الفهرس

فهرس الفصل الثالث

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

التخصص والتركيز في طريق الإنقاذ

شخص واحد مركّز يعمل أكثر مما يعمله ألف إنسان غير مركّز، كما ذكره بعض الحكماء، وهذا صحيح مائة في المائة فهل شيخ الطائفة وحده، أو العلامة وحده، أو الشيخ المرتضى وحده، أو المجلسي وحده، أو صاحب الجواهر وحده عمل كلّ واحد منهم أكثر من ألف رجل عالم لم يكن مركزاً في التأليف؟ وكذلك بالنسبة إلى سائر الأبعاد في: الصناعة، والزراعة والتجارة، والإنقاذ، وغيرها من سائر الأُمور.

إن الذين يريدون إنقاذ بلاد الإسلام يلزم عليهم الاهتمام بالتخصص والتركيز، فإن حال الإنسان حال سائر ما في الطبيعة من الطاقات التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذا الكون، فإن العدسة اللامة التي هي بقدر راحة كف تحرق بسبب الأشعة الشمسية المجتمعة فيها بما لا تفعل مثله عشرات الفراسخ من أشعة الشمس غير المركزة.

وعلى أي حال، فإن التركيز شيء مهم جداً، وقد كان للرسول (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) ربع مليون من الصحابة كما ذكره المؤرخون، وآمن به (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في حياته المباركة سبعة ملايين من مائة وخمسين مليون بشر عالم ذلك اليوم، أي بنسبة واحد إلى واحد وعشرين، لكن كم كان في أصحابه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) مثل أبي ذر الذي لم تقل الغبراء ولم تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق منه، إلى غير ذلك من الأوحديين من أصحابه البررة.

كما أن اللازم على الناهضين الاستفادة من كل الطاقات والإمكانات، وقد ورد في الحديث: إن صب فضل الماء وإلقاء النواة في النفايات من الإسراف، وكذلك ورد في الحديث استحباب لحس الأصابع من الطعام، وتنظيف القصعة، وإن كل ساعة من العمر يسأل عنها يوم القيامة، أليس كل ذلك وأضعاف أضعافها الواردة في الأحاديث إرشاداً إلى لزوم الاستفادة من كل الطاقات؟.

إن أمام المسلمين سيلاً كبيراً من الأفراد والطاقات، والأعلام والمال، والسلاح، والمفكرين المخططين، والمؤسسات، وما إلى ذلك، ولا يمكن مقابلة هذه الأُمور إلاَّ بأن يكون في المسلمين حشد كبير من المركزين العاملين، المخلصين لله سبحانه وتعالى، يعملون عملاً جاداً مستمراً لا يعرف كللاً ولا مللاً، ليل نهار حتى ينقذ الله سبحانه وتعالى هذه الأُمة، وترجع إليها السيادة والسعادة.

ففي القرآن الكريم: (إنك كادح إلى ربك كدحاً)(1) والكدح أشد التعب، إن المسلمين الأولين فتحوا الدنيا وقلبوا الظلمات إلى النور بسبب ذلك الكدح بعد أن استناروا بالقرآن الحكيم، أما اليوم وقد أعرضوا عن القرآن فقد سقطوا، وارتفعت دنيا الظلم مرة ثانية، كما كان الأمر كذلك قبل الإسلام.

ومما لا شك أن الحكام على الأكثر كانوا فسقة، لكن لا شك أيضاً أن المناهج العامة كانت مناهج الإسلام، في تاريخ الحجاج والوليد والمتوكل، ومن أشبههم فهل كانت الزراعة والتجارة والصناعة والسفر والإقامة والعمارة وحيازة المباحات وما إلى ذلك برخصة وتأشيرة وإجازة؟ وهل كانت القوميات واللغات والجغرافيات والألوان وما أشبه مفرقة بين المسلمين؟ وهل كان حتى الحج يمنع؟ وهل أرانا حتى أظلم تاريخ الإسلام حكاماً كناصر وقاسم وصدام؟.

يقول: مؤلّف كتاب (الحضارة الإسلامية):

