الفهرس

المؤلفات

 العقائد الاسلامية

الصفحة الرئيسية

 

خـــــاتمـــــــــــة

الفصل الثاني:  خلفاء الرسول (ص)

الفصل الأول:  الشيعة في سطور

المقدمة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

لقد آن للمسلمين أن يتقارب بعضهم من بعض، وأن يضعوا عن أعناقهم نير العصبيات الثقيلة التي طوقت رقابهم منذ زمن التفرقة والانحطاط.. ثم استغلها المستعمرون جرياً على قاعدتهم (فرِّق تسد)..

وقد يرى الإنسان كتاباً يتحامل على (الشيعة) بأبشع أنواع التحامل، وأفضع أنواع القذف والوقيعة، ولم ذا ؟

لأن المؤلف مأجور، أو لأنه جاهل وقع في أحبولة الجاهلين أو المأجورين أو المتعصبين..

لقد أصبح المسلمون بنعمة الله إخوانا، وندب القرآن إلى الإصلاح بينهم: ( فأصلحوا بين أخويكم) (الحجرات: 10).

وها نحن أداءً لهذا الواجب الملقى على عواتقنا نقوم بوضع هذه الكراسة لتنوير الرأي العام الإسلامي حول (الشيعة) لتوزع في مهبط الوحي وقبلة المسلمين، التي لم يشرّع الحج إليها إلاّ لفوائد جمة من أهمها التأليف والألفة..

ومما يحفزنا على ذلك أن أيام العصبيات قد ولّت إلى غير رجعة، وأن اليوم يوم اتحاد وائتلاف.. فما أجدر بالمسلمين ـ إذاً ـ أن يتخذوا الحج وسيلة للتعارف والتقارب، والله الهادي وهو المستعان.

كربلاء المقدسة          

شوال / 1384 هـ          

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

الفصل الأول       

الشيعة في سطور       

1: (الشيعة) مَن شايع علياً أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين (عليهم السلام).

2: وهم أكثر من مائة مليون(1) إنسان في مختلف البلاد الإسلامية وغير الإسلامية.

3: ولهم تاريخ مشرق، منذ فجر الرسالة، إلى هذا اليوم.

4: وعندهم من المؤلفات والمصنفات(2) ما لا يدخل تحت العدّ والإحصاء.

5: وفي البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، لهم المدارس والمعاهد والمكتبات والعلماء والخطباء بكثرة هائلة.

6: وقد قامت لهم دول في مختلف البلاد(3).

7: وكانت بينهم وبين إخوانهم السنة ـ على طول الخط ـ أُخوّة وصداقة وتبادل وتآلف.

8: وقد بيضوا صفحات التاريخ بجهادهم الطويل ضد الكفار والصليبيين والملحدين والصهيونيين والمستعمرين.

9: ولهم في الحال الحاضر مراكز علمية ومعاهد ثقافية وعلماء بارعين في كل من (النجف الأشرف) و(كربلاء المقدسة) و(بغداد) و(الكاظمية) و(سامراء) و(بيروت) و(القاهرة) و(قم المقدسة) و(خراسان) و(طهران) و(كراتشي) و(بمبئي) و(جاكرتا) و(الكويت) و(قطر) و(الاحساء) و(القطيف) و(أفغانستان) و(دمشق) و(ليبيا) و(تونس) و(الجزائر) و(الأردن) وبلاد إفريقيا وغيرها.. (4).

10: وهم يعتقدون بالله ربّاً، وبمحمد (صلى الله عليه وآله) نبيا، وبالإسلام دينا، وبالقرآن كتابا، وبالكعبة قبلة، وبسؤال منكر ونكير في القبر، وبالحساب يوم القيامة، وبالجنة، وبالنار، وبسائر ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) من عند ربه.

11: كما إنهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الخمس والزكاة، ويصومون شهر رمضان، ويحجون البيت الحرام، ويوجبون الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويوالون أولياء الله، ويعادون أعداء الله.

12: ولهم القدح المعلى في الخيرات والمبرات، والمواظبة على المندوبات والمستحبات، والالتزام بالفضائل، والاجتناب عن المحرمات والرذائل.

13: وهم يرون أن الإسلام دين كامل نزل من عند الله لسعادة البشر، فكل ما في الإسلام يجب تطبيقه في مختلف مجالات الحياة، وأنه لا سعادة للبشر إلا بتطبيق قوانين الإسلام، والاستغناء عن قوانين الشرق والغرب ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)(5) و(حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، و حرامه حرام إلى يوم القيامة)(6).

14: وهم يرون وجوب توحيد المسلمين تحت لواء واحد، كما أمر الله سبحانه:

( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)(7)، ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)(8).

كما يرون لزوم حل هذه الخلافات التي سببت الفرقة بين المسلمين على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة، بعيداً عن الفوارق المختلفة والعصبيات الممقوتة والأحزاب والتكتلات غير الصحيحة بأي اسم كانت وبأي لون.

