| المؤلفات |
|
اعتقال السيد حسن الشيرازي(1) وجمع
من العلماء والوجهاء |
|
عندما سيطر حزب البعث عام 1388هـ
على العراق بانقلاب عسكري، بـدأ بمـضايقة
الحوزات العلمية ورجالاتها ومفكريهـا
ومضايقة أصحـاب المؤسسات الإسلامية والتجار
وأصحاب النفوذ الاجتماعـي، ومن هذا المنطلق
تعرّضت الحوزة العلميّة فـي مدينة كربلاء المقدسة
للتصفية، فاعتقل وفـي فترات متقاربة كثير من
العلماء والخطبـاء، ومن الذيـن تعرضوا
للملاحقة أو الاعتقال أخي السيد حسن وجمهرة من العلماء والوجهاء، قرابة أربعين شخصاً.
وأذكر منهم:
الشيـخ رشيـد الخادم والسيد عبّود الشروفي
والسيد شرفي والسيد نصر الله والشيخ عبد
الزهراء الكعبي والشيخ حمزة عرب والشيخ سعيد
والشيخ ناصر الدين والشيخ صادق والشيخ ناجي
والشيخ رضي والشيخ علي الحلاّوي والسيـد
كاظـم عـرب والسيد حسين الشهرستـاني والسيد
مـيرزا الشهرستاني والسيد صادق الشهرستاني
والسيـد مرتضـى القزويني والسيد كاظم
القزويني(2) والسيد مهدي
القزويني والسيد هادي القزويني والسيد أحمد
الفالي والسيد علي الفالي والسيد محمد كاظم
المدرسي والسيد محمد تقـي المدرسي والسيد
هادي المدرسي والسيد طعمة والشيخ جعفر الرشتي
والشيخ محمد تقي تاج الدين(3)
والشيخ ضياء الزبيدي والسيد سعيد زيني والشيخ
جاسـم الساعدي والحاج تقي
محمود والحاج حبيب القهواتي(4)
والشيخ جـواد الخطّاط والحاج محمد والحاج
محسن والحـاج باقر والحاج صالح وآخرون. وفـي حينه حققنا عن أوضاع
المعتقلين، إذ لاحظنا انهم استعملوا ضدهم
أكثر مـن مائـة نوع من أنواع التعذيب
وبالخصوص الأخ السيد حسن، وكان المشرف على
تعذيبه ناظم كزاروميشيل عفلق.
وقد ذكرت أربعين قسماً من
وسائـل التعذيب التي مورست مع أخي في كتاب(الصياغة
الجديدة)، وقد نقلتها برواية(أحـد العلمـاء
الذين أدخلهـم حزب البعث العراقي السجن)(5)،
أمـا ما مورس من تعذيب مع الآخرين، فكـان
قرابـة الستين نوعـاً من أنواع التعذيب
الأخـرى، حيث أنّ عـدداً منهم تم تعذيبه بلون
واحـد كالصفع اليـدوي أو الفلقـة أو
التعليـق بالمروحة، أو اكثر من لون واحد. وكانوا لا يتوانون فـي
استخدام التعذيب النفسي، مثل إجبارهم علـى
سبّ الأئمة الأطهار(عليهم آلاف التحية
والسلام) والتعدَّي علـى حرمة الصديقة
الزهراء(سلام الله عليها) وشتم المراجع
العظام، وما أشبه ذلك. أما اعتقال السيد حسن فقد
تـمّ بمكيدة خبيثة، فقد جاءوا إليه(6)،
وقالـوا إنّ أحمـد حسن البكر ـ رئيس
الجمهورية آنذاك ـ يريد أن يشاورك في بعض
الأمور(7). فارتدى السيد
ملابسه وذهب معهم إلى بغداد
لكنه لم يعد. بعـد ذلك بمدة جاء أحد أعوان
النظام، وهو عبد الأمير ملاّ ناجي وهـو بعثي
يسكن كربلاء وكان سيئاً للغاية لكن أباه كـان
طيب النفس وكان شيخ عشيرةٍ فـي زمانه وكان
مصير هـذا البعثي العفلقي هو القتل بعد أن قتل
بيده عدداً من الأبرياء العزّل. على أي حال : جاء هذا الرجل من
العاصمة بغداد، وذكر لبعض أصدقائنا، بـأن
السيد حسـن معتقل في سجن « قصر النهاية »،
وأنه يتعرَّض للتعذيب القاسي وأن حياته في
خطر. وذكر الخبر بخبث وتشفّي، ثـم
أضاف أنه سيعدم لا محالة. ولم يك هؤلاء المعتقلـون ممن صـدر بحقّهم حكم الإعدام، لذلك كان نصيبهم التعذيب القاسي والضرب المبـرح والسجن عدة شهور، لأنّ أسلـوب المخابرات واضح ومعلـوم، فالـذين ينوون إعدامه يتخذون إزاءه جانب الصمت والسكوت،.
