الفهرس

المؤلفات

 العلوم الاخرى

الصفحة الرئيسية

 

البقل والخضرة

مسألة: يستحب إحضار البقل والخضروات على المائدة، والأكل منها، وكراهة خلوّ المائدة منها.

عن أبي قتادة قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): «لكلّ شيء حلية، وحلية الخوان البقل»[1].

وفي الحديث: «خضّروا موائدكم بالبقل، فإنّه مطردة للشّيطان مع التّسمية»[2].

و في رواية: «زيّنوا موائدكم... »[3].

الهندباء

مسألة: يستحب أكل الهندباء[4].

عن جعفر بن محمّد الصّادق، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: «كل الهندباء فما من صباح إلا ويقطر عليه من قطر الجنّة»[5].

وعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: «ما من ورقة هندباء إلا وفيها ماء الجنّة»[6].

وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه كان يحبّ الهندباء ويقول: «ما من ورقة من الهندباء إلا وفيها من ماء الجنّة»[7].

وقال (صلى الله عليه وآله): «ما من ورقة من ورق الهندباء إلا عليها قطرة من ماء الجنّة»[8].

وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «الهندباء لنا، والجرجير[9] لبني أميّة»[10].

وعن الصّادق (عليه السلام) قال: «من أكل من الهندباء كتب من الآمنين يومه ذلك وليلته»[11].

وقال (عليه السلام): «عليك بالهندباء فإنّه يزيد في الماء، ويحسّن الولد، وهو حارّ ليّن، يزيد في الولد الذّكورة»[12].

وعن الزّهريّ قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في المرض الّذي توفّي فيه إذ قدّم إليه طبق فيه الخبز والهندباء، فقال لي: «كله»، فقلت: قد أكلت يا ابن رسول اللّه، قال: «إنّه الهندباء»، قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: «ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنّة فيه شفاء من كلّ داء»[13].

التداوي بالهندباء

مسألة: يستحب أكل سبع طاقات من الهندباء عند النّوم، وقبل الزّوال من الجمعة، وإدمان أكلها، والتّداوي بها، وعدم نفضها عند الأكل.

عن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: «من أكل الهندباء ثمّ نام عليه لم يحكم فيه سحر ولا هم، ولا يقربه شيء من الدّوابّ لا حيّة ولا عقرب حتّى يصبح»[14].

وعن محمّد بن أبي نصر، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: (شكوت إليه هيجاناً في رأسي وأضراسي وضرباناً في عيني حتّى تورّم وجهي منه، فقال (عليه السلام): «عليك بهذا الهندباء فاعصره وخذ ماءه وصبّ عليه من هذا السّكّر الطّبرزد وأكثر منه فإنّه يسكّنه ويدفع ضرره» قال: فانصرفت إلى منزلي فعالجته من ليلتي قبل أن أنام وشربته ونمت عليه فأصبحت وقد عوفيت بحمد اللّه ومنّه) [15].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال: «ما من يوم إلا ويقطر على الهندباء قطرة من الجنّة فكلوه ولا تنفضوه»[16].

وعن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: «كلوا الهندباء ولا تنفضوه فإنّه ليس يوم من الأيّام إلا وقطرات من الجنّة يقطرن عليه»[17].

الباذروج والحوك[18]

مسألة: يستحب أكل الباذروج والحوك.

في طبّ الأئمّة (عليه السلام) قال: «الباذروج لنا والجرجير لبني أميّة»[19].

وعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال في حديث: «وكأنّي أنظر إلى منبت الباذروج في الجنّة»[20].

وعن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «ذكر لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الحوك وهو الباذروج فقال بقلتي وبقلة الأنبياء قبلي، وإنّي لأحبّها وآكلها وإنّي أنظر إلى شجرتها نابتةً في الجنّة»[21].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يعجبه الحوك»[22].

وعن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «الحوك بقلة الأنبياء، أما إنّ فيه ثمان خصال يمرئ الطّعام ويفتح السّدد ويطيّب النّكهة ويشهي الطّعام ويسهّل الدّم وهو أمان من الجذام، وإذا استقرّ في جوف الإنسان قمع الدّاء كلّه، ثمّ قال: إنّه يزيّن به أهل الجنّة موائدهم»[23].

وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «الحوك بقلة طيّبة كأنّي أراها نابتةً في الجنّة»[24].

وقال (صلى الله عليه وآله): «من أكل من بقلة الباذروج أمر اللّه عزّ وجلّ الملائكة يكتبون له الحسنات حتى يصبح»[25].

وعن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «كان أحبّ الصّباغ إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الخلّ، وأحبّ البقول إليه الحوك يعني الباذروج»[26].

الكراث والتّداوي به

مسألة: يستحب أكل الكراث. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «فضل الكرّاث على سائر البقول كفضل الخبز على سائر الأشياء»[27].

وعن موسى بن جعفر، عن الصّادق، عن الباقر (عليهم السلام) قال: «شكا إليه رجل من أوليائه وجع الطّحال وقد عالجه بكلّ علاج وإنّه يزداد كلّ يوم شرّاً حتّى أشرف على الهلكة، فقال (عليه السلام) اشتر بقطعة فضّة كرّاثاً واقله قلياً جيّداً بسمن عربيّ وأطعم من به هذا الوجع ثلاثة أيّام، فإنّه إذا فعل ذلك برأ إن شاء اللّه تعالى»[28].

الكرفس

مسألة: يستحب أكل الكرفس.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «الكرفس بقلة الأنبياء»[29].

وعن الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال: «قال النّبيّ (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) في أشياء وصّاه بها: كل الكرفس فإنّه بقلة إلياس ويوشع بن نون»[30].

وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «الكرفس بقلة الأنبياء، ويذكر أنّ طعام الخضر وإلياس: الكرفس والكمأة»[31].

وقال الشّهيد (رحمه الله) في الدّروس: (روي أنّه ـ يعني الكرفس ـ يورث الحفظ ويذكّي القلب وينفي الجنون والجذام والبرص) [32].

وفي طبّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله): «عليكم بالكرفس فإنّه إن كان شيء يزيد في العقل فهو هو»[33].

بقلة الزهراء (عليها السلام)

مسألة: يستحب أكل الفرفخ أو الرجلة، وهو ما يسمى ببقلة الزهراء (عليها السلام)، فعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «أنّه كان يحبّ الرّجلة وبارك فيها»[34].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «وطئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الرمضاء فأحرقته فوطئ على الرجلة وهي البقلة الحمقاء فسكن عنه حرّ الرّمضاء فدعا لها وكان يحبّها (صلى الله عليه وآله) ويقول: من بقلة ما أبركها»[35].

وروي أن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) وجد حرارةً فعضّ على رجلة فوجد لذلك راحةً، فقال: «اللّهمّ بارك فيها، إنّ فيها شفاءً من تسعة وتسعين داء، انبتي حيث شئت»[36].

وروي: أنّ فاطمة (صلوات الله عليها) كانت تحبّ هذه البقلة فنسب إليها وقيل: بقلة الزّهراء، كما قالوا شقائق النّعمان، ثمّ إن بني أميّة غيّرتها فقالوا: بقلة الحمقاء، وقالوا: الحمقاء صفة البقلة لأنّها تنبت بممرّ النّاس ومدرج الحوافر فتداس[37].

الخسّ والسّداب

مسألة: يستحب أكل الخس والسداب.

عن الصّادق (عليه السلام): «عليك بالخسّ فإنّه يقطع الدّم»[38].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «كلوا الخسّ فإنّه يورث النّعاس ويهضم الطّعام»[39].

وعن الرّضا (عليه السلام) قال: «السّداب يزيد في العقل غير أنّه ينثر ماء الظّهر»[40].

والقطب الرّاونديّ في دعواته، قال: «وأفضلها يعني الفاكهة من البقول الهندباء والخسّ»[41].

وقال (صلى الله عليه وآله): «من أكل السّذاب ونام عليه أمن من الدّوار وذات الجنب»[42].

الجرجير

مسألة: يكره أكل الجرجير.

عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «الهندباء لنا، والجرجير لبني أميّة، وكأنّي أنظر إلى منبته في النّار»[43].