15: وهم يرون أن كل قانون يخالف الإسلام حرام باطل لايجوز العمل به، كما قال سبحانه: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)(9).

الفصل الثاني       

خلفاء الرسول(ص)        

(الشيعة) تعتقد بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) عيّن من بعده اثني عشر خليفة، كما ورد في الحديث المتواتر عند المسلمين من قوله (صلى الله عليه وآله): (الخلفاء بعدي اثنا عشر)(10).

وقد ورد في أحاديث(11) متعددة عن الرسول(صلى الله عليه وآله) أنه عيّن أسماء الخلفاء من بعده كما روي في ينابيع المودة(12) عن الرسول(صلى الله عليه وآله) في حديث أنه سأله شخص عن الأوصياء من بعده، فقال: أخبرني عن وصيك من هو ؟ فقال(صلى الله عليه وآله) :

(إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين، قال: يا محمد فسمّهم لي ؟ قال(صلى الله عليه وآله) : إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمّد المهدي).

ولنذكر(13) مختصراً من أحوال كل واحد منهم (عليهم السلام)؛ ونبدأ بأحوال بنت النبي (صلى الله عليه وآله)، زوج الوصي، أمهم: فاطمة (عليها السلام) .

بنت النبي

هي فاطمة الزهراء(عليها السلام)، أبــــوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) محمد بن عبد الله، وأمها السيدة العظيمة (خديجة) أم المؤمنين (عليها السلام) ، وزوجها سيد الأوصياء علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، وأولادها وأحفادها الأئمة الطاهرون(عليهم السلام).

ولدت في يوم العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ، وتوفيت يوم الثلاثاء ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة من الهجرة، وعمرها ثمان عشرة سنة، قام بتجهيزها أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها في المدينة وأخفى قبرها حسب وصيتها.

وكانت (عليها السلام) كأبيها في العبادة والزهد والفضيلة، وأنزل الله فيها آيات من القرآن الحكيم(14).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقّبها بـ«سيدة نساء العالمين»(15)، وكان يحبها حبّاً كثيراً حتى أنها كانت إذا دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحّب بها وقام لها وأجلسها في محله وربما قبّل يديها، وكان (صلى الله عليه وآله) يقول:«إن الله يرضى لرضا فاطمة، ويغضب لغضبها»(16).

وولدت لأمير المؤمنين (عليه السلام): الإمام الحسن، والإمام الحسين (عليهما السلام)، والمحسن (عليه السلام) لكنه سقط لما أصابها من الأذى، والسيدة زينب (عليها السلام) ، والسيدة أم كلثوم (عليها السلام).

الإمام الأول       

هو علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه فاطمة بنت أسد، ابن عم رسول الله(صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته، والخليفة على الناس من بعده: أمير المؤمنين، والد الأئمة (عليهم السلام).

ولد في الكعبة المعظمة بمكة، يوم الجمعة، ليلة ثالث عشر من رجب بعد ثلاثين سنة من ولادة رسول الله(صلى الله عليه وآله) .

واستشهد ليلة الجمعة في مسجد الكوفة في المحراب، بسيف ابن ملجم الخارجي(لعنه الله) ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، ولحق بالرفيق الأعلى بعد ثلاثة أيام من ضربه، وعمره الشريف ثلاث وستون سنة.

قام بتجهيزه الإمامان الحسن والحسين (عليهما السلام) ودفن في النجف الأشرف حيث مرقده الآن.

وله من الفضائل والمناقب ما لا يحصى: فقد كان أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ولم يسجد لصنم قط، وكان النصر معقوداً برايته في جميع حروبه (صلى الله عليه وآله) ولم ينهزم قط، وقد بلغ من حسن قضائه أنه قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) :«أقضا كم علي»(17).

ومن كثرة العلم أن قال(صلى الله عليه وآله) فيه: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»(18).

ومن تلازمه الحق أن قال(صلى الله عليه وآله) فيه: «علي مع الحق والحق مع علي»(19).

وكان (عليه السلام) عادلا في الرعية، قاسما بالسوية، زاهداً في حطام الدنيا، فكان يأتي إلى بيت المال وينظر إلى الذهب والفضة ويقول:(يا صفراء ويا بيضاء غرِّي غيري)(20) ثم يفرقها على الناس..

وكان (عليه السلام) يرحم المسكين، ويجالس الفقراء، ويقضي الحوائج، يحكم بالحق، ويقضي بالعدل.

وبالجملة هو كالنبي(صلى الله عليه وآله) في جميع الصفات، إلا النبوة حتى جعله الله تعالى في آية المباهلة(21) نفس النبي(صلى الله عليه وآله) .

الإمام الثاني       

هو الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد(صلى الله عليه وآله) ، وهو سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) وثاني خلفائه،والإمام على الناس بعد أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام).

