ارتبطت الحوزة العلمية عند أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) بتاريخ الأمة ارتباطاً وثيقاً ومتشعباً لما تتمتع به من إمكانيات علمية ومعرفية وتربوية وفكرية فاعلة ومؤثرة في أوساط المجتمع الإسلامي والعلاقة المتينة التي أساسها الإيمان والصدق من جهة وصنع الحاضر الزاهر ومستقبل الإنسان ومصيره الأخروي من جهة ثانية، بينها وبين الناس. لذلك فمن اليسير أن نجد ومن خلال مطالعة عاجلة لأهم المحطات التي مر بها المجتمع الإسلامي عمق هذه العلاقة والمساحة الكبيرة التي تلتقي بها آمال وأحلام الناس مع نهج الحوزة العلمية وآمالها. الأمر الذي جعل من الحوزة الدينية القطب الذي تلتف حوله المجتمعات الإسلامية وهو بالنتيجة الذي يجعلها أي الحوزة الدينية عرضة للمساءلة المراجعة والنقد والمحاسبة، حرصاً على بقائها وديمومة أدوارها.

مقدمة المؤلف

الحوزة وعلاقتها بالعلوم

الدراسة المنظمة والدراسة الحرة

التدين والأخلاق

طلبة من كل الجنسيات

الاستفادة من الوسائل

بين الحوزة والسياسة

عملية الأسلمة

رعاية القوانين والحقوق

التقريب بين المسلمين

الاكتفاء الذاتي

الاستبداد على رأس المنكرات

شورى المراجع

من ذلك كله، وانطلاقاً من أهم ما تميزت به الأسرة الشيرازية الشريفة من روح البعث والتجديد والقراءة المعاصرة للتراث وما تمتلكه من قدرة علمية فائقة على بلورة تلك القراءة إلى الشكل الذي يخدم الحاضر ويوفر للإنسان والمجتمع حاجاته الجديدة في إطار الشرع الشريف، اتحف الإمام الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته المكتبة الإسلامية وقبلها الحوزة العلمية بكتاب (نظام الحوزات العلمية) الذي يتناول فيه أهمية الحوزة العلمية وطبيعة أطروحة الرؤية التجديدية لها لتتلاءم ومتطلبات الواقع المعاش ومن خلال الاستشراف الثاقب لخطوط المستقبل.

إن الذي يزيد من أهمية الكتاب هو أنه يتناول الحوزة العلمية من خلال المنهج الأكاديمي الذي يجعلها تواكب التطور الفكري والعلمي الذي تشهده البشرية. على المستوى الإبداعي والمعرفي والمنهج الديني الذي يصقل طالب الحوزة العلمية ويجعله يرتقي درجات الكمال المعنوي والروحي والنفسي والأخلاقي. من هنا فإن الكتاب في حقيقة الأمر يطرح مشروعاً معرفياً وثقافياً وأخلاقياً لصناعة جيل مسؤول وراعي لمسيرة المجتمع روحياً ومادياً.

كتاب (نظام الحوزات العلمية)  للإمام المجدد الشيرازي الثاني (قدس سره) جدير بالمسلم الواعي وقبله طالب الحوزة، الذي ينشد التغيير والارتقاء بمجتمعه الإسلامي أن يتناوله بالقراءة والتأمل والمثابرة على تجسيد بنوده كمنهج وهدف داخل أوساط الحوزة العلمية ومنها إلى  المجتمع.

تحميل نسخة الكتاب كاملة