[شرع المؤرخون يبينون الأجزاء التي آلت إليه المملكة كأنهم يصفون حسابها، فقد تغلب كل رئيس على ناحيته، وانفرد بها فصارت فارس، والري، وأصبهان، والجلال في أيدي (بني بويه) وكرمان في يد (محمد بن إلياس) والموصل وديار ربيعة، وديار بكر وديار مضر في أيدي (بني حمدان) وأصبحت مصر والشام في يد (محمد بن ظفج الأخشيد) والمغرب وأفريقيا في يد (الفاطميين) والأندلس في يد (عبد الرحمان الناص الأُموي) وخراسان في يد (نصر بن أحمد الساماني) والأهواز وواسط والبصرة في يد (البليديين) واليمامة والبحرين في يد (أبي طاهر القرمطي) وطبرستان وجوزجان في يد (الديلم) ولم يبق في يد (الخليفة) إلاَّ بغداد وعمالها، ويشبه المسعودي في عام (332)هـ فعل أصحاب الأطراف وتغلب كل واحد منهم على طرفه الذي هو فيه بفعل ملوك الطوائف بعد موت الاسكندر، على أن شبحاً لسيادة الخليفة ببغداد ظل وهماً ما في الأذهان، والمسعودي نفسه يتكلم عن عمل الخليفة وينقل عن الفزاري أنه من فرغانه وأقصى خراسان إلى طنجة بالمغرب ثلاثة آلاف وسبعمائة فرسخ، ومن باب الأبواب إلى جدة ستمائة فرسخ، ومن الباب إلى بغداد ثلاثمائة فرسخ، ومن مكة إلى جدة اثنان وثلاثون ميلاً، على أن أصحاب الأطراف وملوك الطوائف كانوا يعترفون بالسيادة العليا للدولة، ويقدمون للخليفة الدعاء في المساجد، ويشترون منه ألقابهم، ويرسلون إليه الهدايا في كل عام، ولكن لم يكن من شأن هذا الانقسام بتعدي أمراء المؤمنين أن يؤدي إلى ضيق في معنى الإسلام في الوطن الإسلامي، بل صارت كل هذه الأقاليم تؤلف مملكة واحدة سميت مملكة الإسلام، وهو الاصطلاح الذي يستعمله المسعودي تمييزاً لها عن مملكة الكفر، وقامت وحدة إسلامية لا تتقيد بالحدود السياسية ويعتبر المقدسي أن مملكة الإسلام تمتد من أقصى المشرق إلى السوس الأقصى في المغرب، وأنها تقطع في نحو عشرة أشهر، أما عند ابن حوقل فحدود مملكة الإسلام هي شرقيها أرض الهند وبحر فارص، وغربيها مملكة السودان الذين يسكنون على المحيط الأطلسي، وشماليها بلاد الروم وما يتصل بها من الأرمن واللان والران والخزر والبلغار والصقالبة والترك والصين، وجنوبيها بحر فارس، وكان المسلم يستطيع أن يرتحل في داخل حدود هذه المملكة في ظل دينه وتحت رايته، وفيها يجد الناس يعبدون الله الواحد الذي يعبده، ويصلون كما يصلّي، وكذلك يجد شريعة واحدة، وعرفاً واحداً، وعادات واحدة، وكان يجد في هذه المملكة الإسلامية قانوناً عملياً يضمن للمسلم حق المواطن، بحيث يكون آمناً على حريته الشخصية أن يمسها أحد وبحيث لا يستطيع أحد أن يسترقه على أي صورة من الصور، وقد ساح ناصر خسرو في هذه البلاد كلها في القرن الخامس الهجري دون أن يلاقي من المضايقات ما كان يلاقيه الألماني الذي كان ينتقل في ألمانيا في القرن الثامن عشر بعد المسيح (عليه السَّلام)].

انتهى ما أردنا نقله من كتاب (الحضارة الإسلامية).

وفي حديث عن عليّ (عليه الصَّلاة والسَّلام) ما مضمونه: ان المسلمين يعرضون عن القرآن فيعرض الله عنهم، ثم يرجعون إلى القرآن فيرجع الله إليهم وهذا هو الزمان الذي أعرض المسلمون فيه عن القرآن، ولا شك أن هناك من المسلمين من هو ملتزم بالقرآن قلباً وقالباً، لكن الكلام في حكام المسلمين الذين أعرضوا عن القرآن قلباً وقالباً، وإن نادى بعضهم باسم الإسلام والقرآن وأكثر من نشره في إذاعاته وما أشبه، لكن قراءته للقرآن وترويجه له من قبيل ذلك اللفظ دون قصد المعنى والعمل به.

وكما سمعنا حال المسلمين عند الانحطاط من جهة الحريات وغيرها فلنستمع إلى حالهم أيضاً من جهة التقدم العلمي في ظل أُولئك الحكام الذين لم يكونوا أيضاً يعملون بالإسلام، حتى يعرف أي تأخر حصل للمسلمين في الحال الحاضر، مع كلّ إدعاءات الحكام، سواء من سموا أنفسهم بالإسلاميين أو بالعلمانيين بمختلف تعابيرهم.