وعن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: «من أكل الجرجير ثمّ نام ينازعه عرق الجذام في أنفه»[44].

وقال (صلى الله عليه وآله): «رأيتها في النّار»[45].

وفي طبّ الأئمّة (عليه السلام) عن الرّضا (عليه السلام) قال: «الباذروج لنا، والجرجير لبني أميّة»[46].

وعن الصّادق (عليه السلام) قال: «أكل الجرجير باللّيل يورث البرص»[47].

باب السّلق

مسألة: يستحب أكل السلق، فقد روي عن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «أكل السّلق يؤمّن من الجذام»[48].

وعن الرّضا (عليه السلام) قال: «لا تخلون جوفك من الطّعام وأقلّ من شرب الماء ولا تجامع إلا من شبق، ونعم البقلة السّلق»[49].

الكمأة

مسألة: يستحب أكل الكمأة.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «الكمأة من المنّ الّذي أنزل اللّه تعالى على بني إسرائيل، وهي شفاء العين»[50].

وقال (صلى الله عليه وآله): «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين»[51].

وعن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: «الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين»[52].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «الكمأة من المنّ والمنّ من الجنّة وماؤها شفاء للعين»[53].

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «الكمأة من المنّ والمن من الجنة وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنّة فيها شفاء من السّم»[54].

وقال زيد بن عليّ بن الحسين (عليهما السلام): صفة ذلك أن تأخذ كمأةً فتغسلها حتّى تنقّيها ثمّ تعصرها بخرقة وتأخذ ماءها فترفعه على النّار حتّى ينعقد ثمّ تلقي فيه قيراطا من مسك ثمّ تجعله في قارورة فتكتحل منه من أوجاع العين كلّها فإذا جفّ فاسحقه بماء السّماء أو غيره ثمّ اكتحل منه[55].

الفجل

مسألة: يستحب أكل الفجل.

عن علي (عليه السلام) قال: «الفجل أصله يقطع البلغم ويهضم الطّعام وورقه يحدر البول»[56].

وفي طبّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله): «إذا أكلتم الفجل وأردتم أن لا تنتن فصلّوا عليّ عند أكله، وفي نسخة: عند أوّل قضمة منه»[57].

الشّلجم

مسألة: يستحب أكل الشلجم.

قال العبد الصّالح (عليه السلام): «عليك باللّفت فكله، يعني السّلجم، فإنّه ليس من أحد إلا وله عرق من الجذام واللفت يذيبه»[58].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من أحد إلا وفيه عرق من الجذام فأذيبوه بالشّلجم»[59].

السعتر

مسألة: يستحب أكل السعتر.

فقد روي عن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه دعا بالهاضوم والسعتر والحبّة السّوداء، فكان يستفها إذا أكل البياض وطعاماً له غائلة، وكان يجعله مع الملح الجريش ويفتتح به الطّعام ويقول: «ما أبالي إذا تغاديته ما أكلت من شيء» وكان يقول: «هو يقوّي المعدة ويقطع البلغم وهو أمان من اللّقوة»[60].

مداواة الرّطوبة بالطّريفل

في الرّسالة الذّهبيّة للإمام الرّضا (عليه السلام): «ومن أراد أن يذهب عنه البلغم فليتناول بكرة كلّ يوم من الإطريفل الأصفر مثقالا واحداً»[61].

القثّاء

قال (صلى الله عليه وآله): «إذا أكلتم القثّاء فكلوه من أسفله»[62].

التّداوي بالحلبة

مسألة: يستحب التداوي بالحلبة.

عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «وتداووا بالحلبة فلو تعلم أمّتي ما لها في الحلبة لتداوت بها ولو بوزنها ذهباً»[63].

وقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): «عليكم بالحلبة ولو تعلم أمّتي ما لها في الحلبة لتداوت بها ولو بوزنها من ذهب»[64].

العنّاب

مسألة: وردت روايات في التداوي بالعناب، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «العنّاب يذهب بالحمّى»[65].

