| المؤلفات |
|
أسباب القلق |
|
البند الثاني: وهو القلق، فإنه ناشئ من جملة أُمور منها: الحرص، فإن حرص كل أحد على أن ينال ما ليس في مقدوره ولا يتمكن عليه حصل له القلق هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية القوانين الاستعمارية أوجبت عدم الاكتفاء الذاتي والتكافل الاجتماعي وما أشبه، فكل أحد يقلق على مسيره ومصيره، مثلاً الصيّادون كانوا سابقاً يصيدون الأسماك من غير مشكلة قانونية، فينفقون على أنفسهم وعلى أهليهم، أما الآن فالقانون يقف دون عملهم في البلاد غير المستعمرة، وفي البلاد المستعمرة الاستعمار يقف دون ذلك فالصياد قلق على قوته وزواج ولده وما إلى ذلك. ثم إنه سابقاً كان الناس يعرفون أنهم إذا وصلوا إلى مرحلة الشيخوخة ظلّ لهم الاحترام عند أهليهم، أما الآن فالكبار مصيرهم إلى دار العجزة وذلك يوجب أشد القلق حالاً ومستقبلاً. ثم من أين يأكل العاطل عن العمل والذي لا يجد مالاً يصرفه في أوقات مرضه وشيخوخته واحتياجه، وذلك يوجب أشد القلق، بينما في الإسلام قرر بيت المال من ناحية وحرية حيازة المباحات من المعادن والكنوز والأنفال والأراضي وسائر المباحات، كما ذكر في كتاب الخمس وكتاب إحياء الموات ومبحث الأرضين من كتاب الجهاد ومبحث الأنفال وغير هذه المباحث، وقرر من ناحية ثانية احترام كبار السن مما يشمل الإنفاق عليهم أيضاً من ناحية ثالثة… |
|
إسعاف المضطر من موجبات رفع القلق |
|
أقول: ثم يأتي دور إسعاف المضطر فإنه واجب، إما مجاناً وإما قرضاً كما ذكروا في مسألة أكل المخمصة، فإن كانت مجاناً فبها ونعمت، ويدل عليه الروايات المتواترة، وإن كان قرضاً وتمكن أداه هو وإن لم يتمكن هو أداه بيت المال لمتواتر الروايات: فعن الرضا (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: صعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) المنبر فقال: (من ترك ديناً أو ضياعاً عليّ وإليّ ومن ترك مالاً فلورثته فصار أولى بهم من آبـــائهم وأُمهاتهم وصار أولى بهم منهم بأنفسهم، وكذلك أمير المؤمنين (عليه السَّلام) بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) )(1). وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه وعلي (عليه السَّلام) أولى به من بعدي فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال: قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) من ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ، ومن ترك مالاً فلورثته، الرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة، فالنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما (صلوات الله عليهم) لزمهم هذا، فمن هنا صار أولى بهم من أنفسهم)(2). وعن علي بن موسى (عليهما السَّلام) يقول: (المغرم إذا تدين أو استدان في حق أهل سنة فإن دفع فهو وإلا قضى عنه الإمام من بيت المال)(3). وفي رواية سمعت أبا عبد الله (عليه السَّلام) يقول: (صعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) المنبر فتغيرت وجنتاه والتمع لونه ثم أقبل بوجهه فقال: يا معشر المسلمين إنما بعثت أنا والساعة كهاتين ـ إلى أن قال ـ: أيها الناس من ترك مالاً فلأهله وورثته ومن ترك كلاً أو ضياعاً فعليّ وإليّ)(4). وعن جابر أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) خطب الناس إلى أن قال: (من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإليّ وعليّ)(5). وعن الصَّادق (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (من كان له على رجل مال أخذه ولم ينفقه في إسراف أو في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن ينظره حتى يرزقه الله فيقضيه، وإذا كان الإمام العادل قائماً فعليه أن يقضي عنه دينه، لقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): من ترك مالاً فلورثته، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإلي وعلى الإمام ما ضمنه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلَّم)(6). وفي رواية أخرى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً فعليّ)(7). وأنت ترى أن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول: من ترك ديناً يكون عليه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) ومن ترك مالاً فلورثته، وحكام بلاد الإسلام يقولون: من ترك ديناً فلا شيء له في بيت المال، ومن ترك مالاً فهم يأخذون منه الضرائب. والأحكام التي هي من قبيل (قال الله، وأقول) في بلاد الإسلام تعد بالأُلوف لا بالمئات والعشرات فحسب. |
