الصفحة الرئيسية

 الاجتماع

المؤلفات

فهرس الفصل الثالث

فهرس

 

شعار تحرر المرأة ماركة تجارية

مما سبق نعرف أن دوافع إطلاق مثل هذه الشعارات المزيفة كثيرة، منها ما خفي ومنها ما ظهر.

لكن الدافع الأقوى كان دافعاً اقتصادياً بحتاً حيث إن إطلاق مثل هذه الدعاوى برز على أثر الثورة الصناعية في الغرب، وما نجم عنها من توسع في الدوائر الإنتاجية ووسائلها، وتزايد رؤوس الأموال ونفوذ أصحابها في مراكز القرار ومواطن الدعاية والإعلام، والشيء الذي جعلهم يروّجون لمثل هذه الدعاوى واضح، حيث إن مؤسساتهم الإنتاجية الواسعة بحاجة إلى أيدي عاملة وبأجور منخفضة، حيث إن العمل في مؤسساتهم كان مقتصراً على الرجال، فبهذه الدعاوى حصلوا على كم هائل من الأيدي العاملة الرخيصة لديمومة إنتاجهم وزيادته بكلفة أقل وذلك عن طريق استخدام النساء كأيدي عاملة رخيصة لتشغيل مؤسساتهم من وراء دعاواهم تلك.

مضافاً إلى أنهم لترويج بضاعتهم والدعاية لها جعلوا من المرأة آلة رخيصة للإعلان وهتكوا عزها وسترها بذلك، كما جرّوها إلى الفساد والدعارة ليحصلوا عن طريقها على الأرباح الهائلة، فكان الهدف من هذه الشعارات الاستثمار الاقتصادي عبر المرأة المسكينة(1)!

نشرت محطة (CNN) الإخبارية الأمريكية تقريراً خطيراً أكدت فيه انتشار ظاهرة تجارة الرقيق من النساء حول العالم لاستخدامهن في الأعمال الجنسية المحرمة. كما أشار التقرير إلى أن معدلات هذه الظاهرة تزيد عاماً بعد عام. وقد أكد التقرير بناءً على أبحاث قام بها فريق بحث في جامعة (Johns Hopkins) بولاية ميرلاند بالولايات المتحدة أن هناك (2 مليون) امرأة وطفلة يتم بيعهن كعبيد سنوياً.

وفي تقريرها السنوي أشارت منظمة العفو الدولية إلى التجاوزات الخطيرة التي تحدث بحق المرأة في كثير من دول العالم بل وعنونت المنظمة تقريرها بـ(أجساد مكسورة وعقول مشتتة) وتنقل المنظمة إلى أن هناك امرأة تتعرض للضرب كل (15 ثانية) وسبعمائة ألف يتعرضن للاغتصاب سنوياً في الولاية المتحدة الأمريكية.