الفهرس

المؤلفات

 السياسة والدولة

الصفحة الرئيسية

 

سقوط الدولة العباسية وآثاره

لقد اتخذ الأمويون العداء للإسلام بطانة وظهارة، وأخذوا يستهترون بالدين ومقدساته، وبحقوق المسلمين فكان معاوية يشرب الخمر علناً، ويقتل الصالحين، ويحرق البلاد، وقتل الإمام الحسن السبط في السم، كما قتل مالك الأشتر (في جنود من عسل) وخلّف يزيد بدون مؤهلات الخلافة بل ولا مؤهلات كنّاس بلدية، وبدون رضاية الأمة وفي عمر خلافته القصيرة (أقل من أربع سنوات) قتل الحسين وأهل بيته (عليهم السلام)، بأبشع قتلة وسبى نساء الوحي وعقائل الرسالة، وهدم الكعبة المشرفة، وأباح المدينة المنورة، وأخلافهما كانوا على منوالهما، وكان منهم الذي يسبح هو وجاريته في حوض من الخمر ويزني ببنته ومحارمه، أما ابن عبد العزيز فقد كان ذكياً أراد حفظ الدولة المنهارة بالنسك وإظهار الزهد والمنع عن سبّ علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لكن الحيلة لم تنطل على المسلمين، وقد رأوا أنه كيف جاء إلى الحكم بوصية من دكتاتور خمّار، بدون استشارة المسلمين إلا استشارة أهل المسجد صورياً، وكلنا يعرف أن أي ديكتاتور قادر أن يأخذ رأي أكثر أهل مسجده أو ندوته، حتى ولو كان هتلر، أو نيرونا، أو ستالينا، بالإضافة إلى أنه كان قد فات الأوان، وقد عمّ المسلمين استياء عام، خصوصاً بعد مقتل سيدي شباب أهل الجنة، وزيد بن علي بن الحسين، وسائر الصالحين.

وهكذا سقطت الدولة الغاشمة، التي لم تقم ولم تبق حتى في يوم واحد على موازين الإسلام ولا على موازين الإنسان، وزهاء قرن كامل منذ قيامها إلى سقوطها، لم تكن حصيلة المسلمين منها حتى أثر حضاري واحد، مع تلك الموارد الهائلة والبلاد الوسيعة والإمكانيات الكثيرة، ولو كانت الفتوحات تعد إنجازاً لكان إنجاز هتلر وستالين أكثر فإن الإنجاز لا يكون إلاّ برفع النفسيات، أو بتقوية الحضارة، وليس لأي منهما في هذا القرن الأموي المظلم عين ولا أثر.

وقام بعدهم بنو العباس، ولم يكونوا خيراً منهم، حتى قال الشاعر:

تالله ما فعلت أمية لم تكن          معشار ما فعلت بنو العباس

فكان كل همّهم توسعة قصورهم، وتكثير جواريهم، وملء خزائنهم وعقد مجالس الخمر والبغاء، والرقص والغناء، وفي أيامهم ألف الكتاب المخزي (ألف ليلة وليلة) وكانوا يقتلون الأئمة الراشدين، والعلماء والمصلحين، ويحاربون العلم والفضيلة، ولم تكن حصيلة حكمهم الذي دام خمسة قرون، حتى عشر اختراعات، وحتى خمسين ترجمة، ولم يكن عصر رشيدهم عصراً ذهبياً، بل عصراً فحمياً انتشر فيه الفوضى، واستبداد الحكام، ووصل الناس إلى فقر مدقع وكان قتل الأبرياء بالعشرات رهن إشارة الخليفة، كما في قصة (حميد ابن قحطبة) وغيرها، وكان نصيب الأدباء (كابن المقفّع) والمخترعين (كجابر بن الحيان) من الخلفاء، القتل والتشريد حتى قال الشاعر فيهم:

منكم علية أم منــهم وصاحبــكم          شـيخ المغنـيـين إبراهيــم أم لهم

تبدو التلاوة فـي أبـــياتهم سحراً          ومــن بـيــوتكم الأوتـار والنـغم

يا باعة الخمر كفوا عن فخاركم          عن معشر بيعهم يوم الهياج دم

وقد تشعّبت الدولة الإسلامية في زمانهم وقامت الثورات والحروب هنا وهناك، فانفصلت المغرب بالأدارسة، ثم مصر بالفاطميين، كما قامت ثورة حسين فخ، وعيسى، ويحيى، وغيرهم، والكل يطالب بالعدالة الاجتماعية، والالتزام بمناهج الإسلام، والكف عن الموبقات، وعن مصادرة الأموال والاستهتار بالدماء، لكن الخلفاء مشغولون بنسائهم وجواريهم وبخمرهم وطربهم.. حتى أسقطهم إعصار جاء من الشرق على يد المغول، كما يُسقط الشجرة الخاوية إعصار عاتٍ، ولولا الشيخ نصير الدين الطوسي لما أبقوا على شيء حيث رأى أن الإبقاء على الإسلام لا يمكن إلا بالتظاهر بالمسايرة معهم، وبذلك تمكن من حفظ الكتب الإسلامية، وعلماء الإسلام والأوقاف الإسلامية (في قصة طويلة)، فقد أبقى الله سبحانه ببركته وبركة علماء الحلة شيئاً كبيراً من الآثار الإسلامية.