ولد في المدينة المنورة يوم الثلاثاء في منتصف شهر رمضان في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وتوفي شهيداً بالسم يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع وأربعين، قام بتجهيزه أخوه الإمام الحسين (عليه السلام)، ودفن في البقيع في المدينة المنورة حيث مضجعه الآن.

وكان (عليه السلام) أعبد الناس في زمانه، وأعلمهم، وأفضلهم، وكان أشبه الناس بالنبي(صلى الله عليه وآله) ، وكان أكرم أهل البيت(عليهم السلام) في زمانه، وأحلم الناس.

وكان من كرمه:

أن قدّمت له جارية من جواريه طاقة ريحان، فقال لها: أنت حرة لوجه الله، ثم قال: كذا أدبنا الله ..قال الله تعالى: ( وإذا حُيِّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها) (22)) (23).

ومن حلمه: أن شامياً رآه راكباً، فجعل يلعنه، والحسن (عليه السلام) لا يرد عليه، فلما فرغ ، أقبل الحسن (عليه السلام) فسلّم عليه وضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كانت لك حاجة قضيناها لك..

فلما سمع الرجل كلامه بكى، وقال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالاته(24).

الإمام الثالث        

هو الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأمه فاطمة الزهراء بنت محمد(صلى الله عليه وآله) ، وهو سبط رسول الله، وثالث خلفائه، وأبو الأئمة التسعة من بعده، والإمام على الناس بعد أخيه الحسن (عليه السلام).

ولد بالمدينة المنورة ثالث شهر شعبان في السنة التي ولد فيها الحسن (عليه السلام)(25)، وقتل ظلماً بالسيف ظامئاً، في واقعة عاشوراء المشهورة يوم السبت العاشر من محرم الحرام سنة إحدى وستين من الهجرة، قام بأموره بعد ثلاثة أيام ولده الإمام زين العابدين (عليه السلام)، وواراه حيث قبره الآن في كربلاء المقدسة.

وفضله أكثر من أن يذكر، فهو ريحانة رسول الله(صلى الله عليه وآله) :

قال(صلى الله عليه وآله) :(حسين مني وأنا من حسين)(26).

وقال (صلى الله عليه وآله) فيه وفي أخيه الحسن (عليه السلام): (هما ريحانتاي من الدنيا)(27).

وقال(صلى الله عليه وآله) : (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)(28).

وقال(صلى الله عليه وآله) : (الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا)(29).

وكان (عليه السلام) أعلم الناس، وأعبدهم، فقد كان يصلي كل ليلة ألف ركعة كأبيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان يحمل في كثير من الليالي جرابا من الطعام إلى الفقراء، حتى شوهد أثره بعد قتله، وكان كريماً، عظيماً، حليماً، وإذا عصي الله تعالى شديداً.

ومن كرمه: أن أعرابياً قصده مستعطياً، وأنشد فيه:

لم يخب الآن من رجاك ومن          حـرّك من دون بابك الحلقــة

أنت جواد وأنــــــت معتمـــد           أبوك قد كان قاتل الفسقــــة

لولا الذي كان من أوائلكـــم          كانت علينا الجحيم منطبقـة

فأعطاه الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف دينار، واعتذر قائلا:

خذها فإني إليــــــك معـــتـــــذر          واعلم بأني عليك ذو شفـــقـــة

لو كان في سيرنا الغداة عصى          أمست سمانا عليك منـــدفقــــة

لكن ريب الزمـــــان ذو غــــير          والكف مني قليلة النـــفـــقــــة

وقد أحيى (عليه السلام) بنهضته الجبارة ـ التي لم يسبق لها في العالم مثيل ـ شريعة الإسلام، ودين جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل وأحيى العالم كله إلى يوم القيامة، فهو (عليه السلام) سيد الشهداء وأفضل الناس بعد أخيه.

الإمام الرابع       

هو الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) و أمه (شاه زنان) بنت الملك (يزدجرد) ولد بالمدينة المنورة يوم النصف من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين يوم فتح أمير المؤمنين علي (عليه السلام) البصرة، ومات مسموماً يوم السبت الخامس والعشرين من شهر المحرم سنة خمس وتسعين، وعمره الشريف سبع وخمسون سنة، ودفن في المدينة المنورة بالبقيع.

وكان (عليه السلام) في العلم، والعبادة، والفضيلة، والورع، وإغاثة الملهوفين.. أوحدي زمانه، وقد روى عنه الفقهاء ما لا يحصى كثرة وحفظ عنه من المواعظ والأدعية، وغيرها.. الشيء الكثير.

وكان (عليه السلام) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب، حتى يأتي باباً باباً من دور الفقراء فيقرعه ثم يناوله من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه لئلا يعرفه الفقير، فلما مات عرفه أهل المدينة أنه (عليه السلام) كان صاحب الجراب. وكان (عليه السلام) يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والزمن والمساكين.

