نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(ولا أرضاً مدحية) (69)

دحو الأرض وحركاتها

مسألة: من اللازم تعلم العلوم الطبيعية بالمقدار الذي ينفع لفهم آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي تشير إلى تكلم الحقائق الكونية في مختلف الأبعاد.

ويدل هذا الحديث على ما دلت عليه الآيات والروايات الأخرى من (دحو الأرض)، فإن الأرض دحيت من تحت الكعبة[1]، ومعنى (الدحو): البسط والقذف[2]، وفي الدعاء: (اللهم سامك المسموكات وداحي المدحوات)[3]، وهذه الجملة تدل على ان الأرض في حالة دحو وحركة[4]، وقد ذكروا: إن للأرض حركة وضعية وحركة انتقالية، إلى غير ذلك.

وهل المراد بالأرض أرضنا أو كلٌّ أرض في قبال كلِّ سماء فقد سئل علي (عليه الصلاة والسلام) عن النجوم، فقال: إنها مدن كمدنكم.

يحتمل الأمران، فالانصراف يشهد للاحتمال الأول، وإرادة العموم كما يظهر من كونها نكرة في سياق النفي، وكذلك سياق الحديث يدل على الإحتمال الثاني، والقرينة مع الثاني على الأول، فيكون المراد بالأرض، كل الأراضي على ما ذكرناه في كلمة: السماء لا أرضنا فقط.

[1] ثواب الأعمال: 106 ح 1 ط بيروت.

[2] ((الأرض بعد ذلك دحاها)) [النازعات: 30] أي بسطها، والدحو: الرمي بقهر. مجمع البحرين مادة دحا.

[3] مستدرك الوسائل: 5/342 ب 32 ح 1.

[4] الإستدلال قد يكون بلحاظ سياق ما سبق وسيأتي (لكون كلها للإستمرار) أو بلحاظ دلالة هذا الوصف على الإستمرار، فتأمل.