وبسقوط الدولة العباسية، جاء دور الملوك والطوائــف كالسلاجقة وغيرهم، ثم قامت على أنقاض العباسيين وأخلافهم، الدولة العثمانية التي فر رجالها أمام زحف المغول إلى آسيا الوسطى، فكوّنوا هناك دولتهم الصغيرة، التي لم تفتأ أن تكبر وتكبر، حتى صارت إمبراطورية، تدّعي الخلافة، وضرب بأجرانها على كثير من البلاد الإسلامية، إلا أنهم ارتكبوا أخطاءً جسيمة 1 ـ كسياسة التتريك. 2 ـ وإهانة سائر الشعوب كالشعب العربي وغيره. 3 ـ والديكتاتورية المطلقة. 4 ـ والتفرقة المذهبية. 5 ـ والاهتمام بجمع الضرائب بدون أي اهتمام بتقدم البلاد ثقافياً وعمرانياً واجتماعياً واقتصادياً.. وغيرها، أودت ببقايا الإسلام، وإسقاط المسلمين في أحضان الاستعمار الغربي والشرقي والصهيونية إلى هذا اليوم، وبينما كانت البلاد الغربية تسير نحو الصناعة والنظام والثقافة بخطى سريعة، كان الخليفة التركي مشغولاً ببناء القصــور، والتكثير من الجواري والحظايا، فقد اجتمع في قصر (عبد الحميد) أكثر من سبعمائة جارية، (وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم)(1) وقد كان يعلّق على رأسه لافتة مكتوباً عليها (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه) فإذا قيل له إن الغرب يصنع السلاح ويهيئ الأساطيل، ويجهّز الجيوش، ألا تفعل مثل ذلك؟ كان يشير إلى اللافتة، وقد غفل عن قوله الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)(2).. فالإسلام إنما يعلو إذا أخذ المسلمون بموازينه لا أنه يعلو بدون ذلك، وقد قام السلطان عبد الحميد، بإغلاق المدارسِ، وببناء المساجد، جهلاً أو تجاهلاً ناسياً قوله سبحانه: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(3).

ومنذ قرن، كانت البلاد الإسلامية بشقّيها الشيعي (القاجاري) والسنّي (العثماني) آيلة إلى السقوط، وكانت الحكومتان قد ضعفت وأضعفت المسلمين إلى حدّ الجمود، مما فتحتا الطريق أمام المستعمر الغربي والشرقي.

وكلمة أخيرة: هي أن الجمود لم يكن خاصاً بالحكومتين، بل كانت حكومات الهند وغيرها أيضاً في حالة مذهلة من الجمود، فإن (الهند) كانت بيد المسلمين منذ ألف سنة، من السبعينات الهجرية إلى قبل ثلاثة قرون، ومع ذلك لم تعمل هذه الحكومات القديرة مالياً ورجالياً على تعمير البلاد عمارة كافية، ولا على تقدّمها إلى الأمام، ولا على أن يسلم أهلها، والغالب أن من أسلم منهم كان ببركة العلماء وتشويقهم وذكر محاسن الإسلام لهم، مما هيّأ الفرصة الذهبية لبريطانيا، أن تغزو الهند، وتسقطها إلى الهاوية حتى أن أتعاب غاندي وجناح وصحبهما طيلة خمسين سنة، لم تتمكن من أن تشبع أهالي الهند الجائعين، حيث إن الإحصاءات دلّت على موت ما لا يقل من ألف إنسان كل يوم في الهند جوعاً.

وكان من نتائج تقصير الحكام الإسلاميين هذا الاستعمار وهذا الفقر وهذا التأخر، وهذه العقائد الخرافية، حتى أنها بعد الاستقلال لم تزل تعاني من كل ذلك، ومن المؤسف أن يكون شعار دولة عاش الإسلام فيها ألف سنة (الصنم)! كما يجده الإنسان على أوراقهم النقدية وغيرها.. ولما جاء دور الاستقلال، قسّمت البلاد إلى (باكستان والهند) ثم قسمت باكستان إلى (بنغلادش) وإلى (باكستان الشرقية) إلى غيرها وغيرها..

