الفهرس

فهرس الفصل الثالث

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الصحة والأمن والغنى

الصحة منهارة في كلّ العالم، والقلق آخذ بالأكظام، والفقر ضارب بأطنابه في كل مكان والحروب والثورات قائمة على قدم وساق، صحيح أن أمريكا وأُوروبا لا حروب فيها ولا ثورات، لكنها مبعث الحروب والثورات بصنعها الأسلحة وإلقائها الفتن بين الناس دائماً ومعنى ذلك أنها أيضاً داخلة في الحرب. ثم أليس تقسيم أُوروبا إلى الشرقية والغربية، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية من ويلات الحرب وآثارها، ومعنى ذلك أن الحرب العالمية الثانية إلى الحال الحاضر أوقعت ثلاثمائة حرب ذهب ضحيتها أكثر من اثنين وسبعين مليوناً من البشر.

وأما الخراب والدمار في هذه الفترة فحدث عنهما ولا حرج، ثم العالم ككل يشتكي من عدم السكن لا للرجال ولا للنساء حيث كثرة هائلة من البنات التي لا أزواج لهن، ومن البنين الذين لا زوجات لهم، ثم الراحة معدومة بالنسبة إلى الكبير والصغير، والغني والفقير، والسيد والمسود، والحديث العام عن المشاكل والأزمات والتنمية والقروض وما أشبه، معروف للجميع من غير فرق بين البلاد الصناعية وغيرها، والكل يركض ليل نهار وراء الحلول ولا حلول فلماذا كل هذه الأُمور؟.

الجواب: إنها لأجل أمرين:

الأول: إنه لا إيمان بالله واليوم الآخر.

والثاني: انه لا تطبيق لأحكام الله سبحانه.

وقد أشار القرآن الحكيم إلى الأمر الأول بقوله: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)(1) وقال: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)(2).

وإلى الأمر الثاني بقوله سبحانه: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)(3) وقال سبحانه: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنّما يصّعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)(4).

وعليه فاللازم على التيار الإسلامي السالك للنجاة أن يحاول معالجة هذين الأمرين، ولو بقدر، قبل وصوله إلى الحكم.

ثم إذا أخذ بالزمام يطبقهما على الكل حسب مناهج الإسلام. ولا يخفى أن الأخذ بمناهج الله تعالى حتى لمن لا يؤمن بالله تعالى يخفف من ويلات الحياة، مثلاً إن الله قرر (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)(5) فمن عمل بهذا الدستور في أكله وشربه لا يُصاب بالأمراض التي يسببها كثرة الأكل والشرب إلى حد التخمة وما أشبه، سواء كان مؤمناً بالله أو لم يكن، وهكذا بالنسبة إلى سائر المناهج الإسلامية التي قررها في الحياة، نعم إذا أراد الإنسان أن لا يبتلى بالويلات لا في الدنيا ولا في الآخرة لا بد له من الأمرين معاً، الإيمان بالله واتباع المناهج، ولنشرح شيئاً من البنود التي ذكرناها في أول المسألة:

البند الأول: إن الصحة منهارة في كل العالم لماذا؟.

الجواب: لأن الله خلق الإنسان وخلق له أمراضاً وجعل للأمراض أسباباً وخلق للأمراض أدوية وخلق العلم الذي يعرف المرض ويعرف الدواء.

س: هل المرض من خلق الله؟.

الجواب: المرض على قسمين:

القسم الأول: الأمراض الناشئة من الأعدام، بمعنى أن العدم يوجب نقصاً (من باب السالبة بانتفاء الموضوع لا من باب أن العدم سبب، فإن العدم ليس بشيء حتى يكون سبباً أو مسبباً أو موصوفاً أو وصفاً وهذا القسم ليس مخلوقاً لأنه ليس بشيء حتى يكون مخلوقاً. مثلاً إذا حدث فاصل في فقرات الظهر أوجب آلاماً، كما أنه إذا لم تكن الكهرباء أوجبت ظلاماً، وبتعبير أصح إن الكهرباء وجود والظلام عدم وكلما لم يكن الوجود كان العدم. وعلاج هذا القسم من المرض: الوجود أي التقريب بين الفقرات حسب ما قرره الله سبحانه وتعالى).

الثاني: الأمراض الوجودية مثل تضخم القلب، وهذا وجود، وهو من الله سبحانه، إذ لا موجد إلاَّ إياه تعالى وقد خلق الكون على قاعدة الأسباب والمسببات.

