلاه رغبة في جماعة المسلمين لم يرفع قدماً ولم يضع أُخرى إلاَّ كتب له حسنة ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة، وإذا ما دخل المسجد ـ إلى أن قال ـ (عليه السلام): ثم افتتح الصَّلاة مع الإمام جماعة إلاَّ وجبت له من الله المغفرة والجنة من قبل أن يسلم الإمام)(24). وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال: (انتظار الصَّلاة جماعة من جماعة إلى جماعة كفارة كل ذنب)(25). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الله وعد أن يدخل الجنة ثلاثة نفر بغير حساب ويشفع كل واحد منهم في ثمانين ألفاً، المؤذن والإمام ورجل يتوضأ ثم يدخل المسجد فيصلّي في الجماعة)(26). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعثمان بن مضعون في حديث: (يا عثمان انه من صلّى الصبح في جماعة وقعد يذكر الله حتى تطلع عليه الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة، بعد ما بين كل درجة كحضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة، ومن صلّى الظهر في جماعة له في جنات عدن خمسون درجة بعد ما بين كل درجتين كحضر الفرس الجواد المضمر خمسون سنة، ومن صلّى العصر في جماعة كان كقيام ليلة القدر)(27). رابعاً الزكاة:فهي إقامة لحاجات الناس، وهي والخمس عصبان للاقتصاد الإسلامي، فإن الدولة تحتاج إلى الرجال والمال، والرجال يجتمعون في صلاة الجماعة، والمال يكون من الخمس والزكاة، ولذا وردت تأكيدات بليغة في كل منها: فقد ورد في الزكاة عن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما نزلت آية: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) في شهر رمضان أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديه فنادى في الناس: (إن الله تعالى قد فرض عليكم الزكاة كما فرض عليكم الصَّلاة، ثم لم يعرض لشيء من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل، فصاموا وأفطروا فأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديه فنادى من المسلمين: أيّها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلاتكم، قال: ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق)(28). وعن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: (حصنوا أموالكم بالزكاة)(29). وعن محمد بن سنان عن الرضا (عليه الصلاة والسلام) أنه كتب إليه في جواب مسائله: (إن علّة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء، لأن الله عزَّ وجلّ كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمان والبلوى كما قال الله تعالى (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) في أموالكم إخراج الزكاة، وفي أنفسكم توطين النفس على الصبر، مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عزَّ وجلّ، والطمع من الزيادة فيه، والرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة، والحث على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمر الدين، وهو موعظة لأهلها، وعبرة لهم ليستدلوا على فقر الآخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تعالى لما خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع، الحديث)(30). وعن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: (فرض الله الزكاة مع الصَّلاة)(31). وعن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (لا يقبل الله الصَّلاة ممن منع الزكاة)(32). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (لا تتم صلاة إلاَّ بزكاة، ولا يقبل صدقة من غليل، ولا صلاة لمن لا زكاة له، ولا زكاة لمن لا ورع له)(33). وعن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي (عليهم الصَّلاة والسلام) قال: (إن الله عزَّ وجلّ فرض على أغنياء الناس في أموالهم قدر الذي يسع فقراءهم، فإن ضاع الفقير أو أجهد أو عرى بما يمنع الغني فإن الله محاسب الأغنياء في ذلك يوم القيامة ومعذبهم عذاباً أليماً)(34). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ما من ذي زكاة مال إبل ولا بقر ولا غنم يمنع زكاة ماله إلاَّ أُقيم يوم القيامة بقاع ففر تنطحه كل ذات قرن بقرنها، وتنهشه كل ذات ناب بأنيابها، وتطأه كل ذات ظلف بظلفها، حتى يفرغ الله من حساب خلقه، وما من ذي زكاة مال نخل ولا زرع ولا كرم يمنع زكاة ماله، إلاَّ قلدت أرضه في سبعة أرضين يطوق بها إلى يوم القيامة)(35). وعن محمد بن مسلم، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجلّ: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض) قال: (ما من عبد منع زكاة ماله إلاَّ جعل الله ذلك يوم القيامة ثعباناً من نار مطوقاً في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب وهو قول الله (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال ما بخلوا من الزكاة)(36). وفي رواية الأئمّة (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ما أكرم الله عزَّ وجلّ رجلاً إلاَّ زاد الله عليه البلاء، ولا أعطى رجل زكاة ماله فنقصت من مالـــه، ولا حبسها فزادت في مـــاله ولا سرق ســــارق إلاَّ حبس من رزقه)(37). أقول: لا يبعد أن يكون المراد بصدر الحديث ان إكرام الله إنما يكون بالجهاد في سبيل الله، وفي سبيل إنقاذ الناس، ومن المعلوم أن المجاهد يزداد بلاؤه كلما تقدم جهاده. وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (أول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل، وذو ثروة من المال لا يعطي حقه، ومقترف أجر)(38). وعن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (ما من عـــبد ضيع حقــــاً إلاَّ أعطى فــــي باطل مثلـــه)(39). وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (ما مات صاحب كنز لا يؤدي زكاة كنزه إلاَّ جيء بكنزه يوم القيامة فيحمى بها جنبه وجبينه لعبوسه وزراره وجعل السائل والساعي وراء ظهره)(40). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فمن كان له مال فلم يزكه يبشره كل يوم ألف ملك بالنار، إن الله جعل أرزاق الفقراء في أموال الأغنياء، إن جاعوا وعروا فبذنب الأغنياء، وحق على الله أن يكبهم في نار جهنم)(41)، إلى غيرها من الروايات الواردة في باب الزكاة. خامساً: الخمس: كما ورد في باب الخمس أيضاً روايات متواترة. فعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (إن الله لا إله إلاَّ هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس، فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة والكرامة لنا حلال)(42). وعن الصَّادق (عليه السلام) إنه قال: (لا آخذ من أحدكم الــــدرهم وإن لمن أكثر أهل المدينة مــــالاً، ما أريد بذلك إلاَّ أن تطهّـــروا)(43). وعن أبي جعفر (عليه الصلاة والسلام) قال: (لا يحل لأحد أن يشتري من الخمس شيئاً حتى يصل إلينا حقنا)(44). وعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: (من اشترى شيئاً من الخمس لم يعذره الله، اشترى ما لا يحل له)(45). وعن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: (قرأت عليه آية الخمس فقال: (ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا). ثم قال: (والله لقد يسر الله على المؤمنين أرزاقهم بخمسة دراهم جعلوا لربهم واحداً وأكلوا أربعة أحلاء)(46). وعن إسحاق بن عمار قال: سمعته (عليه السلام) يقول: (لا يعذر عبد اشترى من الخمس شيئاً أن يقول: يا رب اشتريته بمالي حتى يأذن له أهل الخمس)(47). وفي رواية: (إن هارون العباسي قال للإمام الكاظم (عليه الصلاة والسلام): أتقولون أن الخمس لكم؟ قال: نعم قال هارون: إنه لكثير؟ قال: (عليه السلام): إن الذي أعطانا علم أنه لنا غير كثير)(48). سادساً: الحج: فهو أقوى شيء لجمع كلمة المسلمين من كل بلاد الإسلام، وإسقاط الحدود الجغرافية وإطلاع المسلمين بعضهم على بعض، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة التي ذكرناها في بعض الكتب الإسلامية. ولذا قال غلادستون: إذا أردتم أن تثبت أقدامكم في بلاد الإسلام فامنعوا الحج. وقد اتبعت كافة بلاد الإسلام بواسطة حكامها نصيحة غلادستون منذ نصف قرن بمختلف القوانين والأسماء. وإليك جملة من الروايات المؤكدة لشؤون الحج: فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (من مات ولم يحج حجة الإسلام فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً)(49). وبعض قالوا في تفسير هذا الحديث: إن اليهود يحبون جمع المال وأن النصارى يحبون البذخ والترف والتجمل فكلاهما يصرف المال في غير مصرفه إما كنزاً أو صرفاً غير صحيح، فالذي لا يحج يُقال له: هل كنت تريد حفظ المال أو صرفه في التجمل وما أشبه، فإن كان الأول فلتمت يهودياً وإن كان الثاني فلتمت نصرانياً. وعن علي (عليه الصلاة والسلام) أنه سئل عن قول الله عزَّ وجلّ: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) قال: هذا فيمن ترك الحج وهو يقدر عليه(50). وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (من مات ولم يحج حجة الإسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تُجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهودياً أو نصرانياً)(51). وعن الرضوي (عليه الصلاة والسلام) قال: (تاركه كافر، وتوعد على تاركه النار، فنعوذ بالله من النار)(52). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (من مات ولم يحج حجة الإسلام ولم تمنعه حاجة ظاهرة أو مرض حابس أو سلطان ظالم فليمت على أي حال شاء، إن شاء يهودياً أو نصرانياً)(53). وعنه (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة ولا مرض حابس ولا سلطان جائر فمات ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً)(54). وقد شدّد الإسلام في شأن الحج حتى أن الذي لا يتمكن من الحج ويتمكن من الاستنابة يجب الاستنابة عنه في مسألة مذكورة في الفقه كتاب الحج، فعن الفضل بن العباس قال: (أتت امرأة من خثعم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: إن أبي أدركته فريضة الحج وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يلبث على دابته فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحجي عن أبيك)(55). وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن علياً (عليه السلام) رأي شيخاً لم يحج قط ولم يطق الحج من كبره فأمره أن يجهز رجلاً فيحج عنه)(56). وعن أبي عبد الله في حديث قال: (وإن كان موسراً وحال بينه وبين الحج مرض أو حصر أو أمر يعذره الله فيه، فإن عليه أن يحج عنه من ماله صرورة)(57)، إلى غيرها من الروايات. كما أن من مات ولم يحج حجة الإسلام وكان مستطيعاً وجب أن يقضى عنه الحج من أصل المال، وإن لم يوص، فعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام): إن معاوية بن عمار سأله عن رجل يموت ولم يحج حجة الإسلام ويترك مالاً قال: (عليه أن يحج من ماله رجلاً صرورة لا مال له)(58). وعن محمد بن مسلم قال: (سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل مات ولم يحج حجة الإسلام، يحج عنه؟ قال: نعم)(59). وفي رواية سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يموت ولم يحج حجة الإسلام ولم يوصِ بها وهو موسر قال: (يحج عنه من صلب ماله لا يجوز غير ذلك). إلى غيرها من الروايات الكثيرة في أبواب الحج، مما يظهر منها اهتمام الإسلام بالحج إيما اهتمام. سابعاً: الصوم: فإنه من أقوى العبادات في ضبط النفس واصطبارها وارتباط العبد بالله سبحانه وتعالى، ولذا ورد في حقه تأكيدات نذكر جملة منها: فعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيّها الناس أنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر رمضان فرض الله صيامه)(60). وعن غياث قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الأُمم قبلنا، فقلت له فقول الله عزَّ وجلّ: (يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) قال: إنما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الأُمم، ففضل به هذه الأُمة، وجعل صيامه فرضاً على رسول الله وعلى أُمته)(61). وبسند الأئمّة إلى عليّ (عليهم الصَّلاة والسلام) قال: (جاء نَفرٌ من اليهود إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إلى أن قال ـ يا محمد فأخبرني عن الثامن