|
|
1 ـ آية الله
الســـيـد حسن بن السيد مهدي الشيرازي، ينحدر من
أسرة مشهورة بالعـلم والفضيلة والتقوى
ومكافحة الاستعمار. وُلد في مدينة النجف عام 1354هـ (1935م).
درس السطوح العليا على يد العلماء الكبار
أمثال والده آية الله العظمى السيـد مهدي
الشيرازي وآية الله العظمى الـسيد محمد هادي
الميلانـي وآيـة الله العظمى الشيخ محمد رضا
الاصفهاني. اشتهر في الأوسـاط العلمية بالعلم
والفقاهة والـذوق الأدبي والعمل الدؤوب. كان من طليعة المحاربين للحكومات
الجائرة التي تعاقبت على العراق بفكره وقلمه
ولسانه، لذا تعرَّض للاعتقال والتعذيب. ترك العراق مهاجراً إلى لبنان
وسوريا عام 1390هـ واستمر في نشاطه السياسي
وتعريف مظلومية الشعب العراقـي للعالم. كذلك استمر في نشاطه
العلمي في أرض المهجر، فأسس المدارس والمراكز
والحسينيات، وأسس الحوزة العلمية الزينبية
فـي سوريا عام 1393هـ وكـان يدرِّس فيهـا،
وأسست مكتب جماعة العلماء في لبنان عام 1397هـ. اغتيل برصاصات البعث
العراقي في لبنان عام 1400هـ . وخلّف آثاراً
مطبوعة قرابة الثلاثين، منها: (كلمة الله)(
كلمة الإسلام)( كلمة الرسول الأعظم)( كلمة
الإمام المهدي)(خواطـري عن القرآن)(العمل
الأدبي)(الأدب الموجه)(الاقتصاد الإسلامي)(الشعائر
الحسينية) عن حياة الشهيد الشيرازي انظر(حضارة
فـي رجل) للسيد عبد الله الهاشمي، وأُسرة
المجدد الشيرازي لنور الدين الشاهرودي و (الراحل
الحاضر) لمؤسسة المستقبل و(الشجرة الطيبة)
للهاشمي. 2 ـ آية الله
السيد محمد كاظم بن محمد إبراهيم بن هاشم
القزويني صهر الإمام المؤلف دام ظله، عالم
فاضل، فقيه مجد، خطيب شهير، مؤلف قدير، ينحدر
من أسرة معروفة بالعلم والزهد والتقوى،
استوطنت العراق في القرن الثاني عشر الهجري. وُلد في شوال عام 1348هـ
(آذار1930) في مدينة
كربلاء، امتاز بالمواقف المشرّفة في الدفاع
عن حياض الشريعة المقدّسة، قاوم المدّ
الشيوعي في العراق في نهاية الخمسينات
بقلمه وبيانه واجتماعاته، وكذلك قاوم
البعثيين وفضح جرائمهم. تعرّض للسجن ثلاث مرّات، ونفي
إلى شمال العراق، هاجر من العراق إلى الكويت
ثم إلى إيران. أسس رابطة النشر الإسلامي
لطباعة وتوزيع الكتب في بعض البلدان العربية
والأفريقية والأوربية، وكانت له سفرات
تبليغية ونشاطات ثقافية في قارة أستراليا. توفى في