وللسائل أن يسأل: إنكم قلتم إن العدم ليس مؤثر ولا بمتأثر فكيف تقولون في القسم الأول الذي هو عدم الاتصال وهو عدمي أنه يوجب آلاماً أليس معنى ذلك أن العدم صار مؤثراً؟.

الجواب: العدم لم يكن مؤثراً بل الله سبحانه وتعالى في وقت تحقق هذا العدم جعل الأعضاء تتألم، فالله يخلق الألم في حالة عدم الاتصال كما يخلق الخوف في الإنسان في صورة عدم النور، أي حالة الظلام بناءاً على أن الظلام عدم لا أنه ضد وجودي للنور فتأمّل.

وكيف كان فمن أسباب الصحة الغذاء والكساء والمسكن والمشرب والزواج والعمل المناسب للإنسان وما إلى ذلك من الأُمور الحيوية، ثم الرضا بما عند الإنسان منها. وعدم الإيمان أو عدم الأخذ بمناهج الله يوجب الاختلال في هذه الأُمور ولذا يكثر المرض، فمن ليست له الحوائج والأوليات يمرض ومن لا يعمل يمرض لأن العمل البدني يوجب الصحة. وإذا توفر كل ذلك للإنسان ولكنه طلب المزيد ولم يرض بما عنده بل كان حريصاً أو حسوداً أو ما أشبه ذلك، فإنه يمرض أيضاً كما ذكر في الطب، ولذا جاء في الروايات تأكيد بليغ على اليقين، والرضا وعدم الحرص، وعدم الحسد وما أشبه ذلك.

مثلاً في اليقين باب للرزق والعمر والنفع والضرر وما إلى ذلك من لوازم الحياة وردت هذه الروايات:

فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كفى باليقين غنى وبالعبادة شغلاً)(6).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في خطبة له: (أيها الناس سلوا الله اليقين وارغبوا إليه في العافية وإن أجل النعمة العافية وخير ما دار في العافية اليقين والمغبون من غبن دينه والمغبوط من غبط يقينه)(7).

وكان عليّ بن الحسين (عليه الصلاة والسلام) (يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين)(8).

وعن صفوان قال: (سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله لإبراهيم (عليه السلام): (أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) أكان في قلبه شك؟ قال: لا، ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه)(9).

أقول: اليقين مثل الشجاعة والكرم وسائر الصفات النفسية لها مراتب، فيمكن أن تزداد إلى حد بعيد.

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أُناساً أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما أسلموا فقالوا: يا رسول الله أيؤخذ الرجل منا بما عمل في الجاهلية بعد إسلامه، فقال: (من حسن إسلامه وصح يقين إيمانه لم يأخذه الله بما عمل، ومن سخف إسلامه ولم يصح يقين إيمانه أخذه الله بالأول والآخر)(10).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال علي (عليه السلام): (اعلموا أنه لا يصغر ما ضر يوم القيامة ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين)(11).

وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (يا عليّ إن من اليقين أن لا ترضى بسخط الله أحداً، ولا تحمد أحداً على ما آتاك الله ولا تذم أحداً على ما لم يؤتك، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كراهة كاره)(12).

وعن الجعفريات بسند الأئمَّة إلى عليّ ((عليهم الصَّلاة والسلام) قال: (قلت: يا رسول الله أخبرنا عن قول الله عزّ وجلّ: (وكان تحته كنز لهما) ما ذلك الكنز الذي أقام الخضر عليه الجدار، فقال: يا علي لوح من ذهب مدفون مكتوب فيه: بسم الله الرّحمن الرّحيم الله الذي لا إله إلاَّ هو أنا الله الواحد لا شريك لي، محمد رسول الله عبدي أختم به رسلي، عجباً لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجباً لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم هو يطمئن إليها، وعجباً لمن أيقن بالقدر ثم هو يأسف، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداُ ثم هو لا يعمل)(13).

وعن رســــول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يرويـــــه عليّ (عليه الصلاة والسلام) أنه قال فـــي حديث: (لا عبادة إلاَّ بيــقيـــن)(14).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ما من شيء إلاَّ وله حدّ، قلت: وما حد اليقين؟ قال: أن لا تخاف شيئاً)(15).

أقول: المراد الخوف الحقيقي مثل قوله تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)(16) أما الخوف العرضي من الظالم والجائر وما أشبه فذلك لا يسمى خوفاً بالنسبة إلى الخوف الذي يكون في مجموع الدنيا والآخرة، فهو من باب النفي المطلق باعتبار أن الموجود ليس بشيء إطلاقاً عند العرف ادعاءاً.