وكان من حسن أخلاقه: أن يدعو في كل شهر خدمه(30)، ويقول: من أراد منكن التزويج زوجتها أو البيع بعتها أو العتق أعتقتها.

وكان (عليه السلام) إذا أتاه السائل يقول: مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة.

وكان (عليه السلام) من شدة ورعه يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإذا حضرت الصلاة اقشعر جلده، واصفر لونه، وارتعد كالسعفة، ومن ألقابه (ذوالثفنات) لأثر السجود في جبهته وكفيه وركبتيه.

وشتمه رجل وأسمعه ما لا يحب وهو (عليه السلام) ساكت لايتكلم، وبعد مدة مضى إليه الإمام (عليه السلام) فظن الحاضرون أنه يريد أن يقابله بالمثل فقرأ (عليه السلام) ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)(31) ثم وقف على ذلك الرجل وقال: يا أخي إنك كنت قد وقفت عليَّ آنفاً وقلت وقلت، فإن كنت قد قلت ما فيَّ، فأنا أستغفر الله، وإن كنت قد قلت ما ليس فيّ، فغفر الله لك.

الإمام الخامس       

هو الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)، وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام)، ولد يوم الاثنين ثالث شهر صفر، ويقال: أول رجب، وكان ذلك عام سبع وخمسين، وهو أول علوي بين علويين، ومات مسموما يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة مائة وأربع عشرة، وله سبع وخمسون سنة، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.

وكان (عليه السلام) ذا فضل عظيم، وسؤدد، وديانة، وعلم غزير، وحلم واسع، وأخلاق حسنة، وعبادة وتواضع، وجود وسماحة.. وبلغ من حسن أخلاقه، أن قال له نصراني: أنت بقر!

قال (عليه السلام): أنا باقر.

قال: أنت ابن الطباخة.

قال (عليه السلام): ذاك حرفتها .

قال: أنت ابن السوداء الزنجية البذية.

قال (عليه السلام): إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك، فأسلم النصراني(32).

وكان (عليه السلام) في العلم كالبحر المواج، يجيب على كل مسألة يسأل عنه بدون توقف.

وقد قال ابن عطا المكي: ما رأيت العلماء عند أحد قط، أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، وقد رأيت الحكم بن عتيبةـ مع جلالته في القوم ـ بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(33).

وقال محمد بن مسلـــم: ما شجرني في قلبي شيء قـــــط إلا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام)، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث(34).

وكان (عليه السلام) دائم الذكر، حتى قال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله، ولو كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله)(35).

وكان (عليه السلام) كثير التهجد والعبادة، غزير الدمع.

الإمام السادس       

هو جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، وأمه فاطمة الملقبة بـ (أم فروة)، ولد بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر من شهر ربيع الأول ـ يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وآله) ـ وكان ذلك سنة ثلاث وثمانين، ومات مسموماً يوم الخامس والعشرين من شوال سنة مائة وثمان وأربعين، وعمره إذ ذاك خمس وستون سنة، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.

له (عليه السلام) من العلم والفضل، والحكمة والفقه، والزهد والورع، والصدق والعدل، والنبل والسؤدد، والكرم والشجاعة.. وسائر الفضائل، مالا يحصيه العادّون.

ولقد قال المفيد (رحمه الله): (ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار، ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد الله ـ أي الصادق (عليه السلام) ـ فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقاة على اختلافهم في الآراء والمقالات، فكانوا أربعة آلاف رجل..) الى آخر كلامه(36).

وأبو حنيفة إمام الحنفية كان من تلامذته.

ومن زهده: أنه (عليه السلام) كان يأكل الخل والزيت، ويلبس قميصاً غليظاً خشناً وربما لبس المرقّع، وكان يعمل بنفسه في بستانه.

ومن عبادته: أنه كان يصلي كثيراً، وربما غشي عليه في الصلاة، واستدعاه الهارون في ليلة.. قال الخادم: فصرت إلى بابه، فوجدته في دار خلوته معفراً خديه، مبتهلا بظهر يديه، قد أثر التراب في وجهه وخديه.

وكان (عليه السلام) كثير العطاء، حسن الخلق، لين الكلام، طيب المجالسة، ظريف المعاشرة.

الإمام السابع       

هو الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، وأمه حميدة المصفاة، ولد بـ(الأبواء) وهو منزل بين مكة والمدينة، يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة مائة وثمان وعشرين، وتوفي مسموماً في حبس هارون العباسي، بعد ما طال سجنه أربعة عشر سنة ظلماً واعتداءً، وكان ذلك في الخامس والعشرين من رجب سنة مائة وثلاث وثمانين، وتولى تجهيزه ولده الرضا (عليه السلام)، ودفن حيث مرقده الشريف الآن في الكاظمية.