يقول غارودي في كتاب: (الإسلام دين المستقبل):

[بدأ عصر العلم الإسلامي بروح انفتاحية فائقة وبمجهود منظم لاستيعاب تراث كافة ثقافات الماضي، وعندما أحرز بعض الخلفاء النصر على أنقرة أو على الإمبراطوري البيزنطي لم يطلب من أي منهما كتعويض عن خسائر الحرب إلاَّ أن يسلموا المخطوطات القديمة، والمؤلفات الإغريقية الموجودة في بيزنطة، وهذا ذو مغزى عظيم، وقد نظم في بغداد عمل ضخم للترجمة، وقد استخدموا المترجمين مثل يحيى بن ماسويه، وكان طبيباً ورئيس مترجمين، ومقل حنين الذي ما كان يترجم فقط المؤلفات الطبية لأبي قراط وجالينوس و(ديسكوريد) بل أيضاً مؤلفات الرياضيين والفلكيين وعلماء الطبيعة، وقد ترجم الفزاري وعدل كتاب الفلك: لـ(سيدهانتا) العالم الهندي (براهما غويتا) وقد أخذ المسلمون من الصينيين صناع الورق منذ القرن التاسع، وأسسوا أول مصنع للورق في بغداد حوالي عام ثمان مائة ميلادي وكان على الغرب أن ينتظر أربعة قرون كي يعرف هذا الاختراع، ويستخدمه بفضل المسلمين، وقد أخذت المكتبات تزداد في أرجاء الوطن الإسلامي كله.

وفي عام ثمان مائة وخمسة عشر ميلادي حيث كانت أوربا تجهل القراءة، أسس الخليفة بيت الحكمة، وكان يضم مليون مجلد، وفي عام ثمانمائة وواحد وتسعين أحصى أحد المسافرين أكثر من مائة مكتبة عامة، وفي القرن العاشر كانت مدينة النجف في العراق تلك المدينة الصغيرة تمتلك أربعين ألف مجلد، وكان بحوزة نصير الدين الطوسي رئيس مرصد مراغة مجموعة من أربعمائة ألف كتاب، وفي الطرف الآخر من الأرض الإسلامية في إسبانيا المسلمة، كان الخليفة (الحاكم) في قرطبة يمتلك في القرن العاشر مكتبة تضم أربعمائة ألف مجلد، بينما لم يستطع ملك فرنسا شارل الخامس، الملقب بالحكيم أي العالم، أن يجمع بعد أربعة قرون تسعمائة مجلد، ولكن لم يستطع أحد أن ينافس خليفة القاهرة (العزيز) حيث أن مكتبته ضمت مليوناً وستمائة ألف مجلد، منها ستة آلاف في الرياضيات، وثمانية عشر ألفاً في الفلسفة، وهذا الشرف بالكتب وهذه البادرة الأُولى، تمثل الثقافات السابقة في إيران، والصين والهند، ويونان ما كانت تنطوي على نوع من الاصطفاء، فقد تلقى المسلمون هذا التراث وجددوه على هدى أفكارهم، وأن أحد أسباب العلم الإسلامي الجوهرية والمشتقة من مبدأ التوحيد هو مبدأ المرئيات من جهة، واللاهوت أو الفن من جهة أُخرى، كما وأنه ليس هناك حاجز منيع بين مختلف العلوم من الرياضيات وحتى الجغرافيا، وهذا ما يفسر عدد العبقريات الموسوعية في الثقافة الإسلامية، فإن المفكرين في الإسلام يعدون بالعشرات، من بينهم الكندي، والرازي، والبيروني وابن سينا، الذين تفوقوا في آن واحد في مجال الطب والرياضيات واللاهوت والجغرافيا، وكثيراً ما تفوقوا حتى في مجال الشعر مثل الرياضي عمر الخيام، وهذه الرؤيا التوحيدية تفسر أيضاً للأهمية التي أعطتها الحضارة الإسلامية لتصنيف العلوم، فحين نوضح وحدة الواقع والمعرفة نكون منساقين إلى تأمل في وحدة العالم، وإلى وحدانية الله التي تدل عليها وحدة الطبيعة، وهكذا يكون الانتقال غير منقطع من المسجد إلى المدرسة، حيث يبقى وحدانية الله ووحدة الطبيعة أساساً لكل معرفة.

وهذه حال (القيروان) في فارس، و(الزيتون) في تونس، و(الأزهَر) في القاهرة، وجامعات (سمرقند) و(قرطبة) وليس هناك فاصل بين أمكنة التعليم، وأمكنة البحث الأُخرى، أكانت المراصد أو المشافي التي كانت في الوقت نفسه كليات للطب، أما خارج العالم الإسلامي فقد أنشأت كليات الطب الكبرى مثل كلية (سالرن) في صقلية بعد نهاية الحكم الإسلامي، وكلية (بولونيا) وكلية (مونبيلية) بفرنسا على غرار كليات الطب الإسلامي، وتحت تأثير تعاليمها، وكذا الجامعات الأُوروبية من جامعة باريس إلى جامعة أوكسفورد التي أُنشأت على الطراز الإسلامي بعد ثلاثة قرون].