وعن جابر الجعفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (يا أخا جعفي أن اليقين أفضل من الإيمان وما من شيء أعز من اليقين)(17).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (لا يجد أحد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه)(18).

وعن هشام أنه قال: (سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لحمران بن أعين: يا حمران، إلى أن قال: واعلم أن العلم الدائم القليل على اليقين أفضل من العمل الكثير على غير اليقين)(19).

وفي كلمات الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) (كما في الغرر) هذه الكلمات القصار: (أفضل الدين اليقين)(20)، (أفضل الإيمان حسن الإيقان)(21)، (إن الدين كشجرة أصلها اليقين)(22)، (إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وألهمه اليقين باليقين)(23)، (عليكم بلزوم اليقين والتقوى فإنهما يبلغانكم الجنة المأوى)(24)، (أيقن تفلح)(25)، (لو صح يقينك لما استبدلت الفاني بالباقي ولا بعت السني بالدين)(26)، (ومن أيقن بالآخرة لم يحرص على الدنيا)(27)، (من أيقن بالمعاد استكثر الزاد)(28)، (من حسن يقينه حسنت عبادته)(29)، (من أيقن بالآخرة سلا عن الدنيا)(30)، (من أيقن بالقدر لم يكترث بما نابه)(31)، (من لم يوقن قلبه لم يطعه عمله)(32)، (ما أعظم سعادة من بوشر قلبه ببرد اليقين)(33)، (ما غدر من أيقن بالمرجع)(34)، (لا إيمان لمن لا يقين له)(35)، (لا يعمل بالعلم إلا من أيقن بفضل الأجر فيه)(36)، (يستدل على اليقين بقصر الأمل، وإخلاص العمل والزهد في الدنيا)(37).

وقد ورد في باب القناعة والرضا بالكفاف جملة كبيرة من الروايات نذكر منها ما رواه الطبرسي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (اشتدت حال رجل من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت له امرأته، لو أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألته فجاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رآه النبي قال: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله)(38)، وفي حديث آخر: (إن الرجل لم يسأله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنما ذهب وعمل حتى حسن حاله)(39).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مَن أراد أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدي الله أوثق منه بما في أيدي غيره)(40).

وعن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: (من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس)(41).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (أغنى الغنى القناعة)(42). وقال (عليه السلام) أيضاً لرجل كان يعظه: (اقنع بما قسم الله لك، ولا تنظر إلى ما عند غيرك، ولا تتمن ما لست نائله، فإنه من قنع شبع، ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك)(43).

وعن أبي جعفر (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: قال الله تعالى: (إن من أغبط أوليائي عندي رجل خفيف الحال ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان غامضاً في الناس جعلتُ رزقه كفافاً فصبر عليه أجلت منيته مات فقل تراثه وقلت بواكيه)(44).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (إذا كان غروب الشمس وكّل الله تعالى ملكاً بالشمس يقول أو ينادي: أيها الناس اقبلوا على ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى)(45)، (وملك موكّل بالشمس عند طلوعها يقول: يابن آدم لد للموت وابن للخراب واجمع للفناء)(46).

وعن الفقه الرضوي (عليه السلام) قال: (روي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: يقول الله عزّ وجلّ: (إن من أغبط عبادي يوم القيامة عبد رزق حظاً من صلاحه قترت في رزقه فصبر حتى إذا حضرت وفاته قلّ تراثه وقلّت بواكيه)(47)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (من توكّل وقنع ورضى كفى الطلب)(48).

وعن علي (عليه الصلاة والسلام) قال: (من رضى بقسمه لم يسخطه أحد)(49) إلى غيرها من الروايات الواردة في باب الرضا.

إصلاح النفس نقطة انطلاق

مسألة: يبدأ علاج كل شيء بإصلاح النفس، والاستعانة بالله سبحانه، ولذا نجد في الآثار الواردة سيلاً من التوجيه إلى هذه الجهة المهمة المركزية:

ففي الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي (عليهم الصَّلاة والسلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث سرية فلما رجعوا فقال: (مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس)(50).

وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه)(51).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال: توفيق من الله، وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه)(52).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (النفس مجبولة على سوء الأدب، والعبد مأمور بملازمة حسن الأدب، والنفس تجلى بطبعها في ميدان المخالفة، والعبد يجهد بردها عن سوء المطالبة، فما أتى أطلق عنانه فهو شريك في فسادها، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه)(53).