وكان (عليه السلام) أعلم أهل زمانه، وأفضلهم، وأسخاهم، وأشجعهم،حسن الأخلاق، لطيف الشمائل، ظاهر الفضل والعلم، كبير القدر، عظيم الشأن، كثير العبادة، طويل السجدة.. ولكثرة ما كظم الغيظ سمي بـ (الكاظم)، ولعظم صلاحه كان يلقب بـ (العبد الصالح).

وقد ظهر من علمه بمختلف العلوم ما بهر الناس، ومن ذلك حديث (بريهة) كبير النصارى المشهور ولما أفحمه الإمام أسلم وحسن إسلامه(37).

ومن جوده (عليه السلام) أنه سأله فقير مائة درهم، فسأله الإمام عن مسألة اختباراً لمقدار معرفته، فلما أجاب أعطاه ألفي درهم.

وكان (عليه السلام) أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وأكثر الناس عبادة وتلاوة، و أطولهم سجوداً، وأغزرهم دموعا، وقد توفي (عليه السلام) في حال السجدة.

الإمام الثامن       

هو الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وأمه السيدة نجمة، ولد (عليه السلام) في حادي عشر ذي القعدة يوم الجمعة سنة مائة وثمان وأربعين بالمدينة المنورة، وتوفي مسموما يوم آخر صفر سنة مائتين وثلاث، وتولى تجهيزه ولده الجواد (عليه السلام)، ودفن في خراسان حيث مرقده الآن.

وعلمه وفضله، ونبله، وسخاؤه، وحسن خلقه، وتواضعه، وعبادته، أشهر من أن يذكر.

وقد طلب المأمون منه (عليه السلام) أن يتولى أمور الخلافة الإسلامية ـ مكانه ـ لكنه زهد في الدنيا ولم يقبل، حيث علم ما في ذلك، كما أن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يقبل الخلافة في الشورى حيث كان ذلك رهن كذب واحد، وهو أن يقول: (اقبل بيعتكم على أن أعمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين) بينما كان الإمام (عليه السلام)ينوي العمل حسب اجتهاده بعد الكتاب والسنة.

ولما لم يقبل الإمام الرضا (عليه السلام) الخلافة، أجبره المأمون على قبول (ولاية العهد)، فقبل الإمام ذلك على شرط أن لايتدخل في أي شيء من شؤون الدولة(38).

وقد ظهر من علومه الكثار بالنسبة إلى الأديان والمذاهب والمبادئ ـ في مجلس المناظرة الذي هيأه المأمون وغيره ـ ما صار حديث الركبان.

ومن عبادته: أنه (عليه السلام) كان يحيي أكثر الليالي، ويختم القرآن في ثلاثة أيام، وكثيراً ما كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكثيراً ما كان يسجد سجدات طويلة تستغرق ساعات، وكان كثير الصيام .

وكان (عليه السلام) كثير المعروف، كثير العطاء، وأكثر صدقاته في السر، خصوصا في الليالي المظلمة .

ومن آدابه (عليه السلام): أنه ما جفا أحداً بكلام قط، ولا أغلظ في القول، ولا اتكأ بين يدي جليس، ولم يقهقه أبداً، ولم يبصق أمام أحد قط، وإذا نصبت المائدة أحضر جميع أهله وخدمه(39) وأكل معهم .

الإمام التاسع      

هو الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)، وأمه السيدة سبيكة، ولد (عليه السلام) يوم العاشر من شهر رجب سنة مائة وخمس وتسعين في المدينة المنورة، وتوفي مسموماً في بغداد في آخر ذي القعدة سنة مائتين وعشرين، ودفن عند ظهر جده موسى ابن جعفر (عليه السلام) في الكاظمية، حيث قبره الآن.

وكان (عليه السلام) أعلم أهل زمانه، وأفضلهم، وأسخاهم كفًّا، وأطيبهم مجلساً، وأحسنهم خلقا، وأفصحهم لسانا، وكان إذا ركب يحمل ذهبا وفضة فلا يسأله أحد إلا أعطاه، وكان من يسأله من عمومته لا يعطيه أقل من خمسين دينارا، ومن سألته من عماته لا يعطيها أقل من خمسة وعشرين ديناراً.

ومن علمه الكثير الذي ظهر للناس: أن ثمانين من علماء الأمصار اجتمعوا عليه بعد منصرفهم من الحج فسألوه عن مسائل مختلفة فأجابهم جميعاً.

ومن غريب ما يحكى عنه (عليه السلام) أن جماعة كثيرة(40) اجتمعوا عنده وسألوه عن ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد(41)، فأجابهم عليها، غير ممتنع ولا غالط، وكان عمره إذ ذاك تسع سنين، لكن أمثال هذا ليس غريبا عن أهل بيت الوحي والتنزيل.

وزوّجه المأمون العباسي ابنته، بعد ما امتحنه بمسائل مهمة وأجاب على الجميع ـ في قصة مشهورة ـ .

