الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم (18)

الكلام في أفضل الأحوال

مسألة: ينبغي إيراد الكلام على مقتضى الحال، بل وفي أفضل الأحوال، ولذلك (أمهلت هنيئة) فان البدء بالحديث والقوم في شدة البكاء وفورة الاهتياج مما يفقد كلمات المتكلم تأثيرها المطلوب، ويكون التفاعل معها حينئذ أقل.

فالإمهال عندئذ ضروري، ولكن بشرط أن لا يكون الفاصل طويلاً، لأن الكلام يفقد حرارته وموالاته بسبب الفصل الطويل، وهذا مما ينافي موازين البلاغة، فاللازم أن لايكون متتابعاً جداً، وأن لايكون متباعداً بعضه عن بعض، بل يكون طبق الأسلوب البلاغي حسب اختلاف المقامات[1]، ولذلك كان إمهالها عليها السلام (هنيئة) فقط.

[1] راجع كتاب (البلاغة) للإمام المؤلف دام ظله.