وفي رواية: (أنه دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال معرفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ فقال: مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضى الحق؟ فقال، سخط النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ فقال: هجرة النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال: نسيان النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال: الاستعانة بالحق على النفس)(54).

وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده وشيعته عند وفاته قوله (عليه السلام): (الله الله في جهاد الأنفس، فهي أعدى العدو لكم، إنه تبارك وتعالى قال: (إن النفس لأمارة بالسوء إلاَّ ما رحم ربي) وإن أول المعاصي تصديق النفس، والركون إلى الهوى)(55).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (إن الشديد ليس من غلب الناس، ولكن الشديد من غلب نفسه)(56) وفي تفسير علي بن إبراهيم عند قوله سبحانه: (ومن جاهد) قال: يعني نفسه عن الشهوات واللذات والمعاصي (فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (جهاد النفس مهر الجنة)(57).

وقال (عليه السلام): (جهاد النفس ثمن الجنة، فمن جاهدها ملكها، وهي أكرم ثواب الله لمن عرفها)(58).

وقال (عليه السلام): (لا عدو أعدى على المرء من نفسه)(59).

وقال (عليه السلام): (لا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها)(60).

وقال (عليه السلام): (إن نفسك لخدوع، إن تثق بها يقتدك الشيطان إلى ارتكاب المحارم، إن النفس لأمارة بالسوء والفحشاء، فمن ائتمنها خانته، ومن استنام إليها أهلكته، ومن رضى عنها أوردته شر الموارد، وأن المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلاَّ ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زارياً عليها ومستزيداً إليها)(61).

وفي الرضوي (عليه السلام): (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى بعض أصحابه منصرفاً من بعض ما كان بشعثه، وقد انصرف بشعثه أو غبار سفره وسلاحه يريد منزله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): انصرفت من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، فقال له: أو جهاد فوق الجهاد بالسيف؟ قال: نعم جهاد المرء نفسه)(62).

وعن الكاظم (عليه السلام) في خبر قال لهشام: (عليك بالاعتصام بربك، والتوكل عليه، وجاهد نفسك لتردها عن هواها، فإنه واجب عليك كجهاد عدوك قال هشام: فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة قال: أقربهم إليك، وأعداهم لك، وأضرهم بك، وأعظمهم لك عداوة، وأخفاهم لك شخصاً مع دنوه منك، ومن يحرض أعداءَك عليك هو إبليس الموكل بوسواس القلوب، فلتشتد عداوتك، يكونن أصبر على مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته، فإنه أضعف منك ركناً في قوته، وأقل منك ضراراً في كثرة شره، إذا أنت اعتصمت بالله، ومن اعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)(63).

وقال الباقر (عليه السلام) لعبد الله بن جندب في كلام له: (واجعل نفسك عدواً تجاهدها وعارية تردها، فإنّك قد جعلت طبيب نفسك، وعرفت آية الصحة، وبين لك الدواء، ودللت على الداء فانظر قيامك على نفسك)(64).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (احمل نفسك لنفسك، فإن لم تفعل لم يجملك غيرك)(65).

وفي رواية أنه (عليه الصلاة والسلام) قال لرجل: (أنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء، وعرفت آية الصحة، ودللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك)(66).

وعن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (من لم يكن له واعظ من قلبه وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه)(67).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قال: (إن افضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه)(68).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (المجاهد من جاهد نفسه)(69).

ثم اللازم أن نعرف أن إعادة الإسلام إلى الحياة بعد وجود مقومات التقدم في ذات الإسلام، لا تتم إلاَّ بضميمة لطف الله سبحانه وتعالى لمن جاهد وعمل، وقد رأينا كيف تقدم المسلمون الأولون حين اتبعوا كلام الله والرسول بعد أن كانوا في غاية ضلالة، وأبشع تأخر، حتى وصفهم الإمام أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) بقوله: (إن الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيراً للعالمين، وأميناً على التنزيل، وأنتم معشر العرب على شرّ دين في شرّ دارٍ مَن يخون بين حجارة خشن وحياة صم، تشربون الكدر، وتأكلون الجشب، وتسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم، الأصنام فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة)(70).