انتهى موضع الحاجة من هذا الكتاب.

وعلى أي حال، يجب التزام مبدأ التركيز عند الإسلاميين الحركيين لإعادة حكم الإسلام الحكم الصحيح، كي لا يشوبه أمثال أولئك الخلفاء الذي أساءوا إلى الإسلام، أيما إساءة بتجميده بسبب شهواتهم وقصورهم وحظاياهم وما أشبه، ولكي يخرجوا الناس لا المسلمين فحسب، بل كلّ العالم من الظلمات إلى النور، وذلك مما يمكن بلطف الله سبحانه وتعالى.

هدم ثم بناء 

ثم انه يلزم أن تكون في كل بلاد الإسلام مكاتب للناهضين فيها أحسن خبرائهم الدينيين الدنيويين لأجل تبديل الأشغال المحرمة إلى الأشغال المحللة، مثلاً يبدلون محلات الخمر إلى محلات بيع العصير والخل وما أشبه، ومراكز الفساد إلى مراكز الصلاح، والسجون إلى محلات بيع الحبوب والمساكن وما إلى ذلك، فإن الإنسان إذا أراد إبطال عشرة آلاف مخمر مثلاً كان معنى ذلك إبطال رزق عشرة آلاف عائلة أو أكثر، أما إذا بدلها إلى محلات بيع الحلال لم تحدث هذه المشكلة، وكذلك إذا أُريد إبطال عمل مائة ألف بغية بدون تزويجهن بالأكفاء، وهكذا بالنسبة إلى سائر المحرمات.

ولم يكن ما ذكرناه صرف مثال في عالم الخيال، بل هو أمر واقع فالأمر الأول يوجد الآن في عاصمة إسلامية والأمر الثاني يوجد في عاصمة أُخرى امتنع عن ذكرهما لأن لا يساء إلى تلك البلاد.

وهكذا ويلزم أن يكون في كل بلاد الإسلام مكاتب لأجل سد الحاجات للفقراء والمساكين والعزاب والعاطلين، ومن أشبه، حتى يتمكنوا من استقطاب المسلمين حول الهدف حتى يسيروا بهم إلى الأمام، مثلاً هناك في عاصمة إسلامية كثير من الناس يسكنون المقابر، كما هناك في بلد إسلامي آخر كثير من العاطلين وفي بلد إسلامي ثالث يحدث كثيراً أن يموت بعض الناس جوعاً في بيوتهم في العاصمة. فإذا تمكن الناهضون من إيجاد البيوت السكنية للفئة الأولى والعمل للفئة الثانية والقوت للفئة الثالثة وهكذا كان ذلك أعظم نصر للناهضين.

الاهتمام بقضاء حوائج الناس

وقد ورد سيل من الروايات في قضاء حاجة المؤمن وتنفيس كربته وما إلى ذلك، نذكر جملة منها:

فعن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: (يا علي أربع من كن فيه بنى له بيت في الجنة: من أوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكه، ثم قال: يا علي من كفى يتيماً في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة، يا علي من مسح يده على رأس يتيم ترحّماً له أعطاه الله بكل شعرة نوراً يوم القيامة)(2).

وعن الصَّادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مرّ عيسى بن مريم بقبر يعذب صاحبه ثم مرّ به بعد عام: فإذا هو ليس يعذب فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب، فأوحى الله جل جلاله إليه يا روح الله قد أدرك له ولد صالح، فأصلح طريقاً، وآوى يتيماً، فغفرت له بما عمل ابنه)(3).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (دخل عـــبد الجنة بغصن من شوك كان عـــلى طريق المسلـــمين فأماطه عنه)(4).

وعن عليّ (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة شيء عجيب، قال فقال أبو ذر الغفاري: أي الصدقة أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً. وأنفسها عند أهلها، قال: فإن لم يكن مال، قال: عفو طعامك ـ إلى أن قال ـ: فإن لم يفعل؟ قال فينحي عن طريق المسلمين ما يؤذيهم)(5).

وعن أبي قلابة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أماط عن طريق المسلمين ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة آية، كل حرف منها بعشر حسنات)(6).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لقد كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يمر على المذرة في وسط الطريق، فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق)(7).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا يرحم الله من لا يرحم الناس).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)(8).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل: من يقدر ذلك؟ قال: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة)(9).

