الاجتماع | المؤلفات |
نموذج آخر |
وبعد ما ذكرنا من تضحية السيدة خديجة ومكانتها عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ننتقل الكلام إلى ابنة هذه المرأة العظيمة (عليها السلام)، فهي سيدة نساء العالمين، وقد وقفت إلى جانب زوجها (عليه السلام) نعم، إن فاطمة الزهراء (عليه السلام) وقفت إلى جانب زوجها أمير المؤمنين الإمام علي ، كما وقفت أمها إلى جانب الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله). وقد زادت عليها بأنها وقفت إلى جانب أبيها (صلى الله عليه وآله) بالإضافة إلى وقوفها إلى جانب زوجها ، ومواقفها مشهودة ومشرفة والأمثلة كثيرة على ذلك، مضافاً إلى كونها أفضل أم حيث ربت الحسن والحسين والسيدة زينب وأم كلثوم (عليهم السلام). أما باقي النساء اللاتي وقفن إلى جانب الرجال العظماء فأمثالهن كثيرة أيضاً ومن أعظمهن زينب (سلام الله عليها) حيث وقفت بجانب أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) في مواقف مشرفة خلدها التاريخ. ومن تلك النساء أيضاً: هاجر التي وقفت إلى جانب النبي إبراهيم (عليه السلام). وامرأة أيوب التي وقفت إلى جاب النبي أيوب (عليه السلام) في شدّته. وزوجة حِجر بن عدي الكندي (رضي الله عنهما)(1). والرباب زوجة الإمام الحسين (عليه السلام)(2). وزوجة وهب (رضوان الله عليه) في معركة الطف التي وقفت إلى جانبه دفاعاً عن الحسين (عليه السلام)(3) حتى استشهدت(4). وزوجة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) حميدة. وزوجة الإمام العسكري (عليه السلام) نرجس (عليها السلام) والدة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وهي امرأة في غاية الإيمان والفضيلة ومرقدها عند ضريح الإمام الهادي … في سامراء ولها زيارة خاصة كزيارة الإمام الهادي (عليه السلام). ومن الأمهات أيضاً: أم عيسى (عليها السلام) مريم بنت عمران (عليها السلام). وأم موسى (عليها السلام) حيث قال تعالى: ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (5). وأم إسماعيل (عليها السلام) هاجر. وأم عمار ابن ياسر (سميّة). وأم وهب في معركة الطف أيضاً. وأم القاسم (رضي الله عنها) رملة. والمرأة العظيمة التي ضحت بأربعة رجال عظماء وهي أم البنين (سلام الله عليها). وأما الأخوات فمنهن كلثم أخت موسى (عليها السلام) والحوراء زينب (عليها السلام) وأختها أم كلثوم، وشيماء أخت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من الرضاعة. ومن البنات إضافة إلى فاطمة (عليها السلام) بنت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وزينب بنت أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، نجد سكينة بنت الحسين (عليه السلام) وبنتي النبي شعيب (عليه السلام)... إلى شخصيات نسائية أخرى كثيرة. ولا ننسى بعد هذا المورد أن نذكر امرأة عظيمة الشأن لكنها تحت إمرة رجل كافر وهي زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم، فقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «أفضل نساء أهل الجنة أربع: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسيا بنت مزاحم امرأة فرعون»(6). |
1ـ حجر بن عدي الكندي من أصحاب أمير المؤمنين وكان من الأبدال، انظر رجال العلامة الحلي ص59، وهو القائل: «قال لي علي (عليه السلام): كيف تصنع أنت إذا ضربت وأمرت بلعنتي؟ قلت له: كيف أصنع؟ قال: العني ولا تبرأ مني فإني على دين الله، ولقد ضربه محمد بن يوسف وأمره أن يلعن علياً وأقامه على باب مسجد صنعاء، فقال: إن الأمير أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه الله، فما رأيت من الناس إلا رجلاً فهمها»، راجع رجال الكشي: ص101 ح161 (حجر بن عدي الكندي). 2ـ الرباب بنت امرؤ القيس بن عدي بن أوس وهي أم سكينة وعبد الله بن الحسين (عليه السلام) الذي استشهد وهو في حجر أبيه (عليه السلام) في يوم عاشوراء، راجع مقاتل الطالبيين: ص59. 3ـ راجع اللهوف: ص105 وهو (رض) وهب بن جناح الكلبي الذي كانت معه زوجته وأمه في كربلاء يوم عاشوراء، وكانتا تدفعانه لا بل تقاتلان معه فداء لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)... 4ـ بحار الأنوار: ج45 ص14 ب37. 5ـ سورة القصص: 7. 6ـ الخصال: ص205 ح22. |