الفهرس

المؤلفات

  الحديث الشريف

الصفحة الرئيسية

 

باب الأنفة والإباء

لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة، أراد أن يتألف أبا سفيان ويريه كرم القدرة فقال: (من دخل الكعبة فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقال أداري يا رسول الله أداري؟ قال: نعم دارك)(1).

وعن علي (عليه السلام): (من أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل).

وعنه (عليه السلام): (من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف، والتنفيس عن المكروب).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان الله خلق الخلق أربعة أصناف: الملائكة والشياطين والإنس والجن، ثم جعل هؤلاء عشرة أجزاء فتسعة منهم الملائكة وجزء واحد الشياطين والجن والإنس، ثم جعل الجن والإنس عشرة أجزاء فتسعة منهم الجن وجزء واحد الإنس).

وعن علي (عليه السلام): (واكرم نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغائب، فإنك لا تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً، ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً).

وعن علي (عليه السلام): (ما زنى غيور قط).

وعنه (عليه السلام): (غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل إيمان).

وكتب عثمان إلى علي (عليه السلام) يوم الدار: (أما بعد فقد بلغ السيل الزبى، وبلغ الحزام الطبيين، فاقبل إلي، كنت لي أم علي).

وإلا فادركني ولما أمزق

 

فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل الظلم

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ذب عن عرض أخيه كان ذلك له حجاباً من النار).

ولما وجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لاستباحة أهل المدينة، ضم علي بن الحسين (عليه السلام) إلى نفسه أربعمائة منافية بحشمهن يعولهن إلى أن تقوض جيش مسلم، فقالت امرأة منهن: ما عشت والله بين أبوي مثل ذلك التريف(2).

باب الإخاء والمحبة

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (اكثروا من الإخوان، فإن ربكم حيي كريم يستحي أن يعذب عبده بين إخوانه يوم القيامة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من نظر إلى أخيه نظرة المودة، ولم يكن في قلبه عليه احنة لم يطرف حتى يغفر الله له ما تقدم من ذنبه).

وعن علي (عليه السلام): (من كان له صديق حميم فإنه لا يعذب، ألا ترى كيف أخبر الله عن أهل النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم  )(3).

وعن على (عليه السلام): (لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته).

وعنه (عليه السلام): (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم).

وعن الأصمعي: (دخلت على الخليل وهو جالس على حصير صغير، فأشار عليّ بالجلوس، فقلت: أضيق عليك، فقال: مه إن الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وإن شبراً في شبر يسع متحابين).

وقال محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (أيدخل أحدكم في كم صاحبه فيأخذ حاجته من الدنانير والدراهم؟ قالوا: لا قال: فلستم بإخوان اذن).

وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): (صحبة عشرين يوما قرابة).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أحب أخاه فليعلمه).

وعن علي (عليه السلام): (ينبئ عن كل امرئ دخيله).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحسنكم أخلاقاً، الموطأون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون).

وعن علي (عليه السلام): (الغريب من ليس له حبيب).

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني، إياك وصاحب السوء، فانه كالسيف يعجبك منظره ويقبح أثره).

وعن علي (عليه السلام) في وصيته: (احمل نفسك في أخيك عند صرامه على الصلة، وعند صدوده على اللطف، وعند جحوده على البذل، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته على اللين، وعند جرمه على العذر، حتى كأنك له عبد، ولاتتخذن عدو صديقك صديقاً فتعادي صديقك، وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية ترجع إليها، إن بدا لك يوماً، ولا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه، فإنه ليس بأخ من ضيعت حقه).

وعن لقمان (عليه السلام): (ثلاثة لا تعرفهم الا عند ثلاثة، الحليم عند الغضب، والشجاع عند الخوف، والأخ عند حاجتك اليه).

وعن علي (عليه السلام): (حسد الصديق من سقم المودة).

وعن علي (عليه السلام): (يهلك فيّ رجلان: محب مفرط، ومبغض مفرط).

وروي: (محب غال، ومبغض قال).

وعنه (عليه السلام) حين توفي سهل بن حنيف الأنصاري مرجعه من صفين، وكان من أحب الناس إليه: (لو أحبني جبل لتهافت).

وعنه (عليه السلام): (القلوب وحشية فمن تألفها أقبلت عليه).

وقال الله لموسى (عليه السلام): (يا موسى اعلم ان كل صديق لا يواتيك على مسرتك فهو عدو لك).

وكان إبراهيم (عليه السلام) إذا ذكر زلته غشي عليه، وسمع اضطرابه من ميل، فقال له جبريل: يا خليل الله، الخليل يقريك السلام ويقول: هل رأيت خليلاً يخاف خليله؟ فقال: يا جبريل، كلما ذكرت الزلة نسيت الخلة(4).

وكان عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل، فمر به رجل، فقال: (يا رسول الله إني لأحب هذا، قال أعلمته؟ قال: لا، قال: أعلمه، فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له).

وأبوذر: (قال يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال: أنت يا أباذر مع من أحببت، فأعادها أبوذر، فأعادها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).

وعن أنس: رأيت أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا بشيء أشد منه، قال رجل: يا رسول الله، الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به، ولا يعمل بمثله، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (المرء مع   من أحب).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (حبك الشيء يعمي ويصم).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

وروي: (فإن مرت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم).

وروي: (فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (تفتح أبواب السماء كل يوم اثنين وخميس، فيغفر في ذلك اليوم لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا من بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (جار السوء في دار المقامة قاصمة الظهر).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من جهد البلاء جار سوء معك في دار مقامة، ان رأى حسنة دفنها، وان رأى سيئة أذاعها وأفشاها).

وعن داود (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة، ومن ولد يكون عليّ ربا، ومن حليلة تقرب المشيب من قبل المشيب، وأعوذ بك من جار تراني عيناه وترعاني أذناه، ان رأى خيراً دفنه، وان سمع شراً طاربه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (والذي نفسي بيده لا يسلم العبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ويأمن جاره بوائقه(5). قالوا: وما بوائقه؟ قال: غشمه وظلمه).

وعن لقمان: (يا بني حملت الحجارة والحديد، فلم أر أثقل من جار السوء).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (الجيران ثلاثة: فجار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق. فأما الذي له حق واحد: فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان: فجار مسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار،   وأما الذي له ثلاثة حقوق: فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام وحق الجوار وحق  الرحم، وأدنى حق الجوار ان لا تؤذي جارك بقتار قدرك الا أن تقتدح له منها)(6).

وجاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشكو جاره، فقال: اطرح متاعك على الطريق، فطرحه، فجعل الناس يمرون عليه ويلعنونه، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا رسول الله ما لقيت من الناس؟ قال: وما لقيت منهم؟ قال: يلعنونني، فقال: قد لعنك الله قبل الناس، قال: فإني لاأعود، فجاء الذي شكى إليه فقال: ارفع متاعك فقد كفيت).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة..).

وعن عيسى (عليه السلام): (تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، وتقربوا إليه بالتباعد منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما تحاب رجلان في الله قط إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه).

ورأى علي (عليه السلام) قوماً حول داره، فسألهم، فقيل: (هؤلاء شيعتك، قال: مالي لا أرى عليه سيماء الشيعة! قال: وما سيماء الشيعة؟ قال: خمص البطون من الطوى، يبس الشفاه من الظما، عمش العيون من البكى).

وقيل: (من كان يريد رضا ربه يسخط نفسه، ومن لم يسخط نفسه لم يرض ربه).

وعن علي (عليه السلام): (لو ضربت خيشوم المؤمن هذا بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحمأتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضى فانقضى على لسان النبي الأمي: انه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق).

وعن دعبل الخزاعي:

لله لا لعطــــية أعــــطاها

 

بأبي وأمي سبعة احببتهم

والطيبان وابنة وابناها(7)

 

بأبي النبي محمد وصفيه

وعن علي (عليه السلام): (أصدقاؤك ثلاثة، وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك، واعداؤك:عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك).