لأي شيء افترض الله صوماً على أُمتك ثلاثين يوماً وافترض على سائر الأُمم أكثر من ذلك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في جوفه مقدار ثلاثون يوماً، فافترض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش، وما يأكلون بالليل فهو تفضل من الله على خلقه، وكذلك كان لآدم (عليه السلام) ثلاثين يوماً، كما على أمتي، ثم تلا هذه الآية: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) قال: صدقت يا محمد قال: فما جزاء من صامها فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مؤمن يصوم يوماً من شهر رمضان حاسباً محتسباً إلاَّ أوجب الله تعالى له سبع خصال: أول خصلة يذوب الحرام في جسده، والثاني يتقرب إلى رحمة الله تعالى، والثالث تكفَّر خطيئته، ألا تعلم أن الكفارات في الصوم تكفِّر، والرابع يهون عليه سكرات الموت، والخامس آمنه الله من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادس براءة من النار، والسابع أطعمه الله من طيبات الجنة قال: صدقت يا محمد)(62). وعن قيس الجهني قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (ما من يوم يصومه العبد من شهر رمضان إلاَّ جاء يوم القيامة في غمامه من نور في تلك الغمامة قصر من درة له سبعون باباً كل باب من ياقوتة حمراء)(63). وفي رواية أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر شهر رمضان وفضله على الشهور بما فضله الله وقال: (إن شهر رمضان شهراً كتب الله صيامه على المســـلمين وسنة قيامه فمن صــــامه إيماناً واحـــتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه)(64). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من صام شهر رمضان وقام إيماناً واحتساباً غــــفـــر الله له مـــا تقدم من ذنـــبه وما تأخر)(65). وفي رواية أُخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه ذكر شهر رمضان وفضله بما فضله الله عزَّ وجلّ على سائر الشهور قال: (شهر فرض الله صيامه وسن قيامه، فمن صام وقام إيماناً واحتساباً، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه)(66). وعن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (صوم شهر رمضان جنة من النّار)(67). وعنه (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (ينطق الله جميع الأشياء بالثناء على صوّام شهر رمضان)(68). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الجنة مشتاقة إلى أربعة نفر: إلى مطعم الجيعان، وحافظ اللسان وتالي القرآن وصائم شهر رمضان)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الجنة لتتزين من السنة إلى السنة لصوام شهر رمضان)(69). وفي خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة) وفي رواية من بعض الأصحاب قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: رأيت البارحة عجائب فقلنا: يا رسول الله ما رأيت حدثنا فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا، فقال: رأيت رجلاً من أُمتي قد أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره والديه فمنعه منه ـ إلى أن قال ـ ورأيت رجلاً من أُمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع منه فجاءه صيام شهر رمضان فسقاه وأرواه)(70). إلى غيرها من الروايات. ثم إنه ليس معنى لزوم اهتمام التيار بهذه الأُمور التي ذكرناها في أول المسألة عدم الاهتمام بغيرها، فإن اللقب لا مفهوم له كما يقوله الأصوليون وإنما ذكرناها من بين كل تلك الأمور الشرعية والشعائر الإلهية، لأن لها امتيازات حسب ما يستفاد من الكتاب والسنّة، وإلاَّ فاللازم على التيار الإسلامي الذي يريد النهوض والإنهاض أن يلتزم بالإسلام من ألفه إلى يائه وإلاَّ فقد قال الله سبحانه: (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً أُولئك هم الكافرون حقاً واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً)(71). كما أن اللازم على التيار الإسلامي الاهتمام برفع المنكرات السرية والعلنية التي امتلأت بها بلاد الإسلام كالخمر والغناء والربا والقمار ودور البغاء وما أشبه، وقد ورد في كل ذلك وأمثالها متواتر الروايات، وقد ذكرنا جملة من المنكرات في كتاب الواجبات والمحرمات من الفقه، فاللازم الابتعاد والإبعاد عن الحرام، ولو بالقدر المستطاع، قبل الوصول إلى الحكم فإذا وصلوا إلى الحكم لزم عليهم منع المنكرات جميعاً بالأسلوب المناسب.
