الاجتماع | المؤلفات | فهرس الفصل الثالث |
أين هي المساواة؟ |
كثيراً ما أطلق شعار المساواة بين المرأة والرجل من قبل التقدميين حسب ادعائهم، حتى بلغ ذلك درجة الضجيج، فهل المساواة هي في تشبّه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة، والاختلاط المبتذل؟ وأين هذه المساواة التي أصبحت علامة تجارية في الغرب، من المساواة التي يصرح بها القرآن الكريم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً) (1)؟ وأين هي من قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ) (2). وكذلك قوله تبارك وتعالى: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (3). فالمرأة إلى الآن لم تحصل على أقل حقوقها في الغرب وكل ما حصلت عليه من المساواة هو ابتذالها وجعلها في متناول الأيدي بغية الحصول عليها بسهولة لمن أراد ذلك، حالها حال بقية المعروضات، بل قد تفضلُها بعض تلك المعروضات، لما تجده من صيانة واضحة أثناء العرض.. أو ما توسم به من ثمن باهظ!! وغاية ما حصلت عليه هو إهانتها، فتارة تستخدم (كعارضة أزياء) وتارة للدعاية التجارية الرخيصة، كاستخدام صورتها على أغلفة الصابون، وأخرى للترويج، كتوظيفها في المحلات التجارية (كبائعة أو خادمة في المطعم) والى كثير من هذه الحالات التي تحط من قدر المرأة وتجعلها سلعة تباع وتشترى.. بغض النظر عن الأشغال الشاقة التي تقوم بأدائها المرأة وهي خارجة عن طاقتها وغير مناسبة للطافتها، فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة(4)، كما ورد في الحديث الشريف كما ذكرنا سابقاً. إذن فأين هي المساواة؟! |
1ـ سورة النساء: 1. 2ـ سورة الحجرات: 13. 3ـ سورة الأحزاب: 35. 4ـ راجع غرر الحكم ودرر الكلم: ص408 الفصل الرابع في النساء ح9380، وفيه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «لا تملّك المرأة ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة». |