|
عدم التعقيد في أساليب الحياة |
|
مسألة: من المهم جداً في السالكين طريق النجاة التقشف والزهد وعدم التجمل وعدم تكثير أسباب الحياة، فإنها تأخذ أوقاتاً مزدوجة، وتهدر أموالاً كثيرة، وتصرف البال في أشياء تافهة، ولذا فمن الضروري عدم الاهتمام بهذه الأُمور لا لما ذكرناه فحسب بل لما تقدم وما سيأتي من عدم الجنوح إلى التجمل والتنعم والتلهي، والاشتغال للأشياء التافهة، سواء كان في المأكل أو الملبس أو المسكن أو المركب أو الأثاث أو غيرها، وقد قال الشاعر: والنفس راغبة إذا رغبتها*** وإذا تـــرد إلــى قلــيل تقنع وهل يصيب الإنسان مكروه إذا لم تكن له ثلاجة أو غسالة، أو مبردة، أو مدفئة، أو ما أشبه ذلك نعم يلزم أن يحفظ الإنسان صحته وسلامة جسده ونفسه وعقله، لكن لا تلازم بين الأمرين، ولا نقول ذلك مطلقاً، بل هذا لأجل النهوض وقطع جذور الاحتياج إلى الغرب والشرق(8)، أما بعد ذلك فكل امرئ وما أراد، وإن كان الزهد والقناعة والتقشف وما أشبه من أفضل الفضائل الأخلاقية، كما قرر في محله. ويحكى عن عيسى المسيح (عليه الصَّلاة والسَّلام) أنه قال: زادي تقواي ودابتي رجلاي، وخادمي يداي. ثم ان الزاهد المتقشف في الحياة يلتف الناس حوله، وتميل القلوب إليه، بما يسبب نجاح حركته، خصوصاً إذا كان الأمر بحاجة إلى صب المسلمين كلهم في منهاج التحرك المنجي، وطريق الخلاص الكلي، لا نقول: إن الإنسان يتزهد للناس، بل نقول: للهدف الأسمى الذي هو النجاة بقصد رضا الله سبحانه وتعالى وإنقاذ بلاده وهداية عباده والقربة إليه، والروايات في الزهد والقناعة كثيرة ذكرناها في بعض الكتب المعنية بهذا الشأن، ولذا لا حاجة إلى تكرارها. ومن هذا الباب الإجمال في طلب الرزق، فإن من يتزهد لا يحتاج إلى الحرص، كما لا يحتاج إلى التكثير من الطلب، وإليك جملة من الروايات في هذا الباب: فعن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السَّلام) قال: (خطب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) في حجة الوداع فقال: أيها الناس إنه والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلاَّ وقد أمرتكم به، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلاَّ وقد نهيتكم عنه، وان الروح الأمين قد نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى يستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حق، فإنه لا يدرك شيء مما عند الله إلاَّ بطاعته)(9). وعن الجعفريات بسند الأئمَّة إلى علي (عليهم السَّلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): من سره أن تستجاب دعوته فليطيب كسبه)(10). وعن الرضا (عليه السَّلام) قال: (اتق في طلب الرزق، واجمل في الطلب، واخفض في الكسب، واعلم أن الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق يطلبك، فأما الذي تطلبه فاطلبه من حلال، فإن أكلته حلال إن طلبته في وجهه وإلا أكلته حراماً وهو رزقك لا بد له من أهله)(11). وعن أبي عبد الله (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (لو كان العبد في حجرة أتاه رزقه، فأجملوا في الطلب)(12). وفي نهج البلاغة قال (عليه السَّلام): (خذ من الدنيا ما أتاك، وتول عما يتولى عنك، فإن لم تفعل فأجمل في الطلب)(13). وعن علي (عليه الصَّلاة والسَّلام) في وصيته لولده الحسن (عليه السَّلام): (فاعلم يقيناً أنك لم تطلب عملك ولا تعدو أجلك فإنك في سبيل من كان قبلك، واخفض في الطلب واجمل في المكسب، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب، وليس كل طالب بناج، ولا كل مجمل بمحتاج، وأكرم نفسك عن الدنيا، وإن ساقتك إلى الرغب، فإنك لم تعتاض بما تبذل شيئاً من دينك وعرضك بثمن، وإن جل ـ إلى أن قال ـ: ما خير بخير لا ينال إلاَّ بشر ولا يسر لا ينال إلاَّ بعسر)(14). وعن ابن عباس عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: (أيها الناس الرزق مقسوم لن يعدو امرؤ ما قسم له فاجملوا في الطلب، وإن العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاذ الأجل والأعمال المحصية)(15). وفي رواية: لما نزلت هذه الآية: (واسألوا الله من فضله)(16) قال أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): ما هذا الفضل؟ أيكم يسأل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) عن ذلك؟ قال فقال (عليه الصَّلاة والسَّلام): (أنا أسأله، فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): إن الله تعالى خلق الخلق وقسم لهم أرزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام، فمن انتهك حراماً نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام، وحوسب به)(17). وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): (أنه أُهدي إليه ثلاثة طيور فأطعم أهله طائراً فلما كان من الغد أتته به فقال لها ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغد، فإن الله يرزق كل غد، الرزق مقسوم يأتي ابن آدم على أي سيرة شيئاً ليس بتقوى متق بزائد ولا لفجور فاجر بناقص إن شرهت نفسه، وهتك الستر لم ير فوق رزقه)(18). وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير)(19). وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (من طلب الدنيا حلالاً مكاثراً مفاخراً مرائياً لقي الله يوم يلقاه وهو عليه غضبان)، إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة (20). ولا يخفى أن الطلب لا ينافي كون الرزق مقسوماً كما مثله الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) بالطير، فإن الطير يطلب وإلا لو بقي في وكره مات جوعاً. والرزق الحلال هو الذي يكون بقدر السعي ونحوه من الأُمور الخمسة التي ذكرناها في فقه الاقتصاد. والحرام على قسمين: الأول: تبديل الحلال بالحرام كما أُشير إليه في بعض الروايات السابقة، كما إذا كان يكتسب كل يوم سواء من الخل أو الخمر عشرة دنانير فاكتسب الخمر وترك الخل. الثاني: الاستزادة عن قدر السعي المقدر له، بأن يأكل أموال الناس بالباطل أو بالاشتراكية، أو بالرأسمالية عن الأُسلوب الشرقي والغربي. ثم الإجمال في الطلب معناه الطلب الجميل، والطلب الجميل: أولاً: أن يكون من الحلال. ثانياً: أن لا يكون مما يضر بعمله الدنيوي التقدمي الموجب للفضائل النفسية، ولا بعمله الأخروي الموجب لإيقاع الدرجة، وما ذكر من الإجمال في الطلب لا ينافي الروايات الواردة في تحصيل الغنى، فإن الأمر محصور بين أُمور: الأول: الغنى لأجل الدين والدنيا. الثاني: عدم فعل الحرام. الثالث: عدم فعل ما يضر فضائله من الحلال. وفي هذا الإطار يجمع بين الروايات التي أشارت كل فئة منها إلى جانب من هذه الجوانب، بالإضافة إلى أن الأمر عقلي أيضاً. فعن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السَّلام) يقول: (إنا نحب الدنيا وإن لا نعطاها خير لنا ـ إلى أن قال ـ: فقال رجل: والله إنا لنطلب الدنيا، فقال له أبو عبد الله (عليه السَّلام) تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعلى عيالي، وأتصدق منها، وأصل منها، وأحج منها فقال أبو عبد الله (عليه السَّلام): ليس هذا طلب الدنيا، هذا اطلب الآخرة)(21). وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: تكون أُمتي في الدنيا على ثلاثة أطباق، أما الطبق الأول: فلا يحبون جمع المال وادخاره، ولا يسعون في اقتنائه واحتكاره، وإنما رضاهم من الدنيا سد جوعة وستر عورة، وغناهم فيها ما بلغ بهم الآخرة، فأُولئك الآمنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأما الطبق الثاني: فإنهم يحبون جمع المال من طيب وجوهه، وأحسن سبله، يصلون به أرحامهم، ويبرون به إخوانهم، ويواسون به فقراءهم، ولعض أحدهم على الرصف أيسر عليه من أن يكتسب درهماً من غير حله، أو يمنعه من حقه، أو يكون له خازناً إلى حين موته، فأولئك الذين نوقشوا عذبوا، وان غض عنهم سلموا، وأما الطبق الثالث: فإنهم يحبون جمع المال مما حل وحرم منعه مما افترض ووجب، إن أنفقوه إسرافاً وبداراً، وإن أمسكوا أمسكوه بخلا واحتكاراً، أُولئك الذين ملكت الدنيا زمام قلوبهم حتى أوردتهم النار بذنوبهم. أقول: ومن الواضح أن القسم الثاني أيضاً على قسمين: قسم يأمره الله بالاكتساب وقسم يحب الاكتساب لمجرد ما ذكر في الرواية. وعن رجل أنه ذكر عند أبي عبد الله (عليه السَّلام) الأغنياء ووقع فيهم، فقال أبو عبد الله (عليه السَّلام): (أسكت، فإن الغني إذا كان وصولاً لرحمه وباراً بإخوانه ضاعف الله له الأجر ضعفين، لأن الله يقول: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلاَّ من آمن وعمل صالحاً فأُولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون)(22). وعن أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي جعفر (عليه السَّلام) الأغنياء من الشيعة، فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: (يا أبا محمد إذا كان المؤمن غنياً رحيماً وصولاً له معروف إلى أصحابه أعطاه الله أجر ما ينفق في البر مرتين ضعفين، لأن الله عزّ وجلّ يقول في كتابه: (وما أموالكم) إلى آخر الآية)(23). وفي الحديث عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): إن الله يوحي إليه في ليلة المعراج: يا أحمد، إن العبادة عشرة أجزاء تسعة منها في طلب الحلال(24). |
