الفهرس |
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطــَيــْنــاكَ الْكَــوْثــَرَ * فَصَـــلِّ لِرَبِّــكَ وَانْحَـــرْ * إِنَّ شانــِئــَكَ هُوَ الأَبْــتــَرُ |
|
المدخل |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين. قال الإمام أبو الحسن الثالث (عليه السلام): قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما سميت ابنتي «فاطمة» لأن الله عز وجل، فطمها وفطم من أحبها من النار).[1] وهناك روايات أخرى كثيرة تؤكد هذا الحديث الشريف وتعضده[2]. والتساؤل الكبير ألان هو: هل يعقل أن يكون الأمر كذلك؟. أيمكن أن تفطم فاطمة (عليها السلام) كافة محبيها من دخول النار؟. وهل محبة آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بما هي محبة، مجردة عن العمل، تمتلك قيمة ذاتية؟ وهل الأصالة للعمل أم للمحبة؟ للجوارح أم للجوانح؟ للاعتقاد أم للانقياد؟ هل للمحبة الموضوعية، ام أنها متمحضة في الطريقية؟ وهل أننا نعبّد طريق المعاصي للجماهير ونشجعهم عليها، ونجرئهم على الباري جل وعلا عندما نقرأ لهم تلكم الروايات؟ ونصرح لهم بكل ذلك؟ وهل صحيح: أن عبدا لو أدى جميع الفروض والواجبات وتجنب كافة المعاصي وعبد الله ليلاً ونهاراً، ما نفعه ذلك يوم الحشر إلا بمحبة علي وفاطمة وذريتهما (عليهم أفضل الصلاة والسلام)؟. وأخيراً ما هي فلسفة تلك الروايات؟ وما ذا تعني؟ وإلى مَ ترمي؟ وهل يجوز للمحب لآل الرسول (عليهم السلام) أن يرتكب المعاصي ويجترح السيئات اعتماداً على المحبة، متعللاً بتلك الروايات الشريفة؟ هذه الاسئلة هي التي سنحاول في هذه الدراسة الموجزة ان نقدم لها بعض الاجابات السريعة والدقيقة ايضا، عسى ان تكون مقدمة لكتابة مجلد ضخم حول تلكم البحوث، والله الموفق وهو المستعان. |
|
دمشق ـ السيدة زينب عليها السلام جمادى الثاني / 1418هـ مرتضى الشيرازي |
|
[1] عوالم العلوم والمعارف والأحوال ج6 ص30. وفوائد السمطين ص58. وبحار الأنوار ج 43 ص 15 ب 2 ح 12 عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن (عليه السلام) الثالث، عن آباته (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ... والبحار ج 65 ص 133 ب 18 ح 66 عن (بشارة المصطفى) عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين)... [2] وستأتي الإشارة إلى عدد من الروايات الأخرى إن شاء الله تعالى. |