الاجتماع | المؤلفات |
التساوي في الشرع الإسلامي |
قال تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (1) إن المرأة لها مكانة في الإسلام مساوية لمكانة الرجل في جميع الحقوق والواجبات والأصل هو التساوي في ذلك، إلاّ بعض المستثنيات التي هي في مصلحة الرجل والمرأة كليهما فالرجل هو الأب، والمرأة هي الأم وهذا لا يعني الظلم بحق أحدهما، بل هو المناسب لخلقتهما وعواطفهما وكذلك في درجة القوامة حيث قال تعالى: ( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) (2). فإن: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (3) ودرجة القوامة هذه ليست نقصاً في المرأة مطلقاً بل القوامة أو (القيادة أو الإمارة) شيء لابد منه لتسيير الحياة بصورة منظمة و(.. إنه لابد للناس من أمير بر أو فاجر)(4) أي أن القوامة مفروضة حتى على الرجل نفسه، فهل أن الرجال يرفضون تنصيب قائد عليهم؟ والمفروض أن مجموعة من الرجال إذا سافروا فعليهم أن يرشحوا أحدهم للإمارة، فكيف إذا كان ذلك في بيت واحد يحتوي على ذكر وأنثى وأولاد وبنات.. وكان ذلك في الغالب مدى الحياة، أفلا يرشح أحدهما للإمارة أو القوامة؟ وكل القوانين الطبيعية ترشح الذكر، وليس الحال هذا خاصاً بالإنسان وحده، بل إن ذلك لدى الحيوانات والطيور أيضاً. فنرى أن الذكر هو المتقدم على الأنثى في السير، أو أن الذكر هو الذي يسعى للحصول على الطعام والحماية، في حين أن الأنثى وظيفتها الحضانة والرعاية، ولعل ذلك سنة الله عز وجل في مخلوقاته جميعاً. |
1ـ سورة البقرة: 228. 2ـ سورة البقرة: 228. 3ـ سورة النساء: 34. 4ـ نهج البلاغة، الخطبة: 40. |