وفي كلام آخر له تحدث (عليه الصلاة والسلام) عن حالة الناس قبل البعثة النبوية فقال: (الناس في فتن انجزم فيها حبل الدين، وتزعزعت سوارى اليقين، واختلف النجر، وتشتت الأمر وضاق المخرج، وعمي المصدر، فالهدى خامل، والعمى شامل، عصي الرحمان، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان فانهارت دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبه، وعفت شركة، أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه، ووردوا مناهله، بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه، في فتن داستهم بأخفافها، ووطأتهم بأظلافها، وقامت على سنابكها، فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار وشر جيران، نومهم سهود، وكحلهم دموع بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم)(71).

الطبيعة الخيّرة في النفوس

طبيعة الإنسان طبيعة خيرة والشر ثانوي فيه، وهكذا خلقه الله سبحانه، فقد قرر في الدليل العقلي أن الأمور على خمسة أقسام:

خير محض، وشر محض، والغالب من هذا على ذاك، وبالعكس، وما تساوى الأمران فيه، والله سبحانه لا يخلق إلاَّ الخير المحض، وما خيره أغلب.

وهنا يطرح سؤال: فكيف خلق الله تعالى الشر الأغلب كقتلة الأنبياء والعصاة والفساق ومن أشبههم؟.

الجواب: طبيعة أُولئك لم يكن فيها ذلك وإنما يفعلون الشر المحض أو الأغلب بالنسبة إلى جنسه البعيد أو الجنس المتوسط أو الجنس القريب أو الصنف كالإنسان فإن خيره أغلب، وأما بالنسبة إلى شخصه فذلك سبب الكمال بالنسبة إلى غيره.

إذن: غيره يكمل بنقصه فأين وجه الحكمة في هذا؟.

الجواب: وجه الحكمة بالنسبة إلى نفسه أيضاً أنه معرض للخير الدائم، وأما فعله الشر فإنه يجزي بقدر شره كما في الآية والرواية، وهذا بحث فلسفي ذكرناه في موضعه، والقصد الإلماع فقط.

وحيث أن طبيعة الإنسان طبيعة خيرة يعتمد المصلحون على هذه الطبيعة. واللازم على الناهضين الاستفادة منها، كما اعتمد الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ومن يمشي في طريقهم على هذه الطبيعة وليس القصد أن الناهضين يعتمدون على هذه الطبيعة في المسلمين، بل وحتى في غير المسلمين الذين يحتفون بالحركة، فإنه يوجد حتى في غير المسلمين أناس عبّر عنهم علي (عليه الصلاة والسلام) بنظير لك في الخلق.

والسؤال هنا: لماذا قال سبحانه: (إن الإنسان خلق هلوعاً) وقال: (إنه كان ظلوماً جهولاً) وقال: (إن الإنسان لفي خسر)؟.

الجواب: هذا لأجل التحريض على تجنب الشر، ولذا استثنى بمثل (إلاَّ المصلين) ونحو ذلك ولا فرق مع قطع النظر عن الجهة البلاغية التي توجب تقديم هذا على ذاك أو ذاك على هذا بعنوان الاستثناء. مثل أن يقول الإنسان: احترم كل إنسان إلاَّ الظالم، أو أن يقول: لا تحترم أي إنسان إلاَّ العادل، على فرض كون العدالة والظلم ضدين لا ثالث لهما.

نعم قد يُقدم هذا وقد يُقدم ذاك في الكلام إذا أنصب الكلام لأجل أيهما فتقول: المضروب زيد، إذا صب الكلام لأجل إفادة المضروب، وقد تقول: زيد المضروب إذا صب الكلام لأجل بيان أحوال زيد، كما ذكره البلاغيون.

ولذا نرى في القرآن الحكيم تارة يقدم (يزكيهم) على (يعلّمهم) وأُخرى بالعكس، وعلى أي حال فمن هنا جعل الإسلام أصل الصحة في الأقوال والأعمال والتقريرات لا بالنسبة إلى المسلم فحسب بل بالنسبة إلى الكافر أيضاً، ولهذا يصح للإنسان أن يشتري من الكافر الشيء وكذلك بالنسبة إلى الرهن والجعالة والصلح والمضاربة والمساقات والمزارعة وغيرها اعتماداً على أصل الصحة، وإلا فمن أين جاء كون هذا الكافر يملك هذا الشيء وأنه لم يسرقه وإلى غير ذلك، بل أصل الصحة عقلائي، واللازم أن تعتمد الحركة عليه في التعامل مع الناس، وهنا أمران:

الأمر الأول: ماذا يصنع الإنسان؟.

الأمر الثاني: غيره هل يعتمد عليه أو لا يعتمد، والثاني أيضاً على قسمين:

القسم الأول: الإنصاف.