وعن الباقر (عليه السلام) أنه قال في حديث: (وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين في غرف فوق الغرف في محل الشرف كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له وكان له أباً، ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما، ولم يحف بمملوكه وأعانه على ما يكلفه، ولم يستسعه فيما لا يطيق)(10).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من حفر بئراً أو حوضاً في صحراء صلّت عليه ملائكة السماء وكان له بكل من شرب منه من إنسان أو طير أو بهيمة ألف حسنة متقبلة، وألف رقبة من ولد إسماعيل، وألف بدنة، وكان حقاً على الله أن يسكنه حظيرة القدس)(11).

وروى الصدوق عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ومن بنى على ظهر طريق مأوى عابر سبيل أركبه الله يوم القيامة على نجيب من در وجوهر ووجهه يضيء لأهل الجمع نورا حتى يزاحم إبراهيم خليل الرّحمن في قبته، فيقول أهل الجمع: هذا ملك من الملائكة لم نر مثله قط، ودخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل، ومن شفع لأخيه شفاعة طلبها نظر الله إليه وكان حقاً على الله أن لا يعذبه أبداً، فإن هو شفع لأخيه شفاعة من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيداً، ومن حفر بئراً للماء حتى استنبط ماءها فبذلها للمسلمين، كان له أجر من توضأ منها وصلّى، وكان له بعدد كل شعرة لمن شرب منها من إنسان أو بهيمة أو سبع أو طير عتق ألف رقبة، وورد يوم القيامة وقد دخل في شفاعته عدد النجوم حوض القدس، فقلنا: يا رسول الله وما حوض القدس؟ قال: حوضي، حوضي، ثلاث مرّات)(12).

أقول: ذكرنا في كتاب (الدعاء والزيارة وغيره وجه أمثال هذه المثوبات.

وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لكميل بن زياد: (يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فوالذي وسع سمعه الأصوات ما من عبد أودع قلباً سروراً إلاَّ وخلق الله من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الإبل عن حياضها)(13).

وفي حديث النجاشي عامل الأهواز وفارس: إن أبا عبد الله (عليه السلام) كتب إليه مع بعض أهل عمله: (سر أخاك يسرك الله، فلما أوصله الكتاب أدى عنه عشرين ألف درهم من الخراج، وأمر له بمركب وجارية وغلام وتخت ثياب وبفرش البيت الذي كان فيه وأمره برفع حوائجه إليه، ففعل ثم صار الرجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثه وقال له: كأنك قد سرك ما فعل بي قال: أي والله، لقد سر الله ورسوله)(14).

وعن أبان بن تغلب قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حق المؤمن على المؤمن، فقال حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم، إن المؤمن إذا خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له: ابشر بالكرامة من الله والسرور، فيقول له: بشرك الله بخير، قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال، وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك، وإذا مرّ بخير قال: هذا لك، فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عزّ وجلّ، فإذا أمر به إلى الجنة قال له المثال: أبشر، فإن الله عزّ وجلّ قد أمر بك إلى الجنة، فيقول له: من أنت يرحمك الله ـ إلى أن قال ـ فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك وأونس وحشتك)(15).

وعن أبي المعتمر قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أيما مسلم خدم قوماً من المسلمين إلاَّ أعطاه الله مثل عددهم خداماً في الجنة)(16).

وفي رواية أُخرى عن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن الله فرض عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم زكاة ما ملكت أيديكم)(17).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال في حديث: (أقرضهم عمن عرضك ليوم فاقتك وفقرك)(18).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (خدمة المؤمن لأخيه المؤمن درجة لا يدرك فضلها إلاَّ بمثلها)(19).

وعن العلامة في الرسالة السعدية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن الله تعالى ليسأل العبد في جاهه كما يسأل في ماله، فيقول: يا عبدي رزقتك جاهاً فهل أعنت به مظلوماً، أو أغثت به ملهوفاً)(20).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)(21).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (يسأل المرء عن جاهه كما يسأل عن ماله، يقول: جعلت لك جاهاً فهل نصرت به مظلوماً، أو قمعت به ظالماً، أو أغثت به مكروباً)(22).

وعن الصَّادق (عليه السلام) قال: (خياركم سمحاؤكم؛ وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البر بالإخوان، والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول للجنان، يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قلت: من غرر أصحابي؟ قال: هم المبرون بالإخوان في حال العسر واليسر، ثم قال: أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب القليل وقال: (يؤثـــرون عـــلى أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يــــوق شـــحّ نفسه فأُولئك هـــم المفلحون))(23).

صيانة البنين والبنات عبر الزواج المبكر

الزواج المبكر مما يلزم الاهتمام به في سبيل إنقاذ المسلمين، وإعادة حكومتهم، سواء البنين أو البنات، فإن الولد إذا بلغ الخامسة عشرة والبنت فوق الثالثة عشرة يلزم زواجهما.

