نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(فقال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجياً) (100)

التأكيد على حقانية أفعاله تعالى

مسألة: يستحب التأكيد على حقانية أفعال الله تعالى، ولذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق)[1] مع أن بعث الله سبحانه لا يمكن أن يكون بالباطل.

كما أنه يرجح ـ على حد المنع من الترك في صورة التوقف ـ القسم بالله سبحانه وتعالى في الأمور المهمة، ولذا قال النبي (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق نبياً).

ومن الواضح الفرق بين النبوة والرسالة، لأن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، وإن كان أحدهما يطلق على الآخر في كثير من الأحيان.

التأكيد على نبوة الرسول (صلى الله عليه وآله)

مسألة: يستحب التأكيد على نبوة الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث قال (صلى الله عليه وآله): (والذي بعثني بالحق نبياً واصطفاني بالرسالة نجياً).

ومن الواضح أن الإستحباب في محله والوجوب في محله ـ في هذا وفي سابقه ـ حسب مقتضيات الأحوال والظروف والشرائط.

وقوله (صلى الله عليه وآله): (نجياً)، دليل على النجوى التي كانت بين الله تعالى وبين الرسول (صلى الله عليه وآله)، فلم يكن الوحي بحيث تظهر للناس علاماته في كل الأوقات، وهذا يدل على رفعة مكانة الرسول (صلى الله عليه وآله) لأن النجوى بين اثنين تدل على اختصاص أحدهما بالآخر، فهو كالتأكيد على قرب منزلة الرسول (صلى الله عليه وآله) من الله سبحانه وتعالى حتى اتخذه نجياً.

ولا يخفى إن تأكيد الرسول (صلى الله عليه وآله) في هاتين الجملتين، إنما هو لسائر الناس، وأما علي (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) فهم يعرفون ذلك حق المعرفة فلا حاجة إلى أصل الذكر والتذكير، فضلاً عن التأكيد والقسم.

[1] للباء معنى واحد وهو الإلصاق على ما يراه الإمام المؤلف في (الأصول) كما هو رأي سيبويه، وكل المعاني الأخرى المذكورة له من المصاديق، قال ابن مالك:

بالباء أستعن وعد عوض الصق***ومثل مع وعن ومن بها انطق.