ومن دويلات المستعمر العراق، فقد كان العراق من أول يوم فتحه المسلمون في أيام الخليفة الثاني، يسمّى بأرض السواد لكثرة زرعها وقد التف أهل العراق حول الإسلام من أول يوم وقد ازداد مــقام العراق رفعة منذ أن اتخذه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مقراً لحكومته، وقد ذكر بعض المؤرخين أن عدد نفوس عاصمة الإمام في الكوفة وصلت إلى أربعة ملايين ولعل الإمام إنما اتخذ الكوفة مقراً، ولم يرجع إلى المدينة لأن المدينة لم تكن تتحمل علم الإمام (عليه السلام) ولا إدارته العالمية بينما الكوفة كانت تتحمل ذلك، لأنها صارت بعد الإسلام مــلتقى الحضارات حضارة بغداد وحضارة بابل وحضارة الآشوريين و.. وكان العراق أقرب إلى الفرس الذين سقطت دولتهم أمام الإسلام والتي يخشى قيامها من جديد، وإلى الشام حيث الوالي العاصي المحتاج إلى التأديب، وإلى الروم في تركيا الذين جرّحوا بالإسلام وكان يخشى منهم، ثم اتخذ العباسيون العراق مقراً لحكومتهم، وقد ازدادت أهمية العراق بسبب وجود مراقد الأئمة الطاهرين الذين يعتقد بشخصيتهم كل المسلمين (سواء عرفوهم خلفاء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كالشيعة، أم عرفوا خلافة أحدهم فقط كالسنّة) وللإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسين مكانة رفيعة في نفوس كل أهل العالم.

وقد تناوبت على العراق حكومات إسلامية سنّية كالأمويين والعباسيين والسلاجقة والعثمانيين، وشيعية كالمختار وطباطبا والديالمة والصفوية، كما أن الحوزة العلمية الكبيرة في بغداد والنجف وكربلاء والحلة، زادت من أهمية العراق على طول القرون.. وخصوبة العراق من ناحية، وشدة بأس أهاليها من الناحية الحربية، بالإضافة إلى ذكائهم الموروث الذي يصلحهم للإدارة، سبّب طمع المستعمر البريطاني فيهم منذ قرن، وقد ساعد على ذلك ضعف الإدارة العثمانية (على ما تقدم) فأخذت بريطانيا تحيك الدسائس والمؤامرات لاحتلال العراق، حتى تمكنت من ذلك إبان الحرب العالمية الأولى فسيطرت على العراق وأزالت العثمانيين منه..

وفي هذا الحال لم يكن مَن ينقذ العراق من الاستعمار إلا من تطيعه جماهير العراق وينقادون لأوامره، وكان ذلك الإنسان هو (الشيخ ميرزا محمد تقي الشيرازي) حيث كان المرجع الأعلى للشيعة الذين هم أكثرية أهل العراق (الشيعة زهاء أربعة أخماس، أما الخمس الآخر فالأكثرية منهم سنّة والبقية بين مسيحيين ويهود وعبدة الشيطان) وقد كان السنّة ينظرون إلى الميرزا باحترام أيضاً.. وهنا أفتى الإمام بوجوب إخراج المستعمر من البلاد بالسلم، فإن لم يمكن فبالحرب، وشكّل في كربلاء (مقره) حكومة إسلامية تقود الثورة التحريرية.

وتمكّن العراقيون بالرغم من قلّة عددهم وأسلحتهم البدائية من إخراج المستعمر بعد أن أعطوا مائتي ألف شهيد، حيث كان المستعمر يفوق عليهم في كل شيء، باستثناء (الإيمان) (زهاء ثلاثة ملايين هم عدد العراقيين ذلك اليوم، بينما كان خلف بريطانيا ألف مليون في الهند والصين و...).

وحيث أراد الشيخ الإمام تشكيل الحكومة، منع التنافس قبول المجاهدين من (شيوخ الفرات الأوسط) أن يكون أحدهم ملكاً على الآخرين (لعادات عشائرية معروفة) كما لم يقبلوا أن يكون الملك من عنصر غير عربي، ولما اقترح الإمام عليهم أن يقرعوا لأن (القرعة لكل أمر مشكل) أبوا ذلك أيضاً فاضطر إلى قبول اقتراحهم بتنصيب فيصل بن الشريف الحسين ملكاً دستورياً (يسود ولا يحكم، كما في ملكة بريطانيا) وأغلب الظن أن أصابع بريطانيا كانت وراء ذلك حيث إن فيصل كان ابن الشريف الحليف لهم والصديق للورانس وقد نصّبته بريطانيا ملكاً على سوريا، لكن مخالفة فرنسا في ذلك أوجبت تنازله عن عرش سوريا، كما أن أغلب الظن أنه لو لم يدس إلى الشيخ الإمام السم، مما أودى بحياته من أجل أن تصبح العشائر المجاهدة بدون قائد لما تمكّن فيصل من التعاون مع بريطانيا علناً، مما أدى بالعراق إلى ما نشاهده الآن، وقد كان استقلال العراق في سنة (1340) من الهجرة.