الإمام العاشر       

هو الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)، وأمه السيدة (سمانة)، ولد (عليه السلام) بالمدينة المنورة خامس عشر ذي الحجة أو ثاني رجب سنة مائتين واثني عشرة، وتوفي مسموما بسامراء في يوم الاثنين ثالث شهر رجب سنة مائتين وأربع وخمسين، ودفن هناك حيث مضجعه الآن.

وكان (عليه السلام) أفضل أهل زمانه، وأعلمهم، وأجمعهم للفضائل، وأكرمهم كفا، وألينهم لسانا، وأعبدهم لله، وأطيبهم سريرة، وأحسنهم أخلاقا.

ومن كرمه ما رواه (الاربلي) من أن الخليفة أرسل إليه ثلاثين ألف درهم، فوهبها لأعرابي من أهل الكوفة وقال له: إقض منه دينك وانفق الباقي على عيالك وأهلك، واعذرنا، فقال له الأعرابي: يا بن رسول الله والله إن أملي كان يقصر عن ثلث هذا ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالاته، وأخذ المال وانصرف(42).

الإمام الحادي عشر       

هو الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، وأمه السيدة (جدة)، ولد (عليه السلام) يوم الاثنين عاشر ربيع الآخر سنة مائتين واثنتين وثلاثين، وتوفي مسموما يوم الجمعة الثامن من شهــــر ربيع الأول، وقام بتجهيزه ولده الإمام الحجة (عليه السلام) ودفن عند أبيه بسامراء حيث مزاره الشريف الآن.

وفضله، وعلمه، ونبله، وشرفه، وسؤدده، وعبادته، وتواضعه، وسائر مكارم أخلاقه لا يخفى على أحد.

وكان (عليه السلام) حسن القامة، جميل الوجه، متناسق الجسم، له مهابة وعظمة على صغر سنه، وكان يمثل بالنبي(صلى الله عليه وآله) في أخلاقه.

ومن أحاديث كرمه: ما رواه إسماعيل قال: قعدت لأبي محمد (عليه السلام) على ظهر الطريق، فلّما مرّ بي شكوت إليه الحاجة وحلفت انه ليس عندي درهم فما فوقه ولا غداء ولا عشاء، فقال (عليه السلام): (تحلف بالله كاذبا وقد دفنت مائتي دينار؟! وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية، أعطه يا غلام ما معك) فأعطاني غلامه مائة دينار(43).

وقصده رجل ـ لما سمع من سماحه وكرمه ـ وكان محتاجا إلى خمسمائة درهم، فأعطاه (عليه السلام) خمسمائة درهم، وثلاثمائة درهم.وقد شهدت النصارى بأنه (عليه السلام) مثل المسيح في فضله وعلمه وإعجازه(44).

وكان (عليه السلام) كثير العبادة، دائم التهجد، واضح الصلاح، كثير الهيبة.

الإمام الثاني عشر       

هو الإمام الحجة المهدي، محمد بن الحسن (عليه السلام)، وأمه السيدة (نرجس)، ولد بسامراء ليلة النصف من شعبان سنة مائتين وخمس وخمسين.

وهذا الإمام هو آخر حجج الله على الأرض، وخاتم خلفاء رسول الله، وآخر أئمة المسلمين الإثنى عشر ، وهو بعد في دار الدنيا قد أطال الله تعالى ـ بمشيئته ـ عمره الشريف، وهو غائب عن الأبصار، وسيظهر في آخر الزمان بعد ما ملئت الدنيا ظلماً وجوراً، ليملأها عدلاً وقسطا.

وقد أخبر(45) النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بأنه يبقى حياً لا يموت حتى يظهر ويملك الدنيا بحذافيرها فيبسط العدل، ويبيد الجبابرة ( ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(46).

اللّهم عجِّل فرجه، وسهِّل مخرجه، واجعلنا من أنصاره وأعوانه.

وحيث أن هذا الإمام العظيم، اختفى عن الأبصار بأمر الله تعالى وهو في داره، اتخذ المسلمون المحل المنسوب إليه ـ في سامراء ـ المشتهر بـ: (سرداب الغيبة) مزاراً ومعبداً.

خاتمة       

لقد انقسم المسلمون ـ من جراء السياسات المتطرفة والعصبيات والملابسات وما أشبه ـ إلى عدة فرق: سنة، وشيعة، وخوارج، وزيدية، وآقا خانية، وعلوية، وبهرة، وغيرها..

ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى الأُلفة والتفاهم، فمن الضروري لمن يؤمن بالله واليوم الآخر، ويتخذ القرآن منهجا، والسنة دستوراً، أن يجاهد لرفع هذه الخلافات، لتجري المياه في مجاريها، وليعود إلى المسلمين ما فقدوه من ائتلاف ووحدة، وإلا كنا ( كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)(47).

والله المسؤول أن يوفق الجميع لما فيه رضاه، والحمد لله رب العالمين .