وعنه (عليه السلام): (يا بني إياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبتعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب، فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد، ويبعد عنك القريب).

وقال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (علمني شيئاً يحبني عليه الله والناس، قال: أما الذي يحبك الله عليه فالزهد في الدنيا، وأما الذي يحبك الناس عليه فإن تنبذ إليهم ما في يدك).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (المؤمن مألفة، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف).

وقال بنو إسرائيل لموسى (عليه السلام): (ان التوراة كبيرة فاختر لنا منها شيئاً ما يمكن حفظه، فقال: ما تحبون ان يصبحكم به الناس فاصحبوهم به). يعني ان هذه الكلمة هي الاختيار من التوراة.

وقال عمر بن عبد العزيز لأبيه: (يا أبت مالك إذا خطبت مررت فيها مستجفراً(8) لا تكفف ولا توقف، حتى إذا صرت إلى ذكر علي  عليه السلام تلجلج لسانك وامتقع لونك واختلج بدنك(9). قال: أو قد رأيت ذلك يا بني!! أما أن هؤلاء الحمير لو يعلمون من علي عليه السلام ما نعلم ما اتبعنا منهم رجلان).

باب الحياء والسكوت

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحياء شعبة من الإيمان).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار).

وعن علي (عليه السلام): (من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رحم الله امرأ ملك فضل لسانه، وبذل فضل ماله).

وعن علي (عليه السلام): (إذا تم العقل نقص الكلام).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (المؤمن من أمنه الناس).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ستر مخزاة على المؤمن ستره الله يوم القيامة).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أعجب الناس اليّ منزلة رجل يؤمن بالله ورسوله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعمر ماله، ويحفظ دينه، ويعتزل الناس).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (ان أغبط الناس مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلابة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضاً في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان عيشه كفافاً فصبر على ذلك، ثم عجلت منيته فقل تراثه، وقلت بواكيه).

وصحب رجل الربيع بن خثيم فقال: (إني لأرى الربيع لا يتكلم منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد، ولا يتكلم في الفتنة، فلما قتل الحسين (عليه السلام) قالوا: ليتكلمن اليوم، فقالوا له: يا أبا يزيد قتل الحسين (عليه السلام)، فقال: أوقد فعلوا، اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم سكت).

وكان يقول: ان العبد ان شاء ذكر ربه وهو ضام شفتيه.

وعن علي (عليه السلام): (وذلك زمان لا ينجو فيه الا كل مؤمن نومة، ان شهد لم يعرف وإن غاب لم يفتقد، أولئك مصابيح الهدى، وأعلام السرى، ليسوا بالمسابيح، ولا المذاييع البـــذر، أولئك يفــتح الله لهم أبواب رحمته، ويكــــشف عنهم ضراء نقمته).

وعنه (عليه السلام): (اختزن رجل لسانه، فإن هذا اللسان جموح بصاحبه، والله ما أرى عبداً يتقي تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه، وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وإن قلب الكافر من وراء لسانه، لان المؤمن اذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شراً واراه، وان المنافق يتكلم بما أتى على لسانه، ولا يدري ماذا له وماذا عليه، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، فمن استطاع  منكم ان يلقي الله وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم فليفعل).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه، فإنه يلقي الحكمة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (طوبى لمن امسك الفضل من قوله، وأنفق الفضل من ماله).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (عجبت من ابن آدم، وملكاه على نابيه، فلسانه قلمهما، وريقه مدادهما، كيف يتكلم فيما لا يعنيه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن كثرة الكلام في غير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: (عليك بالصمت إلاّ من خير   فإنه مطردة للشيطان، وعون على أمر دينك، وفي الصمت سلامة من الندامة، وتلافيك ما فرطت فيه من صمتك أيسر من إدراك ما فاتك من منطقك).

وعن علي (عليه السلام): (بكثرة الصمت تكون الهيبة).

وعن عمرو بن العاص: (الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل).

وعن لقمان: (يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رأس التواضع أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وان ترضى بدون المجلس، وإن تكره أن تذكر بالبر والتقوى، وإن تدع المراء وإن كنت محقاً).

وعن علي (عليه السلام): (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وطوبى لمن لزم بيته، وأكل قوته، واشتغل بطاعته، وبكى على خطيئته، فكان من نفسه في شغل، والناس منه في راحة).

وعنه (عليه السلام): (لا خير في الصمت عن الحكم، كما انه لا خير في القول بالجهل).

وأوحى الله إلى نبي من الأنبياء: (ان أردت ان تسكن حضيرة القدس، فكن في الدنيا وحيداً حزيناً وحشياً، كالطائر الفرد الذي يرعى في القفار، ويأوي إلى رؤوس الأشجار، إذا جنه الليل لم يأو مع الطير، استيناسا بربه، واستيحاشا من غيره).

وعن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): (لم يردد رسول الله (صلى الله   عليه وآله وسلم) طالباً عن شيء يملكه، ولا حمله الاستحياء على ان يسمح في غير  ذلك، حتى لقد قال له قائل، في كبة شعر من الفيء: يا رسول الله أخذت هذه لأخيط بها برذعة لجملي فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) اما نصيبي منها فهو لك، فطرحها الرجل في المقسم).

وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلا من أبي سفيان وعيينة بن حصن وسهيل بن عمرو مائة من الإبل، فقالوا: يا نبي الله تعطي هؤلاء وتدع   جعيلاً؟ وهو رجل من بني غطفان، فقال: (جعيل خير من طلاع الأرض مثل هؤلاء، ولكني أعطي هؤلاء أتألفهم، وأكل جعيلا إلى ما جعله الله عنده من التواضع).

وعن الخدري: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان اذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.

وقال الله لموسى (عليه السلام): (هل تعرف لم كلمتك من بين الناس؟ قال: لا يا رب، قال: لأني رأيتك تتمرغ في التراب بين يدي، كالكلب بين يدي صاحبه، تواضعاً فأردت ان أرفعك من بين الناس).

باب الخير والصلاح

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ( الخير عادة، والشر لجاجة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (عجباً لأمر المؤمن، ان أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، ان أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

وسئل علي (عليه السلام) عن الخير، فقال: (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم عملك، وان تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وان أسأت استغفرت الله، ولا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتداركها بالتوبة، ورجل يسارع في الخيرات).

وفي وصيته (عليه السلام): (لقاء أهل الخيرات عمارة القلوب).

وعنه (عليه السلام): (من كانت فيه خلة من خلال الخير غفر الله له ما سواها لها).

وعنه (عليه السلام): (فاعل الخير خير منه وفاعل الشر شر منه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (ان الله ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة ألف بيت من جيرانه البلاء ثم قرأ (صلى الله عليه وآله وسلم):  (ولولا دفع الله الناس )(10).

وعن علي (عليه السلام): (أين الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرءوا القرآن فأحكموه وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك، وبعض نجا.. لايبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن القتلى، مره العيون من البكا، خمص البطون من الطوى، ذبل الشفاه من الظما، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك إخواني الذاهبون، فحق أن نظما إليهم، وأن نعض الأيدي على فراقهم).

وعنه (عليه السلام): (كان لي فيما مضى أخ في الله، كان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذ القائلين، ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً، فإن جاء الجد فهو ليث عاد، وصل واد، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضياً، وكان لايلوم أحدا على ما لا يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره، وكان لا يشكو وجعاً إلا عند برئه، وكان يفعل ما يقول، ولا يقول ما يفعل، وكان إن غلب على الكلام لم يغلب على السكوت، وكان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم، وكان إذا بدهه أمران نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه، فعليكم بهذه الخلائق فالزموها، وتنافسوا فيها).

وعنه (عليه السلام): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، سهل الخليفة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد).