إنا لا نقول: إن ذلك تحديد شرعي، إن التحديد الشرعي هو ما ذكره الفقهاء، في باب البلوغ والرشد، ويجوز للولي قبل البلوغ أن يزوجهما إذا رأى ذلك صلاحاً، سواء كان الولي أباً أو جداً أو حاكماً شرعياً فيمن لم يعرف له أب وجد كاللقطاء، أو كانا قد ماتا، أو طرأ عليهما شبه الموت كالجنون ونحوه.

ومرادنا بالمصلحة أعم من عدم المفسدة، حيث هنالك خلاف فقهي مشهور في أنّ المعتبر في الولي المصلحة أو عدم المفسدة، فإن بينهما ثالثاً كما لا يخفى، وليسا من المتضادين الذين لا ثالث لهما، وعلى أية حالة فليس الأمر خاصاً بالصغار أو الكبار، ذوي الأولياء الشرعيين أو العرفيين، بل المراد أن لا تبقى بنت بلا زوج وبالعكس، وإن كانت عانس أو مات زوجها أو طلقت أو ما أشبه ذلك، وكذلك بالنسبة إلى الرجل الذي طلق زوجته أو ماتت أو نحو ذلك فإن استوعب الرجال النساء عدداً فهو وإلاَّ يتزوج الرجل أكثر من امرأة واحدة كما هو الغالب من أكثرية المرأة على الرجل، وهذه المباحث الفقهية والإحصائية ونحوها خارجة عن نطاق الكتاب المبني على كيفية الإنقاذ.

وكيف كان فمما أهداه المستعمر إلى بلادنا تأخير الزواج بحجة الدراسة أو عدم بناء الشخص نفسه اقتصادياً أو عدم الوصول إلى السن القانونية أو شمول قانون الجندية له أو ما إلى ذلك من الأعذار الأخرى.

كما أن من جذور المشكلة عدم تعدد الزوجات والاحتياج إلى مراسم أخرى مما يأباه العقل والشرع بل والعرف الإسلامي أيضاً، ولذا نجد أن المسلمين لا يهتمون بكل هذه الأمور ويزوجون كما في الكتاب والسنة.

كما أن غلاء المهور والمراسم الكثيرة الكابتة أيضاً من مشاكل الزواج، فاللازم على الذين يريدون الإنقاذ الاهتمام بهذا الشأن، فإن فيه سداً لباب الطلاق، والاستهتار بالمرأة والفساد والأمراض، فإن الرواسب المنوية في كل من الرجل والمرأة توجب أمراضاً حالية أو مستقبلية.

وعلى أية حال فإن الزواج المبكر وعدم بقاء أحد الجنسين من غير زوج يعني الدفء الأكثر، والسعادة الأوفر، والمجتمع الأمتن والصحة الأرقى، والتعاون الأحسن، وتقدم الحياة الأسرع في مختلف أبعادها، ولذا نجد الإسلام أكد على ذلك بكلّ تأكيد، وننقل هنا بعض الروايات في ذلك من جهة سرعة الزواج، ومن جهة قلة المهر، ومن جهة عدم بقاء أحد الجنسين بدون الاقتران بالجنس الآخر:

فعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأُمم غداً في القيامة، حتى أن السقط يجيء محبنطئاً على باب الجنة فيقال له: أدخل، فيقول: لا، حتى يدخل أبواي الجنة قبلي)(24).

وعن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلا إله إلاَّ الله)(25).

وعن عبد الله بن الحكم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله عزّ وجلّ من التزويج)(26).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (اتخذوا الأهل، فإنه أرق لكم)(27).

وعن علي (عليه الصلاة والسلام) في حديث قال: (تزوجوا فإن التزويج سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه كان يقول: من كان يحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج واطلبوا الولد، فإني مكاثر بكم الأُمم غداً وتوقّوا على أولادكم من لبن البغي من النساء، والمجنونة، فإن اللبن يعدي)(28).

وعن سكين النخعي، وقد كان تعبّد وترك النساء والطيب والطعام، فكتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يسأله عن ذلك، فكتب إليه: (أما قولك في النساء فقد علمت ما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من النساء، وأما قولك في الطعام فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل اللحم والعسل)(29).

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لما لقي يوسف أخاه قال: يا أخي كيف استطعت أن تتزوج النساء بعدي؟ فقال: إن أبي أمرني فقال: إن استطعت أن تكون لك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح فافعل)(30).

وعن صفوان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (تزوجوا وزوجوا الأيم، فمن حظ امرئ مسلم إنفاق قيمة أيمة، وما من بناء أحب إلى الله عزّ وجلّ من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح، وما من شيء أبغض لله عزّ وجلّ من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة يعني الطلاق، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عزّ وجلّ إنما وكد في الطلاق وكرر فيه القول من بغضه الفرقة)(31).