|
|
1 ـ الوسائل ج3 ص486 ح2، الفقيه ج1 ص152 ح26. 2 ـ الوسائل ج3 ص486 ح4. 3 ـ علل الشرائع ص521 ح1، الوسائل ج3 ص486 ح5. 4 ـ الوسائل ج3 ص485 ح1، المحاسن ص55 ح85، الكافي ج3 ص368 ح1. 5 ـ الوسائل ج3 ص486 ح3، علل الشرائع ص521 ح1. 6 ـ الوسائل ج3 ص486 ح4. 7 ـ الوسائل ج3 ص486 ح6، المحاسن ص55 ح85. 8 ـ سورة التوبة: الآية 108. 9 ـ الوسائل ج3 ص487 ح1، الكافي ج3 ص295 ح1. 10 ـ الوسائل ج3 ص491 ح1، التهذيب ج1 ص199. 11 ـ الوسائل ج3 ص491 ح2، الكافي ج3 ص368 ح3. 12 ـ الوسائل ج3 ص555 ح5، المحاسن ص612 ح29. 13 ـ الوسائل ج3 ص555 ح6، المحاسن ص612 ح31. 14 ـ الوسائل ج3 ص556 ح1، علل الشرائع ص318 ح1. 15 ـ الوسائل ج3 ص21 ح6، الكافي ج3 ص266 ح9. 16 ـ الفقيه ج1 ص133 ح1، الكافي ج3 ص266 ح13، الوسائل ج3 ص22 ح8. 17 ـ الوسائل ج3 ص22 ح10، الفقيه ج1 ص134 ح5. 18 ـ الوسائل ج3 ص23 ح13، التهذيب ج1 ص203. 19 ـ الوسائل ج3 ص25 ح1، الكافي ج3 ص264 ح1، الفقيه ج1 ص135 ح13. 20 ـ الوسائل ج5 ص372 ح10، المجالس ص117.. 21 ـ الكافي ج3 ص371 ح3، الوسائل ج5 ص271 ح4. 22 ـ البحار ج76 ص271. 23 ـ الوسائل ج8 ص320 ح15. 24 ـ ورد نحوه في الوسائل ج1 ص266 باب 10. 25 ـ مؤداه في الوسائل ج1 ص266، باب 10. 26 ـ الوسائل ج1 ص266 باب10 نحوه. 27 ـ الوسائل ج5 ص373 ح11، المجالس ص40، الوسائل ج4 ص1036 ح8. 28 ـ الوسائل ج6 ص3 ح1، الفقيه ج2 ص8 ح1، الكافي ج3 ص497 ح2. 29 ـ الوسائل ج6 ص4 ح5، الفقيه ج2 ص2 ح3، المقنعة ص43. 30 ـ الوسائل ج6 ص5 ح7، الفقيه ج2 ص4 ح7. 31 ـ الوسائل ج6 ص5 ح8، الكافي ج3 ص497 ح5. 32 ـ عن الرضا (عليه السلام) البحار ج96 ص12. 33 ـ البحار ج84 ص252. 34 ـ البحار ج96 ص28. 35 ـ الوسائل ج6 ص10 ح1، الفقيه ج2 ص5 ح1، الكافي ج3 ص505 ح19، عقاب الأعمال ص235. 36 ـ الوسائل ج6 ص11 ح3، الفقيه ج2 ص6 ح5، الكافي ج3 ص504 ح10، عقاب الأعمال ص234. 37 ـ الكافي ج3 ص504 ح6، وص506 ح20 قطعة منه. 38 ـ البحار ج75 ص340. 39 ـ الكافي ج3 ص506 ح21. 40 ـ ورد مؤداه في البحار ج96 باب عقاب مانع الزكاة. 41 ـ قطعة منه في الفقيه ج2 ص4 ح6. 42 ـ الوسائل ج6 ص337 ح2، الفقيه ج2 ص21 ح6، تفسير العياشي ج2 ص64 ح65. 43 ـ الوسائل ج6 ص337 ح3، الفقيه ج2 ص23 ح15. 44 ـ الوسائل ج6 ص337 ح4، الكافي ج3 ص458 ح14. 45 ـ الوسائل ج6 ص338 ح5، التهذيب ج1 ص388. 46 ـ الوسائل ج6 ص338 ح6، بصائر الدرجات ص29 ح5. 47 ـ الوسائل ج6 ص378 ح10، تفسير العياشي ص63. 48 ـ نحوه في تفسير العياشي ج1 ص63. 49 ـ الوسائل ج8 ص14 باب 7، المقنعة ص61 المحاسن ص88 ح31. 50 ـ مثله عن الصَّادق (عليه السلام)، الوسائل ج8 ص20 ح2، التهذيب ج1 ص451. 51 ـ عقاب الأعمال ص236، الوسائل ج8 ص19 ح1، المقنعة ص61، المحاسن ص88 ح31، المعتبر ص326. 52 ـ فقه الإمام الرضا (عليه السلام) ص214 سطر3. 53 ـ مثله، الوسائل ج8 ص21 ح5، المعتبر ص326. 54 ـ المصدر السابق. 55 ـ نحوه الفقيه ج2 ص260. 56 ـ الفقيه ج2 ص260 ح1. 57 ـ الفقيه ج2 ص260 ح1. 58 ـ الكافي ج4 ص306 ح3. 59 ـ الفقيه ج2 ص270 ح6. 60 ـ الوسائل ج7 ص171 ح2، الفقيه ج2 ص58 ح1، الكافي ج4 ص66 ح4. 61 ـ الفقيه ج2 ص61 ح14، الوسائل ج7 ص172 ح3. 62 ـ الفقيه ج2 ص43 ح4، الوسائل ج7 ص172 ح4. 63 ـ ورد مؤداه في البحار ج96، أبواب الصوم ص337 فراجع. 64 ـ الوسائل ج7 ص220 ح2 وص177 ح14، التهذيب ج1 ص394. 65 ـ نحوه البحار ج96 ص356. 66 ـ الوسائل ج7 ص177 ح14 وص220 ح2، التهذيب ج1 ص394. 67 ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الفقيه ج2 ص44 ح1. 68 ـ نحوه البحار ج96 أبواب الصوم باب فضل صوم شهر رمضان. 69 ـ راجع البحار 96 أبواب الصوم. 70 ـ روضة الواعظين ص345، الفقيه ج2 ص58 ح1. 71 ـ سورة النساء: الآيتان 150 و151. |