نص الحديث

الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

(وفاز شيعتنا) (110)

التمسك بمذهب آل البيت (عليهم السلام)

مسألة: يجب التمسك بمذهب آل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) فإنهم هم الفائزون[1] وإنما فازت الشيعة، لأنهم التفوا حول القيادة الإلهية الصحيحة التي عينها الرسول (صلى الله عليه وآله) بأمره تعالى، والتي لها المكانة الرفيعة في الدنيا وفي الآخرة.

ومن المعلوم إن قائد الإنسان إذا كان على صراط مستقيم، يكون متبعه فائزاً أيضاً.

هذا بالإضافة إلى ما ذكره جبرئيل (عليه السلام) (عليه الصلاة والسلام) من: تنزل الرحمة عليهم وإن الملائكة تحفُّ بهم وتستغفر لهم، فإن هذا من أعظم الفوز.

بشارة الغير وإدخال السرور

مسألة: يستحب بشارة الآخرين خاصة بشارة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) بالفوز والنجاة في الدنيا والآخرة، وذلك من باب المصداق، وإلاّ فهذا الكلي صادق في كل إنسان يبشر بشارة سارة، شرط عدم معارضتها للشريعة.

بل يمكن أن يقال: بأن إدخال السرور حتى على قلب الكافر مستحب[2] إلاّ في مورد قوله سبحانه: ((وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً))[3] وذلك لقوله (صلى الله عليه وآله): (لكل كبد حرى أجر)[4].

ولقوله (عليه الصلاة والسلام): (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)[5].

ولما نقرؤه في سيرتهم العطرة (عليهم السلام) من تفريجهم كرب الكفار والمنافقين، كما لم يمنع الرسول (صلى الله عليه وآله) الماء عن أهل خيبر، وفسح الإمام علي (عليه السلام) المجال أمام جيش معاوية الذي جاء لحربه، للتزود من ماء الفرات[6]، ومن المعلوم إن الحرب مع الإمام علي (عليه السلام) حرب مع الرسول (صلى الله عليه وآله) كما قال: (صلى الله عليه وآله)[7] (يا علي حربك حربي)[8].

وكذلك أمر الحسين (عليه السلام) أصحابه بسقي الحر وأصحابه في الطريق[9].

وفي سيرة الأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة والسلام) يشاهد ذلك بوفوة وكثرة.. كما ان الإمام الهادي (عليه الصلاة والسلام) عالج المتوكل حتى برأ من مرضه، وهكذا مما هو كثير.

وقد يكون السبب في بعض تلك الموارد، عناوين أخرى طارئة: كإلقاء الحجة على الخصم وإتمامها، وهداية الضال وإرشاد الجاهل، وشبه ذلك ولا مانعة من الجمع[10].

الثواب والعقاب بسبب الآخرين

مسألة: يستحب بيان مدى مدخلية أهل البيت (عليهم السلام) في سعادة الإنسان، فيما إذا اتبع منهجهم، بل هم (عليهم السلام) محور السعادة ومدارها، حيث إن الله تعالى لأجلهم قرر هذه النعمة العظيمى.

فإن الإنعام على إنسان من أجل إنسان آخر دليل على عظمة ذلك المعطى من أجل النعمة[11]، (بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء).

أما في عكسه وهو العقاب، فلا يعاقب أحد بذنب انسان آخر، فقد قال سبحانه: ((وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى))[12] وقد ذكرنا في بعض الكتب الفقهية: إن المراد بهذه الآية العقوبات الأخروية كلها، ومن العقوبات الدنيوية ما كان أمثال الحدود والقصاص وما أشبه، دون بعض الأمور الكونية الأخرى مثل ماذكره سبحانه: ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً))[13] مما له أثر وضعي، وكذا في بعض الأموال مثل ما على العاقلة، إذ ذلك داخل تحت قانون كوني وشرعي، فإن اطراد قوانين الكون، يقتضي أن تكون الدية على العاقلة، وهذا ما يقوم به كافة عقلاء العالم إلى اليوم. حيث يأخذون المال من الأغنياء بعنوان أو آخر، ويصرفونه على الفقراء من ناحية، ويشركون جماعة في نتيجة، لأجل غرض أهم وهدف أسمى، كما في كون (عمد الصبي خطأ تحمله العاقلة).[14].

[1] راجع القول السديد في شرح التجريد للإمام المؤلف وإحقاق الحق للتستري والغدير للأميني والعبقات وغيرها.

[2] راجع (الفقه: الواجبات والمحرمات) و(الفقه: الآداب والسنن) للإمام المؤلف (قدس سره).

[3] التوبة: 123.

[4] بحار الأنوار: 74/370 ب 23 ح 63 (بيان).

[5] نهج البلاغة: الكتاب 53.

[6] راجع بحار الأنوار: 42/29 ب 116 ح 8.

[7] أمالي الطوسي: ص 364 ح 15 (المجلس الثالث عشر) ط قم.

[8] وقد نظمه السيد الطباطبائي في قصيدته حيث قال:$(لقوله حربك حربي واشتهر***من الفريقين رواية الخبر).

[9] راجع بحار الأنوار: 60/38 ب 3 ح 11 (بيان).

[10] سيأتي في بحث (استحباب قضاء الحاجة) تتمة مفيدة لهذا البحث.

[11] (لاجل عين ألف عين تكرم).

[12] الأنعام: 164.

[13] الأنفال: 25.

[14] راجع حول هذا المبحث (الفقه: الديات) و(الفقه:القانون).