الفهرس

المؤلفات

 العقائد الاسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الشيعة

الأئمة (ع)

الأنبياء (ع)

القرآن

الاسلام

روايات عن رسول الله (ص)

الأمـــــة

 

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، وبعد:

تلوح في الأفق ـ منذ سنوات ـ بوادر الوحدة الإسلامية، فقد تقاربت الفئات الإسلامية من بعضها البعض، على أثر:

1: جهود المجاهدين في سبيل جمع شمل المسلمين.

2: خطر العدو المشترك، الذي يتمثل في الانحلال والإلحاد من ناحية، وفي الصليبية من ناحية ثانية، وفي الصهيونية من ناحية ثالثة.

ولكن الطريق أمام الوحدة الإسلامية، لازال شاقاً وطويلاً، فالواجب على المسلمين الواعين أن يكرّسوا أنفسهم لمتابعة السير، وذلك بـ :

الف: تعميم الثقافة الدينية الموحدة التي تنبع من القرآن الحكيم والسنة المطهرة.

ب: تعميم الثقافة الدنيوية من علوم الاقتصاد والسياسة والتكنولوجيا والطب وغيرها، ليتمكن المسلمون من النهضة أمام القوى العالمية، نهضة تنفض عنهم غبار التخلّف، وتلحقهم بركب الحضارة التي تمكنهم من استعادة مركزهم في قيادة العالم إلى خير الدنيا وسعادة الآخرة.

وحيث أن موسم الحج فرصة متاحة لتعارف المسلمين وإنقاذهم من سوء الطعن ببعضهم ووسوسة الشكوك فيما بينهم..

وحيث أن الكثيرين من أبناء الطائفة الإسلامية السنية، لايعرفون إلا القليل عن الطائفة الإسلامية الشيعية، وضعنا هذا الكرّاس (الذي هو الحلقة العاشرة في سلسلةٍ تعنى بتعريف الشيعة) من أجل تضييق الشقّة بين الطوائف الإسلامية، والله المستعان.

الكويت                 

3/ شوال/ 1392هـ         

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

1: الإسلام     

الإسلام ـ في نظر الشيعة ـ مجموعة أفكار وأعمال يمكن تجميعها في الخطوط التالية:

الف: (الأصول الخمسة) وهي العقائد الأساسية:

1: التوحيد

2: العدل

3: النبوة

4: الإمامة

5: المعاد.

ب: (الفروع العشرة) وهي العبادات الرئيسية:

1: الصلاة

2: الصوم

3: الخمس

4: الزكاة

5: الحج

6: الجهاد

7: الأمر بالمعروف

8: النهي عن المنكر

9: التولّي لله وأوليائه

10: التبرّي من أعداء الله وأعداء أوليائه.

ج: (الأحكام): وهي الواجبات والمستحبات والمباحات والمكروهات والمحرمات المفصلة في كتب الفقه.

ويدخل في هذا النطاق جميع أبواب الفقه، من البيع والإجارة، والقضاء، والأحوال الشخصية، والحدود والديات… إلى آخرها.

ومن لم يلتزم بأحكام الإسلام في مجاله الشخصي فهو فاسق، ومن لم يلتزم بها في مجال الحكم فهو كافر كما قال الله سبحانه: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)(1).

د: (الأخلاق) وهي نظرة تعديل في سلوك الإنسان، باستحباب الأخلاق الفاضلة كالصدق والوفاء والاستقامة، واستكراه الأخلاق الوضيعة كالكذب والخيانة والانحراف.

2: القرآن     

القرآن ـ في رأي الشيعة ـ هو الكتاب السماوي الذي أنزله الله على رسوله: محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) لإخراج الناس من ظلمات الجهل والفقر والجريمة إلى نور العلم والحق والسعادة، فختم به الشرائع، وجعله دستوراً للبشرية جمعاء، إلى يوم القيامة.

والقرآن هو هذا الكتاب الموجود بين الدفتين، المنتشر في كل الدنيا بمختلف اللغات، يتلى آناء الليل وأطراف النهار، في البيوت والمساجد والإذاعات وغيرها، لا تحريف فيه ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقيصة، كما قال سبحانه: ( إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون)(2).

والقرآن هو مصدر عزة المسلمين الأولين وسعادتهم حيث أخذوا به دستوراً للتنفيذ.

والأجيال المسلمة المعاصرة والصاعدة إذا أرادت التقدم والفوز، كان عليها الأخذ به دستوراً للتنفيذ، وإذا تركته تتخبط في الشقاء والضلال، قال تعالى:

( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)(3).

3: الأنبياء (عليهم السلام)     

والأنبياء ـ في عقيدة الشيعة ـ رسل الله تعالى إلى خلقه، الذين بعثهم إلى الناس بأحكامه، وولاّهم قيادة الناس في دنياهم وتوجيههم إلى آخرتهم..

وعددهم مائة وأربعة وعشرون ألف نبي ورسول، أوّلهم آدم وآخرهم وأفضلهم محمد بن عبد الله (عليهم جميعاً صلوات الله)..