|
إحياء الطب القديم |
|
مسألة: إحياء الطب القديم الذي جرب أُلوف السنوات من أهم أسباب قلة المرض ودوام الصحة وطول العمر وعدم التوتر والقلق، ومن أسباب ضعف الاستعمار في بلاد الإسلام. كما لا شك في أن الطب الحديث مشى خطوات تقدمية إلى الأمام بما لا يستغني الإنسان عنه، لكن لا الاحتياج المطلق الذي يدعيه البعض، بل الاحتياج بقدر. إن الرأسمالية الغربية، والشيوعية الشرقية، والابتعاد عن الله سبحانه وانهدام الفضائل الأخلاقية، والحرص الموجب للقلق، والحياة المعملية المسيطرة على البشر، وغيرها كلها ساهمت في تحطيم الإنسان وجر الويلات عليه، والطب الحديث مما ساهم في ذلك، لأنه نبت في منبت لا يؤمن بالله ولا بالفضائل الأخلاقية، وإنما إيمانه بالله إيمان سطحي لا يرتبط بعمق الإنسان. وعلى أية حال فاللازم إحياء الطب السابق الذي أيده الإسلام أيضاً باعتباره طباً إنسانياً جربه البشر ألوف السنوات وذلك بحاجة إلى أمور: الأول: الحيلولة دون القوانين الاستعمارية التي تمنع الطب القديم كما فعلت الهند، ولذا يُباح فيها قانونياً الطب الحديث والقديم، بل في كثير من العالم الآن يوجد الطب بنوعيه في غير البلدان الموغلة في الاستعمار، كالبلاد الإسلامية وما أشبه. الثاني: طبع الكتب الطبية القديمة، وكذلك تطويرها إلى كتب حديثة الأُسلوب مع الاحتفاظ بجوهرها. الثالث: فتح المخازن والصيدليات لأجل الأدوية العشبية وسائر العقاقير الطبية. الرابع: صنع المزارع لأجل زرع الأعشاب الطبية. الخامس: جعل الدروس لهذا الطب بمختلف جوانبه. السادس: إحياء الطب القديم في نهج الحياة بإدخال الأدوية ونحوها في الأطعمة على الأُسلوب السابق، مثل جعل الحبة السوداء على الخبز، وخلط الزنيان باللبن المخيض، وجعل الهيل ونحوه في الحلويات، والكمون في التمر وما إلى ذلك. السابع: إحياء الفصد، والحجامة وتدهين الجسد، والنورة وغسل الرأس بالسدر والخطمي، والاكتحال وما أشبه، مما كان من أسباب الصحة السابقة، وكذلك الرياضة والسباحة، والعدو، وركوب الخيل، والزواج المبكر، وما أشبه ذلك. الثامن: تدبير الطعام والشراب تدبيراً يلائم الأبدان والأمزجة والفصول والبلاد. التاسع: الصوم حسب الموازين الشرعية. العاشر: اعتياد الذهاب إلى الصحارى في أوقات الربيع ونحوها، لمعرفة الأعشاب والأزهار والجذور وما أشبه، وجمعها لأجل استعمالها في الأُمور الطبية، والطعام وسائر شؤون الحياة، لتكون واقية عن الأمراض، فإن مثقالاً من الوقاية خير من قنطار من العلاج (كما يقول المثل). ومن الواضح أن إحياء الـــطب العشبي من أسباب الاكتفاء الذاتي وإبعاد الاستعمار عن بلاد الإسلام، حتى ترجع إلى المسلمين حكومتهم الواحدة الإسلامية بإذن الله سبحانه وتعالى ويجمع حينئذ المسلمون بين الطب القديم والطب الحديث كل في مجاله واختصاصه ونفعه المرتبط به، فلا يطغى هذا على ذاك ولا ذاك على هذا. وهناك روايات كثيرة بصدد مختلف أنواع الطب، مثل ما ورد في الفصد والحجامة، وما ورد في مختلف الأدوية، وتدبير البدن، والسواك، وما ورد في أقسام النظافة من الوضوء والغسل وقص الأظافر ونتف الشعر أو حلقه أو استعمال النورة. مثلاً من الأول: عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) أنه قال في خبر المعراج: (إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: ثم صعدنا إلى السماء السابعة فما مررنا بملاك من الملائكة إلاَّ قالوا: يا محمد احتجم وامر أُمتك بالحجامة)(25). وفي رواية الجعفريات بسند الأئمَّة إلى رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: (لا تعادوا الأيام فتعاديكم إذا تبيّغ الدم بأحدكم فليحتجم في أي الأيام، وليقرأ آية الكرسي، ويستخير الله ثلاثاً ويصلّي على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) )(26). أقول: والمراد بمعاداة الأيام ان الإنسان إذا تطير باليوم أثر ذلك في نفسه والتفاعلات النفسية