نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وقال: السلام عليك يا بنت رسول الله) (37)

استحباب السلام على الزوجة

مسألة: يستحب السلام على الزوجة واحترامها كما قال علي (عليه السلام): (يا بنت رسول الله صلى الله عليه وآله) وقد يجب احترامها ـ كل في مورده ـ.

ولا يخفى إن سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) والحسن (عليه السلام) والحسين (عليه السلام) والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) كانت قائمة على احترام المرأة، احتراماً لائقاً بكرامتها الإنسانية الإسلامية، حيث لخصها علي (عليه السلام) في قوله: (فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)[1] إشارة إلى نوع عاطفيتها.

وقبل ذلك قال القرآن الحكيم: ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ))[2] وهذا تلخيص جيد جميل لكل شؤون المرأة، وقد ذكرنا في بعض كتبنا المرتبطة بالمرأة، حيث إن الغرب أفرط فيها، وبعض المسلمين فرّطوا فيها إلاّ من عصم الله من المسلمين[3].

ولا يؤخذ على المسلمين ما ورد في الآية الكريمة: ((وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ))[4] لأنه:

أولا: الضرب إنما هو بقصد الردع لا الإيلام والإيذاء، وهو مقيد بالحد الأدنى، ولذا قالوا: إن الضرب بالسواك وما أشبه.

وثانياً: انه أقل سوءاً من الفضيحة التي تنتهي إلى المحاكم وإفشاء الأمر بين الأقرباء والجيران ونحوهم، فهو من باب الأهم والمهم الذي هو عقلي قبل أن يكون شرعياً.

وثالثاً: إن الضرب من باب النهي عن المنكر، فيما لو اضطر إلى الضرب، ولذا جاز عكسه إذا فعل الزوج المنكر وتوقف النهي على الضرب كما ذكرناه في الفقه في هذا المبحث، وإن أشكل عليه صاحب الجواهر (قدس سره)، لكن الإشكال لا وجه له بعد إطلاقات الأدلة[5].

[1] مستدرك الوسائل: 14/251 ب 67 ح 1.

[2] البقرة: 228.

[3] انظر كتاب (الغرب يتغير) و(لماذا تأخر المسلمون؟) للمؤلف (قدس سره).

[4] النساء: 34.

[5] حول هذه المباحث راجع: (الفقه: النكاح) و(الفقه: الطلاق) و(المرأة المسلمة وأحكامها) و(فاطمة الزهراء (عليها السلام) أفضل اسوة للنساء) للإمام المؤلف(قدس سره).