القسم الثاني: العفو، وإن شئت قلت: الكلام في ثلاثة أُمور:

الأول: الإنسان يلزم أن يعرف قدر نفسه ويضعها موضعها بكل دقة، فإذا لم يكن قابلاً لمنصب أو مقام أو عمل لا يرشح نفسه له، ولذا ورد في الروايات عدم طلب الرئاسة لمن ليس أهلها.

الثاني: الإنصاف.

الثالث: إذا ظهر الفساد أو ما أشبه صار المخطئ موضوع العفو مهما وجد إلى ذلك السبيل.

وقد وردت في الأُمور الثلاثة روايات:

قدر النفس:

أما الروايات من الطائفة الأُولى:

فعن معمر بن خلاد قال: (قال أبو الحسن (عليه السلام) ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرئاسة، ثم قال لكن صفوان لا يحب الرئاسة)(72).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: (ما لكم وللرئاسات إنما للمسلمين رأس واحد)(73).

أقول: كان ذلك فيما كان الإمام (عليه الصلاة والسلام) حاضراً أما إذا كان غائباً فقد ذكرنا في الكتب الفقهية أنه مع تعدد مراجع المسلمين يجب أن تكون الشورى بين الجميع.

وعن الرضوي (عليه الصلاة والسلام): (نروي من طلب الرئاسة لنفسه هلك، وأن الرئاسة لا تصلح إلاَّ لأهلها)(74).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (يا حفص كن ذنباً ولا تكن رأسا).

وعن أبي عبد الله (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (لابن النعمان يا أبا النعمان لا ترأس، كن ذنباً)(75).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث أنه قال: (من طلب العلم ليباري به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجه الناس إلى نفسه، ويقول: أنا رئيسكم فليتبوّأ مقعده من النار، إن الرئاسة لا تصلح إلاَّ لأهلها)(76).

وعن أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه قال في كتابه إلى بعض الرواة: (إياك والإذاعة وطلب الرئاسة، فإنهما يدعوان إلى الهلكة)(77).

وعن أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) أنه قال: (حب الرئاسة رأس المحن)(78).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من طلب الرئاسة هلك)(79).

وعن أبي حمزة الثمالي قال: (قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) إياك والرئاسة)(80).

وعن ابن مسكان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فوالله ما خفقت النعال خلف الرجل إلاَّ هلك وأهلك)(81).

وعن جويرية قال: اشتددت خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) (فقال يا جويرية إنه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلاَّ بخفق النعال خلفهم)(82).

وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام): (ملعون من ترأس ملعون من هم بها، ملعون من حدث نفسه بها)(83).

وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من أراد الرئاسة هلك)(84).

وفي رواية أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال لي: (يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة، ولا تكن ذنباً ولا تأكل الناس بنا فيفقرك الله)(85).

أقول: هذه الرواية لا تنافي الروايات السابقة، لأن الإنسان أحياناً يجب أن يتجنب الرئاسة والذنبية، وأحياناً الرئاسة لا الذنبية، كما أنه أحياناً يجب عليه أن لا يكون ذنباً، بل يكون رأسا باعتبار أنه يتمكن من الإدارة، فيكون تركه إضاعة.

وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (أترى لا أعرف خياركم من شراركم، بل والله إن شراركم من أحب أن يوطئ عقبه انه لا بد من كذاب أو عاجز الرأي)(86).

وفي حديث عن علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال: (إياك أن تترأس فيضعك الله وإياك أن تستأكل بنا فيزيدك الله فقراً، واعلم أنك إن تكن ذنباً في الخير خير لك من أن تكون رأساً في الشر)(87).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إياكم والرجال، فإن الرجال للرجال مهلكة).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا يؤمر أحد على عشرة فما فوقهم إلاَّ جيء به يوم القيامة مغلولة يداه، فإن كان محسناً فتح غله وإن كان مسيئاً يزيد غلاً على غله)(88).

أقول: الظاهر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك بالنسبة إلى الفرد الذي لم تكن له صلاحية، وإن كان محسناً في ذاته.

وعن الصَّادق عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المناهي قال: (ألا ومن تولى عرافة قوم أتى يوم القيامة يداه مغلولتان إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله، وإن كان ظالماً هوى به في نار جهنم وبئس المصير)(89).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (انه كفى بالرجل أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (إن من العبادة شدة الخوف من الله عزّ وجلّ، يقول الله عزّ وجلّ: (إنما يخشى الله من عباده العلماءُ) وقال جلّ ثناؤه: (فلا تخشوا الناس واخشون) وقال تبارك وتعالى: (ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً) قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): (إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب)(90).