تؤثر في الجسد، كما أن التفاعلات الجسدية تؤثر في النفس في بحث طويل ألمحنا إليه في بعض الكتب المعنية بهذا الشأن. وقد فسر بالأئمة (ع) أيضاً. وعن علي (عليه الصَّلاة والسَّلام): (قال ما وجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وجعاً قط إلاَّ كان فزعه إلى الحجامة)(27). وفي رواية ان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): (احتجم في باطن رجله من وجع أصابه)(28). وعن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) انه قال: (إن أخذ الرجل الدوران فليحتجم)(29). وفي طب الأئمَّة (عليهم السَّلام) عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) أنه قال: (من احتجم في آخر خميس من الشهر في أول النهار سل منه الداء سلاً)(30). وعن حفص بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السَّلام): (خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط)(31). وعن حريز عن جعفر بن محمد (عليهما السَّلام) قال: (الدواء أربعة: الحجامة، والطلي، والقيء، والحقنة)(32). وعن ابن مسكان وزرارة قالا: (قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السَّلام): طب العرب في ثلاث: شرطة الحجامة، والحقنة، وآخر الدواء الكي)(33). وفي رواية أخرى عن الباقر (عليه السَّلام) قال: (طب العرب في سبعة: شرطة الحجامة، والحقنة، والحمام والسعوط، والقيء وشربة العسل، وآخر الدواء الكي وربما يُزاد فيه النورة)(34). وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (احتجموا إذا هاج بكم الدم، فإن الدم ربما تبيغ بصاحبه فيقتله)(35). وعن الباقر (عليه الصَّلاة والسَّلام) قال: (خير ما تداويتم به: الحقنة، والسعوط، والحجامة، والحمام)(36). وعن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السَّلام) يقول: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): الحجامة في الرأس شفاء من كل داء إلاَّ السأم)(37). وعن صفوان عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) قال: (كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) يحتجم ثلاث: واحدة منها في الرأس ويسميها المتقدمة، وواحدة بين الكتفين يسميها الناقصة، وواحدة بين الوركين يسميها المغيثة)(38). وعن الرضا (عليه الصَّلاة والسَّلام): (انه ربما تبيغه الدم فاحتجم في جوف الليل)(39). وعن الصَّادق (عليه السَّلام) قال: (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وأشار برأسه: عليكم بالمغيثة، فإنها تدفع من الجنون، والجذام، والبرص والآكلة، ووجع الأضراس)(40). وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) انه قال: (الداء ثلاث والدواء ثلاث: المرة، والبلغم، والدم، فدواء الدم الحجامة ودواء المرة المشي، ودواء البلغم الحمام)(41). وعن الحسن العسكري (عليه الصَّلاة والسَّلام) انه طلب طبيباً يفصده فجاء فأمر به إلى حجرة، وقال: (كن هاهنا إلى أن أطلبك، قال الطبيب وكان الوقت عندي محموداً جيداً للفصد، فدعاني في وقت غير محمود واحضر طشتاً كبيراً ففصدت الأكحل، فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأت الطشت، ثم قال لي: اقطع الدم، فقطعته ـ إلى أن قال ـ: وتقدم لي بتخت ثياب وخمسين ديناراً وقال: خذ هذه واعذرنا)(42). وفي الأمور الطبية الأخرى ننقل جملة من الروايات، وإلا فالتفصيل يحتاج إلى كتاب ضخم، فعن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله (عليه السَّلام) قال: (قال موسى (عليه السَّلام): يا رب من أين الداء، قال: مني، قال: فالشفاء؟ قال: مني، قال: فما تصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيبون به أنفسهم، فيومئذ سمي المعالج الطبيب)(43). وعن إسماعيل بن الحسن المتطبب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السَّلام): إني رجل من العرب ولي بالطب بصر وطبي طب ولست آخذ عليك صفداً، قال: (لا بأس، قلت إنا نبط الجرح ونكوي بالنار، قال: لا بأس، ونسقي هذه السموم إلاَّ سميحقون والغريقون، قال: لا بأس، قلت: إنه ربما مات، قال: وإن مات، قلت: نسقـــي عليه النبيذ قال: لــــيس في حـــرام شفاء الحديث)(44). وعن يونس بن يعقوب قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السَّلام) الرجل يشرب الدواء ويقطع العرق وربما انتفع به وربما قتله، قال: يقطع ويشرب)(45). وعن العسكري عن آبائه (عليهم السَّلام) قال: (قيل