كربلاء المقدسة          

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

 

1 - الإحصاءات الأخيرة تقول بأن الشيعة أكثر من 500 مليون.

2 - راجع (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) للشيخ الطهراني.

3 - راجع ( دول الشيعة في التاريخ) للشيخ مغنية، و..

4 - يمكن مراجعة المؤسسات الشيعية وعلمائهم في جميع انحاء العالم ويمكن تحصيل عناوينها عبر الانترنت أو ما أشبه.

5 - سورة آل عمران: 85 .

6 - بصائر الدرجات: ص148 ب13 ح7.

7 - سورة آل عمران: 103 .

8 - سورة الأنفال: 46 .

9 - سورة المائدة: 44.

10 - رواه (البخاري) و(الترمذي) و(مسلم) و(أحمد) و(أبو داود) وغيرهم.

راجع مسند أحمد رقم الحديث 19944، وفيه: (يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).

وصحيح مسلم: ح3395، وفيه: (عن سمان بن حرب قال: سمعت جابر ابن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لايزال الإسلام عزيزاً إلى اثنتي عشر خليفة، ثم قال كلمة لم افهمها، فقلت لأبي: ما قال فقال: كلهم من قريش).

وأيضاً صحيح مسلم: ح3396، وفيه: (عن جابر بن سمرة قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله) لايزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشرة خليفة قال: ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي: ما قال فقال: كلهم من قريش).

وأيضاً صحيح مسلم: ح3397، وفيه: (عن جابر بن سمرة قال: انطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي أبي فسمعته يقول لايزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثنتي عشر خليفة فقال كلمة صمنيها الناس، فقلت لأبي: ما وقال:.. كلهم من قريش).

أيضاً صحيح مسلم: ح3394، وفيه: (عن جابر بن سمرة: قال سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لايزال أمر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت عليّ، فسألت أبي: ماذا قال رسول الله؟ فقال: كلهم من قريش).

وراجع مسند أحمد: ح20000، وفيه: (عن جابر بن سمرة خطبنا رسول الله بعرفة فقال: لايزال هذا الدين عزيزاً منيعاً ظاهراً على من ناوآه لايضره من فارقه أو خالفه حتى يملك اثنا عشر كلهم من قريش).

وأيضا انظر الحديث 19875 و19884،19887،19892،199101، 19914، 19925، 19944.

وصحيح البخاري: ج8 ص104 (الأحكام).

وراجع الترمذي: ج2 ص35، وكنز العمال: ج6 ص201.

ومستدرك الصحيحين: ج4 ص501.

11 - راجع بحار الأنوار: ج36 ص283 و 284 ب41 ح106، والصراط المستقيم: ج2 ص144.

12 - راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي، ص529 الباب السادس والسبعون في بيان الأئمة الاثني عشر بأسمائهم. وأيضاً فرائد السمطين: ج2 ص132 الحديث 431. وغاية المرام : ص743 الحديث 57.

13 - هذا إلى آخر أحوال الأئمة نقل من كتاب (المسلم) للمؤلف ـ دام ظله ـ

14 - راجع كتاب (فاطمة في القرآن) لآية الله السيد صادق الشيرازي.

15 - راجع روضة الواعظين: ص149، وفيه: (قال(صلى الله عليه وآله) : فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين). وراجع مسند ابن حنبل: ج60 ص282، وطبقات ابن سعد: ج2 ص40، واسد الغابة لابن الاثير: ج5 ص522، وخصائص النسائي: ص34، ومسند أبي داود: ج6، وحلية الاولياء لابن نعيم: ج2 ص29، ومستدرك الصحيحين: ج3 ص156.

16 - راجع ارشاد القلوب: ص231، وفيه: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حقها: فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني، يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها). وراجع ايضاً مستدرك الصحيحين: ج3 ص153، وفيه: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك) ورواه ابن الاثير في اسد الغابة: ج2 ص522، وابن حجر في اصابته: ج8 ص159، وفي تهذيب التهذيب: ج12 ص441، وكنز العمال: ج7 ص11، وكنز العمال: ج6 ص219، وميزان الاعتدال للذهبي: ج2 ص72 وذخائر العقبي: ص39.

17 - المناقب: ج2 ص33.

وراجع ايضا الاستيعاب لابن عبد البر: ج1 ص8، وفيه: (روي فيه حديثاً عن النبي (صلى الله عليه وآله) بطرق متعددة: وأقضاها علي ـ أي وأقضى الأمة ـ).

وفي حديث آخر: (علي أقضى أمتي)، وفي حديث ثالث عن أبي سعيدالخدري قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أقضاهم علي بن أبي طالب) ووردت أيضاً هذه الرواية في مرقاة المفاتيح لعلي بن سلطان ج5 ص582، وأيضاً الاستيعاب: ج2 ص462، والعسقلاني في فتح الباري: ج9 ص233: عن أنس رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله): (أقضى أمتي علي بن أبي طالب).وفي الرياض النضرة: ج2 ص198، وذخائر العقبي: ص83 و …

18 - الأمالي للشيخ الصدوق: ص345، المجلس 55.