وعنه (عليه السلام): (رحم الله عبداً سمع حكماً فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا، وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه، وخاف ذنبه، قدم خالصاً وعمل صالحاً، اكتسب مذخوراً، ورمى غرضاً، وأحرز عرضاً، كابر هواه، وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته، والتقوى عدة وفاته، ركب الطريقة الغراء، ولزم الحجة البيضاء، اغتنم المهل، وبادر الأجل، وتزود من العمل).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا علي إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحجزة الله، وأخذت أنت بحجزتي، وأخذت ولدك بحجزتك، وأخذ شيعة ولدك بحجزهم، فترى أين يأمر بنا).

وعن نوف البكالي: سامرت علياً (عليه السلام) ذات ليلة، فاكثر النظر إلى السماء، ثم قال: يا نوف، أنائم أنت؟ قلت: لا، بل أرمقك بعيني يا أمير المؤمنين، قال: (يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا أرض الله بساطاً وماءها طيبا وترابها فراشاً، وجعلوا القرآن شعاراً، والدعاء دثاراً، ورفضوا الدنيا رفضاً على منهاج عيسى بن مريم (عليهما السلام)).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم (عليهما السلام)، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب (عليهما السلام)).

وعن جميع بن عمير: (دخلت على عائشة فقلت: من كان أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)؟ فقالت: فاطمة (عليها السلام)، فقلت: انما أسألك عن الرجال، قالت: زوجها، وما يمنعه؟ فو الله انه كان لصواماً قواماً، ولقد سالت نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في يده، فردها إلى فيه. قلت: فما حملك على  ما كان؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت: أمر قضي عليّ).

وخرج عيسى (عليه السلام) على الحواريين، وعليه العباء، وعلى وجوههم النور، فقال: (يا أبناء الآخرة ما تنعم المتنعمون الا بفضل نعمتكم).

وعن أبي رائحة: صليت مع علي (عليه السلام)، حتى إذا كانت الشمس قيد رمح قلب يده ثم قال: والله رأيت أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فما رأيت اليوم أحداً يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، بين أعينهم مثل ركب المعزى، لقد باتوا لله سجداً وقياماً يتلون كتاب الله، يراوضون بين جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا مادوا كما تميد الشجر في يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم، والله ما كان القوم غافلين، ثم نهض فما رؤي بعد ذلك كاشراً حتى ضربه ابن ملجم عدو الله).

وعن علي (عليه السلام): ( لو ان السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقاً ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجاً).

وعن علي (عليه السلام): (واعلموا ان المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا بدنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت، فحظوا من الدنيا بما حظي به المترفون، واخذوا منها ما أخذه الجبارون المتكبرون، ثم انقلبوا منها بالزاد والمتجر المربح).

وعنه (عليه السلام): (اتق الله بعض التقى وإن قل، واجعل بينك وبين الله ستراً وان رق).

وعنه (عليه السلام): (اتقوا معاصي الله في الخلوات، فإن الشاهد هو الحاكم).

وعنه (عليه السلام): (الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى:  (لكيلا تــــأسوا على مـــا فاتكم ولا تـــــفرحوا بما آتاكم)(11) ومن لم يأس على المـــاضي، ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه).

وعن عيسى (عليه السلام): (الزهد ثلاث: المنطق، والصمت، والنظر، فمن كان منطقه في غير ذكر الله فقد لغا، ومن كان صمته في غير تفكر فقد لها، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها).

وعن علي (عليه السلام): (كانت العلماء والحكماء والأتقياء يتكاتبون بثلاثة ليس معهن رابعة: من أحسن سريرته أحسن الله علانيته، ومن أحسن ما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن كانت الآخرة همه كفاه الله همه من الدنيا).

واستأذن أبو ثابت مولى علي (عليه السلام) على أم سلمة، فقلت: (مرحباً بك يا أبا ثابت، ثم قالت: يا أبا ثابت أين طار قلبك حين طارت القلوب مطيرها؟ قال: تبع علياً (عليه السلام)، قالت: وفقت، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض).

وعن علي (عليه السلام): (لا تقل الخير رياء، ولا تتركه حياء).

وعن ابن عباس: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في غزوة الفتح: (ان بمكة لأربعة نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو).

ومر أبوذر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وجبريل معه في هيئة دحية يناجيه، فلم يسلم، فقال جبريل: (هذا أبوذر لو سلّم لرددنا عليه، فقال: أو تعرفه يا جبريل؟ فقال: (والذي بعثك بالحق لهو في ملكوت سبع السماوات أشهر منه في الأرض، قال: بم نال هذه المنزلة؟ قال: زهده في هذا الحطيم الفاني).

وقال معاوية لضرار بن ضمرة الكناني: صف لي علياً، فاستعفى، فالح عليه، فقال: (أما إذ لابد، فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، يستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير العبرة، طويل الفكرة يقلب كفه، ويعاقب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، كان والله يجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقربه لنا، وقربه منا، لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه لعظمه، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، فاشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأني الآن اسمعه يقول: يا دنيا إليّ تعرضت، أم إليّ تشوقت؟ هيهات، هيهات، غري غيري، قد بتتك ثلاثاُ لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد ووحشة الطريق.

قال: فوكفت دموع معاوية ما يملكها على لحيته، وهو يمسحها، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا حسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزني عليه والله حزن من ذبح ولدها في حجرها، فلا ترقأ عبرتها، ولا تسكن حرتها. ثم قام فخرج).

وخرج (عليه السلام) يوماً من منزله فإذا قوم جلوس، قال: (من أنتم؟ قالوا نحن شيعتك، قال: سبحان الله!! مالي لا أرى عليكم سيما الشيعة؟ قالوا: وما سيما الشيعة؟ قال: عمش العيون من البكاء، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين).

وكان داود (عليه السلام) إذا ذكر عذاب الله تخلعت أوصاله، فلا يشدها إلا الأسر، فإذا ذكر رحمة الله رجعت أوصاله.

باب مقارنة

العادات الحسنة والقبيحة، والرفق والعنف

عن إبراهيم بن العباس: والله لو وزنت كلمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بمحاسن الناس لرجحت، وهي قوله: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك، والملك يجره إلى الخير، والخير يجره إلى الجنة، وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان، والشيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار).

وعن الحسن بن علي (عليه السلام) يرفعه: (ان الرجل ليدرك بحسن خلقه   درجة الصائم القائم، وانه ليكتب جباراً وما يملك إلا أهله).

وعن الأشعري: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يمشي وامرأة بين يديه، فقلت: الطريق لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ‍فقالت: الطريق معترض، إن شاء أخذ يميناً، وإن شاء أخذ شمالاً.. فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): دعوها فإنها جبارة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (المؤمنون هينون لينون كالجمل الانف، ان قيد انقاد، وان انيخ على صخرة استناخ).

وعن علي (عليه السلام): (من لان عوده كثف أغصانه).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترى إذا غضب حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذاك شيئاً فليلصق خده بالأرض).

وعن لقمان (عليه السلام): (ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان، من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له).

وعن عيسى (عليه السلام): (يباعدك من غضب الله أن لا تغضب).

وعن علي بن الحسين (عليهما السلام): (أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب).

وفي التوراة : (اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت فاصبر وأرض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك).

وقال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أي شيء أشد؟ قال: غضب الله، قال: فما يباعدني من غضب الله؟ قال: أن لا تغضب).

واهدى مطيع بن أياس إلى حماد عجرد غلاماً وكتب إليه: قد بعثت إليك بغلام تتعلم عليه كظم الغيظ!.

وعن أنس: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أحسن الناس خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون، فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبض قفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: أنس أذهب حيث أمرتك، والله لقد خدمته تسع سنين، وروي عشر سنين. ما علمت قال لشيء صنعتُ: لِمَ فعلت؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت).

