الاجتماع | المؤلفات |
مكانة المرأة |
إذا كان الرجل يمثل العين أو اليد اليمنى للمجتمع فالمرأة بمثابة العين أو اليد اليسرى له، وقد كان البعض يقول: إن كان الرجل يمثل النهار بما فيه من عمل وطلب للفضل فإن المرأة تمثل الليل بما فيه من سكن وسكينة. وقد قال تعالى: ( جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) (1). من هذه الآية الكريمة نعرف أن السكن والسكينة والاستقرار والراحة بعد التعب أو قل ما شئت بخصوص ذلك كله يعود إلى الليل. وقال تعالى في آية أخرى: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (2). أما العمل وطلب الفضل والمعاش فكله يعود إلى النهار.. ويوضح ذلك قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً) (3). ولا يمكننا أن نفضّل الليل على النهار ولا النهار على الليل، فالحياة بحاجة إلى النهار وضيائه والليل وسكونه. أي بحاجة للمرأة والسكون إليها والرجل وما يقدمه من عمل، هذا خلاصة تمثيل ذكره البعض، ومن الواضح أن المقصود ليس المعنى الحرفي للمثال، وإلا فالمرأة لها دورها المشروع في المجتمع وهي أيضاً بإمكانها أن تقدم أعمالاً كثيرة تناسب شأنها وكرامتها. |
1ـ سورة القصص: 73. 2ـ سورة الروم: 21. 3ـ سورة النبأ: 10 ـ 11. |