الفهرس

المؤلفات

 السياسة والدولة

الصفحة الرئيسية

 

كارثة الاستبداد

ومما تشكو منه البلاد الإسلامية هو الاستبداد في كل وحدة واجتماع.

بدءاً من العائلة، حيث يستبد فيها ـ كثيراً ما ـ الأزواج فيما بينهم، والآباء على من يعولونهم، في المأكل والملبس والمسكن وغيرها، بل وحتى في زواج الشباب والفتيات.

وانتهاءً إلى رئاسة الحكومة فهي تأتي في الأغلب الأغلب عن طريق السلاح أو الوراثة، وفي قليل من الأحيان عن طريق ثورة شعبية، ثم يستبد الحكام الجدد ويضربون بآراء الناس عرض الحائط، ويكون لهم كل رئاسة ومال وسلطة وامتياز ويحرمون الشعب من حقوقه المشروعة.

وهذا من أهم أسرار تأخر المسلمين عامة بكل كثرتهم الذي بلغ ملياري نسمة، حسب الإحصاءات الأخيرة.

وقد قال سبحانه: ((وتشاور))[1].

وقال تعالى: ((أمرهم شورى))[2].

وقال عزوجل: ((شاورهم))[3].

ومن أسباب تقدم الغربيين عليهم هو هذا.

فبينما هم مستبدون ترى غيرهم متشاورين، فقد انطبق قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مرة أخرى ـ مضافاً إلى مرات ومرات غيرها ـ: «الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم»[4].

ومن الواضح أن الدنيا دار أسباب ومسببات وقال تعالى: ((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء))[5] ومن المستحيل أن لا تؤثر العلة بما هي هي في ترتب المعلول، إلا إذا كانت إرادة الله سبحانه على الخلاف برسم الإعجاز في الممكن، أما المستحيل ذاتاً مثل أن يصبح اثنين في اثنين خمسة أو ثلاثة، أو ما أشبه ذلك من الأمور الحسابية والهندسية ونحوهما فلا استثناء للإعجاز فيه.

ولتغيير الأمر وتحوله من الاستبداد إلى المشاورة، ومن الحزب الواحد إلى التعددية السياسية، بحاجة إلى مئات الملايين من الكتب التوعوية حتى يتربى النشء تربية عقلية شرعية، وعند ذلك يمكن الوصول إلى هذه الحالة الصحيحة التي بها يمكن الشروع في التقدم والازدهار بإذن الله تعالى.

قال سبحانه: ((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك))[6].

وقال تعالى: ((فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير))[7].

وقال سبحانه: ((اذهب إلى فرعون إنه طغى))[8].

وقال تعالى: ((اذهبا إلى فرعون إنه طغى))[9].

وقال سبحانه: ((قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى))[10].

وقال تعالى: ((كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى))[11].

وقال سبحانه: ((ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون))[12].

وقال تعالى: ((وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين))[13].

وقال سبحانه: ((هذا وإن للطاغين لشر مآب))[14].

وقال تعالى: ((أم تأمرهم أحلامهم بهذا أم هم قوم طاغون))[15].

وقال سبحانه: ((وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى))[16].

وقال تعالى: ((ألا تطغوا في الميزان))[17].

وقال سبحانه: ((فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية[18]))[19].

وقال تعالى: ((فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى))[20].

وقال سبحانه: ((وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * إن ربك لبالمرصاد))[21].

وعن ابن القداح عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: «قيل: يا رسول الله ما الحزم؟ قال: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم»[22].

وعن السري بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «فيما أوصى به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) قال: لا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا عقل كالتدبير»[23].

وعن أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «في التوراة أربعة أسطر، من لا يستشر يندم، والفقر الموت الأكبر، كما تدين تدان، ومن ملك استأثر»[24].

وعن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «لن يهلك امرؤ عن مشورة»[25].

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: «لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة»[26].

وقال (عليه السلام): «من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها»[27].

وقال (عليه السلام): «الاستشارة عين الهداية»[28].

وقال (عليه السلام): «خاطر بنفسه من استغنى برأيه»[29].

وعن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «استشر العاقل من الرجال الورع فإنه لا يأمر إلا بخير، وإياك والخلاف فإن مخالفة الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا»[30].

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «اعلموا أن الله يبغض من خلقه المتلون فلا تزولوا عن الحق وأهله فإن من استبد بالباطل وأهله هلك وفاتته الدنيا وخرج منها صاغرا»[31].

وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يتعوذ في كل يوم من ست، من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد»[32].

وعن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الظلم ثلاثة، ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك، وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، وأما الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد»[33].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل ((إن ربك لبالمرصاد))[34]، قال: «قنطرة على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة»[35].

وعن وهب بن عبد ربه وعبيد الله الطويل عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني لم أزل والياً منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة، قال: فسكت، ثم أعدت عليه، فقال: «لا، حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه»[36].

وعن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «ما من مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عوناً إلا الله »[37].

وعن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «لما حضر علي ابن الحسين (عليه السلام) الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله»[38].

وعن حفص بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «من خاف القصاص كف عن ظلم الناس»[39].

وعن صفوان عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دماً أو يأكل مال يتيم حراماً»[40].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة»[41].

[1] سورة البقرة: 233.

[2] سورة الشورى: 38.

[3] سورة آل عمران: 159.

[4] نهج البلاغة، الرسائل: 47 ومن وصية له (عليه السّلام) للحسن والحسين (عليهما السّلام) لما ضربه ابن ملجم (لعنه الله).

[5] سورة الإسراء: 20.

[6] سورة آل عمران: 159.

[7] سورة هود: 112.

[8] سورة طه: 24.

[9] سورة طه: 43.

[10] سورة طه: 45.

[11] سورة طه: 81.

[12] سورة المؤمنون: 75.

[13] سورة الصافات: 30.

[14] سورة ص: 55.

[15] سورة الطور: 32.

[16] سورة النجم: 52.

[17] سورة الرحمن: 8.

[18] أي بطغيانهم، كما في بعض التفاسير.

[19] سورة الحاقة: 5.

[20] سورة النازعات: 37-39.

[21] سورة الفجر: 10-14.

[22] وسائل الشيعة: ج12 ص39 ب21 ح15582.

[23] بحار الأنوار: ج72 ص100 ب48 ح17.

[24] وسائل الشيعة: ج12 ص39 ب21 ح15584.

[25] المحاسن: ج2 ص601 ب3 ح18.

[26] بحار الأنوار: ج1ص95 ب1 ح40.

[27] بحار الأنوار: ج72 ص104 ب48 ضمن ح38.

[28] وسائل الشيعة: ج12 ص40 ب21 ح15588.

[29] وسائل الشيعة: ج12 ص40 ب21 ح15588.

[30] بحار الأنوار: ج72 ص101-102 ب48 ح26.

[31] بحار الأنوار: ج69 ص126 ب100 ح5.

[32] بحار الأنوار: ج70 ص252 ب131 ح14.

[33] الكافي: ج2 ص330-331 باب الظلم ح1.

[34] سورة الفجر: 14.

[35] وسائل الشيعة: ج16 ص47 ب77 ح20944.

[36] الكافي: ج2 ص331 باب الظلم ح3.

[37] بحار الأنوار: ج72 ص329 ب79 ح60.

[38] الخصال: ج1 ص16 الوصية بخصلة ح59.

[39] الكافي: ج2 ص331 باب الظلم ح6.

[40] وسائل الشيعة: ج16 ص48-49 ب77 ح20947.

[41] الكافي: ج2 ص332 باب الظلم ح10.