والطبرسي في المكارم، عن ابن أبي الحصين قال: كانت عيني قد ابيضّت ولم أكن أبصر بها شيئاً فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في المنام فقلت: يا سيّدي عيني قد آلت إلى ما ترى، فقال: «خذ العنّاب فدقّه واكتحل به» فأخذته ودققته بنواه وكحلتها به فانجلت عن عيني الظّلمة ونظرت أنا إليها فإذا هي صحيحة[66].

السناء

مسألة: يستحب أكل السناء، ففي طبّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله) عنه (صلى الله عليه وآله): «لو كان في شيء شفاء لكان في السّناء»[67].

وعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «إيّاكم والشّبرم[68] فإنّه حارّ حارّ وعليكم بالسّنا فتداووا به فلو دفع شيء الموت لدفعه السّنا» الحديث[69].

الحبة السوداء

مسألة: يستحب أكل الحبة السوداء، فإنها شفاء.

عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: «عليكم بالحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام»[70].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «خير ما تداويتم به الحجامة والشّونيز والقسط»[71].

والشونيز: الحبة السوداء[72].

الحرمل

مسألة: يستحب التداوي بالحرمل، فعن عليّ (عليه السلام) أنّه قال: «ما من شجرة حرمل إلا ومعها ملائكة يحرسونها حتّى تصل إلى من وصلت» وقال: «في أصل الحرمل نشرة وفي فرعها شفاء من اثنين وسبعين داءً»[73].

الاهليلج

مسألة: يستحب أكل الأهليلج الأسود[74]، قال (صلى الله عليه وآله): «عليكم بالإهليلج الأسود فإنّه من شجر الجنّة وطعمه مر، وفيه شفاء من كلّ داء»[75].

مقتضيات لا علل تامة

مسألة: ثم إن ما ذكر في الروايات الطبية من الداء والدواء وما أشبه، فعلى نحو المقتضي، لا العلية التامة، كما لا يخفى، مضافاً إلى أن بعضها قد تكون مختصة ببيئة معينة، أو شخص معين، أو ظروف خاصة أو ما أشبه.

قال الشيخ الصدوق (رحمه الله): اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها على وجوه: منها ما قيل على هواء مكة والمدينة فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية، ومنها ما أخبر به العالم على ما عرف من طبع السائل ولم يعتبر بوصفه إذ كان أعرف بطبعه منه، ومنها ما دلسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس، ومنها ما وقع فيه سهو من ناقله، ومنها ما حفظ بعضه ونسي بعضه، وما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد، وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإن ذلك إذا كان بواسيره من الحرارة، وما روي في الباذنجان من الشفاء فإنه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب، دون غيره من سائر الأوقات، فأدوية العلل الصحيحة عن الأئمة (عليهم السلام) هي الأدعية وآيات القرآن وسوره، على حسب ما وردت به الآثار بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة، فقال الصادق (عليه السلام): «كان فيما مضى يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن عمران: يا رب ممن الداء، قال: مني قال: فممن الدواء قال: مني قال: فما يصنع الناس بالمعالج فقال: تطيب بذلك نفوسهم فسمي الطبيب طبيبا لذلك وأصل الطبيب المداوي» وكان داود (عليه السلام) تنبت في محرابه كل يوم حشيشة فتقول: خذني فإني أصلح لكذا وكذا فرأى في آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه فقال له: ما اسمك قالت: أنا الخرنوبة فقال داود (عليه السلام): خرب المحراب ولم ينبت به شي‏ء بعد ذلك، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): «من لم يشفه الحمد لا شفاه الله»[76].