وعن أبي هريرة: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يجلس معنا في المجلس ويحدثنا، فإذا قام قمنا قياما واحداً حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه، فحدثنا يوماً، فقمنا حين قام، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته، وكان رداؤه خشناً، فالتفت فقال له الأعرابي: احملني على بعيري هذين فإنك لا تحملني من مالك ولا من مال أبيك. فقال: لا واستغفر الله، لا واستغفر الله، لا أحملك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني، فكل ذلك يقول له الأعرابي: والله لا قيدكها، ثم دعا رجلاً فقال له أحمل له بعيريه هذين، على بعير شعيراً وعلى الآخر تمراً).

وكان عيسى (عليه السلام) لا يمر بملأ من بني إسرائيل الا أسمعوه شراً وأسمعهم خـــيراً، فــــقال له شمعون في ذلك، فقال: (كل امرئ يعطي ما عنده).

وعن علي (عليه السلام): (أول غرض الحليم من حلمه أن الناس أنصاره على الجاهل).

وعن على (عليه السلام): (تجرع الغيظ، فإني لم أر جرعة أحلى منها عاقبة، ولا ألذ مغبة).

وروي: (ما من جرعة أحمد عقباناً من جرعة غيظ تكظمها).

وسأل داود سليمان (عليه السلام) حين ترعرع عما هو أشد وقعاً من الجمر؟ فقال: (البهتان عند الغضب).

وعن عروة بن محمد: (كلمه رجل بكلام فغضب غضبا شديداً، فقام فتوضاً، ثم جاء فقال: حدثني أبي عن جدي عطية وكانت له صحبة: قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ان الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الا ان بني آدم خلقوا على طبقات: منهم بطيء الغضب سريع الطفئ، ومنهم سريع الغضب سريع الطفئ، ومنهم سريع الغضب بطيء الطفئ).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ألا وان خيرهم البطيء الغضب السريع الفيء وشرهم السريع الغضب البطيء الفيء).

وكان يقول (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اتقوا الغضب فإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل).

وعن سعد بن أبي وقاص: (مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأناس يتجاذون مهراساً فقال: أتحسبون ان الشدة في حمل الحجارة، انما الشدة في أن يمتلئ أحدكم غيظاً ثم يغلبه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور شاء).

 وروي: (ملأه الله أمنا وإيماناً).

وعن معاذ بن جبل: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فغضب أحدهما غضباً شديداً حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب، فقلت: وما هي يا رسول الله؟ قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم).

وعن عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يبدو إلى هذه التلاع، وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلى ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة، أرفقي فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، ولا نزع من شيء قط إلا شانه).

وروي كانت معه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في سفره، وكانت على بعير صعب، فجعلت تصرفه يميناً وشمالاً، فقال لها ذلك.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من رفق بأمتي رفق الله به، ومن شق على أمتي شق الله عليه).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (صل من قطعك، وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك).

وعن علي (عليه السلام): (إن لم تكن حليماً فتحلّم، فإنه قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم).

وعنه (عليه السلام): (الجود حارس الأعراض، والحلم فدام السفيه).

واستأذن رهط من اليهود على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا: السام عليك، فقالت عائشة: بل عليك السام واللعنة، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقالت: ألم تسمع ما قالوا؟ قال: قد قلت: وعليكم).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا هممت بأمر فعليك فيه بالتؤدة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن الله عزوجل إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب رفق).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يا عائشة إنه من أعطى حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه).

وعن عائشة: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: (ما بال أقوام يقولون؟).

وعن أنس: دخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وعليه أثر صغرة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قل ما يواجه رجلاً في وجهه بشيء يكرهه، فلما خرج قال: (لو أمرتم هذا أن يغسل ذا عنه).

وعن عائشة: استأذن رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: بئس رجل العشيرة، فلما دخل ألان له القول: فقلت: يا رسول الله ألنت له القول وقد قلت ما قلت، قال: (إن شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه الناس لاتقاء فحشه).

وروي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا عائشة إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم).

وعن أنس: ما رأيت رجلاً التقم اذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رجلاً أخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ان من كمل الإيمان حسن الخلق).

وسئلت عائشة عن خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ؟ فقالت: كان خلقه القرآن: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)(12).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة).

وعنه (عليه السلام): (ما من شيء في الميزان أثقل من خلق حسن).

وعن علي (عليه السلام): (عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه).

وعنه (عليه السلام): (سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما أكثر ما يُدخل الجنة؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): تقوى الله وحسن الخلق).

وعنه (عليه السلام): (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): أحسن الناس إيماناً أحسنهم خلقاً وأحسنكم خلقاً ألطفكم بأهله، وأنا ألطفكم بأهله).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الحلم والتؤدة من النبوة، ومن عجل أخطأ).

وعن علي (عليه السلام): (التقى رئيس الأخلاق).

وعنه (عليه السلام): (بالسير العادلة يقهر المناوئ، وبالحلم عن السفيه يكثر الأنصار عليه).

و: (أول عوض الحليم من حلمه إن الناس أنصاره على الجاهل).

و: (كاد يتدرع ذلاً من فرط حلمه).

باب ذكر الله

قيل لسفيان بن عيينة: ما حديث يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أفضل دعاء أعطيته انا والنبيون قبلي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، قال: ما تنكر من ذا؟ ثم حدث بقوله (صلى الله عليه وآله وسلّم): من تشاغل بالثناء على الله أعطاه الله رغبة السائلين، ثم قال: هذا أمية بن أبي صلت يقول لابن جدعان:

حياؤك إن شيمتك الحياء

 

أأذكر حاجتي أم قد كفاني

كفاه من تعرضه الثناء

 

أذا اثنى عليه المرء يوماً

فهذا مخلوق يقوله لمخلوق، فما ظنك برب العالمين).

وعن ابن عمر: من دعائه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم ارزقني عينين هطالتين تشفيان القلوب بذروف الدموع، قبل أن يكون الدمع دماً والأضراس جمراً).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك).

وعن مولى لأم معبد قال: لما كبرت أم معبد ذهب بصرها، فكنت أقودها، فكانت تكثر أن تدعو بهذه الكلمات، وتقول: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول ذلك: (اللهم طهر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء، وبصري من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور).

وعن علي (عليه السلام): (ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لقد بارك الله للرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها، أعطيها أو منعها).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، واصلح لي دنياي التي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة في الخير، واجعل الموت راحة لي من كل شر).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (بينما رجل ممن كان قبلكم إذ مر بجمجمة نظر إليها وقام يفكر، وقال: يا رب أنت أنت، وأنا أنا، أنت العواد بالمغفرة وأنا العواد بالذنوب، ثم خر ساجداً، فقيل له: ارفع رأسك، أنت أنت وأنا أنا، أنت العواد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة، فغفر له).

وسمع موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول في سجوده آخر الليل: (يا رب عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك).

طاووس: إني لفي الحجر لليلة، إذا دخل علي بن الحسين (عليه السلام)  فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير، لأسمعن دعاءه، فسمعته يقول: (عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك) فما دعوت بهن في كربة إلا فرجت.

ودعاؤه (صلى الله عليه وآله وسلّم) للمتزوج: (على اليمن والسعادة، والطير الصالح، والرزق الواسع، والمودة عند الرحم).

وعن ابن مسعود عن  رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من دخل المقابر    فقال: (اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية، والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحاً منك وسلاماً مني، كتب له بعدد من مات من أعلدن آدم إلى ان تتقدم الساعة حسنات).

وعن علي عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (سلاح المؤمن الدعاء وعماد الدين ونور السماوات والأرض).

وفيما أنزل الله من الكتب: (إن الله يبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، ويؤمن روعاتكم).

وقال جبريل لآدم: (قل: اللهم ألبسني العافية في الدنيا والآخرة حتى تهنأني المعيشة، ثم قل: اللهم اختم لي بالمغفرة، فقالها، فقال جبريل: وجبت).