وعن كليب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تزوج أحرز نصف دينه، وفي حديث آخر أضاف، فليتق الله في النصف الآخر، أو الباقي)(32).

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (تزوجوا، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي التزويج)(33).

وعن المفيد في المقنعة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليلقه بزوجه)(34).

وعن ابن القداح قال أبو عبد الله (عليه الصلاة والسلام): (ركعتــــان يصليهما المــــتزوج أفضل من سبعـــين ركعة يصليها أعزب)(35).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ركعتان يصلّيهما متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(36).

وعن محمد الأصم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رســـول الله (صلى الله عليــــه وآله وسلم): (أراذل موتـــاكم العــــزاب)(37).

وعن ابن القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء رجل إلى أبي فقال: هل لك من زوجة؟ قال: لا. فقال أبي: ما أحب أن لي الدنيا وما فيها وأني بت ليلة وليست لي زوجة، ثم قال: الركعتان يصلّيهما الرجل المتزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم أعطاه أبي سبعة دنانير ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال أبي: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتخذوا الأهل، فإنه أرزق لكم)(38).

وفي رواية أُخرى قال (عليه الصلاة والسلام): (ما أفاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)(39).

وفي رواية عبد الله بن المغيرة عن أبي الحسن (عليه الصلاة والسلام): إن رجلاً قال له: جعلت فداك فأنا ليس لي أهل، فقال: (أليس لك جواري، أو قال أُمهات أولاد، قال: بلى، قال: فأنت لست بأعزب)(40).

وفي رواية عن علي (عليه الصلاة والسلام): (إن جماعة من الصحابة كانوا حرموا على أنفسهم النساء والإفطار بالنهار والنوم بالليل، فأخبرت أُم سلمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخرج إلى أصحابه فقال: أترغبون عن النساء، إني آتي النساء، وآكل بالنهار، وأنام بالليل، فمن رغب عن سنتي فليس مني، وأنزل الله سبحانه: (لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)(41)، (وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنين)(42) فقال: يا رسول الله، إنا قد حلفنا على ذلك فأنزل الله: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم)(43) إلى قوله سبحانه: (ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم) )(44).

وعن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما أظن رجلاً يزداد بالإيمان خيراً إلاَّ ازداد حباً للنساء)(45).

وعن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله قال: (من أخلاق الأنبياء حب النساء)(46).

وعن حفص البختري عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أحب من دنياكم إلاَّ النساء والطيب)(47).

وعن وليد بن صبيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء بالله الظن)(48).

وفي رواية أُخرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (من ترك التزويج مخافة العيلة فقد ساء ظنه بالله عزّ وجلّ، إن الله يقول: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله))(49).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الحاجة، فقال له: تزوج، فتزوج فوسع عليه)(50).

وعن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من زوج أعزباً كان ممن ينظر إليه يوم القيامة)(51).

وفي رواية عن الصَّادق عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) قال: (أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما)(52).

وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليهم السلام) قال: (ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلاَّ ظله: رجل زوج أخاه المسلم، أو أخدمه، أو كتم له سراً)(53).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته)(54).

وفي رواية قال: (إن الله عزّ وجلّ لم يترك شيئاً مما يحتاج إليه إلاَّ وعلمه نبيه، فكان من تعليمه إياه أن صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرائيل (عليه السلام) أتاني من عند الله تعالى فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر، وإذا أدرك ثمارها فلم تجنى أفسدته الشمس، ونثرته الرياح، وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلاَّ البعولة، وإلا لم يؤمن عليهن الفساد، لأنهن بشر قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله من نُزوّج؟ فقال: الأكفاء، فقال: ومن الأكفاء فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض)(55).

وعن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (تذاكرنا الشؤم عنده، قال: الشؤم في ثلاثة: في المرأة، والدابة، والدار، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها)(56).

وعن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن علياً تزوج فاطمة (عليهما السلام) على جرد برد ودرع وفراش كان من أهاب كبش)(57).

وعن أبي بكير قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة على درع حطمية تساوي ثلاثين درهماً)(58).

وعن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة على درع حطمية وكان فراشهما أهاب كبش يجعلان الصوف إذا اضطجعا تحت جنوبهما)(59).

وعن إسماعيل بن مسلم عن الصَّادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أفضل نساء أُمتي أصحهن وجهاً وأقلهن مهراً)(60).

وعن مكارم الأخلاق عن علي (عليه السلام) قال: (لا تغلوا بمهور النساء فتكون عداوة)(61).

 

1 ـ سورة الانشقاق: الآية 6.

2 ـ الوسائل ج11 ص560 ح1، الخصال ج1 ص223 ح53.

