نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(قد أذنت لك)

(فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء) (95)

التجمع قوة وفائدة[1]

والظاهر أن جبرائيل (عليه السلام) كان يريد بذلك الطلب، الاستفادة المعنوية من معنوياتهم (عليهم السلام)، فكما يستفيد المادي من المادي، كاستفادة الشجر والحيوان والإنسان من الماء والطعام وما أشبه ذلك، كذلك يستمدّ المعنويُّ من المعنوي، كما يستفيد الإنسان من عِلم العالم وأخلاق الخلوق وأدب الأديب وما أشبه ذلك، ولا شك إنهم (عليهم السلام) أفضل من جبرائيل (عليه السلام)، فدخوله معهم سبب لاكتساب الخير منهم.

وكما إن التجمع في الماديات، يوجب القوة، كذلك التجمع في المعنويات، يوجب قوة ذلك البُعد أيضاً، ومن ذلك: (ما حار من استخار ولا ندم من استشار)[2] و (أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله).

وقد ورد عنهم (عليهم الصلاة والسلام): (يد الله مع الجماعة)[3] أي: قوته وعزته وبركته، كما نشاهد ذلك في الماديات، فإن القطرات تتجمع حتى تكون بحراً وسيلاً يجرف القطيع أو المدن وغيرها.

وكذلك الذرّات تتجمّع حتى تكون صحراء، والخلايا الحيّة تتجمع حتى تكون إنساناً أو حيواناً إلى غير ذلك، فكما أن التجمع في الماديات يُفيد قوة ومضياً، كذلك التجمع في المعنويات.

[1] للتفاصيل راجع: (الفقه: السياسة)، (الفقه: الإجتماع)، (الفقه: الدولة الإسلامية)، (السبيل إلى إنهاض المسلمين)، (الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام).

[2] تحف العقول: 206 ح48 ط طهران.

[3] نهج الفصاحة: 646 ح 3211، وفيه: (يد الله على الجماعة).