ولم يأل الاستعمار البريطاني، في تدمير العراق، منذ أن وضع أقدامه على تربة العراق، فالحريات التي أعطيت لمجلس الأمة وللصحف كانت صورية، وقد منعوا من زراعة العراق والتقدم بشعبه إلى الأمام، واحتكروا تمر العراق ـ ثلاثون مليون نخلة ـ كما احتكروا نفط العراق، وكانت أزمة الحكم على الأغلب بيد نوري السعيد (حزب الدستور) وصالح جبر (حزب الأمة الاشتراكية) وكان كلاهما من العملاء لبريطانيا، أما الملك الهاشمي، فقد كان مشغولاً بلهوه وقصفه، وفي الحرب العالمية الثانية، دخل الميدان علماء الإسلام كالسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد حسين القمي، وأفتوا بوجوب طرد الإنكليز، ولكن نشوب مخالب بريطانيا في جسم العراق أدى إلى عدم تمكنهم من الطرد.

وحيث إن الحركة الإسلامية، وحركة طرد إسرائيل أخذتا في الظهور ورأى الإنكليز أنهم لا يتمكنون من إدارة العراق بالأساليب البالية التقليدية، بدّلوا عملاءهم القدماء بوجوه جديدة، فأحدثوا في 58 م انقلاباً عسكرياً بقيادة (عبد الكريم قاسم) ثم بدلوه إلى (عارف وأخيه) ثم إلى (بكر وصدام) تحت لواء (حزب البعث العراقي) الذي شكله عميلهم المعروف (ميشيل عفلق)، وكان المقصود من هذه الانقلابات المتتالية امتصاص كل رجال العراق وخيراته، وفعل العملاء كل أراده الاستعمار، فقتلوا الألوف من خيرة أبناء العراق وزجوا في السجون عشرات الألوف، وحطموا الحوزات العلمية في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء.. وألغوا مجلس الأمة وكل أنواع الحرية، فرجع العراق إلى (ديكتاتورية القرون الوسطى) وقد احتاج العراق حتى إلى البيض والطماطم بعد أن كان لكثرة خيراته يسمّى (بأرض السواد).. لكن الظواهر تدل على انتهاء أمد حكم الاستعمار، وذلك بفضل الوعي الإسلامي الجماهيري الذي أخذ يدب في أرجاء البلاد، مما سينتهي إلى الاستقلال القريب بإذن الله تعالى.

وهنا كلمة لابد من التلويح إليها، وهي أن الانقلابات العسكرية كلها محكومة إسلامياً ومنطقياً، فكل انقلاب عسكري مهما كان لونه ومبرره فهو باطل، إذ اللازم في الحاكم (في المنطق) أن يكون بانتخاب الناس و (في الإسلام) يضاف إلى اشتراط انتخاب الناس لزوم أن يكون الحاكم مرضياً لله سبحانه، بأن يكون مجتهداً في الفقه، عادلاً.. وإنما أعطى الاستعمار الشرقي والغربي، الحق للانقلابات العسكرية، لأنهما أرادا الاستيلاء على البلاد من هذا الطريق حيث عجزا عن الاستعمار العسكري المباشر، والاستعمار الانقــلابي حسب ما رأيته أنا، سواء في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا الشمالية لم يكن إلا استعماراً متستّراً، والانقلابيون إذا جاءوا إلى الحكم لم يكن لهم شأن، إلا سفك الدماء ومصادرة الحريات، وإفقار البلاد وجعلها سوقاً للمستعمر، يبيعون المواد الخام بأزهد ثمن، ويشترون البضائع المستوردة بأغلى قيمة بحيث يصل الفرق أحياناً إلى أربعين ضعف .. إن الانقلاب الصحيح هو الذي يطالب به أكثرية الشعب بصورة مظاهرات وإضرابات و.. وحتى الإضراب والمظاهرة إذا قادهما فئة صغيرة، فهما في الحقيقة يعكسان آراء تلك الفئة لا آراء الأمة، وإلا فقد رأينا في العراق مظاهرات ضخمة تقودها (العفالقة) أو (المراكسة) بينما لم يكن عفلق أو ماركس يملك حتى ألف شخص في كل العراق.

 

1 ـ سورة البقرة: الآية 206.

2 ـ سورة الأنفال: الآية 60.

3 ـ سورة الزمر: الآية 9.