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصى الله به ستة: (حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء)(91) إلى غيرها من الروايات.

الإنصاف

وأما الروايات من الطائفة الثانية:

فمنها ما روي في الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومؤاخاة الأخ في الله، وذكرك الله تعالى في كلّ حال)(92).

وعن عليّ (عليه الصلاة والسلام) قال: (ثلاثة من حقائق الإيمان، الإنفاق من الإقتار والإنصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم)(93).

وفي رواية ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (السابقون إلى ظل العرش، طوبى لهم قيل: يا رسول الله ومن هم؟ قال: الذين يقبلون الحق إذا سمعوه، ويبذلونه إذا سألوه، ويحكمون الناس كحكمهم لأنفسهم، هم السابقون إلى ظل العرش)(94).

وفي رواية عن الصَّادق (عليه الصلاة والسلام) قال: (من أنصف الناس من نفسه رضي به حكماً لغيره)(95).

وعن موسى بن جعفر (عليهما السلام) أنه قال: (فـــي حديث وخافـــوا الله عزّ وجلّ فـــي السرّ حتى تعطـــوا من أنفسكم الـــنصف)(96).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (انه إذا خطب قال في آخر الخطبة: طوبى لمن طاب خلقه، وظهرت سجيته، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وأنصف الناس من نفسه)(97).

وفي رواية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله لابن مسعود: (أنصف الناس من نفسك، وانصح الأُمة، وارحمهم، فإذا كنت كذلك وغضب الله على أهل بلدة وأنت فيها وأراد أن ينزل عليهم العذاب نظر إليك فرحمهم بك، يقول الله تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) )(98).

وفي نهج البلاغة في عهده إلى الأشتر (رحمه الله) قال عليّ (عليه الصلاة والسلام): (وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصتك ومن أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إن لا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان الله حرباً حتى ينزع أو يتوب)(99).

وقال (عليه الصلاة والسلام): (إن أعظم المثوبة مثوبة الإنصاف)(100).

وقال (عليه السلام): (إن أفضل الإيمان إنصاف الرجل من نفسه)(101).

وقال (عليه السلام): (إنك إن أنصفت من نفسك أزلفك الله)(102).

وقال (عليه السلام): (مع الإنصاف تدوم الأُخوة)(103).

وعن أبي جعفر عن أمير المؤمنين في وصيته للحسن (عليهم السلام) قال: (يا بني تفهم وصيتي واجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس ما ترضى لهم منك)(104).

وفي رواية أُخرى قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشيخ شامي: (يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك، وآت إلى الناس ما تحب أن يُؤتى إليك)(105).

وفي رواية: ان لقمان قال لابنه في وصيته: (يا بني أحثك على ست خصال ليس منها خصلة إلاَّ يقربك الله تعالى إلى أن قال: الرابعة: تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك)(106).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يريد بعض غزواته فأخذ بغرز راحلته، فقال: يا رسول الله علمني شيئاً أدخل الجنة به فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأت إليهم خل سبيل الراحلة)(107).

 

1 ـ سورة التغابن: الآية 11.

2 ـ سورة الرعد: الآية 28.

3 ـ سورة طه: الآية 124.

4 ـ سورة الأنعام: الآية 125.

5 ـ سورة الأعراف: الآية 310.

6 ـ البحار ج70 ص176 ح32.

7 ـ البحار ج70 ص176 ح33.

8 ـ البحار ج70 ص176 ح33.

9 ـ البحار ج70 ص176 ح34.

10 ـ البحار ج70 ص177 ح37.

11 ـ البحار ج70 ص178 ح39.

12 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص284 باب7 ح9.

13 ـ الجعفريات ص237.

14 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص284 باب7 ح8.

15 ـ البحار ج70 ص180 ح46.

16 ـ سورة يونس: الآية 62.

17 ـ البحار ج70 ص135 ح1.

18 ـ البحار ج70 ص148 ح9.

19 ـ البحار ج70 ص173 ح28.

20 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص113 ح336.

21 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص113 ح318.

22 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص130 ح152.

23 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص156 ح35.

24 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص257 ح19.

25 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص85 ح265.

26 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص320 ح25.

27 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص335 ح402.

28 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص335 ح406.

29 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص341 ح613.

30 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص335 ح401.

31 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص335 ح404.

32 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص366 ح1486.

33 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص378 ح51.