وعن علي (عليه السلام): (جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته فما شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، واستمطرت مثابيب رحمته، فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية على قدر النية، وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، وأجزل لعطاء الآمل، وربما سألت الشيء فلا تؤتاه، وأوتيت خيراً منه عاجلاً أو آجلاً، أو صرف عنك بما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته). ؟؟؟

و: ( رحب واديك، وعز ناديك، لا ألم بك ألم، ولا طاف بك عدم، سلمك الله ولا أسلمك).

وقال موسى (عليه السلام): (يا رب إنك لتعطيني أكثر من أملي، قال: انك تكثر قول ما شاء الله لا قوة إلا بالله).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والأمر والليل والنهار وما يسكن فيهما لله وحده لاشريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحاً، وأوسطه فلاحاً، وآخره نجاحاً، وأسألك خير الدنيا وخير الآخرة، يا أرحم الراحمين).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال، وحسن الظن بك، وصدق التوكل عليك).

واعتمر علي (عليه السلام) فرأى رجلاً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل ولا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك، فقال علي (عليه السلام): (والذي نفسي بيده، لو قلتها وعليك ملء السماوات والأرضين من الذنوب لغفر لك).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الإجابة فليقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ومن أبطأ عنه من ذاك شيء فليقل: الحمد لله على كل حال).

وعن سلمة بن الأكوع: ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يستفتح الدعاء إلا قال: سبحان ربي الأعلى الوهاب.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (في خطبته يوم الأحزاب: اللهم أكل سلاحهم، واضرب وجوههم، ومزّقهم في البلاد تمزيق الريح للجراد).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم صن وجهي باليسار، ولا تذل جاهي بالإقتار، فاسترزق طالبي رزقك، واستعطف شرار خلقك، وابتلي بحمد من أعطاني وافتتن   بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك كله ولي الإعطاء والمنع).

وعن أنس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا أكل قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وأشبعنا وأروانا، وكفانا وآوانا، فرب مكفي لا يجد مأوى ولا منقلباً، نعوذ بالله من التقلب إلى النار).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ما انتهيت إلى الركن اليماني قط إلا وجدت جبريل قد سبقني إليه يقول: قل يا محمد اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر والفاقة، ومن مواقف الخزي).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من الشك في الحق بعد اليقين وأعوذ بك من الشيطان الرجيم، وأعوذ بك من شر يوم الدين).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (اللهم إني أعوذ بك من شر عرق نعار، ومن شر حر النار). النعار هو  الذي لا يرقأ.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (كم من نعمة لله في عرق ساكن).

وعن علي (عليه السلام): (العجب ممن يعطب ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن للقلوب صدا كصدأ النحاس، وجلاؤها الاستغفار).

وعن بعض أهل البيت (عليهم السلام): (نعوذ بالله من بيات غفلة، وصباح ندامة).

وعن الخضر (عليه السلام): (اللهم إني أستغفرك لما تبت إليك منه ثم عدت، واستغفرك لما وعدتك من نفسي ثم أخلفتك، واستغفرك لما أردت به وجهك   فخالطه ما ليس لك، واستغفرك للنعم التي أنعمت بها علي فتقويت بها على معصيتك، واستغفرك يا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، من كل ذنب أو معصية ارتكبتها في ضياء النهار وسواد الليل، في ملأ أو خلأ، أو سر أو علانية، يا حليم).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لمسافر: (وجّهك الله في الخير وزوّدك التقوى، وجعلك مباركاً أينما كنت).

وعن أنس: عطس رجلان عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فسمت أحدهما، ولم يسمت الآخر، فقيل له، فقال: (إن هذا حمد الله، وإن هذا لم يحمد الله).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن أحدكم ليدع تسميت أخيه إن عطس، فيطالبه به يوم القيامة، فيقضى له عليه).

وأوحى الله إلى موسى (عليه السلام): (مر ظلمة بني إسرائيل أن يقلوا من ذكر الله، فإني أذكر من ذكرني منهم باللعنة حتى يسكت).

ومرّ سليمان (عليه السلام) والطير تظله والريح تقله، بعابد من بني إسرائيل، فقال: لقد أوتي آل داود ملكاً عظيماً، فسمع ذلك فقال: (تسبيحة في صحيفة مسلم خير مما أعطي آل داود).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (سبق المفردون، قيل وما المفردون؟ قال: المستهترون بذكر الله، يضع الذكر أثقالهم عنهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في الوسط الهشيم، وروي: كالمقاتل بين الفارين).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله تعالى: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه).

وسئل (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أي الأعمال أفضل؟ فقال: أن تموت ولسانك رطب بذكر الله).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أصبح أمس ولسانك رطب بذكر الله تصبح وتمس وليس عليك خطيئة).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله، ومن إعطاء المال سحا).

وعن داود (عليه السلام): (إذا رأيتني أجاوز مجالس الذاكرين إلى مجالس الغافلين فاكسر رجلي، فإنها نعمة تنعم بها علي).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من صلى علي صلت عليه الملائكة ما صلى عليّ، فليقلل عبد من ذلك أو ليكثر).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام).

وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ليس أحد يسلم عليّ إلا رد روحي حتى أرد عليه السلام).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني، فان عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له عندي، اللهم اغفر لي  ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الالحاظ،   وسقطات الالفاظ، وشهوات الجنان، وهفوات اللسان).

وعن انس: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) غصنا فنفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فلم ينتفض، ثم نفضه فانتفض، فقال: ان سبحان الله والحمد لله ولا اله   الا الله والله اكبر تنتفض الخطايا كما تنتفض الشجرة ورقها).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله: لا إله إلا الله حصني فمن دخله أمن عذابي).

وعن علي (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (دعاء أطفال ذريتي مستجاب ما لم يقارفوا الذنوب).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم إن فههت عن مسألتي، أو عمهت عن طلبتي، فدلني على مصالحي، وخذ بقلبي إلى مراشدي، اللهم احملني على عفوك، ولا تحملني على عدلك).

ورفع الله عن بني إسرائيل العذاب ستمائة سنة بقولهم: (ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل).

وقال موسى (عليه السلام): (يا رب ما علامة رضاك عني؟ فقال: ذكرك إياي يا ابن عمران).

ومر موسى (عليه السلام): (على قرية من قرى بني إسرائيل، فنظر إلى أغنيائهم قد لبسوا المسوح، وجعلوا التراب على رؤوسهم، وهم قيام على أرجلهم، تجري دموعهم على خدودهم، فبكى رحمة لهم، فقال: إلهي هؤلاء بنو إسرائيل حنوا إليك حنين الحمام وعووا عواء الذئاب، ونبحوا نباح الكلاب، فأوحى إليه: ولم ذاك؟ ألئن خزائني قد نفذت أم لئن ذات يدي قد قلت؟ أم لست أرحم الراحمين؟ ولكن أعلمهم أني عليم بذات الصدور، يدفونني وقلوبهم غائبة عني مائلة إلى الدنيا).؟؟

وهبط جبريل (عليه السلام) على يعقوب (عليه السلام) فقال: (يا يعقوب إن الله يقول لك قل: يا كثير الخير يا دائم المعروف، رد عليّ ابني، فأوحى إليه: وعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك).

وعن علي (عليه السلام): (اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي وتقبح فيما أبطن لك سريرتي).

وعن نوف البكالي عنه (عليه السلام) انه قام من الليل فقال: يا نوف ان داود (عليه السلام) قام في مثل هـــذه الساعة فقــــال: (انـــها ساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له، إلا أن يــــكون عشاراً أو عريفاً أو شرطياً أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة)(13).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من قطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله تعالى من سبع أرضين يوم القيامة).

وعن علي بن الحسين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من قال كل يوم مائة مرة: (لا إله إلا الله الحق المبين) كان له أماناً من الفقر، وأونس في وحشة القبر، واستجلب الغناء، واستقرع باب الجنة).