الرابع عشر من جمادى الثانية عام 1415هـ (1995م)
وترك تراثاً فكريّاً يتضمّن( شرح نهج البلاغة
5 أجزاء)(فاجعة الطف)(الإسلام والتعاليم
التربوية)(سيرة الرسول الأعظم) موسوعة أهـل
البيت وطُبع منها: (عليٌّ من المهد إلى اللحد)(فاطمة
الزهراء من المهد إلى اللحد)(الحسين من المهد
إلى اللحد)(زينب الكبرى من المهد إلى اللحد)(الإمام
الهادي من المهد الى اللحد)(الحسن العسكري من
المهد الى اللحد)(المهدي من المهد إلى الظهور)(موسوعة
الإمام الصادق) والتي تربو على ستين مجلداً
طُبع منها عدّة مجلدات. 3 ـ العلامة
الشيخ محمد تقي تاج الدين، ولد سنة 1358هـ في
مدينة كربلاء المقدسة. تتلمذ عند علمائها
أمثال الشيخ جعفـر الرشتي والسيد حسن
الشيرازي والسيد صادق الشيرازي والشيخ محسن
الثقفي والسيد مجتبى الشيرازي والشيخ محمـد
حسين المازندراني. وكان خطيباً مفـوهاً
ذا قريحة شعرية فواحة. تصـدّى للمـدّ
الشيـوعـي وللحكومة البعثية في العراق مما
سبب ذلك اعتقاله عدّة مرات إحداها استمرت
عاماً واحداً، ثم هاجـر إلـى إيـران ومن هناك
مارس نشاطه ضدّ الحكومة البعثية وضد حكومة
الشاه وطغيانه. توفى
في السابع من محرم 1413هـ ودفن فـي مدينـة قم
المقدسة.
4 ـ وهو من
الوجهاء وصاحب مقهى فـي مدينة كربلاء
المقدسة، والسبعة الأواخر الذين ذكرهم
الإمام المؤلف(دام ظله) كانت لهم مشاريع
إسلامية وخدمات إنسانية فـي مدينة كربلاء
المقدسة. ولا يخفى: إنّ الذين
ذكرهم الإمام المؤلف هم المجموعة الأولى من
المعتقلين من أنصاره، وأعقب ذلك اعتقال مجموعات
كبيرة ضمّت العلماء والمفكرين والكتاب
والخطباء وأئمة المساجد أمثال الشيخ عبد
الحميد المهاجر والسيد عبد الحسين القزويني
والشيخ عبد الأمير النصراوي والشيخ حسن
الشمّري والدكتور السيد محسن القزويني.
5 ـ انظـر
كتـاب الصياغـة الجديـدة لعالم الحرية
والرفاه والإيمان(ص 582 إلى ص 593) طبعة بيروت
لمؤسسة البلاغ.
6 ـ وكانوا
مجموعة من العسكريين، وذوي رتبٍ عالية.
7 ـ ونفس
الطريقة استخدمها الميجر بولي قبل ثورة
العشرين عندما وجّه رسالة إلى زعماء الحركة
الإسلامية في كربلاء المقدسة، وطلب منهم
التشاور لإصلاح الأمور، وعندما توجهوا إليه
وكانوا أكثر من عشرة أشخاص، اعتقلهم وأبعدهم
إلى جزيرة هنجام في الخليج بما فيهم الشيخ
محمد رضا نجل الإمام محمد تقي الشيرازي. |