34 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص383 ح205.

35 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص 425 ح25.

36 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص435 ح424.

37 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص422 ح22.

38 ـ الكافي ج2 ص139 ح7.

39 ـ البحار ج73 ص177 ح19.

40 ـ الكافي ج2 ص139 ح8.

41 ـ الكافي ج2 ص139 ح9.

42 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص636 باب8 ح4.

43 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص636 باب8 ح4.

44 ـ الكافي ج2 ص140 ح1.

45 ـ الكافي ج2 ص141 ح4.

46 ـ الكافي ج2 ص131 ح14.

47 ـ البحار ج72 ص66 ح30.

48 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص367 باب8 ح18.

49 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص343 ح713.

50 ـ الوسائل ج11 ص122 ح1 وص123 ح9، المجالس ص279 المجلس71.

51 ـ الوسائل ج11 ص123 ح9.

52 ـ تحف العقول ص537 ح13، عن الإمام الجواد (ع).

53 ـ مشكاة الأنوار ص247.

54 ـ البحار ج70 ص72.

55 ـ نهج البلاغة ص422.

56 ـ الوسائل ج11 ص123 ح5، الفقيه ج2 ص342.

57 ـ غرر الحكم ح1 ص370 ح39.

58 ـ غرر الحكم ج1 ص371 ح47.

59 ـ غرر الحكم ج2 ص845 ح324.

60 ـ غرر الحكم ج2 ص858 ح482.

61 ـ غرر الحكم ج1 ص226 ح114، غرر الحكم ج1 ص226 ح115، غرر الحكم ج1 ص226 ح117.

62 ـ الوسائل ج11 ص112 ح1 وص123 ح9، المجالس ص279 مجلس71.

63 ـ تحف العقول ص466.

64 ـ الكافي ج2 ص329 ح7، الوسائل ج11 ص122 ح3، الفقيه ج2 ص356.

65 ـ الوسائل ج11 ص122 ح2، الكافي ج2 ص329 ح5.

66 ـ الوسائل ج11 ص122 ح3، الكافي ج2 ص329 ح6.

67 ـ الوسائل ج11 ص123 ح6، الفقيه ج2 ص352.

68 ـ معاني الأخبار ص51، الوسائل ج11 ص124، ملحق ح9.

69 ـ الوسائل ج11 ص124 ح10، المجازات النبوية ص128.

70 ـ نهج البلاغة نسخة (صبحي الصالح) ص68 خطبة 26.

71 ـ نهج البلاغة نسخة (صبحي الصالح) ص46، خطبة 2.

72 ـ الوسائل ج12ص138 ح11 باب45.

73 ـ الوسائل ج11 ص282 ح12 باب50.

74 ـ البحار ج73 ص154 ح12 باب124.

75 ـ البحار ج72 ص233 ح1 باب114.

76 ـ الكافي ج2 ص47 ح6.

77 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص322 باب50 ح8.

78 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص192 ح16.

79 ـ البحار ج73 ص150 ح2 باب124.

80 ـ البحار ج73 ص150 ح3 باب124.

81 ـ البحار ج73 ص150 ح3 باب124.

82 ـ الوسائل ج11 ص280 ح5 باب50.

83 ـ البحار ج73 ص151 ح5.

84 ـ البحار ج73 ص152 ح7.

85 ـ البحار ج73 ص151 ح6.

86 ـ البحار ج73 ص152 ح8.

87 ـ الوسائل ج11 ص281 ح11 باب50.

88 ـ أمالي الطوسي ص270.

89 ـ الوسائل ج12 ص136 ح6 باب45.

90 ـ البحار ج70 ص359 ح5.

91 ـ البحار ج73 ص153 ح9.

92 ـ تحف العقول ص14

93 ـ البحار ج75 ص27 ح11.

94 ـ البحار ج75 ص29 ح19.

95 ـ الوسائل ج11 ص224 ح1 باب 34.

96 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص308 باب34 ح6.

97 ـ الوسائل ج11 ص225 ح6 باب34

98 ـ البحار ج77 ص109 ح1.

99 ـ نهج البلاغة الكتاب53.

100 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص121 ح16.

101 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص121 ح23.

102 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص147 ح10.

103 ـ غرر الحكم ودرر الكلم المفهرس ص389 ح80.

104 ـ نهج البلاغة الكتاب 31.

105 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص309 باب 35 ح2.

106 ـ تحف العقول ص126.

107 ـ الوسائل ج11 ص228 باب35 ح1.