3 ـ الوسائل ج11 ص560 ح2، المجالس ص306.

4 ـ الخصال ج1 ص32 ح111، الوسائل ح11 ص561، البحار ج75 ص49.

5 ـ انظر البحار ج75 ص50 وج96 ص183.

6 ـ البحار ج75 ص50 البحار ج77 ص121.

7 ـ البحار ج75 ص50.

8 ـ البحار ج77 ص167.

9 ـ البحار ج75 ص50 وج96 ص183.

10 ـ الوسائل ج11 ص561 ح4، ثواب الأعمال ص133.

11 ـ نحوه الوسائل ج11 ص562 ح1.

12 ـ الوسائل ج11 ص562 ح1.

13 ـ الوسائل ج11 ص574 ح15، نهج البلاغة ج2 ص201.

14 ـ الكافي ج2 ص152 ح9، الوسائل ج11 ص572 ح11.

15 ـ الكافي ج2 ص152 ح10، الوسائل ج11 ص573 ح13.

16 ـ الكافي ج2 ص166 ح1، الوسائل ج11 ص593 ح1.

17 ـ الوسائل ج11 ص594 ح3، تفسير القمي ص141.

18 ـ انظر الوسائل ج6 ص325.

19 ـ انظر البحار ج74 ص322.

20 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص411.

21 ـ البحار ج74 ص422.

22 ـ الوسائل ج6 ص325.

23 ـ البحار ج74 ص312.

24 ـ الوسائل ج14 ص3 ح2 باب1، الفقيه ج3 ص242 ح6، معاني الأخبار ص291 ح1.

25 ـ الوسائل ج14 ص3 ح3 باب1، الفقيه ج3 ص241 ح5 باب101.

26 ـ الوسائل ج14 ص3 ح4 باب1، الفقيه ج3 ص241 ح5 باب101.

27 ـ الوسائل ج14 ص3 ح5 باب1، الفقيه ج3 ص242 ح7 باب101.

28 ـ الوسائل ج14 ص3 ح6 باب1، الخصال ج2 ص614 السطر الأخير.

29 ـ الوسائل ج14 ص4 ح8 باب1، رجال الكشي ص236، الكافي ج5 ص320 ح4.

30 ـ الوسائل ج14 ص5 ح9 باب1، الكافي ج5 ص329 ح4.

31 ـ الوسائل ج14 ص5 ح10 باب1، الكافي ج5 ص328 ح1.

32 ـ الوسائل ج14 ص5 ح11و12 باب1، الكافي ج5 ص328 ح2.

33 ـ الوسائل ج14 ص6 ح14، الكافي ج6 ص329 ح5.

34 ـ الوسائل ج14 ص6 ح15، المقنعة ص77 والمقنع ص26.

35 ـ الوسائل ج14 ص6 ح1 باب2، الكافي ج5 ص328 ح1.

36 ـ الفقيه ج3 ص242 ح2، الوسائل ج14 ص7 ح2.

37 ـ الفقيه ج3 ص242 ح3، الوسائل ج14 ص7 ح3، الكافي ج5 ص329 ح3، المقنعة ص77.

38 ـ الوسائل ج14 ص7 ح4، الكافي ج5 ص329 ح6، قرب الإسناد ص11.

39 ـ الوسائل ج14 ص7 ح5، الكافي ج5 ص327 ح3.

40 ـ الوسائل ج14 ص7 ح6 باب2.

41 ـ سورة المائدة: الآية 87.

42 ـ سورة المائدة: الآية 88.

43 ـ سورة البقرة: الآية 225.

44 ـ الوسائل ج14 ص8 ح9 باب2.

45 ـ الوسائل ج14 ص9 ح1 باب3.

46 ـ الوسائل ج14 ص9 ح2 باب3.

47 ـ الوسائل ج14 ص10 ح4 باب13.

48 ـ الوسائل ج14 ص24 ح1 باب10.

49 ـ الوسائل ج14 ص24 ح2 باب10.

50 ـ الوسائل ج14 ص25 ح1 باب11.

51 ـ الوسائل ج14 ص26 ح1 باب12.

52 ـ الوسائل ج14 ص27 ح2 باب12.

53 ـ الوسائل ج14 ص27 ح3 باب12.

54 ـ الوسائل ج14 ص39 ح1 باب23.

55 ـ الوسائل ج14 ص39 ح2 باب23.

56 ـ معاني الأخبار ص152 ح1.

57 ـ البحار ج43 ص143 ح38.

58 ـ البحار ج43 ص105 ح20.

59 ـ البحار ج43 ص143 ح40.

60 ـ مكارم الأخلاق ص198 الباب الثامن.

61 ـ مكارم الأخلاق ص237 الفصل العاشر.