للصَّادق (عليه السَّلام): الرجل يكتوي بالنار وربما قتل وربما تخلص قال: قد اكتوى رجل على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وهو قائم على رأسه)(46). وعن يونس بن يعقوب قال: (سألت أبا عبد الله (عليه السَّلام) عن الرجل يشرب الدواء وربما قتل وربما سلم منه وما يسلم منه أكثر قال فقال: أنزل الله الدواء وأنزل الشفاء، وما خلق الله داءً إلاَّ وجعل له دواءاً، فاشرب وسم الله تعالى)(47). وعن الصَّادق عن آبائه (عليهم السَّلام): (إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) قال: تداووا فما أنزل الله داءاً إلاَّ أنزل معه دواءً إلا السام يعني الموت، فإنه لا دواء له)(48). وعنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): (إن قوماً من الأنصار قالوا له: يا رسول الله إن لنا جاراً اشتكى بطنه أفتأذن لنا أن نداويه، قال: بماذا تداوونه؟ قالوا: يهودي هاهنا يعالج من هذه العلة، قال (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): (بماذا؟ قالوا: يشق البطن ويستخرج منه شيئاً فكره ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) فعاودوه مرتين أو ثلاثاً فقال (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): افعلوا ما شئتم، فدعوا اليهودي وشق بطنه ونزع منه جرحاً كثيراً، ثم غسل بطنه ثم خاطه وداواه فصح فأخبر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) فقال (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): إن الذي خلق الأدواء جعل لها دواءاً وأن خير الدواء الحجامة، والفصاد، والحبة السوداء، يعني الشونيز)(49). أقول: لعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) إنما كره أول الأمر لأفاده أنه إذا لم يكن هناك علاج، فهم وما شاءوا، وأما إذا كان هناك علاج آخر فلا يجازفوا بالنفس. وعن جعفر بن محمد (عليهما السَّلام) أنه سأل عن الرجل يداويه اليهودي والنصراني فقال: (لا بأس إنما الشفاء بيد الله عزّ وجلّ)، وعن الصَّادق (عليه الصَّلاة والسَّلام) (أنه رخص في الكشف ما لا يتخوف منه الهلاك، ولا يكون فيه تشويه)(50). وروي أنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) كوى سعد بن زرارة فقال: (إن كان في شيء مما يتداوون به خير ففي نزعة حجام أو لدغة بنار، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) لكل داء دواء)(51). وفي رواية عنه (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال: (خير ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري)(52). وروى الصدوق في العقائد عن الصَّادق (عليه السَّلام) قال: (كان فيما مضى سمي الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران (عليه السَّلام): يا رب ممن الداء؟ قال: مني. قال: فممن الدواء؟ قال مني. قال: فما يصنع الناس بالمعالج؟ فقال: يطيبون بذلك أنفسهم. فسمي الطبيب طبيباً لذلك، واصل الطبيب المداوي، وكان داود (عليه السَّلام) تنبت في محرابه كل يوم حشيشة فتقول خذني فإني أصلح لكذا وكذا، فرأى في عمره حشيشة فقال لها: ما اسمك قالت: أنا الخرنوبة، فقال (عليه السَّلام) خرب المحراب، فلم ينبت فيه شيء بعد ذلك)(53). وأخيراً ننقل الرسالة الذهبية المروية عن الإمام الرضا (عليه الصَّلاة والسَّلام) بهذا الشأن. |
|
الرسالة الذّهبيّة والمذهبة |
|
لأبي الحسن بن علي بن موسى الرضا (عليهما السَّلام) أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة، متى تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزداد في الماء فتغرف ولا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ربعها وزكى زرعها وإن نقول عنها فسدت ولم ينبت فيها العشب. فالجسد بهذه المنزلة وبالتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصح وتزكو العافية فيه، ـ إلى أن قال ـ: أما فصل الربيع فإنه روح الأزمان وأوّله. آذار: وعدد أيامه ثلاثون يوماً فيه يطيب الليل والنهار وتلين الأرض ويذهب سلطان البلغم ويهيج الدم ويستعمل فيه من الغذاء البيض النجرشت ويشرب الشراب بعد تعديله بالماء ويأكل البصل والثوم والحامض ويحمد فيه شرب المسهل ويكثر فيه الفصد والحجامة. مارس: ثلاثون يوماً فيه يطول النهار ويقوى مزاج الفصل ويتحرك الدم وتهب فيه الرياح الشرقية ويستعمل فيه من المآكيل المشويّة وما يعمل فيه بالخل ولحوم الصيد، ويعالج الجماع والتمريخ بالدهن في الحمام ولا