وعن جعفر بن محمد (عليهما السلام): (ما المبتلى الذي اشتد بلاؤه بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء).

وعن أبي الطفيل: ولد لرجل غلام على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فأتى به، فدعا له، وأخذ ببشرة جبهته فقال بها كذا وغمز جبهته، ودعا له بالبركة ، فنبتت شعرة في جبهته كأنها هلبة فرس. فشب الغلام، فلما كان زمن الخوارج أحبهم، فسقطت الشعرة عن جبهته، فأخذه أبوه فقيده، ودخلنا عليه، فوعظناه، وقلنا له: ألم تر أن بركة دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد وقعت من جبهتك؟ فما زلنا به حتى رجع وتاب. فرد الله الشعرة في جبهته.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من فتح نهاره بذكر الله تعالى، وختم ليله بالاستغفار غفر له ما بين ذلك).  

باب الروائح وما جاء في الطيب

عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (انه بايع قوماً كان بيد رجل منهم ردع خلوق، فبايعه بأطراف أصابعه، وقال: خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في صفة أهل الجنة: (ومجامرهم الالوة)(14).

وعن سهل بن سعد رفعه: (إن في الجنة مراغاً مثل مراغ دوابكم هذه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في صفة الكوثر: (ماؤه المسك، ورضراضه التؤام(15)، أي حمأته).

وعن أنس: دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق فيها، فاستيقظ فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو من أطيب الطيب.

وروي: فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدها فجعلت تنشف ذلك العرق في قواريرها، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): ما تصنعين؟ قالت: عرقك أذوب به طيبي.

وروي: نرجو به بركة صبياننا

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): أصبت.

وقال الجاحظ: سألت بعض العطارين من أصحابنا المعتزلة عن شأن المسك، فقال: لولا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد تطيب بالمسك ما تطيبت به.

ووجد رجل(16) قرطاساً فيه اسم الله فرفعه، وكان عنده دينار، فاشترى به مسكاً فطيبه، فرأى في المنام كأن قائلاً يقول له: كما طيبت اسمي لأطيبن ذكرك.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لا تردوا الطيب، فإنه طيب الريح خفيف المحمل).

وفي الحديث المرفوع: (إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمسي طيباً).

وفيه: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن إذا خرجن تفلات، أي غير متطيبات).

وعن أنس: كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) سكة يتطيب بها.

وكان أبو أيوب الأنصاري يصنع للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) طعاماً، إذا رد إليه سأل عن مواضع أصابعه فيتبعها، فصنع له طعاماً فيه ثوم، فلما رد إليه سأل عن مواضع أصابعه، فقيل: لم يأكل، ففزع، فقال: أحرام هو؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): لا، ولكني أكرهه من أجل ريحه.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أيما امرأة استعطرت فخرجت ليوجد ريحها فهي زانية، وكل عين زانية).

باب آداب معاشرة الناس

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من أخلاق النبيين والصديقين البشاشة إذا تراءوا، والمصافحة إذا تلاقوا، والزائر في الله حق على المزور إكرامه).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إذا زار العبد أخاه في الله نادى مناد من السماء: طبت وطاب ممشاك بوئت منزلاً في الجنة).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يقول الله عز وجل: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (مثل الذي يجلس فيسمع الحكمة من غيره ثم لايحدث إلا بشر ما سمع مثل رجل أتى راعياً فقال له: اعطني شاة من غنمك، فقال: اذهب فخذ خيرها، فجاء فاخذ بأذني الكلب الذي مع الغنم).

وقال أنس: كنت عند الحسن بن علي (عليه السلام) فدخلت جارية بيدها طاقة ريحان فحيته بها، فقال لها: (أنت حرة لوجه الله تعالى، فقلت له: حيتك جارية بطاقة ريحان لا خطر لها فاعتقتها! فقال: كذا أدبنا ربنا الله، (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها  ) (17) وكان أحسن منها اعتاقها).

وعن علي (عليه السلام): (توق من إذا حدثك كذبك، وإن حدثته كذبك، وإن ائتمنته خانك، وإن ائتمنك اتهمك).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (انزلوا الناس على منازلهم، مع التغالب التحاب).

وعن عبد الرحمن بن عوف: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عاده فما تحوز له عن فراشه، أي ما تنحى.

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (انه لم يصافحه أحد فخلى يده يكون الرجل البادي، ولا جلس إليه أحد قط فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى يقوم).

وقعد رجل في وسط الحلقة فقال لحذيفة بن اليمان: إن فلاناً أخاك مات. فقال: وأنت حقيق على الله أن يميتك، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول: (الجالس وسط الحلقة ملعون).

وعن جرير بن عبد الله: ما رآني النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الرجل أحق بمجلسه وبصدر دابته).

وعن علي (عليه السلام): (رسولك ترجمان عقلك).

وكان قوم من سفهاء بني تميم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقالوا:    يا محمد، اخرج إلينا نكلمك، فغم ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وساءه ما ظهر من سوء أدبهم، فأنزل: (إن الذين ينادوك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)(18).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لا تحقرن أحدا من المسلمين فان صغيرهم عند الله اكبر).

وعن أنس: لم يكن أحد أكرم علينا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وكنا إذا رأيناه لم نقم له لما نعلم من كراهته.

وعن أنس: ما رأيت أخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ركبته بين يدي جليس له قط، ولا ناول يده أحداً قط فيدعها حتى يكون هو الذي يدعها.

وعن لقمان (عليه السلام): (يا بني لا تبعث رسولاً جاهلاً، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (يا بني إذا مررت بقوم فارمهم بسهم الإسلام وهو السلام، فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول يوم دخل المدينة: (أفشوا السلام، وأطيبوا الكلام، وأطعموا الطعام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

وعن معاوية: نكحت النساء حتى ما أفرق بين امرأة وحائط، وأكلت حتى ما أجد ما استمرئه، وشربت الأشربة حتى رجعت الى الماء، وركبت المطايا حتى اخترت نعلي، ولبست الثياب حتى اخترت البياض، فما بقي من اللذات ما تتوق اليه نفسي الا محادثة أخ كريم.

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (المجالس أمانة).

وسأل يوسف (عليه السلام) جبريل (عليه السلام) عن حزن يعقوب (عليه السلام): فقال: (حزن سبعين ثكلى، قال: فماذا له من الأجر، قال: ما الله به عليم، قال: فهل تراني لاقيه؟ قال: نعم، قال: ما أبالي ما رأيت أن لقيته).

وعن علي (عليه السلام): (البشاشة حبالة المودة، والاحتمال قبر العيوب).

وعن أبي أمامة: خرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) متوكئاً على عصا، فقمنا إليه، فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً).

ولما تزوج علي (عليه السلام) النهشلية بالبصرة قعد على سريره، وأقعد الحسن (عليه السلام) عن يمينه، والحسين (عليه السلام) عن شماله، وأجلس محمد بن الحنفية بالحضيض، فخاف  أن يجد من ذلك فقال: يا بني أنت ابني وهذان ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)).

ودخل على علي (عليه السلام) رجلان، فألقى لهما وسادتين، فجلس أحدهما ولم يجلس الآخر، فقال له علي (عليه السلام): (اجلس فإنه لا يرد الكرامة الا حمار).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أيما رجل عرضت عليه كرامة فلا يدع يأخذ منها مما قل أو كثر).

وعن إسماعيل بن سالم عن حبيب: بلغني قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ان أفضل المؤمنين أحسنهم خلقاً).

وقال لقمان (عليه السلام) لابنه: (يا بني، إذا أتيت نادى القوم فأمرهم بسهم الإسلام، ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا، فإن رأيتهم قد نطقوا في ذكر الله فأجر سهمك معهم، وإلا فتحول من عندهم إلى غيرهم)(19).  