خمسة منهم أولوا العزم ـ أي الذين كانت رسالاتهم عالمية ـ وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم الصلاة والسلام)، والأنبياء جميعاً إخوة في الله نعظمهم جميعاً ونواليهم جميعاً و( لا نفرّق بين أحدٍ من رسله)(4).

4: الأئمة (عليهم السلام)      

والأئمة الذين ـ تعتقد الشيعة ـ بوجوب اتباعهم كما أمر الرسول (صلى الله عليه وآله)(5): إثني عشر إماماً، بعدد نقباء بني إسرائيل، وهم:

1: علي بن أبي طالب: أمير المؤمنين(عليه السلام).

2: الحسن بن علي: المجتبى (عليه السلام).

3: الحسين بن علي: سيد الشهداء (عليه السلام).

4: علي بن الحسين: زين العابدين (عليه السلام).

5: محمد بن علي: الباقر (عليه السلام).

6: جعفر بن محمد: الصادق (عليه السلام).

7: موسى بن جعفر: الكاظم (عليه السلام).

8: علي بن موسى: الرضا (عليه السلام).

9: محمد بن علي: الجواد (عليه السلام).

10: علي بن محمد: الهادي (عليه السلام).

11: الحسن بن علي: العسكري (عليه السلام).

12: المهدي بن الحسن: المنتظر (عليه السلام).

والإمام المهدي المنتظر، غائب عن الأنظار، بأمر الله تعالى، فإذا أذن الله له ظهر بالقوة، ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً، بعد ما ملئت ظلماً وجوراً، كما ورد عن الرسول الأكـــرم (صلى الله عليه وآله) في أحاديث صحيحة متواتــــرة في كتب عامة المسلمين(6).

والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)وابنته الصديقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والأئمة الإثنا عشر(عليهم السلام) معصومون، عصمهم الله من الذنب والخطأ والسهو والنسيان، ويجب إتباعهم في كل قول وفعل وتقرير، وهذا هو السنة ـ حسب اصطلاح الفقهاء ـ .

والمعصومون الأربعة عشر (عليهم السلام) هم أولياء الله الذين من أتبعهم نجا ومن تخلّف عنهم هلك، وهؤلاء خطّطوا للحياة الكريمة ـ بتوجيه من الله ـ فهم أفضل من جميع المكتشفين والسياسيين والعلماء، لأنهم عجزوا عن التخطيط للحياة الكريمة.

5: الشيعة      

والشيعة هم: من شايع علياً وأولاده الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، إتباعاً للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث قال قبل وفاته: «إني يوشك أن أدعى فأجيب، وإني تاركٌ فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(7).

وقال: «يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون»(8).

وتدل الإحصاءات الأخيرة على أنه يربو عدد الشيعة على مأتي مليون نسمة(9)، موجودون في أكثر بلاد العالم..

ولهم في العراق وايران والهند والباكستان والخليج ولبنان وسوريا وأفغانستان وتركيا وإندونيسيا والسعودية واليمن، وبعض بلاد إفريقيا وغيرها.. معاهد علمية ومؤسسات ومساجد ومكتبات وعلماء وكتّاب.

ولهم مواقف دينية مشرّفة منذ عهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وإلى اليوم، ومن أحبّ التوسّع في معرفتهم فليراجع أيّ بلد يتواجدون فيه، ليطّلع على كنوز من المعرفة والجهاد والإخلاص.

6: الأمّة      

ترى الشيعة أن المسلمين ـ رغم تعدد طوائفهم ـ أمة واحدة، وأن أيّة محاولة لإلقاء التفرقة بينهم باسم الأقليات أو القوميات أو الطائفيات أو غيرها، لا يجوز شرعاً ولا عقلاً.

وأن الاختلاف في الفروع بين الطوائف الإسلامية ـ النابع عن اختلاف الاجتهادات، مع مراعاة المجتهد الالتزام بالكتاب والسنة ـ لا يوجب تفرقة في الأمة.

كما ترى الشيعة وجوب تظافر الجهود لتوحيد كلمة المسلمين تحت لواء القرآن الحكيم والسنة المطهرة، وأن أي حكم أو قانون لا يستمدّ من هذين المصدرين، فهو باطل يجب دحضه.

وأن من الواجب تكريس الطاقات لنشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وتصعيده إلى مستوى الحكم، وكمقدمة لذلك يجب ما يلي:

1: تثقيف المسلمين ثقافة شاملة لأمور الدين والدنيا معاً، حتى يكون لدى المسلمين وعي عام، يؤدي بدوره إلى رأي عام.

2: إيجاد الذهنيات الإسلامية المندفعة نحو العمل البنّاء المستمر في نطاق الأمة.

3: تنسيق الجهود الإسلامية المبذولة على مختلف الصعد، لتتحرّك نحو هدف واحد، وفي ظل نظام واحد.

