الاجتماع | المؤلفات |
الزوجة |
أما تكريم الزوجات فهذا ما غصت به كتب الروايات الشريفة، وقد رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يوصي بالمرأة خيراً. والإسلام منح الزوجة حقوقاً ساوت حقوق الزوج إن لم نقل فاقت عليها في بعض الأحيان، فقد حذر الإسلام من الاعتداء والتجاوز عليها وعلى حقوقها. وكان التحذير شديد اللهجة، فيقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة، فإن خياركم خياركم لأهله»(1). وعنه أيضاً (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(2). هكذا يتعامل الإسلام مع المرأة (الزوجة) بالمعروف أولاً وأخيراً، فقد قال تعالى:( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (3) كما يقول تعالى: ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (4). وقد كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يشارك فاطمة (عليه السلام) في كثير من الأعمال المنزلية فقد كان يتناوب معها على (الرحى) لطحن الحبوب، وإن الرجل الذي يشارك امرأته في مثل هذه الأعمال يُعدّ من السعداء وأهل المعروف، فعلى الزوج أن يكون رفيقاً بزوجته ورفيقاً لها. قال الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام): «دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة جالسة عند القدر، وأنا أنقي العدس، قال: يا أبا الحسن، قلت: لبيك يا رسول الله. قال اسمع مني، وما أقول إلا من أمر ربي، ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، وأعطاه الله تعالى من الثواب مثل ما أعطاه الله الصابرين وداود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السلام). يا علي، من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف، كتب الله تعالى اسمه في ديوان الشهداء وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد، وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة وأعطاه بكل عرق في جسده مدينة في الجنة. يا علي، ساعة في خدمة العيال خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة، وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف عيادة مريض، وألف جمعة وألف جنازة، وألف جائع يشبعهم وألف عار يكسوهم، وألف فرس يوجهها في سبيل الله، وخير له من ألف دينار يتصدق على المساكين، وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن ألف أسير أسر فأعتقها وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة. يا علي، من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب، يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر وتطفئ غضب الرب، ومهور حور العين، ويزيد في الحسنات والدرجات. يا علي، لا يخدم العيال إلا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة»(5). كما عليها أن تكون هي كذلك فإن «جهاد المرأة حسن التبعّل»(6) أي أن للمرأة أجر المجاهد دون أن تشترك في المعركة، وذلك بمجرد حسن تبعّلها. وقد قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): «أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة»(7). فانظر كيف يمهد الإسلام سبل السعادة الزوجية ويشد الزوجين إلى بعضهما ويبني حولهما سوراً منيعاً للعيش بداخله في بحبوحة الهدوء والطمأنينة والسلامة والاستقرار. |
1ـ قرب الإسناد: ص44. 2ـ وسائل الشيعة: ج14 ص122 ب88 ح8. 3ـ سورة النساء: 19. 4ـ سورة البقرة: 228. 5ـ جامع الأخبار: ص102 الفصل 59 في خدمة العيال. 6ـ وسائل الشيعة: ج14 ص162 ب123 ح1. 7ـ نهج الفصاحة: ص205 ح1022. |