الصفحة الرئيسية

 الاجتماع

المؤلفات

فهرس الفصل الثاني

فهرس

 

ولها دور العالِم

قال تعالى: ( لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ) (1).

إن الرجل هو المسؤول الأول عن توفير الحماية للبيت، وتوفير كل مستلزمات العيش والسكن.. ولنقل: إن المرأة (مدللة) في ظل الرجل وهذا لا يعني أن المرأة معطلة بلا عمل؟ وأن وظيفتها فقط توفير الجو البيتي الملائم للرجل؟ بل إن لديها عملاً أعظم من هذا؟ ومن أعظم مهامها هو تربية الأجيال التي ستمسك بأزمة المجتمع.. فإن الكثير ممن يدعي (التقدم) يقول: إن المرأة في الإسلام سجينة أربعة جدران، وهي معطلة عن العمل، وإن النصف الثاني من المجتمع مشلول! وإن المرأة غير منتجة بل مستهلكة!

لكن أيها المدعي لماذا لا تجر إشكالك هذا إلى العلماء والفلاسفة والكتّاب والمفكرين الكبار والشعراء وغيرهم، الذين يجلسون في غرفهم الخاصة ويسجنون أنفسهم بين أربعة جدران! فهم ممن يقدمون أكبر الخدمات للمجتمع مع كونهم جالسين في بيوتهم.

أليست المرأة كالعالِم والفيلسوف.. فلو قارنا بينه وبينها في العمل لكانت خدمتها للمجتمع لا تقل درجة عن خدمة العالم له، فالعالم وظيفته إعداد الجيل..! والمرأة وظيفتها إعداد الجيل أيضاً، وهي أشرف وظيفة وأقدس عمل.. ولذلك يقول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها***** أعددت شعباً طيب الأعراق

وكذا الحال بالنسبة للأدباء والمفكرين وغيرهم، فإن وظيفتهم بناء الجيل وتربيته ومن وراء أربعة جدران أيضاً، حيث أن عملهم يتطلب التأمل والتفكّر، ولا يتم لهم ذلك إلا في الجلوس بين هذه الجدران.. كما أن عملهم هذا ليس إنتاجياً بل خدمة كبيرة للمجتمع، فلماذا هذا التمييز بين المرأة وهؤلاء؟!

فالمرأة مثلها مثلهم، واجبها ووظيفتها أن تربي الأجيال، وتعدهم إعداداً كاملاً للمستقبل؛ ليكونوا رجاله العظام.

أي أن المرأة (مصنع الرجال العظماء).. فهل هناك فخر، أكبر من هذا.

فتلك سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) انظر ماذا أعدت وقدمت.

وتلك أم البنين (عليه السلام) فانظر إلى ما أعدت أيضاً وقدمت.

وبعد هذا الإعداد والإنتاج العظيم فما ينبغي على المرأة أن تنتج؟!

وما نوع الإنتاج المطلوب؟!

إذن يمكننا أن نقول: إن الإعداد والتربية من باب «الفريضة» على المرأة، أما عمل المرأة في المجالات الأخرى المناسبة لها خارج البيت فهو من باب «النافلة».

وقد وزع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الأدوار بين الإمام أمير المؤمنين علي وفاطمة (عليها السلام)، وجعل (عليه السلام) باب الدار حداً فاصلاً بين عمل الإمام (عليه السلام) وعمل فاطمة (عليها السلام)، حيث إن الباب وما دونه داخل البيت هو من واجبات فاطمة (عليها السلام)، والباب وما وراءه خارج البيت هو من واجبات أمير المؤمنين (عليه السلام)(2).

سورة النساء: 32.

انظر قرب الإسناد: ص25، وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: «تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخدمة، فقضى على فاطمة بخدمته ما دون الباب، وقضى على علي ما خلفه، قال: فقالت فاطمة: فلا يعلم ما داخلني من السرور إلا الله، بإكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحمل أرقاب [كذا في المصدر] الرجال».