نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(عليَّ وعليهم) (61)

الدعاء لأهل البيت (عليهم السلام)

مسألة: يستحب الدعاء لأهل البيت (عليهم السلام) بهذه الكلمات التي دعى بها (صلى الله عليه وآله) (فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك وغفرانك ورضوانك عليَّ وعليهم).

ولا يخفى إنهم (عليهم السلام) يمتازون بصلوات ورحمة وبركة وغفران ورضوان، خاص من الله سبحانه لا يشاركهم فيها أحد من الأولين والآخرين.

والرسول (صلى الله عليه وآله) خصهم (عليهم السلام) بهذا الدعاء، مع أنه يستحب الدعاء للجميع لذلك، ولأن المقام يقتضيه، إذ هناك فرق بين المقامات وهذا المقام الذي اجتمع فيه هؤلاء الأطهار (عليهم السلام) يقتضي الاختصاص[1].

وتقديم (علي) باعتبار انه (صلى الله عليه وآله) أفضلهم، ومن المعلوم إن تقديم الأفضل أولى[2].

وقد قلنا في مبحث آنف: إن الإتيان بلفظ (على): (دون) اللام للنفع ـ من جهة إفادة انغماسهم (عليهم السلام) من الرأس إلى أخمص القدم في هذه البركات.

ويمكن أن يكون الوجه، لأن الرحمة وأشباهها تنزل من فوق، وقد سُئل عليٌّ (عليه الصلاة والسلام) لماذا يرفع الإنسان يده إلى السماء في الدعاء؟ فأجاب (عليه السلام) بأحد المصاديق قائلاً: لقوله سبحانه: ((وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ))[3] والسماء محل نزول الرحمة والعذاب.

ومن الواضح أن الله تعالى ليس له مكان أو جهة، إلاّ أن التوجه إلى الأعلى لذلك، وربما يضاف: إن التوجه للأعلى أدعى للخشوع والخضوع وأكثر دلالة على الإجلال والإكبار والاحترام[4] كما يجد الإنسان ذلك من نفسه وفي تصرفاته وتصرفات غيره.

[1] لأنه لذلك أوجد، ولاجله تكوَّن.

[2] وقد سبق من الإمام المؤلف بيان جهة أُخرى لذلك أيضاً.

[3] الذاريات : 22.

[4] وربما لذلك جعل الله السماء محل نزول الرحمة والتقديرات، ولكي ينسجم مع طبيعة الإنسان وفطرته.