الصفحة الرئيسية

 الاجتماع

المؤلفات

فهرس الفصل الثالث

فهرس

 

أي المجتمعين أفضل للمرأة؟

لو خيرنا المرأة العاقلة بين العيش في ظل المجتمع الغربي وبين العيش في ظل المجتمع الإسلامي فماذا ستختار بعد أن تطلّع على كل ما لها وما عليها من المجتمعين؟

فهي بين أمرين أما أن تختار: الحشمة، والوقار، والعفة، والكرامة، والفضيلة، والعزة، والأخلاق، والتقدم، وكل الصفات الحسنة التي تزيدها فخراً وشموخاً.

وإما أن تختار: الفساد، والانحلال، والانهيار، والوقاحة، والهوان، والرذيلة، والذل، والخداع، والغش، وكل الصفات السيئة التي تحط من قدرها، وتجعلها لعبة دنيئة يعبث بها من أراد ثم ينبذها بعد أن يملّها.

وقطعاً إن المرأة العاقلة ستختار الفضيلة، أما غيرها فستفضل الرذيلة وتنغمس فيها دون الالتفات للهوان الذي ينزل بها، فيسهل عليها الهوان، كما قال الشاعر:

من يَهن يسهل الهوان عليه**** ما لجرحٍ بميتٍ إيلام

فهل أن العيش أفضل في ظل مجتمع يجعلها سائبة تبحث وراء لقمة العيش، وتلاقي ما تلاقية من تعب ونصب وإهانة وازدراء، وهدر للكرامة وتعرض للآلام وانغماس في المزالق؟

أم العيش أفضل في ظل مجتمع يكفل لها عيشها، ويضمن لها حريتها، ويصون كرامتها، ويدعها تعيش في بحبوحة من الرفاه والعيش الرغيد بفخر واعتزاز؟

وهل أن العيش خير لها في مجتمع يحرمها من حقها الطبيعي في الحياة وهو الأمومة ـ وهو حلم كل فتاة ـ ليجعلها سلعة تعرض في سوق المستهلكين، أو ليجعلها كرة يتلقفها الصولجان ليرميها إلى آخر؟

أم أن العيش خير لها في مجتمع يمنحها دستوره الكريم كل شيء، فيقول: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (1).

سورة البقرة: 187.