الاجتماع | المؤلفات |
إلى جانب العظام |
قالوا: إلى جانب كل رجل عظيم امرأة! ولنبدأ بأعظم خلق الله محمد (صلى الله عليه وآله). فهناك نساء عدة في حياته فمن هي المرأة العظيمة التي وقفت إلى جانبه؟! ومن هي المرأة التي شدّت على ساعده؟ ومن هي المرأة التي صدّقته حين كذّبه الناس وآمنت به إذ كفر الناس؟ تلك هي خديجة الكبرى (رضوان الله عليها). وقد ورد عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) قال: «ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة يوماً وهو عند نسائه فبكى، فقالت عائشة: ما يبكيك على عجوز حمراء من عجائز بني أسد؟ فقال (صلى الله عليه وآله): صدقتني إذ كذبتم، وآمنت بي إذ كفرتم، وولدت لي إذ عقمتم»(1). لقد كانت خديجة هذه المرأة العظيمة من أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً وكل قومها قد كان حريصاً على الاقتران بها لو يقدر عليه. إلا أنها فضلّت رسول الله ‚ قبل بعثته على كل الأشراف من قومها.. على الرغم من كونه مُقلاًّ في المال. وذكر المحققون أن خديجة (رضي الله عنها) كانت من النساء أول من آمن بالله ورسوله وصدّقت بما جاء من عند الله، وآزرته على أمره، فخفف الله بذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍ عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بها، فإذا رجع إليها تخفف عنه، وتهوّن عليه أمر الناس حتى ماتت رحمها الله(2). نعم لقد كانت تصبّره فطالما قالت له: «يا بن عم اثبت وابشر»(3). وقد أنفقت كل أموالها في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وعانت معاناة في حياتها تفوق التصور من أجل مساندة دعوة زوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن ماتت بعد الحصار الذي فرضه المشركون على بني هاشم في شعب أبي طالب، بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام، وسمّي ذلك العام بـ(عام الحزن) تأبيناً لتلك المرأة العظيمة واعتزازاً بها. |
1ـ بحار الأنوار: ج16 ص8 ب5 ح12. 2ـ أنظر بحار الأنوار: ج16 ص11 ب5 ح12. 3ـ راجع كشف الغمة: ج1 ص511 فصل في مناقب خديجة بنت خويلد (عليها السلام). |