باب الصبر والاستقامة

وضبط النفس عند الشهوات

عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لو كان الصبر من الرجال لكان كريماً).

وعن علي (عليه السلام) رفعه : (الصبر ثلاثة، صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر على المعصية. فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين الأرضين إلى العرش).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الحياء زينة، والتقى كرم، وخير المركب الصبر).

وعن أيوب (عليه السلام) قالت له امرأته: لو دعوت الله ان يشفيك، قال: (ويحك كنا في النعماء سبعين عاماً فهلمي نصبر على الضراء مثلها، فلم ينشب إلا يسيراً أن عوفي).

وعن جابر بن عبد الله: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن الإيمان فقال: (الصبر والسماحة).

وعن علي (عليه السلام): (القناعة سيف لا ينبو، والصبر مطية لا تكبو، وأفضل عدة صبر على شدة).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الصبر عند الصدمة الأولى).

وعن علي (عليه السلام): (الصبر يناضل الحدثان والجزع من أعوان الزمان).

وسئل (عليه السلام): أي شيء أقرب إلى الكفر؟ فقال: (ذو فاقة لا صبر له).

وعن لقمان (عليه السلام): (الصبر عند مس المكاره من حسن اليقين).

وعن علي (عليه السلام): (أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الابل لكانت لذلك أهلاً، لا يرجون أحد منكم الا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم، ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشيء أن يتعلمه، وبالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، لا خير في جسد لا رأس معه، ولافي إيمان لا صبر معه).

وعنه (عليه السلام): (لا يعدم الصبور الظفر وإن طال الزمان).

ولما كلم الله موسى (عليه السلام) اعتزل النساء وترك أكل اللحم، ولم يصبر هارون فتزوج وأكل اللحم. فقيل لموسى (عليه السلام)، فقال: لكني لا أرجع في شيء تركته لله أبداً.

وعن علي (عليه السلام): (أطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين).

وعنه (عليه السلام): (وإذا كنت جازعاً على ما تفلت من يدك فاجزع على كل ما لم يصل إليك).

وفي كتابه (عليه السلام) إلى عقيل: (ولا تحسبن ابن أبيك ولو أسلمه الناس متضرعاً متخشعاً ولا مقراً للضيم واهنا، ولا سلس الزمام للقائد، ولا وطئ الظهر للراكب المتقعد ولكنه كما قال أخو بني سليم:

صبور على ريب الزمان صليب

 

فان تسألني كيف أنت فإنني

فيشمت عــــاداً ويــــساء حبيب

 

يعز علي أن ترى بي كآبـة

أوحى الله إلى داود (عليه السلام): (تخلق أخلاقي، وان من أخلاقي إني أنا الصبور، فاصبر على الأيام صبر الملوك).

باب الصدق والحق

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ما أملق تاجر صدوق).

وعن علي (عليه السلام): (إن الحق ثقيل مريء وإن الباطل خفيف وبيء)(20).

وعنه (عليه السلام): (من صارع الحق صرعه).

وعنه (عليه السلام): (من تعدى الحق ضاق مذهبه).

وعنه (عليه السلام): (من أبدى صفحته للحق هلك).

وعنه (عليه السلام): (حق وباطل ولكل أهل، فلئن أمر الباطل لقديماً فعل، ولئن قل الحق فربما ولعل، ولقلما أدبر شيء فأقبل).

وعنه (عليه السلام): (التاجر الصدوق إن مات في سفره مات شهيداً وإن مات على فراشه مات صديقاً).

وعن عبد الله بن عمر: (جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: يا رسول الله ما عمل أهل الجنة؟ فقال: الصدق، اذا أصدق العبد برّ، واذا برّ آمن، واذا آمن دخل الجنة، قال: يا رسول الله، ما عمل أهل النار؟ قال: الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الصدق يهدي الى البرّ، والبر يهدي إلى الجنة، وإن المرء ليتحرى الصدق حتى يكتب صديقاً).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليك بالصدق وان ضرك، وإياك والكذب وان نفعك).

وعن عائشة: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): بم يعرف المؤمن؟ قال: (بوقاره ولين كلامه وصدق حديثه).

وقال موسى (عليه السلام): (أي عبادك أسعد؟ قال: من آثر هواك على هواه، وغضب لي غضب النمر لنفسه).

قال رسطاليس الاسكندر: أنصر الحق على الهوى تملك الأرض تملك استعباد.

وعن محمد بن علي الباقر (عليه السلام): (إن الحق استصرخني، وقد حواء الباطل في جوفه، فبقرت عن خاصرته واطلعت الحق عن حجبه حتى ظهر وانتشر، بعد ما خفي واستتر).

وسلمة بن عباد ملك عمان وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقال:

نشرت كتاباً بالحق معلا

 

رأيتك يــــا خير الــــبرية كلها

وكان قديماً ركنه قد تهدما

 

اقمت سبيل الحق بعد اعوجاجه

            وحج معاوية فطلب امرأة يقال لها دارمية الحجونية من شيعة علي (عليه السلام) وكانت سوداء ضخمة، فقال: كيف حالك يا بنت حام؟ قالت: بخير، ولست بحام أدعى، إنما أنا امرأة من كنانة).  

باب الطاعة لله ولرسوله ولولاة المسلمين

عن علي (عليه السلام): (بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جيشاً وأمر عليهم رجلاً وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأجج ناراً وأمرهم أن يقتحموا فيها فأبى قوم أن يدخلوها وقالوا: انما فررنا من النار، وأراد قوم أن يدخلوها، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال: لو دخلوها لم يزالوا فيها، وقال: (لا طاعة في معصية الله، انما الطاعة في المعروف).

وروي: فهم القوم أن يدخلوه فقال لهم شاب: لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها، فأتوا رسول الله، فقال لهم: (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبداً، انما الطاعة في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وقال: اسم الأمير (عبد الله بن محرز) وكانت فيه دعابة، فلما هموا بالدخول قال اجلسوا فإني كنت أضحك وألعب، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يأمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة).

وعن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله. ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (عليك السمع والطاعة في عسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك).

وعن علي (عليه السلام): (إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة).

وعن علي (عليه السلام): (من أراد الغنى بلا مال، والعز بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فإنه واجد ذلك كله).

وعن علي (عليه السلام): (فانهد بمن أطاعك على من عصاك واستغن بمن انقاد معك عمن تقاعس عنك، المتكاره مغيبه خير من شهوده، وقعوده أغنى من نهوضه).  

باب العدل والإنصاف

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): (زين الله السماء بثلاث: بالشمس والقمر والكواكب، وزين الأرض بثلاث: بالعلماء والمطر وسلطان عادل).

وعن علي (عليه السلام): (أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، ومواساة الأخوان بالمال، وإنصاف الناس من نفسك).

ووجه علي (عليه السلام) ابن عباس وعمار بن ياسر والحسن (عليه السلام) ابنه حين توجه إلى صفين، لعزل أبي موسى عن الكوفة، وحمل ما في بيت مالها إليه، فوجدوا فيه اثنين وخمسين ألف درهم. فقال: كيف اجتمع هذا كله للأشعري ولم يجتمع لمن قبله). 

وقيل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): (ما بالك إذا سافرت كتمت بنسبك عن أهل الرفقة؟ قال: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطى مثله).

ونزل رجل بعلي (عليه السلام) فمكث عنده أياماً،‎ ثم تغوث إليه في خصومة، فقال علي (عليه السلام): (أخصم أنت؟ قال: نعم، قال: فتحول عنا، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) نهى أن يضاف خصم إلا ومعه خصمه).

وعن عبادة بن الصامت: صلى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى بعير من إبل الصدقة، كما سلل تناول وبرة من البعير وقال: (ما لي فيما أفاه الله عليكم ولامثل هذه، الا الخمس والخمس مردود فيكم).

وعن أردشير: إذا رغب الملك عن العدل، رغبت الرعية عن الطاعة.

