الاجتماع | المؤلفات |
مهمات ووظائف |
هناك مهمات عديدة ملقاة على الجميع وعلى عاتق النساء على وجه الخصوص نشير إلى بعضها: 1: يجب تربية الفتيات الصغيرات تربية إسلامية صحيحة من خلال تعليمهن القرآن وتفسيره، وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وتاريخ الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وتفسير نهج البلاغة، وبقية الآداب الإسلامية كالصلاة، والصوم، وغير ذلك من العبادات. 2: تعليم الفتيات كيفية إدارة بيت الزوجية في المستقبل لكونهن زوجات وأمهات في المستقبل وهذا فن لابد من تعلمه جيداً. 3: لابد من تعليمهن الصناعات اليدوية من حياكة السجاد، والخياطة، والتطريز، وشغل فراغهن بما ينفعهن وينفع أسرهن. 4: دعوة البنات إلى القيام بكافة الأعمال المنزلية منذ الصغر لإتقان ذلك والاستئناس به عند الكبر. 5: تحفيظهن القرآن الكريم، فنحن عندما كنا في كربلاء المقدسة أسسنا مدارس متعددة لحفظ القرآن للأولاد بنين وبنات، وكان عدد الحافظات ما يقارب (1500) بنت، كن يحفظن القرآن بالإضافة إلى أعمالهن المنزلية وتعلم الخياطة، والتطريز. فإن تعلم مثل هذه الأمور مفيد في المستقبل؛ إذ يمكن لهن أن يساهمن في إدارة احتياجات المنزل مع الرجل، إذ تذكر الروايات أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت تعمل بعض الأعمال في المنزل؛ لتعين الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في خارج البيت، في الوقت الذي كانت إدارة البيت آنذاك صعبة بكثير مما هي عليه اليوم، حيث أنه كثرت الوسائل وأعمال المنزل التي تدار عبر الأجهزة الكهربائية الحديثة، وأما قديماً فقد كانت النساء يطحنَّ الشعير ويصنعن الخبز، إلى غير ذلك من الأمور التي قلما نراها في حياتنا الحاضرة. 6: لابد للنساء من أن يضعن صناديق خيرية لجمع التبرعات والمساعدات في سبيل ثقافة المرأة المسلمة فهناك الكثير من العوائل التي لها بنات صغيرات يردن الذهاب إلى المدرسة ولكن لا يمتلكن المال لشراء الملابس والقرطاسية وما أشبه ذلك. فقد ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنه إذا أردت أن تنظر إلى أحسن الناس فانظر إلى من هو أكثر نفعاً للآخرين، حيث قال (صلى الله عليه وآله): «خير الناس من انتفع به الناس»(1) فليس الذي يكثر من الصلاة فقط والذي يكثر من الذهاب إلى الحج، ويؤدي عباداته فقط من دون أن يسعى لخدمة الآخرين وهو أفضل. فإن كثيراً من الناس بحاجة إلى المساعدة في كل المناطق والمدن، فلابد للإسراع في فتح مثل هذه الصناديق؛ لمساعدة العوائل التي لم يدخل في بيتها الطعام المناسب، أو البيت الذي لا يملك الوقود لدفع البرد، أو المكيفة لتبريد الهواء والاحتياجات الأخرى التي تسد الحاجة. 7: تأسيس صناديق التبرع لتسهيل أمور الزواج، فعلى الأخوات اللاتي يجتمعن في مثل هذه الحوزات والهيئات أن يسعين في تأسيس مؤسسات لدعم الزواج المبكر وصناديق لجمع الأموال والتبرعات، ثم صرفها لهذا الغرض. فقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الشاب يقول له: هل لك زوجة؟ فإذا قال لا، عندها يتوجه إلى بعض المؤمنين أصحاب الخير والمال فيقول لهم: زوجوا هذا الشاب! فإن الإسلام يهتم بشؤون الفرد الدنيوية والأخروية، وعندما كنا في كربلاء المقدسة كانت لبعض الأخوة مؤسسة باسم لجنة الزواج الخيرية، وكانت هذه اللجنة تختص في أمر تزويج الشباب، فكانوا يعطون للذي يريد الزواج قرضاً، فإذا كان الشاب يستطيع أن يرد القرض يؤخذ منه على شكل أقسام بسيطة وبعيدة الأمد، وأما إذا كان غير قادر على تسديد القرض فيجعلونه هبة له، بالإضافة إلى وجود المحسنين الذين يتبرعون بالمدافئ والأفرشة والأغطية، وغير ذلك من الحاجات اللازمة، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن من سعى في أمر تزويج الشاب سواء كان شاباً أو شابة فإن له حسنة في كل خطوة يخطوها(2)، وفي بعض الروايات أن الحسنة الواحدة أكبر من جبل أحد، ويعطي له هذا الثواب سواء وُفّق في سعيه أو لم يوفق. 8: تشكيل الهيئات الحسينية في وسط النساء في كل المناطق. 9: على النساء اللاتي يمتلكن الوقت الكافي أن يشتغلن في الأعمال الاجتماعية العامة التي هي عادة خارج المنزل ولكن مع حفظ الموازين الشرعية، فهناك الكثير من مدارس البنات الابتدائية وغيرها تفتقد المعلمات، وهناك الكثير من المستشفيات التي تفتقر إلى العدد الكافي من الممرضات، ولكون المرأة نصف المجتمع فعليها أن تدير بعض الدوائر الاجتماعية أيضاً ـ كل ذلك بشرط أن تصون عفتها وكرامتها، ولا يتعارض عملها مع أحكام الإسلام ـ فالمرأة لها حقوق كاملة كما للرجل، فإنكم إذا ذهبتم إلى الحج ترون النساء يؤدين مناسك الحج كالرجال، وهكذا قال الإمام الرضا (عليه السلام): ترون النساء يزرن كما يزور الرجال، والحال هذا في المساجد وغيرها. |
1ـ أمالي الشيخ الصدوق: ح4 ص20 المجلس 6. 2ـ انظر ثواب الأعمال: ص288. |