المؤلفات |
|
|
من الثابت الذي لا يقبل الجدل أن الإنسان، وكذا سائر المخلوقات، لم يخلق عبثاً، وإنما لحكمة وهدف، يلخصهما مبدأ الاستخلاف الذي ورد في قول الله تبارك وتعالى ((وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...)) البقرة/ 30، وقوله تعالى: ((يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ)) ص/ 36. ولكي يتحقق مبدأ الاستخلاف على الوجه المطلوب، فقد جعل له الباري عز وجل مقومات، ووهب للإنسان من الطاقات ما يتناسب مع حجم وثقل هذه المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه؛ قال تعالى: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)) الإسراء/ 70. ولكن المؤسف أن نرى المسيرة البشرية، قد اعتلّت، ووهنت، وشابها الكثير من الأوصاب والمعاناة، وتعرضت للكثير من الويلات والكوارث، بسبب خيانة الأمانة الكبرى المتمثلة في عقد الخلافة و |
|
الاستخلاف، والتنصل من قيودها وواجباتها، التي تصب بمجملها في مصلحة الإنسانية وخيرها وسعادتها. في الحق أن ما نرى من عذابات وويلات وكوارث تلمّ بالاجتماع البشري على ظهر كوكبنا الأرضي، إنما مرده المظالم التي قارفها الإنسان؛ يقول تبارك وتعالى: ((ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) الروم/ 41. وفي حديث مروي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السّلام): «ما من مصيبة تصيب العبد إلاّ بذنب». الكتاب القيّم «لماذا الكوارث؟» الذي نحن بين يديه يعالج هذا الموضوع بدقة متناهية، وبأسلوب مشوق، بحيث إن كل صفحة في هذا الكتاب تدعو لقراءة الصفحة التي تليها... الكتاب من تأليف سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته). |
|
|
القطع : متوسط عدد الصفحات: 192 عدد الطبعات :1 سنة الطبع : 1423 هـ /2002م |
تحميل نسخة الكتاب كاملة |