كلام الشيخ المفيد

وقال الشيخ المفيد (رحمه الله) في شرحه عليها: الطب صحيح والعلم به ثابت وطريقه الوحي وإنما أخذه العلماء به عن الأنبياء (عليهم السلام)، وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوقيف، فثبت أن طريق ذلك هو السمع عن العالم بالخفيات تعالى. والأخبار الواردة عن الصادقين (عليهما السلام) مفسرة بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدواء» و«عود كل بدن ما اعتاد». وقد ينجع في بعض أهل البلاد من الدواء من مرض يعرض لهم ما يهلك من استعمله لذلك المرض من غير أهل تلك البلاد ويصلح لقوم ذوي عادة ما لا يصلح لمن خالفهم في العادة. وكان الصادقون (عليهم السلام) يأمرون بعض أصحاب الأمراض باستعمال ما يضر بمن كان به المرض فلا يضرهم، وذلك لعلمهم (عليهم السلام) بانقطاع سبب المرض فإذا استعمل الإنسان ما يستعمله كان مستعملا له مع الصحة من حيث لا يشعر بذلك وكان علمهم بذلك من قبل الله تعالى على سبيل المعجز لهم والبرهان لتخصيصهم به وخرق العادة بمعناه، فظن قوم أن ذلك الاستعمال إذا حصل مع مادة المرض نفع فغلطوا فيه واستضروا به، وهذا قسم لم يورده أبو جعفر وهو معتمد في هذا الباب والوجوه التي ذكرها من بعد فهي على ما ذكره والأحاديث محتملة لما وصفه حسب ما ذكرناه»[77] انتهى.

وفي البحار: ويحتمل بعضها وجها آخر وهو أن يكون ذكر بعض الأدوية التي لا مناسبة لها بالمرض على سبيل الافتنان والامتحان ليمتاز المؤمن المخلص القوي الإيمان من المنتحل أو ضعيف الإيقان فإذا استعمله الأول انتفع به لا لخاصيته وطبعه بل لتوسله بمن صدر عنه ويقينه وخلوص متابعته كالانتفاع بتربة الحسين (عليه السلام) وبالعوذات والأدعية. ويؤيد ذلك أنا ألفينا جماعة من الشيعة المخلصين كان مدار علمهم ومعالجتهم على الأخبار المروية عنهم (عليهم السلام) ولم يكونوا يرجعون إلى طبيب وكانوا أصح أبدانا وأطول أعمارا من الذين يرجعون إلى الأطباء والمعالجين. ونظير ذلك أن الذين لا يبالون بالساعات النجومية ولايرجعون إلى أصحابها ولا يعتمدون عليها بل يتوكلون على ربهم ويستعيذون من الساعات المنحوسة ومن شر البلايا والأعادي بالآيات والأدعية أحسن أحوالا وأثرى أموالا وأبلغ آمالا من الذين يرجعون في دقيق الأمور وجليلها إلى اختيار الساعات وبذلك يستعيذون من الشرور والآفات كما مر في باب النجوم والتكلان على الحي القيوم»[78].

[1] ـ الأمالي للطوسي: ص304 المجلس الحادي عشر ح606.

[2] ـ مكارم الأخلاق: ص177 الفصل الحادي عشر.

[3] ـ مكارم الأخلاق: ص177 الفصل الحادي عشر.

[4] ـ الهندباء، والواحدة الهندباءة: من أحرار البقول، طيب الطعم، كتاب العين: ج4 ص126 مادة هندب.

[5] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص415 ب80 ح20384.

[6] ـ بحار الأنوار: ج63 ص211 ب3 ح29.

[7] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص415 ب80 ح20385.

[8] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص416 ب80 ح20389.

[9] ـ الجرجير: نبات من أحرار البقول، كتاب العين: ج6 ص15 مادة جرر.

[10] ـ دعائم الإسلام: ج2 ص113 فصل2 ح375.

[11] ـ مكارم الأخلاق: ص177 في الهندباء.

[12] ـ الكافي: ج6 ص363 باب ما جاء في الهندباء ح6.

[13] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص416 ب80 ح20388.

[14] ـ الدعوات: ص155 فصل في ذكر أشياء من المأكولات و..

[15] ـ طب الأئمة (عليهم السلام): ص138 في الهندباء.

[16] ـ وسائل الشيعة: ج25 ص33 ب10 ح31085.

[17] ـ بحار الأنوار: ج63 ص210 ب3 ح27.

[18] ـ الحوك: بقلة، قال ابن الأعرابي: والحوك الباذورج، وقيل: البقلة الحمقاء، قال: والأول أعرف، لسان العرب: ج10 ص418 مادة (حوك).

[19] ـ طب الأئمة (عليهم السلام): ص139 في الباذنجان.

