نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء) (43)

الإستئذان مع العلم بالإذن

مسألة: يستحب الإستئذان، حتى مع العلم بوجود الإذن، وذلك للإحترام الأكثر كما استأذنوا (عليهم السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أنهم يعلمون برضاه لا بعلم الغيب فقط، بل بشهادة القرائن.

وإن من محاسن الآداب أن يراعي الإنسان حريم الآخرين ثبوتاً وإثباتا، وذلك ينعكس على نفسه ايجابياً أيضاً.

(فمن هاب الرجال تهيّبوه***ومن وهن الرجال فلن يهابا)

وحتى إذا كان الطرف الآخر غير مؤدب فإن الإنسان إذا تعامل معه بأدب، فإنه لا بد وأن يتأدب ولو بقدر، خصوصاً في الأمور المرتبطة باللسان، فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة، وقد قال (صلى الله عليه وآله) في حديث له: (وهل يكب الناس على مناخرهم في النار، إلاّ حصائد السنتهم)؟[1] إفادة المبالغة في أن كثيراً من أهل النار، إنما يدخلون النار بسبب ألسنتهم، وقد قال الشاعر:

(جراحات السهام لها التيام***ولا يلتام ما جرح اللسان)

(إحذر لسانك أيها الإنسان***لا يلدغنـك إنـه ثعـبان)

وقصة ذلك الخليفة والمعبّرين اللذين عبّر أحدهما بموت أقربائه قبله، فعاقبة، وعبّر الثاني بأنه أطول عمراً من أقربائه فأكرمه، مشهورة، مع أن المؤدّى كان واحداً.

[1] وسائل الشيعة: 8/533 ب 119 ح 8.