وعنه : لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل وحسن سياسة. ولم يكن بعد أردشير أعدل من أنو شيروان، وهو الذي ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لسبع خلت من ملكه. وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (ولدت في زمن الملك العادل). وسائر الأكاسرة كانوا يستعبدون ويتسخرون الرعايا، ويستأثرون عليهم بكل شيء، فلا يجرأ أحد أن يطبخ سكباجا، أو يلبس ديباجا أو يركب هملاجا، أو يملك حسناء، أو يبني قوراء، أو يؤدب ولده، أو يمد إلى مرؤة يده، ويبنون الأمر على قول عمرو من مسعدة للمأمون: كل ما يصلح للمولى على العبد حرام.

وقدم عبد الله بن زمعة على علي (عليه السلام) في خلافته، وكان من شيعته، فطلب منه مالاً، فقال: (إن هذا المال ليس لي ولا لك، وإنما هو فيء للمسلمين وجلب أسيافهم، فإن شركتهم في حربهم كان لك مثل حظهم، وإلا فجناة أيديهم لا تكون بغير أفواههم).

وقال (عليه السلام) لعامله: (انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له، ولاتروعن مسلماً، ولا تجتازن عليه كارها، ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله، فإذا قدمت على الحي فأنزل بمائهم، من غير أن تخالط أبياتهم، ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم، ولا تخدج بالتحية لهم، ثم تقول: عباد الله، أرسلني إليكم ولي الله وخليفته لآخذ منكم حق الله تعالى في أموالكم فهل لله تعالى في أموالكم من حق لتؤدوه إلى وليه؟ فإن قال قائل: لا، فلا تراجعه.. وإن أنعم لك منعم فانطلق معه من غير أن تخيفه أو توعده أو تعسفه أو ترهقه، فخذ ما أعطاك من ذهب أو فضة، فإن كانت له ماشية أو إبل فلا تدخلها إلا بإذنه فإن أكثرها له، فإذا أتيتها فلا تدخلها دخول متسلط عليه ولا عنيف به، ولا تنفرن بهيمة، ولا تفزعنها، ولاتسوأن صاحبها فيها).

وقال (عليه السلام) للأشتر حين ولاه مصر: (اجعل لذوي الحاجات منك قسماً تفرغ لهم فيه شخصك، وتجلس لهم فيه مجلساً عاماً، فتواضع فيه لله الذي خلقك، وتقعد عنهم جندك وأعوانك من أحراسك وشرطك حتى يملك متكلمهم غير متعتع، فإنى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول في غير موطن: لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع، ثم احتمل الخرق منهم والعي، ونح عنهم الضيق والأنف، يبسط الله عليك أكناف رحمته، ويوجب لك ثواب طاعته).  

باب الشوق والحنين إلى الأوطان

قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أصيل الغفاري من مكة‎، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (يا أصيل، كيف عهدت مكة؟ قال: عهدتها والله قد أخصب جنابها، وأعذق اذخرها، واسلب ثمامها، وامشر سلمها(21). فقال: حسبك يا أصيل).

وروي أن أبان بن سعيد قدم عليه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (يا أبان كيف تركت أهل مــــكة؟ قال: تركــــتهم وقد جيدوا(22) وتركت الأذخر وقد اعـــذق، وتركت الثمام وقد خاص، فاغرورقت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)).

باب العفاف والورع

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس).

وعن على (عليه السلام): (العفاف زينة الفقر).

وقال داود (عليه السلام) لبني إسرائيل: (اجتمعوا فإني أريد أن أقوم فيكم بكلمتين، فاجتمعوا على بابه، فخرج إليهم فقال: يا بني إسرائيل، لا يدخل أجوافكم إلا طيب، ولا يخرج من أفواهكم إلا طيب).

وعن سليمان (عليه السلام): (إن الغالب لهواه أشد من الذي يفتح مدينة وحده).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن الله حرم الجنة أن يدخلها جسد غذي بحرام).

وعنه (صلى الله عليه وآله وسلّم): (إن قوما يحيون يوم القيامة لهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها الله هباءً، ثم يؤمر بهم إلى النار، فقال سلمان: حلهم لنا يا رسول الله. فقال: أما أنهم كانوا يصلون ويصومون ويأخذون أهبة من الليل ولكن كانوا اذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا إليه).

وعدمت زوج أبي ذر ما تكفّنه به فبكت، فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين. فأبصري الطريق. فإذا برجال.. أقبلوا ففدوه بآبائهم وأمهاتهم. فقالت: أنشدكم الله أن كفنني رجل منكم كان عريفا، أو أميرا، أو شرطيا. فكفنه فتى أنصاري منهم بثوبين من غزل أمه).

وعن عائشة قالت: يا رسول الله من المؤمن؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): (المؤمن من إذا اصبح نظر في رغيفيه من أين يكسبهما. قالت: يا رسول الله أما انهم لو كلفوه لتكلفوه، قال: أما انهم قد كلفوه، ولكن يعشقون الدنيا عشقا).

وعن عيسى (عليه السلام): (لا تكن حديد النظر الى ما ليس لك، فانه لن يرى فرجك ما حفظت عيناك، فان استطعت أن لا تنظر الى ثوب المرأة التي لا تحل لك فافعل، ولن تستطيع ذلك الا باذن الله)(23).  

تتمة

1 - راجع للتفصيل عن فتح مكة كتاب (ولأول مرة في تاريخ العالم) ج 2 ص 61 - 92 للإمام المؤلف (دام ظله).

2 - التريف: عيش الريف، وهو السعة في المأكل والمشرب.

3 - سورة الشعراء: 101.

4 - الخلة: بالضم الصداقه والمحبة التي تخللت القلوب فصارت خلاله أي في باطنه.

5 - البوائق: جمع بائقة: الداهية والشر. والغشم: أشد الظلم.

6 - والقتار: ريح القدر وقد يكون من الشواء، وهو دخان ذو رائحة خاصة ينبعث من الطبيخ أو الشواء أو العظم المحرق أو البخور، واقتدح افتعل من قدح، يقال قدح القدر واقتدح منها: غرف مما فيها.

7 - يريد بصفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): على بن أبي طالب (عليه السلام) والطيبان حمزة سيد الشهداء وجعفر بن ابي طالب (عليهما السلام)، وابنته فاطمة (عليها السلام) وابناها الحسن والحسين (عليهما السلام).

8 - مستجفرا: أي اتسع جنبه، ويقال استجفر الصبي اذا انتفخ لحمه وصارت له كرش واستعملها هنا مجازا بمعنى امتلأ فمه كلاما ولم يتوقف.

9 - امتقع لونك: من حزن أو فزع أو مرض وافتلج بدنك: تحوك واضطرب.

10 - سورة الحج: 40.

11 - سورة الحديد: 23.

12 - سورة الاعراف: 199.

13 - العرطبة: الطبل، الكوبة: الطنبور، وقيل على العكس.

14 - الألوة: العود الذي يتبخر به.

15 - التؤم: الدر.

16 - قيل: هو بشر بن الحارث المشهور ببشر الحافي.

17 - سورة النساء: 86.

18 - سورة الحجرات: 4.

19 - الى هنا تم الجزء الثاني من كتاب ربيع الأبرار.

20 - مريء من مرأ الطعام مراءة فهو مريء، أي هنيء جيد العاقبة، ومعناه ان الحق وان ثقل الا انه جيد العاقبة، والباطل وان خف فهو وبيء وخيم العاقبة. يقال ارض وبيئة: كثيرة الوباء وهو المرض العام.

21 - أعذق اذخرها: صار له عذوق وشعب، وأسلب ثمامها: أخرج خوصه. وأمشر سلمها: خرج ورقه واكتسى به.

22 -جيدوا: أي مطروا مطرا جودا. ومطر جود واسع غزير لا مطر فوقه البتة، وخاص الثمام: أخرج خوصه.

23 - الى هنا تم الجزء الثالث من الكتاب.