4: تأسيس المؤسسات الإسلامية في أوسع نطاق ممكن وبمختلف ألوانها من ثقافية واجتماعية وتربوية وغيرها، لتكون قواعد إشعاع، ومراكز تجمّع.

5: تصنيع البلاد الإسلامية، بالصناعات الخفيفة والثقيلة، حتى لا تحتاج إلى الأجانب، فتجرّها الحاجة إلى الانصياع والاستسلام.

قال تعالى: ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)(10).

وقال (صلى الله عليه وآله): «الإسلام يعلو ولا يعلى عليه»(11).

ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما فيه سعادتنا وسيادتنا، وأن يتقبّل من الحجاج الكرام مناسكهم، إنه سميع مجيب.

وهذا آخر ما أردنا بيانه في هذا الكتاب، والله الموفق وهو المستعان. 

روايات عن رسول الله (ص)      

احمد بن حنبل في مسنده، تحت الرقم 10707 ـ حسب ترقيم العالمية ـ : عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما).

واحمد ايضا في مسنده تحت الرقم 20667 - حسب ترقيم العالمية - عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض جميعا).

وقال ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق: بسنده عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (كنّا عند النّبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل عليّ بن أبي طالب، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثمّ قال: والّذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنّه أوّلكم إيماناً معي وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله وأعدلكم في الرعيّة، وأقسمكم بالسويّة، وأعظمكم عند الله مزيّة، قال جابر ونزلت: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصّالحات أولئك هم خير البرّية)(12). قال جابر: فكان أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) إذا أقبل عليّ قالوا: قد جاء خير البرّية)(13).

وابن عساكر أيضاً في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق: بسنده عن محمّد بن جحادة، عن الشعبي عن عليّ (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (أنت وشيعتك في الجنّة)(14).

وابن عساكر ايضا في ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق(15): بسنده عن يعقوب بن جعفر بن أبي كثير المدني، عن مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد، قال: (كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطريق مكّة وهو متوجه إليها(16) فلمّا بلغ غدير خمّ الذي بخم وقف الناس ثم ردّ من مضى، ولحقه منهم من تخلف، فلمّا اجتمع الناس قال: أيّها الناس هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهمّ اشهد، ثمّ قال: أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثاً، ثمّ أخذ بيد عليّ (عليه السلام) فأقامه فقال: من كان الله ورسوله وليّه، فهذا وليّه، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه).

وأيضاً تحت رقم (577) قال: أخبرنا أبو الحسن بن قبيس... أنبأنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن مطر الورّاق، عن شهر ابن حوشب، عن أبي هريرة قال: (من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بيد عليّ بن أبي طالب فقال : ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم! فأنزل الله عز وجلّ: ( اليوم أكملت لكم دينكم...)(17) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستّين شهراً، وهو أوّل يوم نزل جبرئيل بالرسالة)(18).

الكويت               

3 شوال 1392هـ         

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

 

1 ـ سورة المائدة: 44.

2 ـ سورة الحجر: 9.

3 ـ سورة طه: 124.

4 ـ سورة البقرة: 285.

5 ـ راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي، ص529 الباب السادس والسبعون في بيان الأئمة الاثني عشر بأسمائهم. وأيضاً فرائد السمطين: ج2 ص132 الحديث 431. وغاية المرام : ص743 الحديث 57.

6 ـ انظر كتاب (المهدي في السنة) لآية الله السيد صادق الشيرازي.

7 ـ راجع كنـز العمال: ج1 ص165 ح945 ط2، ومناقب علي بن أبي طالب (عليه السلام) لإبن المغازلي الشافعي: ص235 ح283 ط1 بطهران، والصواعق المحرقة: ص148 ط المحمدية، وذخائر العقبى: ص16، وإسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: ص108 ط السعيدية، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص35 و40 و226 و355، والطبقات الكبرى لابن سعد: ج2 ص194. و…

8 ـ راجع كنوز الحقائق: ص92، وفيه: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة)، وأيضاً كنوز الحقائق: ص82، ومجمع الزوائد: ج1 ص131، والصواعق المحرقة: ص96، والدر المنثور للسيوطي. و…

9 ـ عدد الشيعة حالياً أكثر من 500 مليون نسمة.

10 ـ سورة (المنافقون): 8.

11 ـ الوسائل: ج26 ب15 ص125 ح32640.

12 ـ سورة البيّنة: 6.

13 ـ تاريخ ابن عساكر: ج2 ص442 تحت الرقم: 958.

14 ـ ابن عساكر: ج2 ص344 تحت الرقم: 853.

15 ـ تاريخ ابن عساكر: ج2 ص53، تحت الرقم: 554، ط بيروت، ط 2.

16 ـ الظاهران الصحيح : «وهو متوجه إلى المدينة»، كما يستفاد من سائر الروايات.

17 ـ سورة المائدة: 3.

18 ـ تاريخ ابن عساكر: ج2 ص75ـ 78.