[20] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص417 ب83 ح20395.

[21] ـ مكارم الأخلاق: ص179 في الباذروج.

[22] ـ بحار الأنوار: ج63 ص215 ب4 ح13.

[23] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص418 ب83 ح20398.

[24] ـ مكارم الأخلاق: ص180 في الباذروج.

[25] ـ بحار الأنوار: ج63 ص215 ب4 ح14.

[26] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب83 ح20401.

[27] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب85 ح20403.

[28] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص419 ب84 ح20402.

[29] ـ وسائل الشيعة: ج25 ص193 ب113 ح31644.

[30] ـ بحار الأنوار: ج63 ص240 ب15 ح5.

[31] ـ مكارم الأخلاق: ص180 في الكرفس.

[32] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص420 ب86 ح20407.

[33] ـ طب النبي (صلى الله عليه وآله): ص31.

[34] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص420 ب87 ح20409.

[35] ـ الكافي: ج6 ص367 باب الفرفخ ح2.

[36] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب87 ح20411.

[37] ـ بحار الأنوار: ج63 ص235 ب12 ح5.

[38] ـ مكارم الأخلاق: ص183 في الخس.

[39] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب88 ح20414.

[40] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص421 ب88 ح20415.

[41] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب88 ح20416.

[42] ـ طب النبي (صلى الله عليه وآله): ص30.

[43] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20418.

[44] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20419.

[45] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص422 ب89 ح20419.

[46] ـ طب الأئمة (عليهم السلام): ص139 في الباذنجان.

[47] ـ بحار الأنوار: ج63 ص237 ب13 ح7.

[48] ـ مكارم الأخلاق: ص181 في السلق.

[49] ـ مكارم الأخلاق: ص181 في السلق.

[50] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص423 ب91 ح20424.

[51] ـ الأمالي للطوسي: ص384 المجلس الثالث عشر ح834.

[52] ـ دعائم الإسلام: ج2 ص147 فصل4 ح520.

[53] ـ الكافي: ج6 ص370 باب الكمأة ح2.

[54] ـ طب الأئمة (عليهم السلام): ص82 في الكمأة والمن العجوة..

[55] ـ دعائم الإسلام: ج2 ص147 فصل4 ح520.

[56] ـ وسائل الشيعة: ج25 ص32 ب10 ح31084.

[57] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص427 ب93 ح20441.

[58] ـ الكافي: ج6 ص372 باب السلجم ح1.

[59] ـ وسائل الشيعة: ج25 ص207 ب123 ح31697.

[60] ـ مكارم الأخلاق: ص187 في النانخواه.

[61] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص436 ب105 ح20474.

[62] ـ طب النبي (صلى الله عليه وآله): ص29.

[63] ـ دعائم الإسلام: ج2 ص149 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح534.

[64] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص435 ب104 ح20473.

[65] ـ مكارم الأخلاق: ص175 في العناب.

[66] ـ مكارم الأخلاق: ص176 في العناب.

[67] ـ طب النبي: ص31.

[68] ـ الشبرم: ضرب من الشيح، وقيل: هو من العض وهي شجرة شاكة ولها زهرة حمراء، لسان العرب: ج12 ص318 مادة شبرم.

[69] ـ الجعفريات: ص244 كتاب الطب والمأكول.

[70] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص460 ب112 ح20538.

[71] ـ مستدرك الوسائل: ج16 ص450 ب108 ح20515.

[72] ـ الشونيز: فارسية بمعنى الحبة السوداء أو حبة البركة.

[73] ـ دعائم الإسلام: ج2 ص150 فصل4 ذكر العلاج والدواء ح535.

[74] ـ الاهليلج: عقير من الأدوية معروف، وهو معرب. لسان العرب: ج2 ص392 مادة هلج.

[75] ـ طب النبي: ص31.

[76] ـ بحار الأنوار: ج59 ص74ـ75 ب50 ذيل ح35.

[77] ـ تصحيح الاعتقاد: ص144ـ145 في الطب..

[78] ـ بحار الأنوار: ج59 ص76 ب50 ذيل ح35.