يشرب الماء على الريق وشمّ الرياحين والطيب. أيار: أحد وثلاثون يوماً وتصفو فيه الرياح وهو آخر فصل الربيع وقد فحص فيه عن أكل الملوحات واللحوم الغليظة كالروس ولحم البقر واللبن وينفع فيه دخول الحمام أول النهار ويكره فيه الرياضة قبل الغذاء. حزيران: ثلاثون يوماً يذهب فيه سلطان البلغم والدّم ويقبل زمان المرّة الصفراء وينتهي فيه التعب وأكل اللحم داسماً والإكثار منه وشم المسك والعنبر وينفع فيه أكل البقول الباردة كالهندباء وبقلة الحمقاء وأكل الخضر كالقثاء والخيار والشير خشت والفاكهة الرطبة استعمال المحضات ومن اللحوم لحم المعز الثني والجذع ومن الطيور الدجاج والطيهوج والدارج والألبان والسمك الطري. تموز: أحد وثلاثون يوماً فيه شدة الحرارة وتغور المياه ويستعمل فيه شرب الماء البارد على الريق ويؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة ويعكر فيه مزاج الشراب وتؤكل فيه الأغذية اللطيفة السريعة الهضم كما ذكر. ومن أراد أن لا تفسد أسنانه فلا يأكل حلواً إلاَّ بعد كسرة خبز. ومن أراد أن يذهب البلغم من بدنه وينقصه فليأكل كل يوم بكرة شيئاً من الجوارش الحريف ويكثر دخول الحمام ومضاجعة النساء والجلوس في الشمس ويجتنب كل بارد من الأغذية فإنه يذهب البلغم ويحرقه. ومن أراد أن يطفئ غلب الصفراء فليأكل كل يوم شيئاً رطباً بارداً ويروّح بدنه ويقلّ الحركة ويكثر النظر إلى من يحب. ومن أراد أن يذهب الريح الباردة فعليه بالحقنة والأدهان اللينة على الجسد وعليه بالتكميد بالماء الحار في الابزن ويجتنب كل بارد ويلزم كل حاد لين. شباط: ثمانية وعشرون يوماً تختلف فيه الرياح وتكثر فيه الأمطار ويظهر فيه العشب ويجري فيه الماء في الوهاد وينفع في أكل الثوم ولحم الطير والصيود والفاكهة اليابسة ويقلل من أكل الحلاوة ويحمد فيه كثرة الجماع والحركة والرياضة ـ إلى أن قال ـ: واللبن والنبيذ الذي يشربه أهله إذا اجتمعا وَلّد النقرس والبرص واللحمان المملوحة وأكل السمك المملوح بعد الفصد والحجامة يعرض منه البهق والجرب، والاغتسال بالماء البارد بعد أكل السمك يورث الفالج وشرب الماء البارد عقيب الشيء الحار والحلاوة يذهب الأسنان والإكثار من لحوم الوحش والبقر يورث تغير العقل وتحير الفهم وتبلد الذهن وكثرة النسيان ومن أراد أن يقل نسيانه ويكون حافظاً ليأكل كل يوم ثلاث قطع زنجبيل مربى بالعسل ويصطبغ بالخردل ومن أراد أن يزيد في عقله فليتناول كل يوم ثلاث هليجات بسكر أبلوج ومن أراد أن يكون صالحاً خفيف الجسم واللحم فليقلل من عشائه بالليل، ومن أراد أن لا تسقط أذناه ولهاته فلا يأكل حلواً حتى يتغرغر بعده في حزيران ويستعمل فيه من النور والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة. آب: أحد وثلاثون يوماً فيه تشتد السموم ويهيج الزكام بالليل وتسهّب الشمال ويصلح المزاج بالتبريد والترطيب وينفه فيه شرب اللبن الرائب ويجتنب فيه الجماع والمسهل ويقل من الرياضة ويشم من الرياحين الباردة. أيلول: ثلاثون يوم فيه يطيب الهوى ويقوى سلطان المرّة السوداء ويصلح شرب المسهل وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللحوم المعتدلة كالجداء والحولي من الضان ويجتنب فيه لحم البقر والإكثار من الشواء ودخول الحمام ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء. تشرين الأول: أحد وثلاثون يوماً فيه تهب الرياح المختلفة ويتنفس فيه ريح الصبا ويجتنب فيه الفصد وضرب الدماء ويحمد فيه الجماع وينفع فيه أكل اللحم السمين والرمان والمزّ والفاكهة بعد الطعام ويستعمل فيه أكل اللحوم بالتوابل ويقلل فيه من شرب الماء ويحمد فيه الرياضة. تشرين الآخر: ثلاثون يوماً فيه يقطع المطر الموسمي وينهي فيه عن شرب الماء بالليل ويقلل فيه من دخول الحمام والجماع ويشرب بكرة كل يوم جرعة ماء حار ويجنب أكل البقول كالكرفس والنعناع والجرجير. كانون الأول: أحد وثلاثون يوماً تقوى فيه العواصف ويشتد فيه البرد وينفع فيه كما ذكرناه في تشرين الآخر ويحذر فيه أكل الطعام البارد ويتقى فيه الحجامة والفصد، ويستعمل فيه الأغذية الحارة بالقوة والفعل. كانون الآخر: أحد وثلاثون يوماً يقوى فيه غلبة البلغم وينبغي أن يتجرع فيه الماء الحار على الريق ويحمد فيه الجماع وينفع فيه الأحشاء مثل البقول الحارة كالكرفس والجرجير والكراث وينفع فيه دخول الحمام أول النهار والتمريخ بدهن الخيري وما ناسبه ويحذر فيه الحلوى وأكل السمك الطري واللبن.