واخرجه أيضاً الطبراني في الكبير عن ابن عباس كما في ص107 من الجامع الصغير للسيوطي، وأخرجه الحاكم في مناقب علي ص226 من الجزء الثالث. ومستدرك الصحيحين: ج3 ص126، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج4 ص348، وج7ص172 وج11 ص48و49، وأسد الغابة لابن الاثير: ج4 ص22، وتهذيب التهذيب لابن حجر: ج6 ص320 وج7 ص427، وكنز العمال: ج6 ص152، وفيض القدير: ج3 ص46، والهيثمي في مجمعه: ج9 ص114، والرياض النضرة: ج2 ص193، وكنوز الحقائق: ص43.

19 - الفصول المختارة: ص97. وراجع أيضاً: صحيح الترمذي: ج2 ص298، ومستدرك الصحيحين: ج3 ص119،124، والهيثمي في مجمعه: ج7 ص243، وج9 ص134، وكنز العمال: ج6 ص157.

20 - المناقب: ج3 ص257.

21 - وهي قوله تعالى: ( فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) سورة آل عمران: 61.

22 - سورة النساء: 86.

23 - كشف الغمة: ج2 ص31.

24 - المناقب: ج4 ص19.

25 - أي قبل مرور سنة كاملة على ولادة الإمام الحسن (عليه السلام).

26 - الإرشاد ج2 ص127.

وراجع أيضاً صحيح الترمذي: ج2 ص2037، مستدرك الصحيحين: ج3 ص177، كنز العمال: ج6 ص221، وكنز العمال: ج7 ص107.

ومسند ابن حنبل: ج4 ص172، وأسد الغابة لابن الاثير: ج2 ص19، وج5 ص130، ورواه أبن ماجة في سننه في باب فضائل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ورواه البخاري في الأدب المفرد باب معانقة الصبي.

27 - راجع صحيح الترمذي: ج2 ص306، وفيه: (سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (إن الحسن والحسين هما ريحانتاي)، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده: ج2 ص85، 93،114،153.

ورواه أبو داود في مسند: ج8 ص160، وحلية أبي نعيم: ج5 ص70 وخصائص النسائي: ص37، وفتح الباري في شرح البخاري: ج8 ص100.

28 - أمالي الصدوق: ص473 المجلس72 ح6.

وراجع أيضاً صحيح الترمذي: ج2 ص306، ومسند ابن حنبل: ج3 ص3، 62، 82. وحلية أبي النعيم: ج5 ص71، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج9 ص231،232، وفي ج10 ص90. ومستدرك الصحيحين: ج3 ص167، والاصابة لابن حجر: ج1 القسم الأول ص266، والاصابة: ج6 القسم الرابع ص186، وخصائص النسائي: ص34، والهيثمي في مجمعه: ج9 ص182، 183، و184. وكنوز الحقائق للمناوي: ص81 وذخائر العقبي: ص129.

29 - المناقب: ج3 ص394.

30 - (الخَدَم) جمع (خادم) للجنسين، يقال: هو خادم، وهي خادم وخادمة.. راجع لسان العرب مادة (خدم).

31 - سورة آل عمران : 134.

32 - المناقب: ج4 ص207.

33 - أعلام الورى: ص269 الفصل الرابع.

34 - الاختصاص: ص201.

35 - عدة الداعي: ص248 ب5.

36 - الارشاد: ج 2 ص179.

37 - راجع بحار الأنوار: ج10 ص235 ب16 ح1.

38 - وذلك لسلب الشرعية عن المأمون.

39 - مفرده: (خادم) للذكر والأنثى، فيقال: هو خادم، وهي خادم وخادمة، راجع لسان العرب مادة (خدم).

40 - من كبار العلماء والسياسيين.

41 - ربما استمر عدة أيام، كالمؤتمرات في هذا اليوم.

42 - كشف الغمة (للاربلي): ج2 ص375.

43 - الارشاد: ج2 ص332.

44 - راجع بحار الأنوار، تاريخ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) .

45 - راجع بحار الأنوار: ج47 ص317 ب10 ح8.

وراجع مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج1 ص99، وفيه: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عزوجل رجلاً منا يملأها عدلاً كما ملئت جوراً). وشبهه ورد في الكتب التالية:

أسد الغابة: ج2 ص259، وصحيح أبي داود: ج27، ومستدرك الصحيحين: ج4 ص 557. ص 258، وصحيح ابن ماجة في باب الجهاد، وصحيح ابن ماجة في أبواب الفتن.

وحلية الأولياء لأبي نعيم: ج3 ص177، ومسند ابن حنبل: ج1 ص84.

46 - سورة التوبة: 33.

47 - سورة النحل: 92.