|
|
1 ـ عيون أخبار الرضا ج2 ص84 باب32 ح29. 2 ـ الكافي ج1 ص406 ح6. 3 ـ الكافي ج1 ص407 ح9. 4 ـ أمال المفيد ص187 ح14. 5 ـ تفسير القمي ج2 ص176. 6 ـ مستدرك الوسائل ج2 ص491 باب9 ح7. 7 ـ غوالي اللئالي ج1 ص42 ح50. 8 ـ إذا اقتضى الأمر ذلك. 9 ـ الوسائل ج12 ص27 ح1 ب12 وح2 ب12، المقنعة ص91، الكافي ج5 ص80 ح1، الكافي ج2 ص60 ح2. 10 ـ انظر البحار ج5 ص143 باب5. 11 ـ مثله نهج البلاغة ص404. 12 ـ الوسائل ج12 ص28 ح5 ب12، الكافي ج5 ص81 ح4. 13 ـ تحف العقول ص81 س7، نهج البلاغة ص401. 14 ـ نهج البلاغة الدكتور صبحي الصالح ص401 س6، تحف العقول ص80 س10. 15 ـ انظر البحار ج70 ص96 وج77 ص143 من ح103 ص28. 16 ـ سورة النساء: الآية 32. 17 ـ انظر البحار ج5 ص143 باب5. 18 ـ مثله البحار ج77 ص87. البحار ج103 ص33. 19 ـ البحار ج71 ص151. 20 ـ انظر البحار ج73 ص1 باب122 حب الدنيا. 21 ـ الكافي ج5 ص72 ح10، الوسائل ج12 ص19 ح3 ب7، البحار ج73 ص106. 22 ـ تفسير القمي ج3 ص203. 23 ـ تفسير نور الثقلين ج4 ص328. 24 ـ إرشاد القلوب ص336. 25 ـ حول المعراج إرشاد الديلمي ص329. 26 ـ نحوه الخصال ج2 ص390 ح83. 27 ـ انظر البحار ج62 ص62 وكتاب طب الأئمَّة. 28 ـ المصدر السابق. 29 ـ المصدر السابق. 30 ـ الوسائل ج12 ص81 ص18، الخصال ج2 ص389 ح89. 31 ـ مثله الوسائل ج17 ص181 ح3، طب الأئمَّة ص54. 32 ـ الوسائل ج17 ص181 ح4، طب الأئمَّة ص55 س2. 33 ـ الوسائل ج17 ص181 ح5، طب الأئمَّة ص55 س7. 34 ـ الوسائل ج17 ص181 ح6، طب الأئمَّة ص55 س9. 35 ـ مستدرك الوسائل: ج13، ص80، مؤسسة آل البيت(ع) لإحياء التراث ـ بيروت. 36 ـ الوسائل ج17 ص181 ح3، طب الأئمَّة ص54 س20 إلاَّ أن فيه عن الصَّادق (عليه السَّلام) بدل الباقر. 37 ـ نحوه الوسائل ج12 ص78 ح3، الكافي ج8 ص160 ح160. 38 ـ نحوه الوسائل ج12 ص79 ح6، معاني الأخبار ص247 ح1. 39 ـ انظر كتاب طب الأئمَّة. 40 ـ نحوه الوسائل ج12 ص8 ب13. 41 ـ انظر كتاب طب الأئمَّة. 42 ـ الوسائل ج12 ص75 ح2، الخرائج والجرائح ص213. 43 ـ الكافي ج8 ص88 ح52، الوسائل ج17 ص176 ح1، البحار ج62 ص62. 44 ـ الكافي ج8 ص193 ح229، الوسائل ج17 ص167 ح2. 45 ـ الكافي ج8 ص194 ح230، الوسائل ج17 ص177 ح3. 46 ـ الوسائل ج17 ص178 ح7، طب الأئمَّة ص54 س7. 47 ـ الوسائل ج17 ص178 ح9، طب الأئمَّة ص63 س8. 48 ـ نحوه، الوسائل ج17، ص179 ح10، قرب الإسناد ص52 س15، كنز العمال خ28090، والبحار ج62 ص68. 49 ـ انظر البحار ج62 ص62، أبواب الطب ومعالجة الأمراض وخواص الأدوية. 50 ـ الوسائل ج17 ص181 ح7، مثله عن أبي جعفر طب الأئمَّة ص63 ب6. 51 ـ انظر البحار ج62 ص63، وص356، أبواب الطب ومعالجة الأمراض وخواص الأدوية. 52 ـ غرر الحكم ج2 ص577 ح11. 53 ـ الوسائل ج17 ص176، الكافي ج8 ص88 ح52، علل الشرائع ج2 ص252 ب304 ح1. |